الفت سعد
أحلف بسماها .. إفساد أمريكا فى الأرض وأهوال كاليفورنيا
انقسمت الآراء خاصة فى المنطقة العربية حول الأهوال التى أصابت ولاية كاليفورنيا من حرائق أتت على الغابات والمبانى بشكل لم يسبق له مثيل، المعظم أرجع ما حدث إلى انتقام من الله لاستقواء أمريكا على العالم أجمع، ومساندة إسرائيل فى إبادة الشعب الفلسطينى، وإمدادها بأحدث وأقوى الأسلحة المدمرة فتكاً، وانتشرت صورة الدمار الذى أصاب مدينة غزة بعد عام ونصف من القصف مماثلة لصورة الدمار الذى أصاب لوس أنجلوس بعد أسبوع من الكارثة الطبيعية.. البعض الآخر اعترض على شماتة الناس بأن الشعب فى أمريكا لا ذنب له فى جرائم الحكام، وأن الكثيرين تظاهروا ضد الدعم الأمريكى العسكرى والسياسى لجرائم إسرائيل، وأنه لا يجب أن نتشفى فى مصائب الشعوب.
رغم أهمية الأخذ بالأسباب وأن ما نراه نتيجة اختلال التوازن البيئي وارتفاع درجة الحرارة الذي أثر على المناخ فى شتى بقاع الأرض ومنها أمريكا إلا أننى أعتقد أن ما حدث هو رد إلهى نتيجة إفساد القوى الكبرى فى الأرض، بل والسعى أكثر لاستخدام كل ما يعجل بنهاية العالم، الحزب الجمهورى هو الأكثر رفضًا للاتفاقيات والمعاهدات الأممية لتقليل الانبعاثات الكربونية والحفاظ على ثبات درجة الحرارة.. الرئيس ترامب قبل تولى الرئاسة أعلنها بشكل حاسم أن الاقتصاد لدى أمريكا أهم من المناخ، وأن الطاقة المتجددة ليست أساس التطور الصناعى، وسيتم الاعتماد دائماً على البترول والغاز، وفى سبيل ذلك لا بد من الهيمنة على الدول المنتجة للنفط اقتصاديًا وسياسيًا.. ونتيجة فرض تلك الهيمنة مزيد من الحروب، وهى كفيلة بنشر الغازات السامة وزيادة الانبعاثات الكربونية وتلوث التربة والمياه بحارًا كانت أو أنهارًا، القنابل المحرمة التى ألقيت على غزة وتأجيج الصراعات فى المنطقة العربية والاتجار فى السلاح من أجل بسط النفوذ من خلال العملاء، ناهيك عن حرب روسيا وأوكرانيا.. النتيجة حتماً حدوث الغليان المناخى الواضحة آثاره فى مختلف مناطق العالم.
الغرور المتزايد لدى صناع القرار بأمريكا صور لهم أنهم بالإمكانيات الهائلة واستخدام أحدث المعدات يمكن مواجهة الكوارث الطبيعية فى بعض الولايات الأمريكية، رياح وأعاصير لها مسميات أطلقها الأمريكيون لاعتياد حدوثها.. تلك المرة الرياح تسببت فى حرائق أتت على أغنى ولاية أمريكية تمثل خامس اقتصاد فى العالم، حيث يتخطى الناتج المحلى لها 3 تريليون دولار ، %16 من اقتصاد الولايات الأمريكية المتحدة.. كاليفورنيا النموذج الأمثل للقوة الاقتصادية والثراء والشهرة، بها وادى السيليكون الذى يدر 275 مليار دولار، هوليوود مدينة السينما.. تنتج ثلثى فاكهة أمريكا وثلثى المكسرات التى يتم تصديرها وثلث الخضروات، بها 25 مليون فدان من أجود الأراضى الزراعية بها نصف مليارديرات أمريكا، بها أعظم الشركات جوجل، آبل، فيسبوك.. انهيار تلك الولاية يعنى ضياع ربع قوة أمريكا، هذا الضياع لن يضر الولايات المتحدة فقط بل سينعكس بشكل كبير على التجارة العالمية على دول عديدة.. كل هذا التقدم وتلك القوة لم تصمد أمام غضب الطبيعة.
«ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون» صدق الله العظيم.