ثلاثة عقود مصيرية.. للوطن والفن
آية رفعت
عرفت «روزاليوسف» منذ بداياتها بالروح الشبابية الجريئة التى تدعم التغيير والتجديد.. فكانت من أشرس الرافضين للنظام الملكى ثم أصبحت من أقوى الداعمين لثورة 23يوليو عام 1952.. وكما بدأت مصر عهدا جديدا انطلقت روح شبابية جديدة مع الأعداد الأولى بعد الثورة.. فبدأ صحفيو «روزاليوسف» فى التوجه لضرورة التغيير الفنى، إصلاح مشاكله وتطويره للأفضل.
ثورة على الفن
اهتمت المجلة بطرح قضايا عدة خلال عام الثورة منها قضية محتوى الفيلم المصرى وابتعاده عن الواقعية حيث استطاع الكاتب «صلاح زكى» أن يستعرض وجهة نظر أحد أصدقائه من النقاد الفرنسيين فى أحد الأفلام الذى تم إنتاجها قبل الثورة بعام واحد فى مقال بعنوان «السينما المصرية..تزييف لحياة الناس» حيث أوضح «زكى» خلال مقاله رأى هذا الناقد فى ابتعاد السينما المصرية عن التعبير عن واقع الناس الذين يعيشونه.. وكتب نصا «يجب أن تكون الفنون معبرة تعبيرا صادقا عن الواقع، وراسمة بأمانة أهداف البشر السامية»..وتعتبر مثل تلك المقالات النقدية هى الشرارة الأولى لبداية انطلاق تيار السينما الواقعية والذى بدأ مع أفلام قليلة تعمل على طرح مشكلات المجتمع بصورته الواقعية دون تزييف أو تجميل.
كما أن اهتمام أفلام ما قبل الثورة بالاستعراضات المفرطة والتى وصفها البعض بالمثيرة فى وقتها كان يتم انتقادها على صفحات المجلة.. حيث تبتعد السينما عن المضمون الواقعى لأهل مصر وتهتم بالاستعراضات التى جعلت الجمهور الغربى يتصور أن هناك «كباريه» فى كل شارع فى مصر.
وقد احتوى مقال نشر بعنوان «قومية السينما» انتقادا لأحد الموزعين الذى رفض توزيع فيلم مصرى لخارج البلاد لعدم احتوائه على مشاهد مثيرة ورقصات وأغانى كافية لتجذب المشاهد خارج مصر.. بينما أكد كاتب المقال أن هذا يعد ظلما كبيرا لمنتجى مثل هذه الأفلام حيث إن الإيرادات الداخلية لن تغطى أبدا تكلفة إنتاج العمل.. وحرمان الفيلم من السفر والعرض بالخارج بحجة عدم وجود عوامل مثيرة به يعد توجيها وتحكما مباشرة بصناعة السينما بأن تظل بعيدة عن الواقع وتهتم بالاستعراضات والكوميديا فقط. وطالب المقال الدولة بالتدخل لإنقاذ السينما ومنتجيها، عن طريق تخفيض الضرائب الكبيرة على عملية تصوير الأفلام والاهتمام بإتاحة فرصة التوزيع الخارجى لكل الأفلام وليست نوعيات معينة حتى تسنح الفرصة لصناع السينما بالإبداع فى مختلف الموضوعات خاصة فى عصر الحرية الذى تعيشه مصر بعد التحرير والثورة.
لم يقف الأمر عند هذا الحد ولكن استطاعت «روزاليوسف» خلال السنوات الأولى لثورة يوليو أن تكون منبرا لتقدم الفن وطرح أفكار مختلفة لنجاح الفيلم المصرى وتصدره المشهد السينمائى العالمى..حيث تناول مقال بعنوان «وزارة السينما» فكرة إنشاء بنك للسينما أى شركة إنتاج موحدة تشرف عليها الدولة لتقف فى وجه الإنتاج الخاص بأهوائه وأغراضه، وجهل بعض المنتجين بالإمكانيات التى يحملها الفيلم المصرى من رسائل فنية عظيمة خارج إطار التفاهات التى تتسبب فى اتهامات البعض له بالتراجع والفشل.
ووجه كاتب المقال نداء للسيد «فؤاد جلال» وزير الإرشاد القومى وقتذاك، بضرورة تبنيه فكرة بنك للسينما حتى يتسنى للفنانين الإحساس بالحرية فى عملهم دون التذلل للمنتجين الذين لا يهتمون إلا بالإيرادات فقط.
وأضاف أن المنتجين هم السبب الرئيسى فى الحال الذى تعانى منه السينما حيث إنهم لا يفكرون بالعهد الجديد الذى أصبحت عليه البلاد والذى يجب أن يتطور معه الفن ويتحرر ويصبح مفيدا للجمهور وثقافته ويحترم عقلية المشاهدين ويعبر عنهم. حيث إن الفنانين لا يستطيعون تقديم فن هادف فى ظل تحكم المنتجين الجهلاء بالمهنة وعدم منحهم الفرصة للفن الراقى أن يثبت نفسه.
بينما انتقد مقال آخر توجهات بعض الفنانين بعد ثورة يوليو المجيدة معبرا عن التضارب الذى أصاب أبناء الوسط الفنى.. حيث يقوم بعضهم من تعمد السخرية من مشكلات العهد القديم باستخدام نكات أو التحدث عنه بشكل فج، محاولين إقناع الشعب بأنهم مواطنون صالحون ويهتمون لشأن الثورة وأمور البلاد.. بينما ذلك الأسلوب لا يرتقى للوطنية فى شيء.
