الإثنين 28 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

أثناء مشاركته فى ذكرى معسكر أوشفيتز النازى مطالب شعبية فى بولندا لاعتقال نتنياهو

أثار تحدى رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو لقرار محكمة العدل الدولية، وإعلان تأكيد مشاركته فى ذكرى معسكر أوشفيتز الألمانى النازى السابق فى الـ 27 يناير 2025، موجة غضب عارمة تسببت فى خروج مظاهرات عارمة فى الشوارع والميادين البولندية.. وذكرت صحيفة   بولندية    رائدة، رزيكزبوسبوليتا، - الشهر - أن  نتنياهو لا يخطط لحضور ذكرى معسكر أوشفيتز الألمانى النازى السابق فى الـ27 يناير بسبب الخوف من الاعتقال، وأن السلطات الإسرائيلية لم تطلب حتى من رئيس الوزراء المشاركة فى الحفل لأنهم «كانوا يعرفون ما سيكون رد وارسو».



 

من جانبه قال نائب وزير الخارجية البولندى فلاديسلاف  بارتوشيفسكى، المسئول عن تنسيق الحدث، لصحيفة رزيسبوسبوليتا «نحن ملزمون باحترام قرارات المحكمة الجنائية الدولية» وقالت مصادر دبلوماسية بولندية للصحيفة إن بولندا عازمة على ضمان مثول فلاديمير بوتين، الذى يخضع أيضًا لأمر من المحكمة الجنائية الدولية، أمام المحكمة. وأضافوا: «لهذا السبب يجب أن نلتزم بقراراتها!»

وأدان  المبعوث الخاص لإسرائيل لمكافحة معاداة السامية، ميخال كوتلر وونش، موقف بولندا، قائلًا إنها فاتتها اللحظة الأكثر أهمية لقول «لن يحدث هذا مرة أخرى» فى الذكرى الثمانين لتحرير أوشفيتز والوقوف مع إسرائيل «ردًا على أسوأ هجوم على اليهود منذ الهولوكوست». 

وانتقد عدد من  وسائل الإعلام والمعلقين المحافظين الأميريكيين بولندا ودعوها إلى منح نتنياهو ممرًا آمنًا.

وحذرت مجلة ناشيونال ريفيو فى مقال رأى من أن هذه القضية قد تضر بعلاقات بولندا مع إدارة ترامب الجديدة.

الرئيس البولندى دودا محافظ يتمتع بعلاقات وثيقة مع دونالد ترامب بينما رئيس الوزراء توسك شخصية أكثر ليبرالية انتقدت ترامب سابقًا واشتبكت بانتظام مع الرئيس البولندى.

وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية باول فرونسكى إلى أنه لم يكن هناك طلب لحضور نتنياهو لذكرى أوشفيتز ،وأضاف أن التقارير الإعلامية التى زعمت أن بارتوشيفسكى قال إن رئيس الوزراء الإسرائيلى سيتم اعتقاله إذا جاء إلى بولندا هى معلومات مضللة.

وعقب نشر صحيفة رزيكزبوسبوليتا للتقرير، أصدر بارتوشيفسكى بيانا أشار فيه إلى أنه لم يقل على وجه التحديد إن نتنياهو سوف يُعتقل. ومع ذلك، أضاف أيضا أن بولندا تلتزم بجميع الاتفاقيات والمعاهدات والالتزامات الدولية التى وقعت عليها وصدقت عليها.

وكتب الرئيس أندريه دودا إلى رئيس الوزراء دونالد توسك يطلب منه ضمان عدم اعتقال بنيامين نتنياهو بموجب مذكرة من المحكمة الجنائية الدولية إذا زار بولندا لحضور الذكرى الثمانين لتحرير أوشفيتز، حيث تم الإبلاغ عن الرسالة لأول مرة يوم 8 يناير ثم بعد يوم واحد، تم نشرها  موقع الأخبار البولندى.

وأكدت رئيسة مستشارى دودا، ماجورزاتا بابروكا،لهيئة الإذاعة  الحكومية  أن الرسالة قد تم إرسالها  وكتب دودا رسالة مخاطبا الشعب قائلا: إذا أعرب رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، عن استعداده للمشاركة  فيجب على حكومة بولندا أن تضمن له إقامة غير مضطربة على أراضى بلادنا فى هذه الظروف الاستثنائية تمامًا. 

وأضاف الرئيس أنه يثق فى أن الحكومة يمكنها «الاستفادة من التقاليد الغنية فى مجال الحماية القانونية للبعثات الأجنبية التى تصل إلى بولندا لإيجاد صيغة مناسبة للضمانات المذكورة أعلاه، والتوفيق بين احترام القانون الدولى والطبيعة غير العادية لذكرى أوشفيتز!».

وأكد أن بولندا لديها «مهمة لحماية الحقيقة وذكرى الهولوكوست»، بما فى ذلك «خلق الظروف، وخاصة فى هذا المكان وفى هذه اللحظة الخاصة، يمكن لكل يهودى تكريم ذكرى أكثر من ستة ملايين من إخوته القتلى.

وأعلنت الحكومة البولندية أنها سوف تمنح الحصانة لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، حيث اعتمدت القرار لتضمن لنتنياهو وكبار المسئولين الإسرائيليين حرية السفر إلى بولندا.

