السبت 10 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أنا وقلمى.. حتى ﻻ ننسى.. كنا لهم بالمرصاد وحاربنا الجهل بالوعى معارك أنقذت أجيالًا!

يجب أﻻ ننسى الدور التاريخى الذى لعبته مجلة «روزاليوسف» على مدار العقود السابقة فى كشف مخططات تنظيم الإخوان الإرهابى وادعاءاتهم الكاذبة المغرضة، واتخاذهم الدين ستارًا لتنفيذ أهدافهم الدنيئة للوصول للحكم، وهم فى أوج سيطرتهم على الساحة السياسية المصرية، ولأننى شاهد عيان على سيطرة الجماعة على الجامعات المصرية فى أواخر الثمانينيات والتسعينيات.



 

حيث كانت جماعة الإخوان تنفق نصف ميزانياتها تقريبًا على قِسْم الطلاب داخل الجماعة، الذى كان يُشرف عليه ثلاثة من أخطر القيادات داخل الجماعة، هم خيرت الشاطر ورشاد بيومى ومحمود عزت، ويتلقى القسم بشكل مركزى الأوامر من هؤﻻء الثلاثة لممثلى الأقسام فى المحافظات، ويتم تنفيذها بعد ذلك من جانب الطلاب، الذين كانت تستخدمهم الجماعة كورقة ضغط على الحكومة، هم ونوادى أعضاء هيئة التدريس فى الجامعات؛ حيث يُعد تأسيس المؤتمر العام لهذه النوادى إحدى المحطات الهامة فى تاريخ الجامعات، وبغرض مشاركتها فى العمل السياسى والمجتمعى، وكان لأساتذة الجامعات من الإخوان دورٌ واضح ومؤثر فى تفعيل دور تلك النوادى، وإظهار مواقفها تجاه القضايا السياسية المختلفة سواء كانت محلية أو دولية، ولم تكد تنتصف الثمانينيات حتى أصبحت نوادى أعضاء هيئة التدريس حديث المجتمع المصرى كله، ففى عام «1987» كان تشكيل معظم مجالس نوادى أعضاء هيئة التدريس من التيار الإسلامى، فكان الدكتور يوسف عبدالرحمن يرأس النادى فى جامعة القاهرة، والدكتور نبيل هاشم فى جامعة الإسكندرية، والدكتور محمد حبيب فى جامعة أسيوط.. وهكذا، هذا بالإضافة إلى السعى إلى السيطرة على الاتحادات الطلابية من جانب جماعة الإخوان بهدف تحقيق أهدافها، من خلال السيطرة على القاعدة الطلابية، التى كانت الجماعة تعتبرها بابًا شرعيًا للسيطرة والاستقطاب والترويج لأفكارهم، وكانت أوقات الانتخابات الطلابية من كل عام هى حرب شرسة بين طلاب وأساتذة الإخوان من جانب، وحرس الجامعة وأجهزة الأمن المختلفة من جانب آخر، ولم يكتفوا بهذا القدر، ولكنهم حاولوا من خلال ممثليهم فى مجلس الشعب تقديم اقراح باختيار عمداء الكليات عن طريق الانتخاب وليس بالتعيين، فى محاولة من جانبهم للسيطرة على المراكز القيادية فى الجامعات واختراقها، رغم أن هذه الجماعات المتطرفة كانت قد أحكمت قبضتها تمامًا على الجامعات فى ذلك الوقت، وأصبح لأمرائها الكلمة العليا، ابتداءً من رئيس الجامعة مرورًا بالأساتذة، وانتهاءً بالطلبة والطالبات؛ حيث منعوا الاختلاط والحفلات وجميع الأنشطة ولو بالقوة؛ بل وصلت الأمور إلى أنهم اعتدوا بالضرب على أحد الأساتذة أثناء وقوفه مع زوجته داخل حرم الجامعة بالسِّنج والمطاوى، وكان هذا الأسلوب العنيف المستخدَم ضد كل من ﻻ يحترم قوانينهم واضحًا أكثر فى جامعات صعيد مصر «المنيا وأسيوط وسوهاج».. وفى واقعة أخرى انتهزتها جماعة