الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ردًا على حكومة الاحتلال وحلفائها: مصر تجدد رفضها لمخطط «التهجير» بشكل رسمى

فى الوقت الذى لا يزال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يصر على طرح خططه لتفريغ قطاع غزة وتهجير سكانه، كذلك إعلان أعضاء حكومة الاحتلال الإسرائيلى باتخاذ خطوات لتهجير الشعب الفلسطينى من أراضيه المحتلة؛ جاء بيان  الخارجية المصرية لتجدّد رفض مصر لمخطط «التهجير» المطروح، الذى يُعَد خرقًا صارخًا للقوانين الدولية ولأبسط حقوق المواطن الفلسطينى المشروعة فى العيش على أرضه التى سُلبت منه على يد قوات احتلال غشيمة.



 

 تحذير واضح

وأكد بيان الخارجية المصرية، أن تداعيات التصريحات الصادرة، الخميس 6 فبراير 2025، من عدد من أعضاء الحكومة الإسرائيلية حول بدء تنفيذ مخطط لتهجير الشعب الفلسطينى من أرضه؛ شأنٌ يستوجب المحاسبة، مؤكدًا أن هذه الخطوة ستؤدى الى «تداعيات كارثية».. قد تترتب على هذا السلوك غير المسئول الذى يضعف التفاوض على اتفاق وقف إطلاق النار ويقضى عليه، كما يُحَرض على عودة القتال مُجدَّدًا إلى جانب المخاطر التى قد تنتج عنه على المنطقة بأكملها وعلى أسُس السلام، وتؤكد مصر على الرفض الكامل لمثل هذه التصريحات غير المسئولة جملة وتفصيلاً.

 لا لتصفية القضية الفلسطينية

 رفضُ مصر جاء  على جميع المستويات حكومة وشعبًا لأى طرح أو تصوُّر يستهدف تصفية القضية الفلسطينية من خلال انتزاع الشعب الفلسطينى أو تهجيره من أرضه التاريخية والاستيلاء عليها، سواء بشكل مرحلى أو نهائى، وهو ما عَبّر عنه بيان الخارجية المصرية، وقد حذر من تداعيات تلك الأفكار التى تُعَد «إجحافًا وتعديًا على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، ولن تكون مصر طرفًا فيه».

كما أكد البيان، على ضرورة التعامل مع جذور الصراع، التى تتمثل فى وجود شعب تحت الاحتلال منذ عقود عانى خلالها من كل أشكال التهجير والاضطهاد والتمييز، وهو ما يتعين العمل على إنهائه بصورة فورية واستعادة الشعب الفلسطينى لحقوقه «غير القابلة للتصرف وفقًا لمرجعيات الشرعية الدولية».

كما أكد الرّد المصرى على ضرورة تنفيذ وقف إطلاق النار فى غزة بمراحله الثلاث وبصورة دائمة، منوّهة إلى اعتزامها الانخراط بصورة فورية مع الشركاء والأصدقاء فى المجتمع الدولى فى تنفيذ إعادة الإعمار خلال إطار زمنى محدّد، ودون خروج الفلسطينيين من قطاع غزة؛ خصوصًا مع تشبثهم بأرضهم التاريخية ورفضهم الخروج منها.

بيان الخارجية  لم يكن الموقفَ الوحيدَ الذى أعلنت فيه  مصر حكومة وشعبًا رفض مبدأ التهجير القسرى لشعب غزة؛ حيث أكد عددٌ من الأحزاب السياسية ونواب بالبرلمان، أن مصر ستظل أكبر مساند للقضية الفلسطينية وحقوقها المشروعة؛ باستمرار رفضها القاطع للتهجير القسرى وعدم تصفية القضية الفلسطينية، وذلك بالتزامن مع تأكيد وزارة الخارجية على دعم مصر للحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطينى، وضرورة السعى نحو التوصل لحل سياسى دائم وعادل للقضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

 سيناريو  48 و67 لن يتكرّر

من جانبها أصدرت الرئاسة الفلسطينية بيانًا تشجب فيه خطوات قوات الاحتلال والدول الداعمة، خطوات «التهجير القسرى» التى تتبع ضد الشعب الفلسطينى، مؤكدًا؛ أن الشعب والقيادة الفلسطينية لن يسمحا بتكرار نكبتَىّ 1948 و1967 وسيُفشلان أى مخطط يهدف إلى تصفية القضية.

