الإثنين 10 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

رغم وفاة «جيمى كارتر» والسوابق التاريخية ترامـــب: تنكيس الأعلام يوم تنصيبى جزء من فوضى تامة

يؤثر قرار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن، الخاص بخفض الأعلام إلى نصف السارية عقب وفاة الرئيس الأسبق جيمي كارتر، على حفل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير الجارى، وسيكون الأخير أول رئيس أمريكي يحلف اليمين الدستورية فى ظل أعلام ليست مرفوعة بالكامل.



 

قالت مجلة نيوزويك الأمريكية إن قرار بايدن بخفض الأعلام لمدة 30 يومًا اعتبارًا من يوم الأحد تكريمًا للرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر- أطول الرؤساء الأمريكيين عمرًا، وتوفي عن عمر يناهز 100 عام - يلقي بظلاله على تنصيب ترامب، حيث سيضطر لتأدية اليمين الدستورية لولايته الثانية غير المتتالية والأعلام منخفضة.

ويتطلب قانون العلم الأمريكي رفع الأعلام إلى نصف السارية لمدة 30 يومًا من وفاة الرئيس الحالى أو السابق، ومن المحتمل أن يثير الأمر غضب ترامب وأنصاره في يوم التنصيب، وهو مناسبة احتفالية بالنسبة لهم.

وقال مركز كارتر في بيان: إن الرئيس الديمقراطي الأسبق توفي بسلام محاطًا بعائلته في منزله في بلينز بولاية جورجيا، يوم الأحد، بعد حوالي 22 شهرًا من دخوله رعاية المسنين، وأكثر من عام بقليل بعد وفاة زوجته روزالين، التي توفيت عن عمر يناهز 96 عامًا في نوفمبر من العام الماضي.

وأشارت المجلة إلى أن الأعلام سيتم تنكيسها حتى يوم 28 يناير، ما يعني أنها ستكون مخفضة خلال تنصيب ترامب، وخلال الأسبوع الأول من ولايته، ورغم قاعدة الـ 30 يومًا بعد وفاة رئيس حالى أو سابق يمكن لترامب أن يأمر برفع الأعلام مرة أخرى إلى سارية كاملة بعد توليه المنصب.

 استياء

وأعرب دونالد ترامب عن استيائه من قرار تنكيس العلم في يوم تنصيبه، ونشر على وسائل التواصل الاجتماعي قائلًا: «الديمقراطيون يشعرون جميعًا بالابتهاج، بفكرة أن علمنا الأمريكي العظيم سيكون منكّسًا خلال حفل تنصيبي.. يعتقدون أن هذا شيء رائع، وهم سعداء جدًا بذلك لأنهم في الواقع لا يحبون بلدنا.. إنهم يفكرون فقط في أنفسهم. انظروا إلى ما فعلوه بأمريكا العظيمة خلال السنوات الأربع الماضية - إنها فوضى تامة!».

وتابع: «في جميع الأحوال، بسبب وفاة الرئيس جيمي كارتر، قد يكون العلم ولأول مرة في التاريخ خلال حفل تنصيب الرئيس منكساً. لا أحد يريد رؤية ذلك، ولا يمكن لأي أمريكي أن يكون سعيدًا بهذا الوضع. دعونا نرى كيف ستسير الأمور. لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى!».

ورد البيت الأبيض على منشور ترامب بالقول إن بايدن لن ينظر في إلغاء أو إعادة تقييم خطط تنكيس الأعلام.

ويستطيع ترامب تغيير القرار بمجرد توليه منصبه، فرغم أن قانون تنكيس العلم الأمريكي يوصي بفترة حداد لمدة 30 يومًا، إلا أنه ليس قاعدة إلزامية.

وحدثت سابقة لذلك في فبراير 1973، عندما قرر الرئيس ريتشارد نيكسون رفع الأعلام التي قام بتنكيسها لإحياء ذكرى وفاة الرئيس السابق ليندون جونسون، قبل الموعد النهائي المحدد بـ30 يومًا، واستمر هذا الاستثناء يومًا واحدًا فقط، ثم عادت الأعلام إلى نصف السارية لبقية الفترة.

كما تم تنكيس الأعلام أيضًا عندما بدأ نيكسون فترة ولايته الثانية في يناير 1973، حيث أمر بتنكيس الأعلام بعد وفاة الرئيس السابق هاري ترومان.

وقد اعترض ترامب سابقًا على إنزال الأعلام في عام 2018، بعد وفاة السيناتور جون ماكين من ولاية أريزونا، واجه ترامب انتقادات بسبب تعامله مع بروتوكول إنزال الأعلام.

وتم إنزال الأعلام في البيت الأبيض في البداية، ولكن تم رفعها إلى ارتفاعها الكامل بعد عطلة نهاية الأسبوع، وقد أثارت هذه الخطوة ردود فعل عنيفة، وتم إنزال الأعلام مرة أخرى لاحقًا.

