كشفت ازدواجية الإدارة الأمريكية فى التعامل مع الحرب فى غزة فيروز مكى أيقونة مصرية
ألفت سعد
تحتل القنوات الإخبارية اهتمامى الأكبر عند مشاهدة التليفزيون مع حرصى الشديد على التحقق من توجه القنوات العربية أو الأجنبية ليثبت لى دائما أن القنوات الإخبارية المصرية هى أكثر القنوات موضوعية ، وجاءت قناة القاهرة الإخبارية لتحقق النجاح الكبير فى سرعة تغطية الأحداث ونقل الأخبار من خلال المراسلين والتواصل مع مختلف المصادر والشخصيات المؤثرة عالميًا ومحليًا.. مستعينة بفريق عمل من المذيعين والمعدين على أعلى مستوى من المهنية والاحترافية.
لكن لأول مرة وبالمصادفة أشاهد برنامج «مطروح للنقاش» الذى تقدمه المذيعة «فيروز مكى» التى استضافت من خلاله عددًا من المداخلات على الهواء لضيوف من القاهرة ورام الله وعمان وواشنطن التى تحدث منها «ليف لارسون» المستشار بالحزب الجمهورى الأمريكى.
ومن المهم هنا طرح ما دار فى مداخلة الضيف الأمريكى التى أحدثت صدى واسعًا وردود أفعال كبيرة تصدرت مواقع التواصل الاجتماعى فور انتهاء البرنامج.. هذا الحوار الذى أثبت مدى جدارة السياسة التحريرية والإخبارية لقناة القاهرة والوعى الحاضر لاتجاهات ضيوفها.. وأيضًا المذيعة المصرية «فيروز مكى» التى أثبتت تفوقها على العديد من مذيعات ومذيعى القنوات العربية والعالمية فى إدارة الحوار ومناقشة كل نقطة بالأدلة والبراهين، فهى تملك كل أدوات ومقومات المذيعة الناجحة من قوة الشخصية والتفوق فى اللغة العربية والإنجليزية.. وتمكنت من تلقين المستشار الأمريكى درسًا قاسيًا لالتزام الأدب والإنسانية اللذين افتقدهما الضيف الثقيل ، بحيث ألجمت لسانه ولم يستطع مواجهتها وراح يردد عبارات عبثية.. والأهم من ذلك أن المذيعة المصرية كشفت ازدواجية الإدارة الأمريكية فى التعامل مع الحرب على غزة والضفة الغربية.
فى الحوار المصحوب بالترجمة سألت فيروز الضيف: كنت تبرر ما تقوم به إسرائيل ضد حركة حماس وضد حزب الله تحت بند الدفاع عن نفسها، لكن ماذا عن عمليات الاستيطان فى الضفة الغربية والتوسعات والقتل والتنكيل، اعتقال الأهالى بالرغم من أن حماس ليست متواجدة فى الضفة وكذلك حزب الله، مستطردة: حتى إنكم فى الولايات المتحدة الأمريكية قمتم بتجريم المستوطنين ووضعتموهم على لوائح عدم السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية.. لكن لم يتم أخذ أى إجراء لانتهاكات إسرائيل ضد الأطفال والنساء والرجال أيضًا؟.. ليرد المستشار الأمريكى بقوله: أنا لست أحد المختصين فى القانون الدولى وأى شأن قضائى لكن ما يمكن أن أقوله إن سياسة أمريكا الخارجية تتقدم تحت إدارة ترامب المرتقبة وربما يتم طرح تلك الموضوعات وفق نقاش بناء، وقبل أن يسترسل ليف لارسون قاطعته فيروز بقولها أنت معنا لأنك مستشار فى الحزب الجمهورى، ومنذ قليل كنت تتحدث عن تخلى حزب الله عن المعاهدات