الخميس 20 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أحلف بسماها .. طمس الهوية والتراث ما زال مستمرًا

أحلف بسماها .. طمس الهوية والتراث ما زال مستمرًا

على مر الأزمنة كانت الحضارات القديمة هدف الغزاة.. ولأن الشرق الأوسط هو مبعث التاريخ والتراث فكان أهم ما حاول المعتدون تخريبه ومحوه.. فى العراق بلاد ما بين النهرين أو بلاد الرافدين انتعشت الحضارة الآشورية والبابلية وشهدت أهم التطورات فى تاريخ البشرية أهمها اختراع العجلة وزراعة محاصيل الحبوب وتطوير علوم الرياضيات والفلك والزراعة، ورغم توالى أنواع الحكم ظلت العراق منارة العلوم إلى أن غزاها المغول فى فترة الخلافة العباسية الإسلامية، حيث قاموا بهدم معالم الحضارة وحرق مكتبة بغداد التى كانت تعتبر أعظم مكتبة علمية وأدبية وفنية فى ذلك الوقت لاحتوائها على عدد لا يحصى من الكتب القيمة والوثائق الأثرية التى لا تقدر بثمن، ودمر الغزو المغولى البنية التحتية للنظام الزراعى فى بلاد الرافدين.. وكرر الأمريكان جرائم المغول بمحو تراث العراق.. حيث تمت عمليات سلب ونهب المتحف الوطنى العراقى وهدم مدينة بابل الأثرية أهمها معبد نابو ونيما اللذان يرجعان إلى 6000 سنة قبل الميلاد.. وبعد سنوات قليلة قامت داعش عميلة أمريكا بتحطيم الآثار الآشورية والكلدانية الموجودة فى متحف الموصل التاريخى وتجريف مدينة النمرود الأثرية ومدينة الحضر جنوبى الموصل.



الماسونية والصهيونية أساس خراب الحضارات فى العالم أجمع والشرق بشكل خاص وكم ارتكبوا من جرائم تخريب ومحاولة دس تراث مزعوم خاص باليهود لإثبات تأصلهم فى فلسطين ومصر وأرض الشام والعراق وصولًا إلى الجزيرة العربية، منذ قرون وهمهم طمس تاريخ المنطقة العربية وتدمير تراثها، ما يحدث من محاولات تهويد القدس والمدن الفلسطينية بشكل أكبر منذ إعلان قيام وطن يهودى ثم بدأ التنفيذ بعد الاحتلال الكلى للأراضى الفلسطينية عام 1976 والتركيز على مدينة القدس بتغيير معالمها المقدسة وتشويه النفط العمرانى الرائع للقدس العتيقة والعبث بأساسات المسجد الأقصى زعما فى البحث عن هيكل سليمان.. ليس هذا فقط وإنما إنهاء الوجود العربى بهدم البيوت الفلسطينية فى أنحاء البلاد والمبنية على تراث عربى متميز، ثم إقامة المستوطنات الإسرائيلية البغيضة.

استثمر الصهاينة طوفان الأقصى ليأتوا على الأخضر واليابس وكل الكائنات الحية البشر والدواب والطيور ولم يفتهم محو الهوية العربية وطمس تاريخها وتراثها فى غزة والضفة الغربية ومؤخرا لبنان الحبيبة.. استغلوا حربهم مع حزب الله ليكملوا خططهم القديمة الحديثة حيث قام الجيش الإسرائيلى بتدمير 30 موقعًا أثريا وقامت المنظمات اللبنانية المعنية بالتراث إثر ذلك بإرسال استغاثات إلى المحافل الدولية على رأسها اليونسكو لإنقاذ تراث لبنان من همجية الصهاينة ومن بين تلك المنظمات الشبكة الدولية لدراسة المجتمعات العربية التى أطلقت مبادرة «قوتنا بوحدتنا» فى ندوة عن الاستهداف الإسرائيلى الممنهج للتراث اللبنانى بالتعاون مع الاتحاد العربى للشباب والبيئة وجمعية كتاب البيئة والتنمية ،حيث أوضحت الدكتورة ماريز أن هيئة اليونسكو قد استجابت لندائنا وحددت المواقع الأثرية التى طالها القصف الإسرائيلى مثل مدينة بعلبك أو مدينة الشمس وكنائسها القديمة وسقوط السور الخارجى للقلعة الأثرية وتعرضت قبة دورس لأضرار جسيمة ومدينة صور التى تعود للعصر الفينيقى ودمرت القنابل مواقع أثرية مهمة مدرجة ضمن قائمة التراث العالمى لليونسكو.

للأسف خطط الغزاة من البرابرة حتى الصهاينة لطمس الهوية والتراث العربى ممنهجة مستمرة.. والصمت يسود العالم فأين دعاة حقوق الإنسان ودعاة حماية التراث؟! لك الله يا أمة العرب.