نعيد نشر ندوة الزعيم فى 2010.. عادل إمام: أنا قومى عربى.. وحكومة مبارك لا تعجبنى

جاء عادل إمام لروزاليوسف بعد أيام قليلة من وقفته من أجل مصر.. عادل إمام فنان صاحب موقف يملك القيمة والتأثير والرؤية، والأهم أنه يملك الشجاعة لإعلان موقفه.. وهى شجاعة يفتقدها الكثيرون.
رئيس التحرير: بدون أى مقدمات نرحب بالزعيم عادل.. وهؤلاء أجيال روزاليوسف المختلفة.
عادل: أنا سعيد جدا بهذه المناسبة، وتعتبر روزاليوسف من أكثر المؤسسات الصحفية التى خطت إليها أقدامى أكثر من مرة، وكان هذا منذ أيام الكتاب الكبار - محمود السعدنى وأحمد بهاء الدين وصلاح حافظ وحسن فؤاد، ولا أعرف ما إذا كان واجبى أن أقول للأسف أم لحسن الحظ أن من كتب عنى كتاب كبار وليس لهم علاقة بالفن، كتاب سياسيون لديهم مصداقية وطنية. وقد كتب مرة عنى الكاتب صلاح حافظ مقالا هنا.. ووجدت الكثيرين يخبروننى أن صلاح حافظ كتب عنك كويس، واندهشت وكذلك كل الكتاب «محمود السعدنى» و«حسن فؤاد».. وأتذكر فى مرة كتب «أحمد بهاء الدين» قائلا: «يا كتاب مصر انتبهوا لوجود عادل».
روزاليوسف: عادل علامة مصرية. لا يجب تقديرها خاصة منا، وأهلا به فى بيته الأساسى وليس الثانى روزاليوسف، وحتى عندما تختلف معه روزاليوسف فهذا يكون نابعا من حب وتقدير، وفى هذا الأسبوع حدث موقف من المواقف الوطنية المميزة للأستاذ عادل.. وهذا يفتح بابا للمناقشة معه فى مختلف الأمور بداية من السياسة حتى الفن، فهو فى توقيتات محددة يظهر مقياسا لنبض الناس ومقياسا للوطنية، ويقرر أن يقول الكلمة، وهو يعتبر صوتا من أصوات البلد وهو إحدى علاماتها.. لهذا.
روزاليوسف: سنطرح أول سؤال: لماذا عقدت مؤتمرا صحفيا لتعبر فيه عن مواقفك الوطنية تجاه مقتل الجندى المصرى على الحدود؟
عادل: هذا ليس أول موقف أتخذه بالنسبة للاستفزازات التى تحدث لنا، فالجميع يعرف مواقفى ضد الإرهاب، ورحلتى إلى أسيوط، فأنا رجل مسلم، وأحرص على أن أجعل أولادى يواظبون على الصلاة، حتى أحفادى جلبت لهم إمام المسجد القريب لكى يعلمهم أمور دينهم.. نحكى الأول عن الإرهاب فى الثمانينيات، كنت أرى الأمهات تنزل بقمصان النوم نتيجة للتفجيرات والخوف على أولادهن، وهذا المنظر أثر فىّ بشدة، فقررت - بالفعل - الذهاب لأسيوط، وقد كانت هناك فرقة مسرحية تقدم أحد عروضها، وكان موضوع هذا العرض عن الهجرة و«بلاش نهاجر وتعالوا نساعد البلد»، وكان بها حث على الانتماء للبلد، ولكن المتطرفين منعوا عرضها.. وتم سؤالى كيف أنوى الذهاب هناك، فاقترحت أن تكون الدعوة من جامعة أسيوط حتى يسبغ على الموضوع الطابع الثقافى، ومدير جامعة أسيوط وقتها خاف من حماسى هذا، لهذا لم يقبل، واتصل بى «زكى بدر» وزير الداخلية وقتها، وذهبت عن طريق المحافظة، ونتيجة تحمسى جمعت كل الإخوة من الفنانين الذين يعملون معى دون أخذ آرائهم وأخبرتهم بالموضوع فى حينه.
