«وجهات وحكايات» مشروع لتوثيق وإحياء تُراث مدينتى البهنسا والقصير .. سارة بيصر: هدفنا ربط التراث بالتنمية الاقتصادية

هاجر عثمان
قالت سارة بيصر، المؤسسة والمديرة التنفيذية لـمبادرة «يلا تطوع - Yalla volunteer»، إن المبادرة أطلقت مشروع توثيق التراث الثقافى والتاريخى «وجهات وحكايات»، مِن خلال نموذج محاكاة الأمم المتحدة فى الجونة «EGIMUN».
أضافت «بيصر» المؤسس المُشارك لمشروع «وجهات وحكايات» فى حديثها لروزاليوسف: «المشروع يهدف إلى الحفاظ على التراث الثقافى والتاريخى لمدينتى (القصير بمحافظة البحر الأحمر والبهنسا بمحافظة المنيا)، من خلال التوثيق الرقمى والمعرفى، ورفع الوعى المُجتمعى، بجانب تعزيز التراث كمورد للتنمية المستدامة، لضمان بقاء هذا التراث للأجيال القادمة، وتعزيز مكانة المدينتين كوجهات ثقافية وسياحية».
انطلق نموذج محاكاة الأمم المتحدة فى مدينة الجونة بمحافظة البحر الأحمر مطلع فبراير الجارى، وتُشرك عمليات محاكاة نموذج الأمم المتحدة مئات الآلاف من الطلاب كل عام، مما يساعدهم على تعلم المزيد عن مبادئ الأمم المتحدة وكيفية سريان العمل داخلها.
فسرت سارة أسباب اختيار المدينتين لتنفيذ مشروع توثيق وإحياء التراث قائلة: «نفذنا خلال العام الماضى من خلال مبادرة يلا تطوع عدة ورش للتمكين الاقتصادى للنساء، واكتشفنا هذا التراث الغنى جدًا فى كلتا المدينتين، فالقصير تتمتع بتراث غير مادى فريد لقبائل العبابدة حيث الزى التقليدى، المأكولات،العادات والتقاليد والأغانى الشعبية، فضلا عن التراث المادى المميز فى الطابع المعمارى لمدينة القصير حيث طراز شركة الفوسفات الذى يعود تاريخ تأسيسها لأكثر من 100 عام، وكذلك المحاجر».
تابعت: أما «البهنسا» فهى مدينة شاهدة على التنوع والتعددية الدينية والثقافية والحضارية التى تتمتع بها مصر، حيث يوجد بها أكبر عدد من مقابر صحابة النبى محمد، بعد مقابرهم فى منطقة «البقيع» بالمدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، كذلك تحتوى بقايا آثار فرعونية، إسلامية وقبطية».
«رغم الغِنى الثقافى والتراثى الذى تتمتع به مدينتا البهنسا والقصير، فإنهما تظلان مهضومًا حقهما فى تسليط الضوء عليهما أو اتخاذهما كوجهات سياحية مميزة سواء للمصريين أو الأجانب، بجانب فقر احتياج سكان هذه المدن إلى تمكينهم اقتصاديا نظرًا لقلة فرص العمل المتاحة هناك. «تقول سارة بيصر المؤسس المُشارك لمشروع «وجهات وحكايات».
تضيف: «هدفنا كفريق عمل توثيق تراث هذه المدن، وعلى رأسها إحياء الحرف التراثية من خلال إشراك المجتمع المحلى، وبدأنا فى تدريبهم على تطوير مهاراتهم على إنتاج قطع فنية تراثية منذ يوليو الماضى، كالحقائب مثًلا التى تحمل الهوية البصرية للقصير أو البهنسا وتحقيق عائد اقتصادى لهما، لسنا نوثق فقط ولكن نربط التراث بالتنمية المستدامة وتوفير فرص عمل لأهالى البهنسا والقصير».
أما عن أسباب اختيار نموذج محاكاة الأمم المتحدة فى الجونة لإطلاق مشروع «وجهات وحكايات» تقول بيصر: «نشارك كمبادرة يلا تطوع للعام الثالث على التوالى فى نموذج المحاكاة للأمم المتحدة، ووجدنا فرصة جيدة لإطلاق مشروع التوثيق للتراث مع طلاب المدارس الدولية الذين بلغ عددهم أكثر من 400 طالب وطالبة، لرفع الوعى لديهم بقيمة التراث المصرى وتنوعه وتعدده فى المدن المصرية بالصعيد والبحر الأحمر».
استطردت: «لمسنا تعطشًا من الطلاب ونهمًا لمعرفة أماكن هذه المدن والرغبة فى زيارتها، كإحدى الوجهات السياحية لهم، ونفذوا من خلال الورش التفاعلية بالألوان والكولاج هوية بصرية لمدينة البهنسا من خلال تلوين إحدى الحقائب».
يستهدف مشروع وجهات وحكايات العاملين بقطاع الصحافة والإعلام، توضح سارة: «نسعى لتدريب مجموعة من الصحفيين والإعلاميين المهتمين بالثقافة والتراث للعمل على توثيق الحكايات الشعبية وأشكال التراث المتنوعة فى مدينتى القصير والبهنسا من أجل تسليط الضوء الإعلامى عليها».
وبسؤالها عن خطط مشروع «وجهات وحكايات» المستقبلية، تقول سارة بيصر: «نسعى لإنشاء قاعدة بيانات رقمية تحتوى على المواقع التراثية، والتاريخية، والقصص والمظاهر التراثية الشعبية الخاصة بالقصير، والبهنسا، بالإضافة لإشراك المجتمع المحلى، خاصة الشباب، فى الحفاظ على التراث من خلال الأنشطة التعليمية والتدريبية، وتنمية الوجهات السياحية، والتشجيع على السياحة المُستدامة، والعمل على التمكين الاقتصادى للمجتمعات المستهدفة».
وتوضح بيصر آليات عمل «وجهات وحكايات» فى توثيق التراث، قائلة: «نسعى لتعزيز التعاون مع المؤسسات الوطنية والدولية لدعم جهود التوثيق والحفاظ على التراث، تنمية الوجهات السياحية، والتشجيع على السياحة المُستدامة، وأخيرًا التمكين الاقتصادى وإنتاج الهوية البصرية للمدينة منتجات شنط وحقائب وبدأنا الشراكات والتشبيك وتكاتف الجهود مع مؤسسات محلية».
ومن جانبه صرح «إيهاب أحمد» المؤسس المُشارك لمشروع «وجهات وحكايات»، أنه يجب الاهتمام بتوثيق التراث، لحمايته من الاندثار، وتعريف الأجيال الجديدة به، قائلا: «فمن ليس له ماضٍ، ليس له حاضر، ولا مُستقبل».
وأشار إلى ضرورة تكاتف الجهات المعنية بحماية التراث، موضحًا أن مشروع «وجهات وحكايات»، يعمل من خلال عدة محاور للحفاظ على التراث، هى: (البحث والتوثيق، ورش العمل والتدريب التى تستهدف المجتمعات المحلية المستهدفة، إنتاج المواد التوعوية كالأفلام الوثائقية والمطبوعات، تعزيز الشراكات من أجل الحفاظ على التراث).