وانتقد أيضا كاتب مقال «فن الثورة» الفنانين الذين اتخذوا موقفا صامتا ولم يشاركوا بالتعبير عن آرائهم فيما تمر به بلادهم من مرحلة حرجة مما جعلهم يتخذون موقفا سلبيا ويعتقدون أنهم محايدون.. ولكن ذلك الحياد يعد تخاذلا وعدم مشاركتهم روح الوطنية والاستمرار فى مرحلة التردد والتريث نابع عن ابتعادهم عن الشعب، وبالتالى فإن الفن لا يزال بعيدا عن العصر الجديد والتعبير عن احتياجات المواطن.
سينما الواقع
امتازت سينما فترة الخمسينيات بظهور تيار الواقعية الذى أصر صناعه أن يقدموا أعمالا تعبر وتقترب من المجتمع المصرى بشكل كبير وهذا ما فعله المخرجون «كمال الشيخ» و«صلاح أبو سيف» و«كامل التلمسانى» وغيرهم. ولم تكن الصحافة الفنية بعيدة عن تلك التوجهات حيث كانت «روزاليوسف» من أوائل المجلات التى ساهمت فى تحرير السينما المصرية وكانت شاهدة على عهدها الجديد، كما كانت أقلام كتاب المجلة العريقة توجه النقد لكل من يستخف بعقول الجماهير.
وقد ذكر مقال بعنوان «القصة فى السينما المصرية» أن المخرجين الواقعيين فى السينما لا يزالون قلائل وأن بعض المحاولات من «نيازى مصطفى» و«أحمد بدرخان» جاءت بقدر قليل بسبب عقول المنتجين المتحكمة بالسينما والذين يميلون للتفكير بالمكسب المادى فقط من الأفلام التى تعتمد على الاستعراضات والكوميديا والتى تبتعد عن الواقع.
وقد اتهم كاتب المقال، «سامى الليثى»، المخرجين بالاستستهال والاندفاع وراء الفكر الأمريكى بينما لو كانت السينما المصرية اهتمت قليلا بتيار الواقعية منذ منتصف الأربعينيات لأصبحت أحد رواد ذلك التيار بل ولكانت تسبق السينما الإيطالية وقتها. وأكد أن التيار السائد بمنتصف الخمسينيات اعتمد على الواقعية السطحية التى تعتمد على تصوير الممثلين يسيرون فى الشوارع بدلا من التصوير داخل بلاتوه، مستشهدا بالواقعية السطحية التى قدمها المخرج «كمال الشيخ» بفيلمه (حياة أو موت).. وقد طالب «الليثى» فى نهاية مقاله الكُتاب والمخرجين بالاتحاد معا لتقديم فن يليق باسم وتاريخ السينما المصرية على أن يكون معبرا عن الشارع المصرى، وهذا ما تحقق بالفعل تدريجيا.
أما الكاتب «حسن فؤاد» فقد دق ناقوس الخطر تخوفا من خطر السينما وتأثيرها على الأشخاص.. مستشهدا بما تقدمه السينما الأمريكية من أفكار وأنماط وقصص بطولية تتسلل بها لعقل المواطنين فى كل بلدان العالم لتعطى لهم صورة نمطية عن الجندى والرجل الأمريكى بأنه بطل حتى لو كانت القصة عن سارق أو رئيس عصابة. فالسينما تعتبر أكثر السبل التى تصل لعقل المتفرج وتؤثر به وبحياته.
وفى منتصف الخمسينيات بدأت الأفلام الواقعية تزيد تدريجيا ولكنها تجارب تتجه نحو الواقعية وليست الواقعية ذاتها، كما وصفها الكاتب «محمد تبارك» الذى بدأ مقاله بذكر نماذج ناجحة من الواقعية السينمائية فى العالم من روسيا إلى إيطاليا مرورا بالسينما الأمريكية التى تحمل صورة واقعية مزيفة عن المجتمع الأمريكى لتثبت الصورة الذهنية عنها بأنها بلد القوة والعدالة والنجاح. ووصولا للسينما الفرنسية ثم المصرية بنماذجها الكبيرة ومنهم «يوسف شاهين» و«كمال الشيخ» و«صلاح أبو سيف» مؤكدا أن «عاطف سالم» يعتبر المخرج الأكثر واقعية بينهم.
ومن مظاهر احتفاء السينما بالقومية المصرية تم نشر أخبار مختلفة احتفاء بدور السينما المصرية الجديد خاصة بعدما انطلق صناع الأفلام فى سرد قصص المقاومة الشعبية ضد الاحتلال البريطانى ومشاركتهم فى الثورة المصرية وأيضا المقاومة فى أيام العدوان الثلاثى عام 1956.. وضمن الأخبار التى لفتت النظر بالمجلة خبر عن عرض أفلام المقاومة الشعبية بساحات تقام وسط الأماكن الشعبية الشهيرة بالقاهرة والمحافظات.. حيث تقام تلك العروض مجانا للجماهير حتى يستمتعوا بقصص الأبطال الشعبيين والرسالة الوطنية التى تحملها تلك الأفلام.