وللأسف بعض المصريين رددوا أقوالا: «هو عادل ملقاش يروح هناك غير بالواد سيد الشغال».. ولا أعلم هل يفكرون فى أننى ذاهب هناك لعمل «كاليجولا»؟
والرحلة كانت موفقة.. والتانيين ماسكتوش، عملوا منشورات ضدى، وحينما عدت كان لا بد أن أترجم إحساسى وجميعكم تعلمون أن الفن أقوى من الكلمات، وصنعت فيلم «الإرهابى» وكان له تأثير فى ناس كثيرين خاصة البسطاء.
روزاليوسف: ما تعليقك على الأحداث الأخيرة؟
عادل: أرى أن هناك فسادا كثيرا فى هذا البلد، وكلما أمسكوا شخصا بأموال تجده من الحزب الوطنى أو مجلسى الشعب والشورى.. وأريد أن أتحدث عن الحرية الدينية فسواء كنت مسلما أو مسيحيا أو يهوديا أو حتى لا دين لك، فكل شخص حر فيما يعتنق، وللأسف الخطاب الدينى سيئ للغاية ليس فى مصر فقط، وإنما فى جميع الدول العربية، وللأسف أصحاب الفتوى يفتون بلسان من يعطونهم أموالا، فتجد فتوى غريبة بتحريم المنشآت التى نبنيها على الحدود وأيضا ما يؤرقنى الوحدة الوطنية.. لذلك عملت فيلم «حسن ومرقص» وبالرغم من أنى مسلم إلا أنى لعبت دور رجل الدين المسيحى، مع أنى تمت تربيتى تربية إسلامية صحيحة، وكان والدى من حفظة القرآن، ويعاقبنى على شيئين، إذا لم أصلّ أو إذا رسبت فى الامتحانات.. وحينما جاءت فكرة الوحدة الوطنية جلست مع الكاتب الكبير يوسف معاطى لنصل إلى صيغة معينة، وأنا بطبيعتى أحب أن أحكى لأصدقائى عن كل ما هو جديد عندى، وكلما أحكى الموضوع لأحد أصدقائى المسيحيين، أجد وجهه قد تغير، فذهبت للبابا، وهو رجل ظريف، ومصرى صميم، وأتذكر حكاية لى معه طريفة، حيث كنا فى عزاء الرئيس الراحل «ياسر عرفات» واعتقدنا أن الجنازة ستسير لخطوتين لا أكثر، لكن ظللنا نمشى لمدة طويلة، والبابا رجل كبير، وقلت له: لو مشينا إلى رام الله تبقى مصيبة.. وضحك البابا جدا.
روزاليوسف: فى هذا السياق جاءت وقفتك الأخيرة؟
عادل: وقفتى الاحتجاجية يوم السبت لها بالتأكيد سياق وأسباب، فأنا من أبناء ثورة يوليو وقضية القومية العربية لها ثقل بداخلى، وفكرة القومية العربية وقضية فلسطين من القضايا الحساسة جدا بالنسبة لكل مصرى، وقد دعيت منذ عدة سنوات للاحتفال بالأطفال الفلسطينيين اليتامى فى لندن وجاءت شقيقة السيد أحمد صدقى الدجانى وقابلت الممثل العظيم «وودى آلن»، وهو يهودى بالمناسبة وقال لى إنه يأسف على كل قرش تبرع به لجيش الدفاع الإسرائيلى لأنهم يضربون الأطفال والسيدات الحوامل، وطلبوا منى ألا أتحدث فى السياسة، فتعجبت وقلت لهم عن ماذا يمكن أن نتحدث، وفجأة جاءتنى فكرة فقلت لهم: سوف أتحدث عن التروماى البلجيكى، وبالفعل صعدت على المسرح وقلت لهم زمان كان والدى يعاقبنى لأنه يشترى لى أحذية كثيرة، وكان لا يعلم أن سبب أن الأحذية تبلى بسرعة هو قيامى بركل الحجارة فى طريق ذهابى للمدرسة، ولو كنت أعلم أن الحجارة ستكون بهذه الأهمية، لكنت جمعت كل الحجارة التى ركلتها لأعطيها للأطفال الفلسطينيين.. القضية الفلسطينية قضية مصرية قومية، قبل ما تكون عربية، وكيف أننا نقدر الشعب الفلسطينى.
