بعد عرضه فى مهرجان الجونة: مخرجا (رفعت عينى للسما): انتظروا عرض الفيلم تجاريـًا
هبة محمد على
حظى فيلم (رفعت عينى للسما) باهتمام بالغ من قبل جمهور مهرجان الجونة السينمائى الذى شهد عرضه عربيًا لأول مرة، بعد حصوله على جائزة العين الذهبية لأفضل فيلم وثائقى من مهرجان كان سينمائى الدولى، وعرضه فى أكثر من مهرجان دولى، الفيلم أخرجه الزوجان «ندى رياض وأيمن الأمير» وتم تصويره بالكامل فى قرية البرشا بمحافظة المنيا.
يجسد العمل حكاية مجموعة فتيات من أهل القرية يقررن تأسيس فرقة مسرحية وعرض مسرحياتهن المستوحاة من الفلكلور الشعبى الصعيدى والتى تحاكى مشاكل واقعية مثل الزواج المبكر والعنف الأسرى وتعليم الفتيات، وفى حوارنا مع «ندى وأيمن» كشفا عن كواليس تصوير الفيلم، وعن إمكانية عمل جزء ثان منه، وعن موعد عرضه تجاريًا بدور العرض -وهو أمر نادر بالنسبة للأفلام الوثائقية- وإلى نص الحوار..
كيف وجدتما ردود فعل الجمهور للفيلم بعد عرضه فى مهرجان الجونة؟
- أيمن: ردود فعل إيجابية للغاية، حيث خلق الجمهور علاقة مع بطلات الفيلم، وبدأ يسأل عن مصائرهن، وهل استطعن تحقيق أحلامهن أم لا، والبعض قال إن الفيلم ذكره بمراهقته وشبابه، حيث المعاناة من أجل تحقيق الأمنيات، خاصة أن الفيلم يعد تجربة حقيقية، عن قصة فتيات يعشن فى قلب الصعيد، ويتحدين مجتمعهن بالانضمام إلى فريق مسرح بانوراما برشا، وإجمالًا سعداء بكل الآراء التى استمعنا إليها بعد عرض الفيلم فى مهرجان الجونة.
لكن كان هناك انتقاد وجه لبطلات الفيلم بأنهن شعرن بوجود الكاميرا، ولم يكن على طبيعتهن، وكان أداؤهن مفتعلًا فى بعض المشاهد؟
- أيمن: يوجد عند الجمهور توقعات كلاسيكية عن الأفلام الوثائقية بأن يشمل الفيلم مقابلات، وتعليق صوتى على الأحداث، ولوحات تشرح طبيعة المكان بشكل ممل، لكن على مدار 50 عامًا، تطورت هذه النوعية من الأفلام، ولم يعد هناك فروق كبيرة بين الروائى والتسجيلى، فقد كان هدفنا من الفيلم عمل علاقة بين الجمهور وبين هذه القرية من خلال هؤلاء الفتيات، وساعدنا علاقة الثقة الموجودة بيننا وبين أهل القرية.
- ندى: إذا كنت تقصدين مشهد خلاف «هايدى» مع خطيبها بخصوص عملها فى الفرقة، فالمشهد تم تصويره بتلقائية، الفكرة أننا عايشنا أهل القرية لمدة أربع سنوات، وتعرفنا على طباعهم، وتمكنّا من توقع ردود أفعالهم على بعض المواقف، مما يجعلنا نتواجد بالكاميرا فى اللحظة المناسبة، وفى النهاية هناك انطباعات مسبقة عن الناس فى الصعيد، الفيلم يثبت عدم صدقها تمامًا.
وهل واجهتم انتقادًا بأن الفيلم ساهم فى تشويه سمعة مصر كما واجه فيلم (ريش) من قبل وأنه قد فاز فى مهرجان «كان» لأنه يبرز المناطق الفقيرة والمعدمة؟
- أيمن: أولًا فيلمنا يختلف تمامًا عن فيلم (ريش) وليس معنى ظهور «دميانة» بطلة فيلم (ريش) فى الفيلمين، أو تصويره فى الصعيد أنهما مرتبطان، كما أننا لم نتعمد إبراز الفقر والعوز، ولكن فيلمنا عن الأحلام والرغبة فى تحقيقها، وقد عاشرنا أهل البرشا، وقمنا بتصويرهم بحب، وقد شعروا هم بذلك، لذلك فتحوا بيوتهم لنا.
- ندى: القول بأن المهرجانات العالمية تحتفى بالأفلام التى تبرز السلبيات هو جزء من الصورة النمطية أيضًا عن هذه المهرجانات، فالمهرجانات تحتفى بالأفلام الأصيلة، التى تحمل طرحًا فنيًا واجتماعيًا ورؤية سينمائية مغايرة.
استغرق تصوير الفيلم أربع سنوات متواصلة، وتمتلكون 300 ساعة تصوير اخترتم منها المشاهد التى عرضت فى الفيلم، فهل هناك نية لعمل جزء ثان من الفيلم؟
- أيمن: وجود ساعات تصوير طويلة لم تستغل هو أمر طبيعى فى الأفلام التسجيلية، ومع ذلك وجود جزء ثان من الفيلم وارد، خاصة مع وجود خطوط درامية وقصص لفتيات لم يتم عرضها، لكننا نحتاج أن نصنع تجارب أخرى مختلفة، وقد نعود مرة أخرى لـ (رفعت عينى للسما).
الفيلم يعد التجربة المشتركة الثانية بينكما كمخرجين، لماذا كان قراركما بالعمل معًا؟
- ندى: قدمنا سويًا فيلم (نهايات سعيدة)، ثم (رفعت عينى للسما)، ولكل واحد منا تجاربه المستقلة، وفى فيلمنا القادم الذى نعد له الآن، «أيمن» سيكون المخرج، بينما أنا سأنتج الفيلم، لكن تجربة (رفعت عينى للسما) تحديدًا كان لابد أن نصنعها سويًا، فالرجال فى القرية كانوا يشعرون براحة نفسية مع وجود «أيمن» بينما كان يفضل الفتيات التصوير فى وجودى.
التقيتم بمسئولين من الشركة المتحدة، هل سيتم ترجمة هذا اللقاء إلى تعاون مرتقب؟
- أيمن: بالفعل، فعقب عودتنا من كان استقبلنا السيد «عمرو الفقى» الرئيس التنفيذى للشركة المتحدة، و«شريف سعيد» رئيس القناة الوثائقية بحفاوة شديدة، وقد حدث حوار مطول عن سبل التعاون بيننا، لكننا انشغلنا برحلة الفيلم فى المهرجانات والتى أتمنى أن نتمها بسلام بعد عرضه تجاريًا فى دور العرض يوم 6 نوفمبر، وبعدها نتفرغ لتفعيل هذا التعاون الذى نمتن له.
وماذا عن الفيلم الجديد الذى تعدان له الآن؟
- ندى: فيلمنا الجديد روائى، يدور جزء منه فى البرشا، والجزء الآخر فى القاهرة، ويتحدث عن طموحات مجموعة من الشباب، وتكرار التجربة فى البرشا مرة أخرى سببه بقاؤنا طويلًا هناك، وشعورنا بأن أهلها يمتلكون حكايات إنسانية لم تكتشف بعد.