ومن جانب آخر أعلنت المجلة بمقال تحت عنوان «العمليات الفنية المسلحة» أن هناك عددا كبيرا من الفنانين أوقفوا أعمالهم منهم «إسماعيل ياسين» الذى أوقف بروفات مسرحيته (الكورة مع بلبل) والفرقة المصرية التى قامت بوقف مسرحية (إيزيس)، بينما توقفت الاستوديوهات عن تصوير الأفلام الرومانسية وامتنعت دور العرض عن عروض الأفلام الأجنبية.. وذلك من أجل تركيز كل أجهزة الفنون فى الدولة على الفنون التى تسرد بطولات شعبية من أيام الاحتلال الفرنسى والبريطانى بجانب سرد العديد من القصص عن المصاعب التى مر بها الوطن ووقوف المصريين فى وجه الأعداء.. واشتدت تلك الأعمال خاصة بعد العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 وذلك لدعم الروح الوطنية ورفع الروح المعنوية لدى الشعب.
ولم تنس «روزاليوسف» توجيه المؤسسات السينمائية الجديدة حيث جاء النقد اللاذع لبعض هذه المؤسسات التى أنشئت منذ البداية لخدمة السينما والارتقاء بها كقوة ناعمة مؤثرة فى المجتمع.. وضمن تلك المؤسسات كانت نقابة المهن السينمائية التى أنشأت ببداية الأربعينيات، حيث تم الإعلان عبر صفحات «روزاليوسف» عن مرور النقابة بأزمة مالية كبيرة تهدد بإغلاقها حيث لا يستطيع النقيب «فؤاد الجزايرلى» دفع إيجار الشقة، مقر النقابة، بينما لا يستطيعون دفع المعاشات وغيرها من الخدمات المخصصة للسينمائيين.. موجهين الدعوة للدولة لإنقاذ الموقف.
بينما تناولت المجلة أيضا قضية الانقسامات التى يعانى منها اتحاد المؤلفين والملحنين وقتذاك.
المسرح بين الجيلين القديم والحديث
ركزت «روزاليوسف» على تطور المسرح المصرى منذ بدايتها وحتى الآن.. ففى فترة الخمسينيات من القرن الماضى كان المسرح المصرى فى مرحلة انتقالية كبيرة ما بين الجيل القديم الذى يعتبر مؤسسا للمسرح الحديث وبين الأجيال المسرحية الجديدة من خريجى المعهد العالى للفنون المسرحية. وقد أعطت المجلة الفرصة لشباب المسرحيين لكتابة آرائهم بتحكمات «يوسف بك وهبى» المسئول عن المسرح وقتذاك.. خاصة وأنه كان يريد التحكم بالفرقة لكى تكون نسخة من فرقته القديمة، «رمسيس»، وقد شارك عدد كبير من أسماء نجوم المسرح بآرائهم الذين أصبحوا فيما بعد من عمالقة المهنة وهم «نعيمة وصفى وحمدى غيث ومحمد الطوخى ومحمد السبع وسميحة أيوب».
وقد عبر شباب الفرق المسرحية عن أحلامهم ومشاكلهم عبر صفحات «روزاليوسف» كاشفين عن كم الاختلاف بينهم وبين «وهبى» الذى كان رئيس الفرقة القومية للمسرح وقتذاك، سواء كان الاختلاف فى الرأى أو فى الرؤية. حيث اتهموه بأنه لايزال يحمل أحلام فرقته القديمة لدرجة أنه لا يرغب فى تغيير المسرحيات التى كان يقدمها ويجبرهم على إعادة تقديمها رغم التطور الملحوظ والتغيير بالدولة والذى يعتبر الفن جزءا لا يتجزأ منها.. مؤكدين أن كل ما يهمه هو جمع الأموال من الفرقة دون الاهتمام بالتجديد فى النصوص المسرحية المستخدمة كما أنه مصمم على إجبارهم على الأداء بشكل لا يتماشى مع العصر الحديث حيث إنه يرغب فى إلقاء الحكم والمواعظ بصوت عال مبالغ فيه ويصل أحيانا إلى الصراخ.
وضمن المشاكل التى قابلت المسرح أيضا قضية عدم مقدرة الفرقة المسرحية الأولى بالسفر وتمثيل مصر على مسارح باريس كما كانت فى السابق بسبب بعض التعقيدات الروتينية مثل معضلة إيجاد ممول للفرقة يهتم بسفرها وسفر الديكورات والملابس وغيرها.. بالإضافة إلى بعض العراقيل الأخرى التى تكمن فى عقلية القائمين على المسرح وهذه الأزمة ناقشها مقال جاء بعنوان «الفرقة المصرية لا تستطيع أن تقف فى مهرجان دولى».
بينما سلطت المجلة الضوء على دور الفن المصرى فى النهوض بالمسرح العربى حيث كانت هناك عدة موضوعات عن المسرحين الخليجى والمغربى وتم نشر مقال مضمونه عن المصاعب التى واجهت المسرحى القدير «زكى طليمات» فى رحلته ضمن بعثة التى تم اختيارها لتدريب المسرحيين فى تونس.. حيث إنه كان يواجه مشاكل مع الفرق الفرنسية التى تحتكر المسرح هناك.. بينما هناك مشاكل كبيرة فى الفرق التونسية بعدم وجود ممثلات سيدات مما اضطره إلى الاستعانة بممثلات من مصر.