روزاليوسف: ما الرسالة التى تريد أن توصلها من خلال «فرقة ناجى عطا الله»؟
عادل: أنا عايز أقول إننا كاشفين دول الجوار، فبطل العمل كان عايز يسرق بنك فى إسرائيل فاستعان بخمسة عساكر من الذين يقضون خدمتهم العسكرية فى السفارة، منهم اللى بيفهم فى الليزر والآخر فى الوثب الطويل لأنه يقفز من مبنى إلى مبنى، وبالفعل يدخلون البنك ويسرقون الفلوس وينزلون على الحدود فيجدونها مغلقة وكانوا يرتدون ملابس الجيش الإسرائيلى وواجهوا مشكلات كثيرة فى رحلتهم من غزة إلى تل أبيب لأنهم ارتدوا ملابس الطائفة اليهودية وتفاصيل أخرى كثيرة كوميدية وسياسية تكشف الواقع العربى كله.
روزاليوسف: البعض يصفك بأنك بتاع الحكومة؟
عادل: يعنى إيه تبع الحكومة، أنا مش فاهم هى الحكومة دى حكومة إسرائيل؟
روزاليوسف: لكن كلما تتخذ موقفا سياسيا يقال إن الحكومة هى التى دفعتك أو أنها تستفيد منك؟
عادل: أنا أتعامل من منطلق شخصى بحت.. أنا باتعذب يا إخوانا فى الرقابة، أنا أفلامى كلها فى الرقابة ما بين شد وجذب وكل فيلم أتقدم به للرقابة يرسلونه لأمن الدولة حتى إننى تساءلت: أليس هناك ممثل غيرى؟ لماذا لا ترسل أفلام آخرين إلى أمن الدولة؟
أذكر أن هناك فيلما لى ظللت أتناقش بشأنه مع أمن الدولة، وكانوا يقولون إن الفيلم جيد لكنها مجرد إجراءات روتينية وبعد 4 أيام على هذا الوضع قابلت السيد زكريا عزمى فى عزاء شقيق الرئيس مبارك. وتحدثت معه عن الفيلم فوعدنى بأنه هيحل المشكلة وانتظرت أن يتحدث إليّ ولكنه لم يتصل فكلمته.
والغريب أنه قال لى «مجرد إجراءات روتينية» فما كان منى إلا أن تحدثت مع الرئيس الذى قال لي: «اشتغل يا عادل».. وبعد ذلك فوجئت بوزير الداخلية يكتب كلمة موافق بخط كبير بالقلم الأحمر بدلا من خطه الصغير المعتاد.. لا أعتقد أن «آل باتشينو» أو «روبرت دى نيرو» يكلم رئيس الولايات المتحدة من أجل فيلم أليس كذلك؟
روزاليوسف: ألا تخشى حماس؟
عادل: يا سيدى الفاضل فى كل لحظة يحلون دمي.. فى الجزائر هناك شخص يدعى أبومصعب طالب بإهدار دمى، وقبل ذلك كانت جماعة الجهاد.. أنا دائما على قائمة الاغتيالات.
روزاليوسف: ما يحدث الآن يجعلك تراجع عن فكرة القومية العربية؟
عادل: لا.. أنا قومى عربي.. عندما ذهبت للمغرب والجزائر وفى المغرب حملونى بسيارتي. ذهبت هناك. أقمت حفلات لصالح صندوق دعم القدس الذى حصل على 2 مليون دولار ووقفنا أنا وزملائى عندما اجتاحت إسرائيل الجنوب.. بالشموع وتعالى صوت فيروز وهى تغنى بحبك يا لبنان بحبك يا وطني.
روزاليوسف: بالنسبة لما حدث فى نجع حمادى؟
عادل: رأيى موجود فى حسن ومرقص، قلت لهم اعرضوه هناك طلبت من يوسف معاطى أن يتحدث إلى أسامة الشيخ من أجل عرض حسن ومرقص هذه الأيام فى نجع حمادي.