المبرمة مع إسرائيل ،ثم تقول إنك لست رجل قانون ولست معنيًا بالتقارير الدولية!! ، فيجيبها متسائلًا :إذا أردتم الحديث عن دمار غزة فهو نتيجة الصواريخ المنطلقة من حماس فهل أطلقت من مناطق عسكرية أم مدنية؟! وترد المذيعة بالحجة عن ادعاءات استهداف إسرائيل من منشآت مدنية مثل مستشفى كمال عدوان وقامت على إثرها باعتقال الأطباء على أساس أنهم ينتمون لحماس، لكن تقرير قناة CNN أشار بأنه لم تجد أى أسلحة فى الأنفاق التى قام الصحفيون الأمريكيون بتصويرها ونفس القناة كانت قد تراجعت عن ادعائها بذبح الأطفال الأسرى الإسرائيليين فى عملية طوفان الأقصى ،لكن يقابل ذلك بقتل الأطفال والنساء والعجائز فى غزة..وهنا يبتسم المستشار الأمريكى فتبادره المذيعة مستنكرة بقولها أنت تبتسم فى كل مرة عندما أتحدث عن أطفال ونساء غزة وأتمنى ألا تفعل ذلك لأنك بالتأكيد لن تبتسم عندما أتحدث عن موت أطفال أمريكيين!!، فيرد ليف منفعلا stop right there أى اصمتى..لتقاطعه المذيعة وهى أكثر انفعالا لاتأمرنى بالسكوت.. قالتها بالإنجليزية Dont ever ask to stop right there أنا هنا أرد على تساؤلك بتقرير CNN الذى تذرع به الرئيس بايدن عن ذبح الأطفال الإسرائيليين ،ثم تجاهل اعتذار القناة عن عدم مصداقيتها وتجاهل أيضًا التقرير الذى أشار بأنه تم التلاعب عما يوجد بالأنفاق تحت المستشفيات قبل وبعد التصوير.. إذن الإدارة الأمريكية تنتقى التقارير الصحفية التى تريد الاستناد لها بما يتماشى مع توجهها.. أرجوك سيد ليف لا يمكن أن نسخر عندما نتحدث عن طفل فلسطينى يباد هو وعائلته..وتعيدها بالإنجليزية بطلاقة you cant be sarcastic.. وتستطرد مكررة التحذير: لا أسمح لك أن تبتسم على قناة القاهرة الإخبارية وهى قناة مصرية وعربية أرجوك احترم الظروف الصعبة التى نحن بصددها وأى مصرى لن يقبل أن يبتسم أحد فى قناة خاصة ببلده وهو يتحدث عن الأطفال الفلسطينيين لأننا فى مأساة حقيقية للمجازر التى ترتكبها إسرائيل ولك حق الرد.
يعقب ليف لارسون قائلًا: أنا أبتسم بشأن الحجج التى تطلقونها ولا تعطى أى مسار للسلام ولكن تؤدى إلى مزيد من التداعيات ونحن فى حاجة إلى نظرة أعم لتشمل ليس فقط الشعب الفلسطينى ولكن دول الجوار أيضا وانخراط كل الدول العربية فى سلام شامل ومستدام.. ولا بد من وقف عمليات الاستيطان وضمان عدم إطلاق الصواريخ من الجانب الفلسطينى، لذلك لا بد من تواجد مناطق عازلة للحد من النزاعات المسلحة ويمكن تحقيق ذلك من خلال إدارة ترامب.
انتهى الحوار ولم تنته ردود الأفعال فى وسائل الإعلام، على الفور قام عدد من القنوات المحلية والخارجية بالإشارة إلى النقاش المحتدم بين المذيعة المصرية والسياسى الأمريكى، كما أثار الحوار ضجة على مواقع التواصل الاجتماعى محققًا الترند بأعلى نسب المشاهدة، تحولت «فيروز» إلى أيقونة مصرية بعد أن أعطت درسًا أخلاقيا للضيف الأمريكى.
