بعد فوزها بتنظيم مونديال 2034 السعودية تبدأ حقبة جديدة من النهضة الكروية العربية

محمد عادل حسني
فى إنجاز تاريخى يعكس نهضة العالم العربى وتطوره، حققت المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية نجاحات استثنائية بفوزهما باستضافة بطولتين متتاليتين لكأس العالم لكرة القدم. السعودية ستحتضن نسخة 2034، بينما ستكون المغرب جزءًا من التحالف الثلاثى مع إسبانيا والبرتغال لتنظيم كأس العالم 2030 ، هذا الإنجاز يمثل انتصارًا للعرب جميعًا، إذ يؤكد أن الأحداث الرياضية الكبرى لم تعد حكرًا على دول أوروبا المتقدمة؛ بل أصبحت أيضًا فى متناول الدول العربية التى تمتلك رؤية طموحة وإمكانات هائلة.
فوز المملكة العربية السعودية بتنظيم كأس العالم 2034 يعكس تحولها إلى مركز عالمى للرياضة، وهو جزء من مسار تنموى شامل يستند إلى رؤية السعودية 2030، التى أطلقها ولى العهد الأمير محمد بن سلمان، والتى تهدف إلى تحويل المملكة إلى نموذج عالمى، مع الحفاظ على القيم والتقاليد العربية.
من خلال استثمارات ضخمة، عملت السعودية على بناء مدن ومرافق رياضية متقدمة تجعلها قادرة على استضافة أكبر الأحداث الدولية، لتقدم المملكة نموذجًا مستقبليًا للمدن المستدامة والمرافق الترفيهية والملاعب الحديثة، وشبكات النقل المتطورة، والبنية التحتية الرقمية التى تجعل السعودية مستعدة لتقديم تجربة رياضية وسياحية غير مسبوقة خلال كأس العالم.
نجاح السعودية فى استضافة فعاليات رياضية كبرى مثل «الفورمولا 1»، ودورى أبطال آسيا، وكأس السوبر الإيطالى والإسبانى، يعكس خبرتها وقدرتها على تقديم تنظيم استثنائى لكأس العالم 2034 والذى سيكون تتويجًا لهذه التجربة، حيث سيتمكن الزوار من الاستمتاع ليس فقط بالمباريات، بل أيضًا بثقافة المملكة وتراثها الفريد.
وحسب ما أعلنته السعودية فإنها لا تنظر إلى كأس العالم كحدث رياضى فقط؛ بل كفرصة لتقديم إرث مستدام يفيد الأجيال القادمة من خلال اعتماد الطاقة النظيفة والمرافق الصديقة للبيئة، لذا تسعى المملكة لتقديم نموذج عالمى فى الاستدامة، ما يعزز مكانتها كدولة رائدة فى التغيير الإيجابى فى المستقبل.
على الجانب الآخر، حقق المغرب إنجازًا بارزًا بفوزه، بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، بتنظيم كأس العالم 2030 فهذا الفوز يؤكد أن المغرب، بقيمته الثقافية وموقعه الاستراتيجى، قادر على المساهمة فى تنظيم بطولة رياضية عالمية بمعايير استثنائية.
لدى المغرب تاريخ طويل فى استضافة الأحداث الرياضية الكبرى، مثل كأس العالم للأندية والبطولات الإفريقية، مما يبرز قدرته على استضافة الفعاليات العالمية، فالتعاون مع إسبانيا والبرتغال فى تنظيم كأس العالم يعكس مكانة المغرب كشريك دولى موثوق وقوة رياضية متنامية.
من خلال مشاركته فى تنظيم نسخة 2030، يصبح المغرب سفيرًا للعالم العربى فى المونديال خاصة أن الملايين من الزوار والمشجعين سيكتشفون التراث المغربى المتنوع، من المدن التاريخية، إلى الطبيعة الخلابة والمرافق العصرية التى تعكس النهضة المغربية الحديثة.
فوز العرب بتنظيم نسختين متتاليتين من كأس العالم يُظهر للعالم أن الدول العربية أصبحت قادرة على التميز فى استضافة الأحداث الكبرى لأن هذه الإنجازات تعكس تحولات جذرية فى المنطقة، فمن خلال هذين المونديالين، ستتاح للعالم فرصة غير مسبوقة لاكتشاف الحضارة العربية والإسلامية، والتعرف على القيم الإنسانية والثقافية التى تجمع بين شعوب المنطقة، كما ستعمل الفعاليات المصاحبة للبطولات على تقديم صورة إيجابية تعكس غنى التراث العربى وتنوعه،فتنظيم كأس العالم سيجذب ملايين الزوار، ما يعزز التفاعل الثقافى بين الشعوب وفى الوقت نفسه، سيكون هناك تأثير اقتصادى هائل من خلال تطوير قطاعات السياحة، والنقل، مما يساهم فى تنمية اقتصادات المنطقة لذلك هذا الإنجاز يبرز أهمية التعاون العربى المشترك ففوز السعودية والمغرب يعكس وحدة العرب وقدرتهم على تحقيق إنجازات كبرى ترفع اسم المنطقة عالميًا، كما أن تنظيم هذه البطولات يعزز روح الفخر والانتماء لدى الشعوب العربية.
نجاح السعودية والمغرب فى استضافة كأس العالم هو أكثر من مجرد حدث رياضى فهو شهادة على التحولات الجذرية التى تعيشها المنطقة من خلال استراتيجيات طموحة، وإرادة قوية، ورؤية واضحة، جعلت الدول العربية قادرة على منافسة القوى العالمية الكبرى فى مختلف المجالات.
فى النهاية فوز السعودية والمغرب بتنظيم كأس العالم يمثل بداية حقبة جديدة للعرب فى الساحة الدولية، هذان الإنجازان ليسا مجرد انتصارات رياضية؛ بل هما رسائل حضارية تعكس القوة والنهضة التى تعيشها المنطقة، فبقيادة السعودية والمغرب، أصبح العرب فى قلب الرياضة العالمية، وأظهروا للجميع أنهم قادرون على صنع المستقبل بكل ثقة واقتدار.