روزاليوسف: لماذا لا تذهب بنفسك؟
عادل: مش كل خناقة بين اثنين مسلمين ومسيحيين هاروح.. المسألة ستفقد أهميتها ولكنى مستعد أن أذهب إلى هناك لأحضر عرض الفيلم.. وجهة نظرى أن الخطاب الدينى مسئول وسيئ.
روزاليوسف: ماذا عن الفن هل ينتصر أمام الخطاب الدينى المغلوط أو المتطرف؟
عادل: لا.. لكننا نحاول أن نعمل ما علينا لدرجة أن شابا قبطيا قابلنى فى أحد الأماكن منذ فترة وقال لى يا أستاذ عادل: صلواتك اللى فى الفيلم أثرت على أكثر من الصلوات فى الكنيسة.. أنا ابنى له صديق مسيحى يقطن بعمارة أسفلها مسجد وشيخ الجامع باستمرار يسب فى المسيحيين ويكفرهم ويتحدث عن الثعبان الأقرع، صديق ابنى قال له «أنا خايف أنزل من شقتنا أتعامل مع البواب أخشى أن يعتدى عليّ عندما أسلم عليه من تأثير كلام الشيخ».
هذا نموذج لمواطن مصرى خائف من الحياة فى بلده، إذن هناك احتقان وأنا فى رأيى لا بد من إصدار قانون للوحدة الوطنية.
روزاليوسف: ما رأيك فى موقف الحكومة حيال الأزمة الأخيرة بغزة؟
لم يعبجنى وهذه ليست مصر فأنا كمصر لا ينبغى أن أضرب بذات الحجارة التى يلقونها على إسرائيل، لقد رأيت والد الشهيد المصرى وهو يتوجع من فراق ابنه المضروب من قناص فلسطيني.. أطالب أن يحاكم قاتل الشهيد المصرى فى القاهرة.
روزاليوسف: بعد مسيرتك الطويلة تخيل لو أنك تكتب مذكراتك من 20 سنة أكيد خلال العشرين سنة كان لك أحلام بعضها تحقق والبعض الآخر لم يتحقق؟
عادل: ولا حاجة اتحقت «ضاحكا».. أنا الحمد لله على المستوى الشخصى أحسنت تربية أولادى ولدى زوجة صالحة وأفلامى الحمدلله تنجح واستطعت التغلب على مشكلة السن؟
روزاليوسف: ماذا كان تفكيرك حيال ذلك؟
عادل: بدأت أغير المواضيع التى أقدمها، ففى التجربة الدنماركية جئت بـ4 شباب ليلعبوا دور أولادى واكتشفت أنى فى هذه السن بإمكانى أن أقدم أفكارا لم يكن بمقدورى تقديمها وأنا أصغر سنا.
روزاليوسف: دافعت عن تدينك مرتين خلال الندوة فهل من يقف ضد الإرهاب ويدعو للوحدة الوطنية يصبح دائما فى موضع اتهام طوال الوقت؟ ما السبب الذى يجعله يجد نفسه مضطرا للدفاع والتأكيد على تدينه؟
عادل: مش عارف لكن فى الحقيقة هناك شيء غريب يحيرنى وهو أن هناك كاتبا صحفيا دائما ما يهاجمنى فى الأفلام سواء كان الفيلم جيدا أو لا، دائما يسبنى بيتشم حتى فى مثل هذه المواقف.. رغم أنه هو نفسه يكتب حسب هوى كل جريدة يعمل بها سواء كانت معارضة أو غيرها، لدرجة أنى قرأت لذلك الشخص 4 مقالات مختلفة باسمه فى أسبوع واحد.. وكل واحدة تحمل رأيا عكس الآخر.
روزاليوسف: ألم تفكر فى ترشيح نفسك لمجلس الشعب من قبل؟
عادل: أنا فنان وأحب عادل إمام الفنان جدا، وقد انتشرت شائعة ذات مرة تقول إنى مرشح لمنصب أو شيء من هذا القبيل ولم أنم فى تلك الليلة.
روزاليوسف: هل يعنى ذلك أنك طلبت ورفضت؟
عادل: لا.. لكن كانت شائعة.
