السبت 19 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
هل يسير الأهلى والزمالك على طريق النادى النرويجى؟

هل يسير الأهلى والزمالك على طريق النادى النرويجى؟

هل عرف مسئولو الرياضة فى مصر، خاصة كرة القدم، ما فعله نادى بودو جليمت النرويجى؟ وهل قرأت أنديتنا خاصة الأهلى والزمالك بيان هذا النادى الرائع؟، أتمنى أن تسير أنديتنا على خطى بودو جليمت وأن تتخذ منه قدوة لها وتقوم بنفس المبادرة، فقد تبرع النادى النرويجى بعائد مباراته أمام نادى  مكابى تل أبيب الإسرائيلى لإعادة إعمار غزة، وهى المباراة التى أقيمت منذ أيام فى مسابقة الدورى الأوروبى، حيث بلغت حصيلة بيع التذاكر 735 ألف كرونة نرويجية (حوالى 65 ألف دولار أمريكى)، وسيتم تسليمها إلى الصليب الأحمر  من أجل هذا الهدف النبيل، فاز النادى النرويجى فى المباراة بثلاثة أهداف مقابل هدف، ولكن الأهم هو الهدف الإنسانى الذى أحرزه متفوقًا على كل أندية العالم وفى مقدمتها أنديتنا التى كانت من المفترض أن تكون سباقة فى مثل هذه المبادرات، ومن يقرأ البيان الذى أصدره النادى عقب المباراة يدرك من خلاله الرؤية الأخلاقية التى تحكم تصرفاته فى التعامل مع الأزمات الإنسانية والتعاطف مع الضحايا، كما يتبين كيف يمكن للأندية أن تبعث رسائل سياسية من خلال الرياضة مهما كانت التكلفة التى ستتحملها،  يقول البيان: «لا يمكن لنا أن نتجاهل أو نظهر أننا غير متأثرين بالمعاناة والانتهاكات للقانون الدولى التى جرت فى غزة، ورغم أننا فريق كرة القدم، ولسنا طرفًا سياسياً إلا أنه كان من المستحيل التمييز بشكل واضح بين الرياضة والسياسة فى الفترة التى سبقت المباراة ضد الفريق الإسرائيلى، نريد المضى قدما وفق القانون الداخلى الخاص بنا الذى يعبر عن فخرنا بعيدًا عن ملاعب كرة القدم».



ووجه النادى الشكر لجماهيره «لضبط نفسها  وتجاهل استفزازات مشجعى النادى الإسرائيلى   خلال المباراة»، والأجمل أن قرار النادى لقى ترحيبًا كبيرًا من جماهيره التى شجعت الإدارة على هذا التصرف ووصفه البعض على صفحة النادى فى وسائل التواصل الاجتماعى بـ«القرار الشجاع الذى سيرفع الروح المعنوية للمصابين فى غزة، خاصة أن المباراة كانت ضد فريق إسرائيلى»، وقال آخرون: «إن ما فعله نادينا سيبقى فى التاريخ باعتباره عمل عظيم»، الأكثر جمالاً ما فعله مشجعون غير منتمين للنادى فقد أعربوا عن تقديرهم لهذا التصرف الأخلاقى، سبقنا النادى النرويجى بهذه المبادرة فهل تتخذ أنديتنا موقفًا مماثلاً؟ وهل يمكن أن نتبرع بعائد مباريات أسبوع من الدورى العام  ومن بينها عائدات البث التليفزيونى والإعلانات؟ وهل يمكن أن تقام مباراة بين الأهلى والزمالك من أجل إعمار غزة وتدعيمًا لأهلها الذين يحتاجون أيضًا الغذاء والعلاج والكساء، لو أقدم الفريقان على هذه المبادرة فسيكون وقعها رائعًا على الفلسطينيين نظرًا لما يتمتع به الناديان من شعبية كبيرة فى فلسطين وفى العالم العربى كله، بل يمكن أن يسعى الناديان الى إقامة مباريات ودية من أجل نفس الغرض مع فرق عربية وأجنبية والعديد منها متعاطف مع أهل غزة حتى إن جماهير بعضها رفعت الأعلام الفلسطينية فى مبارياته، وهو ما يعنى أنه سيكون هناك ترحيب بمثل هذه المباريات، إننى أقدم مجرد أمثلة لما يمكن أن تقوم به أنديتنا لأهلنا فى غزة والأمر مطروح للنقاش ولاقتراحات أخرى إذا كانت لدى أنديتنا النية فى القيام بهذا العمل الإنسانى، والاقتراح أيضا موجه لفنانينا الذين يمكنهم القيام بحفلات وتخصيص عائدها للغزاويين، خاصة ممن لهم اهتمامات سياسية وإنسانية، ولدينا العديد من الفنانين  حصلوا على لقب سفير النوايا الحسنة من الأمم المتحدة ما يؤهلهم للقيام بدور فعّال وإيجابى فى هذا المجال ودعوة زملائهم وإقناعهم بأهمية مثل هذه المبادرات، كما أن لدينا فنانين أظهروا تعاطفهم مع القضية الفلسطينية وأعلنوا مقاطعتهم لمنتجات وسلع الشركات التى دعمت إسرائيل فى عدوانها الهمجى والبربرى، وهؤلاء من المفترض أن لديهم الاستعداد للقيام بهذا الدور الوطنى،  أيضًا يمكن لنقابتنا الفنية أن توجه هذه الدعوات وتشجع عليها وأن تتولى إرسال العوائد إلى منظمتى الهلال والصليب الأحمر، من المفترض أننا لسنا أقل إنسانية من النادى النرويجى، بل إننا أولى منه وكان يجب أن نسبقه، ولكن أن تصل متأخرًا خير من ألا تصل على الإطلاق، فهل تفعلها أنديتنا وفنانونا؟