كانت الخمسينيات مليئة بالمقالات والموضوعات الفنية الأخرى ومنها أبواب ثابتة مثل أسرار الفن، وأهل الفن، وحوارات شيقة مع النجوم، بالإضافة إلى باب (قصص بأقلامهم) كتب به «كمال الشناوى وليلى مراد ومحمود المليجى وصلاح أبوسيف» وغيرهم.. بالإضافة إلى المقالات النقدية التى كانت أبدعت السيدة «فاطمة اليوسف» بكتابتها بين الحين والآخر ومنها مقال «فاتن حمامة فى أدوار فيفان لى» والذى كانت تنتقد من خلاله حصر سيدة الشاشة «فاتن حمامة» فى أدوار الفتاة الرقيقة الرومانسية. وأيضا مقال بعنوان «أنقذوا المتفرج من دور العرض المصرية» والذى كانت تنتقد من خلاله حالة الإهمال التى وصلت لها دور السينما.
أيضا مقال ينتقد المخرج «هنرى بركات» بعنوان «بركات بدأ فنانا.. وانتهى تاجرا» والذى اتهمته فيه بأنه تحول من تقديم الأفلام القيمة للعمل من أجل المال فى أفلام قد تؤثر على تاريخه الذى حفره بأعمال سوف يذكرها التاريخ.
روح جديدة بعهد إحسان عبدالقدوس
يستمر تطور أقلام «روزاليوسف» فى عقد الستينيات من القرن الماضى فمع تطور وازدهار الحركة الفنية فى مصر ازدهرت معها الصحافة الفنية وأصبح قسم (للفن فقط) يشتمل على عدد أكبر من المقالات والأبواب الثابتة التى خطها عدد كبير من أسماء عمالقة الكتاب والصحفيين وعلى رأسهم الكاتب الراحل «إحسان عبدالقدوس» والذى تسلم من والدته السيدة «فاطمة اليوسف» راية المجلة وراية الكتابة الفنية حيث كان يكتب مقالات نقدية بجانب كتابته فى باب «خواطر فنية» والذى شارك بكتابته عدد كبير من الكتاب وقتها ومنهم الراحل «يوسف السباعى» والذى كان يبدى رأيه فى نقاط عن الفن وأهله بطريقة ساخرة.
كما شهدت مرحلة الستينيات انفراجة فى عدد المقالات النقدية والحوارات الفنية مع مختلف النجوم من أشهر الأسماء إلى الأجيال الجديدة.. بينما انطلق باب (أخطاء فى حياتى) والذى كان يختص بحوار لنجم يسرد فيه اعترافات عن الأخطاء التى ارتكبها فى حياته وما ترتب عليها من مشكلات أثرت بمشواره الفنى.
كما قدم الكاتب «محمود السعدنى» باب (لقطات) والذى كان يتناول فيه ما يحدث فى السينما والتليفزيون بطريقته الساخرة المعهودة.. بالإضافة إلى باب (مديحة مع النجوم) بقلم الكاتبة «مديحة عزت» والذى استمر لعدة سنوات يطرح تفاصيل وكواليس خاصة من حياة النجوم.
تحقيقات ومواجهات
عرفت «روزاليوسف» منذ بدايتها بالجرأة فى طرح الموضوعات حتى وإن كانت تخص الفن وأهله.. حيث طرحت المجلة تحقيق عن إيمان الفنانين بالحسد وقراءة الطالع.. حمل عنوان «فنانون يؤمنون بالشبشبة وقراءة الكف»، وتمت الاستعانة بعدد كبير من النجوم الذين يؤمنون بتلك العادات بل ويتبعونها ومنهم «فريد الأطرش» الذى يصدق كلام أحد قراء الطالع الذى تنبأ بمستقبله كنجم معروف وأيضا «فاتن حمامة» التى قالت إنها تؤمن بالحسد وتخاف من الأعمال خاصة مع وجود سوائل ملونة ملقاة أمام منزلها لا تعرف مصدرها. أما «عبدالحليم حافظ» فيؤمن كثيرا بقراءة الطالع هو و«عماد حمدى» الذى يتحصن بالقرآن أينما ذهب، ويرافقه المصحف الشريف.
أما الكاتب «جمال حمدى» فقدم تحقيقا بعنوان «المسرح العربى» والذى كشف من خلاله عن الأزمة التى يعانيها المسرح المصرى فى الستينيات.. فبعد عهد كبير من التطور ووفاة كبار رواد المسرح الحديث يعانى المسرح من فراغ كبير وهروب النجوم والكتاب والجمهور منه متجهين إلى السينما والتليفزيون.. مستشهدا بواقعة حقيقية حدثت عام 1961 عندما طلب الفنان الكبير «يوسف وهبى» إغلاق الستار وذهب لغرفته غاضبا بسبب ظهوره على المسرح ولم يجد سوى 7 مشاهدين فقط فى انتظاره مما جعله يصاب بنوبة غضب ويرفض الاستمرار فى تقديم عرضه.
وقد استعان «حمدى» خلال التحقيق بعدد من رموز المسرح وقتذاك وهم «فاخر فاخر وعلى الراعى ونبيل الألفى» والذين أجمعوا بأن المسرح يعانى من عدم التطور بعد وفاة «جورج أبيض وروزاليوسف وعزيز عيد».. فبعدما كان المسرح بعهدهم يحاكى كل جديد فى مختلف المجالات من كتابة إلى تمثيل إلى إخراج واستعراضات.. بات يعتمد على نصوص قديمة ومترجمة ويعاد تقديمها بشكل لا يواكب العصر الحديث.. ناهيك عن إهمال الكتاب والنجوم له والاتجاه للإبداع فى السينما والتليفزيون.