الإخوان لتعكير صفو المجتمع الجامعى وابتزازه، قاموا بإثارة طلاب كلية الطب بجامعة عين شمس ضد إدارة الكلية والجامعة، وضد مشروع بدأت إدارة الجامعة تنفيذه عام «1993» وهو خاص بهدم المبانى القديمة بالكلية، وإحلال مبانٍ جديدة، لاستيعاب الأعداد الهائلة التى تدخل الكلية كل عام، ولأن المشروع كان يتضمن هدم مُصَلَّى الكلية القديم المتهالك، انتهزت الجماعة هذه الفرصة وحرضت الطلاب ضد الكلية والجامعة؛ بل وصل الأمر إلى المحكمة التى رفضت الدعوَى المرفوعة منهم على الجامعة.. ومن الوقائع والجرائم والأخطاء التى ارتكبتها الجماعة الإسلامية المحظورة وسلطت «روزاليوسف» الضوء عليها فى تحقيقاتها الصحفية، الحصار المسلح لجامعة الأزهر؛ حيث قامت ميليشيات من الطلاب باستعراض قوتهم البدنية ومهاراتهم فى البلطجة، يُرهبون زملاءهم وأساتذتهم، ويحددون إقامة رئيس الجامعة فى مكتبه دون أن يعترضهم أحد، ولأن قانون الجامعات يمنع دخول قوات الأمن لحرم الجامعة، وقفت هذه القوات خارج أسوار الجامعة متحفزة، بعد أن أصبحت جامعة الأزهر تحت الحصار الإخوانى، ودخول هذه الأسلحة التى استُخدِمت فى العرض العسكرى للجامعة قد أثار العديد من التساؤلات عن كيفية مرورها من بوابات الجامعة رغم عمليات التفتيش التى كان يخضع لها الطلبة، وبالرغم من أن الصدمة التى نتجت عنها رؤية هذه الأسلحة داخل الحرم الجامعى كانت مخيفة؛ فإنها كانت لها نتائجها الإيجابية؛ حيث كان لها الفضل فى كشف قوائم أساتذة الجامعات من جماعة الإخوان الإرهابية، الذين ظهرت وجوههم الحقيقية، وأفصحوا عن انتماءاتهم للجماعة فى إطار تنفيذ مخططهم ضد الجامعات المصرية؛ حيث أثبتت تحقيقات النيابة العامة ضلوع بعض الأساتذة من جامعة الأزهر نفسها فى الأحداث الدامية التى جرت فى الجامعة، وأثبتت أن هؤﻻء الأساتذة قادوا اعتصامات الطلبة؛ بل أدخلوا لهم ملابس الملثمين والأسلحة البيضاء، مستغلين التقاليد الجامعية باحترام الأستاذ الجامعى بعدم تفتيش سياراتهم، هذا بالإضافة إلى لجوء الجماعة لاستغلال الطالبات المنتقبات وغيرهن، فى تسهيل دخول الأسلحة للحرم الجامعى، هذا غير استغلالهن فى المَسيرات داخل الجامعة؛ حيث يسند إليهن مهمة إقناع زملائهن بالظلم الواقع على جماعة الإخوان؛ خصوصًا فى ظل الأحكام القضائية الصادرة ضد قيادات الجماعة، وفى ظل هذه الأجواء الملتهبة، لم تتوانَ مجلة «روزاليوسف» فى نشر كشف بأسماء الأساتذة الإخوان الذين قاموا بتحويل قاعات التدريس إلى منابر دعوة للجماعة المحظورة، واستغلوا مواقعهم العلمية لاستقطاب الطلبة للجماعة، وإن دل ذلك على شىء إنما يدل أوﻻً على شجاعة وإيمان الصحافة بأمانة الكلمة ودورها فى حماية الوطن من خلال النشر فى مجلة «روزاليوسف» آنذاك، وثانيًا أن أدبيات جماعة الإخوان المحظورة كانت تعتبر السيطرة والمَد الإخوانى فى الجامعات والأزهر هى الانطلاقة الحقيقية للدعوة الإخوانية، لذا تم نشر أسماء هذه الفئة من الأساتذة الذين خانوا أمانتهم العلمية، واستخونوا المجتمع الذى كانوا منه، وعلى