وقال الناطق الرسمى باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن «فلسطين بأرضها وتاريخها ومقدساتها ليست للبيع، وهى ليست مشروعًا استثماريًا، وحقوق الشعب الفلسطينى غير قابلة للتفاوض وليست ورقة مساومة».

وتابع «أبو ردينة»: «شعبنا الفلسطينى الذى قدّم التضحيات الجسام دفاعًا عن حقوقه الوطنية المشروعة، وحفاظًا على قراره الوطنى المستقل الذى تمثله منظمة التحرير الفلسطينية؛ لن يتنازل عن شِبْر من أرضه سواء فى قطاع غزة أو الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين».

وأضاف: «الرد العربى والدولى على مخططات الإدارة الأمريكية بتهجير الفلسطينيين، أثبت أن العالم جميعه يتكلم بلغة واحدة نابعة من الشرعية الدولية والقانون الدولى، فيما تتكلم الإدارة الأمريكية وحدها لغة مختلفة، كما أن هناك أصواتًا أمريكية وأعضاء كونجرس، وأصواتًا إسرائيلية تَعتبر أن هذا المشروع غير قابل للتنفيذ».

وأكد «أبو ردينة» أن تحقيق السلام والأمن والاستقرار ينبع من فلسطين وتحديدًا من عاصمتها القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية، وليس من أى مكان آخر، ولا بأى قرار من أحد.

فيما ثمَّن الرئيس محمود عباس، فى بيان رسمى، مواقف الدول العربية والدولية الرافضة لدعوات التهجير أو الضم، مؤكدًا أنه لا بديل عن حلول سياسية على أساس الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، من أجل سلام دائم ومستقر يحقق الأمن والاستقرار لدول المنطقة.

 مخطط «احتلال» أمريكى- إسرائيلى

وكشف الرئيس الأمريكى المنتخَب دونالد ترامب عن مخطط واشنطن وتل أبيب لتفريغ قطاع غزة من سكانه، مؤكدًا، خلال مؤتمر صحفى مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى البيت الأبيض، عزم بلاده السيطرة على غزة بعد تهجير الفلسطينيين من القطاع إلى دول أخرى.

ولم يستبعد ترامب إمكانية نشر قوات أمريكية لدعم إعادة إعمار غزة، متوقعًا أن تكون للولايات المتحدة «مِلكية طويلة الأمد» فى القطاع الفلسطينى المحتل.

كما أعلن الرئيس ترامب أن إسرائيل سَتُسَلم قطاع غزة إلى الولايات المتحدة بعد انتهاء الحرب الدائرة، وفق تصريحاته، موضحًا خلال منشور له على صفحته الرسمية بموقع «سوشيال تروث»، أنه «لن تكون هناك حاجة لجنود أمريكيين»، وأن الاستقرار سيعود إلى المنطقة، موضحًا أن الفلسطينيين سيكون لديهم فرصة للعيش فى سعادة وأمان وحرية.

كما أكد ترامب أن التعاون سيبدأ مع فِرَق التنمية لتشييد ما وصفه بأنه سيكون «أحد أعظم وأروع مشاريع التنمية على وجه الأرض».

خطة ترامب المزعومة قوبلت خلال الأيام الماضية برفض عربى وعالمى واضح؛ حيث أعلنت مصر والأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات وسَلطنة عُمان، فضلًا عن فلسطين، وجامعة الدول العربية والبرلمان العربى ومجلس التعاون الخليجى، رفض خطط ترامب، فيما أعلنت المنظمات الدولية والأممية، رفضها القاطع  والحاسم لمخطط الرئيس الأمريكى وحليفه الإسرائيلى.

وفى أوروبا، أعربت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا وبولندا وسلوفينيا واسكتلندا وبلجيكا وسويسرا، عن رفضها القاطع لمخططات ترامب، محذرةً من أن ذلك يشكل «انتهاكًا خطيرًا للقانون الإنسانى الدولى» وقد يؤجج الكراهية والاضطرابات بالشرق الأوسط.

كما أكدت هذه الدول على ضرورة الدفع نحو تنفيذ حل الدولتين كسبيل وحيد لإنهاء الصراع وتحقيق السلام بالمنطقة.

ومنذ 25 يناير الماضى، يُرَوّج الرئيس الأمريكى المنتخب حديثًا؛ لمخطط نقل فلسطينيىّ غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذى رفضه البَلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.