حصدن جائزة دريم للابتكار فريق بحثى نسائى يتوصل لخبز من محاصيل بديلة للقمح

نجح فريق بحثى نسائى يضم 3 باحثات يعملن فى معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية بمركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة فى التوصل لأحد الحلول المبتكرة وغير التقليدية، لصناعة خبز بلدى باستخدام محاصيل الدخن كبديل لدقيق القمح، بما يسهم فى خفض فاتورة استيراد القمح التى تثقل كاهل الدولة سنويا، ويحقق الأمن الغذائى الذى تسعى الحكومة لتحقيقه.

وتوج عمل الباحثات الثلاث د.عزة عبدالمنعم، ود.غادة على ود.زهرة العلا محمود على، بالحصول على جائزة دريم للابتكار، لتقديمهن أحد الحلول غير التقليدية المهمة.

وقالت د.عزة عبدالمنعم، الباحثة فى قسم بحوث تكنولوجيا المحاصيل بمعهد تكنولوجيا الأغذية بمركز البحوث الزراعية، إن الفريق البحثى حصل على الجائزة تقديرا لدوره فى تطوير نوع من الخبز البلدى من دقيق الدخن البروسو والفلاريس، كبدائل غير تقليدية لدقيق القمح. وأوضحت الباحثة فى معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية أن هذا الابتكار يعد خطوة مهمة نحو سد الفجوة الغذائية فى القمح، التى أصبحت تحديًا متزايدًا فى ظل الظروف الاقتصادية الحالية.

وقالت د.عزة: «قررنا البحث عن بدائل غير تقليدية لدقيق القمح عبر استخدام دقيق الدخن البروسو والفلاريس، وخلط هذه الأنواع مع القمح لتحقيق أفضل جودة ممكنة لسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك المحلى لدقيق القمح».

وتابعت: تم اختبار الاستبدال الجزئى لدقيق القمح بنسبة 87.5 % من صنف سخا 95 مع دقيق الدخن البروسو أو الفلاريس بنسب متفاوتة، تراوحت بين 10-25 %، وقد أظهرت الدراسة نتائج مبشرة للغاية».

وأوضحت أن التجارب أظهرت أن الدقيق المستبدل ذو محتوى عالٍ من البروتين، الألياف الخام، الفينولات، والكاروتينيدات مقارنة بدقيق القمح التقليدى.

وسبق أن حصلت د.عزة عبدالمنعم على أفضل رسالة دكتوراه فى كلية الزراعة بجامعة القاهرة، جائزة التميز للنشر العلمى، وجائزة التميز الأولى فى جوائز دريم 2023. بالإضافة إلى شهادات تكريم من معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية وكلية الزراعة جامعة القاهرة وجامعة النيل، ما يعكس التقدير الكبير لجهودها العلمية والبحثية

من جانبها قالت د.زهرة العلا محمود - الباحثة فى معهد تكنولوجيا الأغذية وعضو الفريق البحثى - إن التجارب التى تم إجراؤها على هذا النوع من الخبز كشفت عن زيادة فى محتوى الخبز من البروتين، الدهون، الألياف الخام، والفينولات عند استبدال دقيق القمح بمطحون الدخن البروسو أو الفلاريس، وزيادة فى وزن الخبز وتحسن فى اللون، خاصة عند إضافة دخن البروسو، والأهم من ذلك، أن التقييم الحسى أظهر تحسنًا ملحوظًا فى الطعم والقبول العام، وخاصة عند استبدال 15 % من دقيق القمح بدقيق دخن البروسو و10 % بدقيق الفلاريس».

شاركت د.زهرة العلا فى المرحلتين الأولى والثانية من مسابقة ما قبل الحضانة GESR للمشاريع الصغيرة التابع لجمعية مصر الخير عن فكرة إعداد برجر نباتى من اللوبيا البنى، والمشاركة فى مسابقة لجامعة النيل لريادة الأعمال عام 2013 والحصول على شهادة بالمشاركة المتميزة عن فكرة تحويل المخلفات الزراعية إلى نانوسيليكا والتوصية لوزارة الصناعة بالمساعدة فى تنفيذ الفكرة.

من جانبها قالت د.غادة على، الباحثة فى معهد تكنولوجيا الأغذية، إن هذا الابتكار يأتى فى وقت حاسم، حيث يُسهم فى تحقيق أمن غذائى مستدام، ويساعد فى تقليل الاعتماد على استيراد القمح، ويُبرز أهمية البحث العلمى فى مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، موضحة أن الجائزة جاءت نتيجة العمل الجماعى مع زميلاتها.

وأوصت الباحثات الثلاثة بضرورة التوسع فى زراعة أصناف الدخن الفاتحة، وذلك للحد من الاعتماد على استيراد القمح ولتعزيز استخدام هذه المحاصيل فى صناعة الخبز البلدى ومنتجات المخابز المختلفة.