تنظيم السينما
«مشروع قانون تنظيم السينما».. كان هذا عنوان التحقيق الذى قدمته الصحفية «مهجة عثمان» والذى يستعرض أهم البنود الخاصة بالقانون الذى أقرته مؤسسة دعم السينما ووافق عليه وزير الثقافة آنذاك.. وفى الوقت الذى ينتظر فيه القانون موافقة رئيس الجمهورية انفردت «روزاليوسف» ببعض بنوده ومنها وضع نموذج موحد للعقود بين أى فنان وأى منتج، ومنع مشاركة أى فنان أو فنى فى أكثر من فيلم بنفس الوقت، كما لا يجوز التعاقد بين أى فنان ومنتج إلا بعد التأكد من عدم ارتباطه بأعمال أخرى.. ولقد ترك لوزير الثقافة والإرشاد تحديد عدد الأعمال الفنية التى يشارك بها الفنان أو الفنى فى العام الواحد.
ومن واقع هذا القانون تمت الاستعانة بعدد من رواد السينما لتوضيح رؤيتهم فيه ومنهم المنتجون الذين اعترضوا على بعض بنوده الخاصة بحصول مؤسسة السينما على نسخ للعرض المجانى العام مما قد يؤثر على إيرادات الفيلم، بالإضافة إلى الفنيين الذين اشتكوا قلة الرواتب وعدم اهتمام القانون بتنظيم العمل لهم، وغيرها من الشكاوى التى تم طرحها بشكل جرىء.
بينما طرح موضوع «ذوبان الأجور» للكاتب «عبدالفتاح رزق» مشكلة تحديد أجور الفنانين فى مصر بحيث لا يتعدى دخل الفرد الواحد 10 آلاف جنيه فى العام.. بينما رصدت «روزاليوسف» أجور كبار النجوم وقتذاك ومنها أجر الفنان «محمد عبدالوهاب» الذى كان يصل إلى 12 ألف جنيه فى العام الواحد بالإضافة إلى حصوله على ما يقرب من 6 آلاف جنيه عن حق الأداء العلنى لأعماله.. بينما وقعت السيدة «فاتن حمامة» عقد احتكار مع أحد المنتجين نظير حصولها على 21 ألف جنيه بعدما كانت تتقاضى 7آلاف جنيه فى الفيلم الواحد.
بينما أشار التقرير إلى أن هذا القانون لن يطبق إلا على 5 % فقط من إجمالى الفنانين حيث إن الباقيين يتقاضون أقل من الحد الأقصى للأجور بكثير.
جوائز الفن
وفتحت المجلة باب المواجهة أمام عدد من الشخصيات الفنية المهمة ومنها المواجهة التى حدثت بين المخرج «عز الدين ذو الفقار» والكاتب الكبير «نجيب محفوظ».. حيث اتهم الأول فى حواره مع «روزاليوسف» جوائز الفن فى مصر بأنها يتم توزيعها بشكل مهين كما أنها توزع حسب الهوى.. مؤكدا أن الأفلام الوطنية تتلقى اهتماما أكثر من نظيرتها العادية.
ومن جانبه رد «محفوظ» على اتهامات «عز الدين» بأن تلك الجوائز هى التى تشجع الفنانين على الإبداع وأنها يتم توزيعها بشكل عادل على المبدعين.
واستنكر «محفوظ» اتهامات «عز الدين» للجوائز بأنها مهينة مؤكدا أن وقوف وزير الثقافة لتسليمها بنفسه لكل مبدع دليل على اهتمام الدولة بها.. ناكرا ما تردد حول اهتمامهم بالأفلام الوطنية فقط ومؤكدا أن لجنة الجائزة تقوم باختيار الأفلام وفقا للمعايير الخاصة بالتقييم وليس وفقا لموضوعها.
أولوية فتح الملفات
كانت لـ«روزاليوسف» الأولوية فى فتح الملفات الفنية المهمة والتى يعانى منها الوسط الفنى حتى يومنا هذا ومنها قضايا المسرح الذى اختفى من الأقاليم حيث فتحت «روزاليوسف» ملف المسارح المتواجدة بين القاهرة والإسكندرية فقط واصفة باقى المحافظات بأنها تعانى من ليل دامس الظلام فى ظل غياب مسارحها وفرقها المسرحية. بينما علق الكاتب «حلمى هلال» على نجوم المسرح الحديث واصفا إياهم بـ(الفرافير) مؤكدا أنهم يدخلون المسرح منتظرين إسناد أى دور لهم.. وطامحين بأنهم سيحصلون على الشهرة السريعة والأموال الطائلة.. وبعد تقديمهم لأدوار صغيرة يفاجأون بتقاضيهم ملاليم قليلة ما يجعلهم يتذمرون ويشكون.