سبيل المثال كان هناك أكثر من «100» عضو هيئة تدريس فى جامعة أسيوط وحدها ينتمون للجماعة المحظورة، يقومون بأدوار وأنشطة متعددة مع طلابهم، إمّا باستقطابهم أو بتحفيزهم لإشعال المظاهرات والاعتصامات، وتضم القائمة كلاً من الدكتور محمود حسين، أستاذ مساعد بقسم الهندسة المدنية بهندسة أسيوط، وهو مسئول الجامعة لتنظيم الإخوان فى محافظة أسيوط ومن العناصر القيادية، والدكتور على عز الدين ثابت، الأستاذ المساعد بكلية طب أسيوط، وهو أحد القيادات المتحركة فى أوساط الطلبة، والدكتور محمود حسن، وهو عضو الجمعية الطبية الإسلامية بأسيوط، والمسيطر عليها التيار الإخوانى ونائب مسئول المحافظة وعضو مجلس إدارة نادى أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، ولم يكن المَد الإخوانى فى جامعة سوهاج كالأزهر، فعَدد الأساتذة المنتمين للجماعة ﻻ يتعدى العشرين فقط منهم، أبرزهم الدكتور عادل عبدالعزيز الأستاذ بكلية طب سوهاج، وهو من العناصر النشطة التى قامت بتسهيل دخول المنشورات فى سياراتهم داخل الجامعة، وقام أيضًا بتسهيل دخول ملابس وأجهزة صوتية ولوحات تحمل شعارات الجماعة المحظورة، والتى يستخدمها طلاب الإخوان فى الجامعة فى مظاهراتهم، بالإضافة إلى استغلاله لجميع الندوات لنشر أفكار الجماعة على الطلبة، أمّا الدكتور على عبدالرحمن، أستاذ بكلية طب سوهاج، فكان يقوم بقيادة الطلاب فى بعض المظاهرات، ويحرضهم ضد إدارة الجامعة ويؤلف لهم الشعارات التى يستخدمونها، وهناك أيضًا الدكتور جمال حامد منصور الأستاذ بكلية التربية، والذى كان يتولى ريادة إحدى الأسر الطلابية وتوجيهها للصرف على خطط الإخوان، وفى جامعة القاهرة أكبر الجامعات المصرية كان هناك أكثر من مائة عضو هيئة تدريس إخوانى من بين أعضاء هيئة التدريس، ينتشرون بصورة كبيرة فى كليات الطب والهندسة ودار العلوم، وكان يوجد بكل كلية مسئول منهم هو الذى يقوم بتحريكهم عندما تأتى إليه الأوامر العليا من أقطاب الجماعة من خارج الجامعة، وكان هناك من هو قريب من طلابه ويؤثر فيهم مثل الدكتور مدحت محمود أحمد عاصم، أستاذ الجراحة العامة بطب القاهرة، وكان هناك أيضًا الدكتور عادل عبدالجواد، الأستاذ بكلية هندسة القاهرة ورئيس نادى أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة لأكثر من دورة آنذاك، وقام بضم عدد كبير من الأساتذة المنتمين للنادى.. هذه مجرد أمثلة قليلة من قائمة أساتذة الجامعات المنتمين للجماعة المحظورة، ممن خرّبوا الحياة الجامعية وأفسدوا عقول طلابنا لسنوات طويلة، طلاب الجامعات المصرية الذين لم يدركوا كذب وسوء أهداف هذه الجماعة إﻻ بعد وصولهم للحكم الذى لم يستمر إﻻ أقل من عام، وبعد مَشاهد الفوضى والسقوط لمعظم الدول العربية من حولنا بسبب سلوك وممارسات جماعة الإخوان الإرهابية والتى تعمل لحساب إسرائيل وأمريكا وغيرهما، لم يعد ممكنًا أن نقع فريسة مرة أخرى لهذه الجماعات أو غيرها، وينبغى علينا جميعًا العمل على حماية وطننا الغالى، وأن ندعم جيشنا وقيادتنا السياسية .. وتحيا مصر.