وردا على موقف الحكومة البولندية تظاهر آلاف البولنديين أمام القصر الرئاسى فى وارسو احتجاجا على قرار منح الحصانة لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو.

وطالب المتظاهرون حكومتهم باحترام قرارات المحكمة الجنائية الدولية  والامتناع عن تطبيق سياسة المعايير المزدوجة، واصفين موقف الحكومة بالحقير.

وتتعامل الحكومة البولندية مع المشاركة الآمنة لقادة إسرائيل فى الاحتفالات فى 27 يناير 2025، كجزء من تكريم الأمة اليهودية.. تأتى هذه الخطوة فى ضوء تمرير تشريع مثير للجدل فى الولايات المتحدة يعاقب مسئولى المحكمة الجنائية الدولية وأعضاء طاقمها الذين يتابعون التحقيقات مع القادة الإسرائيليين.

وفى بيانها، قالت الدائرة التمهيدية الأولى للمحكمة الجنائية الدولية، وهى هيئة مكونة من ثلاثة قضاة، إنها «فى تكوينها للحالة فى دولة فلسطين، أصدرت بالإجماع قرارين يرفضان الطعون التى قدمتها دولة إسرائيل بموجب المادتين 18 و19 من نظام روما ،كما أصدرت المحكمة مذكرات اعتقال بحق بنيامين نتنياهو ويوآف جالانت.

إن مذكرات الاعتقال مصنفة على أنها «سرية» لكنها قررت الإفراج عنها لأن «سلوكًا مشابهًا لما تم تناوله فى مذكرة الاعتقال يبدو أنه مستمر»، فى إشارة إلى الهجوم الإسرائيلى المستمر على غزة، كل الدول الـ 125 التى وقعت على نظام روما الأساسى، المعاهدة التى أسست المحكمة، ملزمة باعتقال الأفراد المطلوبين وتسليمهم إلى المحكمة الجنائية الدولية فى لاهاى. لا يمكن بدء المحاكمة غيابيًا ومع ذلك، لا تتمتع المحكمة بسلطات إنفاذ، فهى تعتمد على تعاون الدول الأعضاء لاعتقال وتسليم المشتبه بهم..

ومازالت إسرائيل ليست عضوًا فى المحكمة الجنائية الدولية، لكن دولة فلسطين مُنحت العضوية فى عام 2015. وبناءً على ذلك، يمكن للمحكمة التحقيق مع أفراد إسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم فى فلسطين المحتلة.

 تاريخ الهولوكوست

كان تاريخ الهولوكوست سببًا منتظمًا للتوترات الدبلوماسية بين بولندا وإسرائيل فى السنوات الأخيرة، فى عام 2022، علقت إسرائيل رحلات تعليم الهولوكوست إلى بولندا بسبب الخلافات بين الحكومتين حول شكلها ومحتواها. 

وفى العام التالى توصلت الدولتان إلى اتفاق لاستئنافها لكن بعض المؤرخين الإسرائيليين وشخصيات المعارضة انتقدوا هذه الصفقة باعتبارها «استسلامًا» لبولندا وتفسيرها لتاريخ الحرب العالمية الثانية.

تم إنشاء أوشفيتز فى الأصل من قبل ألمانيا النازية فى بولندا المحتلة كمعسكر لإيواء السجناء «السياسيين» البولنديين قبل أن يصبح فى وقت لاحقا موقعًا أساسيًا لقتل اليهود. شهد هذا المعسكر نقل ما لا يقل عن 1.3 مليون ضحية إلى هناك، وقتل ما لا يقل عن 1.1 مليون منهم فى المعسكر، قُتل معظمهم فى غرف الغاز فور وصولهم. 

  مجرم  ومطلوب

فى مدينة برمنجهام البريطانية والنرويج   تم وضع ملصقات فى أكبر الميادين والشوارع الرئيسية  كتب عليها هذا الشخص مطلوب.

تصور رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، فى إشارة إلى مذكرة التوقيف التى أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضده. 

وعندما سُئلت الحكومة البريطانية عن احتمال اعتقال نتنياهو لدى وصوله إلى المملكة المتحدة، قالت إنها تحترم القانون الدولى بشكل كامل وترى فى المحكمة الجنائية الدولية الهيئة القضائية الرئيسية على الساحة الدولية. 

وقال وكيل وزارة الخارجية البرلمانية هاميش فالكونر أمام البرلمان يوم: ستلتزم الحكومة بالتزاماتنا الدولية من الممكن  من خلال محاكمنا المستقلة أن تحدد ما إذا كان سيتم تأييد مذكرة التوقيف التى تصدرها المحكمة الجنائية الدولية». ويهاجم الوزراء الإسرائيليون وحلفاؤهم المحكمة الجنائية الدولية، ويتهمونها بالتحيز والمعايير المزدوجة فى توجيه اتهامات ضد إسرائيل لم توجهها قط إلى زعماء أى دولة ديمقراطية غربية أخرى.

ودعت 11 منظمة غير حكومية، بما فيها الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان، إلى تنفيذ مذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت. 

وطالبت المنظمات الحكومة الفرنسية أن تنفذ مذكرة الاعتقال فى حال دخول نتنياهو أو جالانت الأراضى الفرنسية.