كما تم التطرق لإهمال السينما للنجوم الكبار فى السن وعدم إسناد بطولات لهم، بالإضافة إلى فتح ملف يخص الفنانين العاملين المعينين بمسرح الدولة.. حيث كتب «ناصر حسين» مقالا بعنوان «الضيوف يعملون.. والممثلون العاملون بلا عمل» والذى يتناول من خلاله فكرة الاستعانة بضيوف ممثلين من الخارج للمشاركة بمسرح التليفزيون نظير مقابل مادى عالٍ، وذلك على الرغم من وجود ممثلين معينين بالمسرح ويمكنهم تقديم كل الأدوار بمقابل معقول.
كما استكمل الصحفيون فتح ملفات السينما الشائكة ومنها مشاركة الأفلام المصرية فى المهرجانات الدولية بشكل عشوائى، حيث لم يحصد أيا منها أية جائزة دولية وذلك بسبب تكرار أسماء الأفلام المشاركة وأسماء النجوم المشاركين بأعمالهم فى المهرجانات الدولية.
كما تم الإعلان عن قوانين جديدة اتخذتها مؤسسة السينما بالإشراف غير المباشر على قطاع الإنتاج الخاص بالأفلام.. حيث أقرت له أحقية تقديم 15 فيلما من أصل 55 عملا تنتجه الدولة سنويا كما أصر المسئولون على ضرورة إشراف مؤسسة السينما على توزيع أفلام القطاع الخاص مثل نظيره الحكومى حتى تحصل كل الأفلام على العرض بشكل متساوٍِ.
الفن بعد «النكسة»
كانت فترة الستينيات منقسمة فى مصر إلى شقين ما قبل 1967 وما بعد النكسة حيث كانت البلاد تحاول لملمة جراحها من النكسة التى أصابت كل شيء ومنها الفن.. وكان لـ«روزاليوسف» دور كبير فى مداواة هذه الجراح ومساعدة الأجهزة المختلفة على التعرف على المشكلات ومحاولة حلها ومنها مؤسستا السينما والمسرح المصريين.
فقد تناولت مشكلة الفنانين الجدد من خلال تحقيق كان عنوانه «جيل ضائع ضائع ضائع» وكان بقلم كل من «ناصر حسين وحلمى هلالى».. وتناولا فى هذا التحقيق أحلام وآمال الجيل السينمائى الجديد من فنانين ومخرجين حيث سرد كلاهما طموحاته فى الفن والحياة وماذا يقرأ وكيف يقضى يومه وذلك ليتعرف الجمهور عليهم بشكل أقرب.. ومن الفنانين الجدد الذين وردت أسماؤهم بالتحقيق «عزت العلايلى وصلاح قابيل والمخرج حسين كمال ومديحة حمدى ويوسف شعبان وأبو بكر عزت وزيزى مصطفى وماجدة الخطيب» وغيرهم. بينما انتهى التحقيق بنداء لمؤسسة السينما بضرورة إيجاد أعمال مناسبة تواكب الزمن وتحقق النجاح لهؤلاء الشباب حتى لا يتحولوا من جيل ضائع بين الماضى والحاضر إلى جيل يملؤه الشر والحقد.
بينما كان للحرب طابع خاص حيث ألقت المجلة الضوء على النضال الخاص بالنجوم ومنهم الراحلة «تحية كاريوكا» والتى قررت أن تترك مسرحياتها الجديدة والأفلام التى تعاقدت عليها وقامت بالذهاب للتطوع مع ملائكة الرحمة على الجبهة لتكون ضمن طاقم التمريض وتناضل بجانب الجنود بحرب الاستنزاف.. بينما بدأ بعض الفنانين الآخرين فى حملة جمع التبرعات لصالح القوات المسلحة من جميع محافظات مصر.
وفى السينما كانت أواخر الستينيات هى مرحلة ظهور أفلام المقاولات والتى كانت عبارة عن اختيار مؤسسة السينما لأحد المنتجين لإسناد دور إنتاج أحد الأفلام له مما جعل البعض يصفونه بمقاول الأفلام أى أنه تتم الاستعانة به فقط للمراقبة وتنفيذ العمل.
كما تطرقت المجلة لمشكلة دور العرض وأزمتها فى عدم وجود دور عرض كافية لطرح الأفلام التى تم إنتاجها من القطاعين العام والخاص والتى بلغ عددها ٤٥ فيلما.. بينما أغلب دور العرض تهتم بالعروض الأجنبية على حساب الفيلم المصرى.
أما عن المسرح فقد سرد الكاتب «أحمد عباس صالح» المشكلة التى يواجهها المسرح من فقدان الجمهور والذى لا يجذبه الموضوعات التى تقدم على خشبة المسرح.. مشيرا إلى أن الحل حاليا أمام المسرح هو الحفاظ على الروح الكوميدية والتى طالما نجحت فى جذب الجماهير له.. بينما تناولت موضوعات أخرى محاولة المسرح الصمود أمام ما يحدث بالبلاد بتقديم 20 عرضا جديدا للجمهور.
بينما كشف مقال بعنوان «تجار وراء الكواليس» عن أزمة جديدة يعانى منها المسرح منذ عام 1968 تقريبا وهى ظهور فرق مسرحية جديدة تختفى مع نهاية الموسم المسرحى ولا يسمع عنها أى شيء وقد أضاف الكاتب «محمد حمزة» فى مقاله أن هناك أشخاصا مسئولين عن إدخال الفرق الجديدة للمسرح والتعامل معها بنظام القطعة.