وهناك سابقة تاريخية لإنزال الأعلام أثناء تنصيب الرئيس، ففي يناير 1973، تم إنزال الأعلام أثناء تنصيب ريتشارد نيكسون للمرة الثانية بعد وفاة الرئيس السابق هاري إس ترومان.

 تكلفة التنصيب

ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، تقريرًا أكدت فيه أن تكاليف الحفل تم جمعها بالفعل، منذ إعلان فوز ترامب في نوفمبر الماضي.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ حلفاء الرئيس المنتخب جمعوا ما يزيد على 200 مليون دولار لتمويل حفل تنصيبه.

ووصفت الصحيفة الأمريكية، المبلغ الذي جرى جمعه بـ«المذهل»، ما يؤكد الجهود التي يبذلها المانحون والمصالح التجارية لكسب ود ترامب قبل فترة رئاسية ثانية.

ومن بين الجهات المانحة التي تعهدت بالتبرع لحفل الافتتاح شركة فايزر، وأوبن إيه آي، وأمازون، وميتا، إلى جانب شركات العملات المشفرة.

وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن المبلغ الإجمالي الذي كانت ستجمعه اللجنة لتمويل احتفالات تنصيب ترامب 150 مليون دولار على الأقل، وما زالت عمليات جمع الأموال مستمرة حتي الآن، وستتخطى الرقم القياسي البالغ 107 ملايين دولار الذي تم جمعه لحفل تنصيبه في عام 2017.

وتفاخر ترامب بالمبلغ الذي جمعه، قائلًا في تصريحات صحفية خلال عطلة عيد الميلاد، إنه جمع أكثر من 200 مليون دولار منذ الانتخابات.

وأشار فريق ترامب مرارًا وتكرارًا إلى عدد الأشخاص الذين أرادوا إيجاد طرق للتبرع له منذ فوزه في الانتخابات.

بايدن يحذر

وحذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من خطورة نسيان أحداث 6 يناير 2021، حين تعرض مبنى الكابيتول لهجوم عنيف من قبل أنصار الرئيس المنتخب دونالد ترامب خلال احتجاجات على نتيجة الانتخابات، معتبرًا أن الديمقراطية ليست مضمونة حتى في أمريكا.

وذكر بايدن في مقال لصحيفة واشنطن بوست: «ذلك اليوم يجب أن يحيى سنويًا كذكرى لاختبار صمود الديمقراطية الأمريكية، وانتصارها في مواجهة العنف والفوضى»، وقال: «لقد هاجم متمردون عنيفون مبنى الكابيتول، وهددوا حياة المسئولين المنتخبين، واعتدوا على ضباط إنفاذ القانون الشجعان».

وتابع: «لقد عبر آلاف من مثيري الشغب ساحة ناشونال مول وصعدوا جدران مبنى الكابيتول، وحطموا النوافذ وركلوا الأبواب. وعلى بُعد خطوات قليلة، عُثر على قنبلة بالقرب من موقع نائبة الرئيس المنتخبة، مهددة حياتها وتعرض مسئولو إنفاذ القانون للضرب والجر والإغماء والدوس عليهم. بعض الضباط لقوا حتفهم في النهاية نتيجة لذلك».

وأضاف: «كرئيس منتخب في ذلك اليوم، خاطبت البلاد ودعوت إلى السلام واستئناف عملية التصديق (على نتيجة الانتخابات) يجب أن نفخر بأن ديمقراطيتنا صمدت أمام هذا الاعتداء. ويجب أن نشعر بالارتياح لأننا لن نشهد هجومًا مشينًا كهذا هذا العام».

وأضاف بايدن: «لا يجب أن ننسى، يجب أن نتذكر حكمة القول المأثور بأن أي أمة تنسى ماضيها محكوم عليها بتكراره، لا يمكننا أن نقبل تكرار ما حدث قبل أربع سنوات».

وقال: «انتقال السلطة السلمي يجب ألا يعتبر أمرًا مفروغًا منه بعد الآن»، مشيرًا إلى أن الديمقراطية حتى في أمريكا ليست مضمونة، وأضاف أن محاولات إعادة كتابة أو محو حقائق ذلك اليوم تمثل خطرًا كبيرًا. وقال: «مع مرور الوقت، سيكون هناك أمريكيون لم يشهدوا أعمال الشغب في 6 يناير بشكل مباشر، لكنهم سيعلمون عنها من اللقطات والشهادات الموثقة لذلك اليوم، ومن السجلات في كتب التاريخ، ومن الحقيقة التي ننقلها إلى أبنائنا، لا يمكننا السماح بضياع الحقيقة».

وأضاف: «بعد 4 سنوات، وأنا أستعد لمغادرة المنصب، أنا مصمم على أن أفعل كل ما بوسعي لاحترام الانتقال السلمي للسلطة واستعادة التقاليد التي احترمناها طويلاً في أمريكا»، معلنًا حضوره حفل التنصيب في 20 يناير مع الأخذ في الاعتبار أن ترامب غاب عن تنصيب بايدن في 2021.