جرأة السبعينات والانفتاح
كانت مصر تتمتع فى السبعينيات بالتحرر والانفتاح وتغيرت معها تقاليد وكتابات الصحافة.. وبما أن «روزاليوسف» كانت دوما تسبق غيرها من الصحف فكانت الموضوعات الجريئة والنقد اللاذع من نصيبها.. كما استمرت المجلة فى دعمها للمواهب الشابة حيث قدمت ملف عن عصافير المسرح القومى الجدد وهم «فردوس عبدالحميد ومحمود ياسين ومحمود الحدينى وأشرف عبدالغفور وحسين عبدالقادر ونادية رشاد ومحيى إسماعيل» وغيرهم. أيضا وجه الكاتب «حلمى هلالى» نداء للجنة الاستماع بالإذاعة بضرورة إعطاء فرصة لفرق مثل «كورال الطليعة» التى تتكون من شباب وفتيات يقدمون أغانى المقاومة المأخوذة عن أشعار «محمود درويش وسميح القاسم» وغيرهم.
وقد أثار الكاتب «محمد حمزة «الرأى بنشره تحقيقا عن القوانين الجديدة التى تحدد شكل بدلة الرقص الشرقى بالملاهى الليلية وجاء التحقيق تحت عنوان: «خمسون جنيه وترقصين شبه عارية» حيث استعرض قوانين الرقابة على الملاهى والتى قررت ألا تكون بدل الرقص مفتوحة حتى لا تقع الراقصة تحت طائلة القانون ويتم تغريمها بخمسين جنيه.. بينما حصل «حمزة» على رأى الرقباء الذين قالوا أنهم يهتمون بطريقة الراقصة نفسها وليس فقط ببدلة الرقص.. ومن جانب آخر طرح آراء أشهر راقصات مصر وقتذاك مثل «سهير زكى ونجوى فؤاد» وغيرهما واللواتى أجمعن على أن البدلة المقفولة تعيق حركة الرقص وحريتهن ولكنهن لسن مع بعض البدل الجديدة التى تركز على مفاتن الراقصة بشكل ملفت.
الجمهور عايز كده
مع بداية السبعينيات، بدأت تنطلق جملة «الجمهور عايز كده»، والتى يتخذها السينمائيين كـ«شماعة» لتقديم أفلام الاسفاف والتى تفتقر للقصة والمعنى.. حيث فتح الكاتب «ناصر حسين» ملف السينما والمنتجين الذين يرغبون فى تقديم التيمة السهلة لجنى الإيرادات بينما ما يحدث هو العكس.. والجمهور أثبت أنه يريد الأفلام التى تحترم فكره وعقله وأكبر دليل على ذلك، أن فيلم مثل (الاختيار) لـ«يوسف شاهين»، ظل يعرض بالسينمات لمدة 6 أسابيع بينما الأفلام الأخرى لم يتعد زمن عرضها سوى أسبوعين فقط.
كما استكمل مقاله عن السينما من خلال مقال بعنوان «مليون جنيه مكافأة للسينما على خسائرها» والذى أوضح من خلاله أن وزارة الخزانة تعمل على تغطية خسائر مؤسسة السينما السنوية بمنحها مليون جنيه كمكافأة لتغطية تلك الخسائر وإنتاج المزيد من الأعمال الأخرى.. مؤكدا أنه بهذا الفعل لا يحق لنا توجيه الاتهام لمؤسسة السينما على تقصيرها لأنه لا يوجد عقاب يصرف لها.
بينما تم التطرق للجنة التى شكلتها وزارة الثقافة لتنظيم العمل بالسينما وحل مشكلات مؤسسة السينما والتى وصفتها بالأمراض التى يبحثون لها عن علاج.
وقد تم تغيير نمط الكتابات التى احتوت عليها المجلة بعد انتصار حرب أكتوبر 1973 حيث بدأت الكتابات ترصد الأمل الجديد الذى أحل بأهل الفن.. ففى مقالة تحمل عنوان «العودة إلى شراء النجوم» تم رصد حالة الإنتاج السينمائى الجيدة التى بدأت مع نهاية الحرب والاطمئنان بالانتصار. حيث بدأت شركات الإنتاج فى التعاقد مع النجوم على الأعمال التى كانت متوقفة تقريبا بسبب حالة الحرب. بينما أكدت الكاتبة «سامية عطا الله» أن هناك 100 فيلم يستعد قطاع الإنتاج ومؤسسة السينما لتصويرها عن عودة الروح للشعب المصرى حيث يقوم مبنى الإذاعة والتليفزيون يوميا بإرسال بعثة إلى سيناء تتكون من مخرج ومصور ومهندس الصوت لتصوير مواقع الحرب والجنود وغيرها من التفاصيل الواقعية لاستخدامها فى أفلام عن نصر أكتوبر.
ومن جانبه كتب «عبدالفتاح رزق» عن سينما حرب أكتوبر بأنها لم تجسد ما حدث فى الحرب من أهوال حقيقية مؤكدا أن أغلب ما تم تقديمه عن حرب أكتوبر خلال منتصف السبعينيات لم يرتق لمستوى قوة الحدث والصحوة الحقيقية التى حدثت بعده.
جرأة الموضوعات
اتسمت صحافة السبعينيات بالجرأة فى طرح الموضوعات واستخدام الكلمات الجاذبة فى العناونين وكانت تدل على سمة التحرر التى تميزت بها أفلام تلك الفترة العربية والأجنبية.. حيث كانت «روزاليوسف» من أوائل الصحف التى تناولت قضية فيلم (حمام الملاطيلى) بكل ما يحمل من مشكلات رقابية تسببت فى منعه من دور العرض وذلك بمقال بعنوان «فيلم سيء السمعة».. أما الكاتب «عادل حمودة» فكانت لديه عدة كتابات مهمة عن الفن من خلال عدة مقالات تحليلية منها «السينما تضحك.. والفاشية تنتحر» عن السينما الواقعية فى إيطاليا وتطورها. أيضا كتب «حمودة» مقالة بعنوان «سينما السياسة تهز وسطها» والذى ينتقد السينما المصرية وأحوالها وعدم تقدمها فى الوقت الذى كانت تعتبر فيه مصر هى صاحبة الريادة فى هذا الفن.
ملفات الأيقونات
هناك أحداث فنية هزت الشارع المصرى مثل الأحداث السياسية تماما، وعلى رأسها رحيل كوكب الشرق «أم كلثوم» فكما تهافتت الجماهير فى وداعها وحضر الملايين جنازتها قامت «روزاليوسف» بإصدار عدد خاص يحمل كل تفاصيل وكواليس حياة أم كلثوم منذ طفولتها وحتى لحظة الوداع.. كان العدد يحمل عنوان «أم كلثوم..الصوت والصورة والأسطورة» وشارك بالملف تقريبا كل كتاب المجلة من داخل وخارج قسم الفن حيث تم تناول تفاصيل حياة «الست» الفنية والوطنية والاجتماعية.
بينما خصصت المجلة باب «الناس وعبدالحليم» للكاتبة «مديحة عزت» ليكشف أسرار وصية العندليب «عبدالحليم حافظ» فور وفاته فى عام 1977 حيث تم الكشف فى حلقات عن تفاصيل الوصية التى تركها الفنان الراحل وأزمة أسرته التى لا تعرف هل تعترف بها أم ترفضها وأزمتها قانونيا هل هى واجبة النفاذ أم تم التلاعب بها وغيرها من الأسرار التى كشفتها لأول مرة عن ورثة العندليب وتركته المالية والفنية.
ومن جانب آخر قامت المجلة بنشر مذكرات «عبدالحليم حافظ» مع بداية الثمانينيات على حلقات تحت عنوان «عبدالحليم مازال يتحدث» والتى تم نشرها على عدد كبير من الحلقات وتناولت تفاصيل سردها «عبدالحيم» بنفسه قبل وفاته.. ومنها أسرار وقوعه فى الحب وكواليس بعض أغانيه الشهيرة والفرق بين تعامله مع جمهور الأغنياء وجمهوره من الفقراء وغيرها من المذكرات الخاصة.
وفى أوائل الثمانينيات تم نشر عدد من المذكرات الخاصة بالراحلين ومنها «صفحات من حياة السنباطى» بقلم «طارق الشناوى» والتى اشتملت على أسرار الكثير من فن الموسيقار «رياض السنباطى». بالإضافة إلى تحقيق عن رحيل الشاعر «مرسى جميل عزيز» والذى تمت الاستعانة فيه بمجموعة من أصدقائه ورفقاء دربه الفنى للحديث عن كواليس أشهر أغانيه.
كما تم نشر مقال بعنون «وصية كامل الشناوى يفتحها أصدقاؤه» وذلك بالاستعانة برفقائه أيضا للحديث عنه وعن كواليس حياته.
أحلام سينما الثمانينيات
مع بداية حقبة الثمانينيات بدأت «روزاليوسف» فى مرحلة جديدة حيث كرست أقلام كُتابها لكشف كل ما هو فاسد ويحتاج للتغير فى السينما والتليفزيون والإذاعة والمسرح.. وإن كانت السينما احتلت الجزء الأكبر من موضوعاتها.
فاهتمت برصد أحلام نجوم الجيل الجديد فى السينما وما يفكرون به والكشف عن بعض تفاصيل حياتهم للقراء. بينما تم فتح ملف السينما بمشاركة أغلب كتاب الفن وقتذاك.. حيث تم نشر ملف كامل عن كل تفاصيل أزمات السينما ومشاكل القطاعين العام والخاص، كما تم الدخول لاستدويوهات مدينة السينما ومعامل التحميض ونشر تحقيق بعنوان «الفنيون يهاجرون من مدينة السينما إلى اليونان».
ومن جانبه كان للمهندس «حسن التونى» المسئول عن الاستوديوهات والمعامل وقتذاك حق الرد فى حوار يحمل عنوان «المنتجون يتهربون من دفع ثمن الاستوديوهات والمعامل» والذى أرجع فيه الحق على المنتجين الذين لا يدفعون نظير الخدمات التى تقدم لهم وبالتالى لا تتطور المعامل. وفتح الملف أزمة الدعاية للفيلم المصرى من خلال تحقيق «الدعاية للسينما المصرية من أول الحكاية» واحتوى الملف أيضا على تحقيق بعنوان «لماذا هبط الفيلم المصرى»..لتفتح «روزاليوسف» بوابة تراجع أحد أهم وأكثر المجالات الفنية شعبية وهو فن السينما.. وتمهد لمرحلة جديدة من المعارك ضد المتخاذلين عن دعم هذا الفن ليس إنتاجا فقط ولكن فكرا أيضا.