روزاليوسف: هل اتصلت بأحد تليفونيا للتأكد؟
عادل: لا لم يكن بالتليفون وكان العام الماضى، وذات مرة قال لى السائق الخاص بى: «عايزينك تبقى وزير بقى، فقلت له: افرض دلوقتى فاروق حسنى راح المغرب هل سيستقبلونه فى المغرب مثلما استقبلونى.. فقال لي: طبعا لا يا باشا.
والحقيقة فاروق حسنى صديق ومن وزراء الثقافة الذين أحترمهم وبصراحة من الناس اللى عملوا شغل كويس فى البلد.
روزاليوسف: ما حقيقة «أكاديمية الزعيم»؟
عادل: الناس تعتقد أن القناة ملكى، ولكن هناك أشخاصا أنشأوا قناة جديدة اسمها «قناة اللورد» وجاءوا إلى وأفصحوا عن رغبتهم فى صنع برنامج يقوم على اختيار اثنين من الشعب العربى كله وفى سبيل ذلك يتم جمع عشرين شخصا يأتون إلى مصر، ونختار منهم اثنين ليعملوا معى ورحبت بالفكرة، لأن القاهرة مازالت عاصمة الفن.
المفارقة أنهم يضعون صورتى على كل شىء فى القناة حتى البرامج الدينية أو برنامج الطبيخ!
روزاليوسف: لكن البعض يراها أنها فكرة تجارية؟
عادل: كل إنسان حر.. أنا أعجبت بالفكرة ووافقت عليها.
روزاليوسف: لكن ألا ترى أن أسلوب الدعاية يسىء إلى عادل إمام كقيمة؟
عادل: هذه طريقة دعايتهم، فأنا لا أدير الدعاية وإنما جاءوا لى يطلبون أن تكون الاستمارة بمقابل لكنى رفضت، فبرروا بأنه لو كانت مجانا سيجدون ملايين المتقدمين.
وبالتالى سيعجزون عن الاختيار إنما لو حدد مبلغ 100 جنيه للاستمارة فسيكون أفضل.
روزاليوسف: نجع حمادى لم تشعر بفرحة العيد.. لماذا لا تذهب إلى هناك؟
عادل: الناس كلها تطالبنى بذلك، وقد ذهبت إلى سوهاج عندما استشعرت بخطورة عمليات الثأر بها وكانت وقتها واقعة إطلاق رصاص على ميكروباص وذهب الكثيرون أمواتا ومعهم طفل صغير مات فى أحضان جده.
فاتصلت بالسيد المحافظ وصرحت له بأنى أرغب فى الذهاب إلى هناك وطلبت أن يحضروا لى طفلين من العائلتين ليصعدا معى على المسرح ففرحوا جدا.
وعندما وصلت إلى هناك وجدت هدوءا عجيبا ولكنه يخفى كما من العنف غريبا جدا من الداخل وهى محافظة مصدرة للإرهاب نتيجة للظروف الاقتصادية.
المهم عندما ذهبت إلى سوهاج أرسلت لرجل كان قد سبق وأرسل لى دعوة أنا وزوجتى هالة.
تحدثت إليه فى التليفون ولم يصدق نفسه، كان رجلا صعيديا ويعمل بجمعية زراعية.
المهم أننى أحضرتهم معى فى سيارتى وكان يقوم هو بتحية الناس نيابة عني.
.. يضحك بشدة.
المهم عندما ذهبت إلى الحفلة طلبت الطفلين لكنهم أحضروا لى ولدين توأم واستغربت «ازاى توائم من عائلتين مختلفتين وكان يرتديان نفس الملابس وكنت استعد لألقى كلامي.. لكن ما فعلوه أطاح بكل الكلام وغيرت الكلام».
روزاليوسف لقد عاصرت 3 رؤساء فى مصر من عبدالناصر للسادات لمبارك نريد منك أن تقدم لنا قراءة برؤية فنية ليكفية تطور أداء الرقابة وتعاملها مع الفن.
عادل: لقد قرأت مقالة للناقد الكبير الأستاذ سمير فريد، الحقيقة أعجبتنى جدا كانت عن الإشكالية بين الفنان المبدع والناقد، لكنه أنهى مقالته بجملة لجان بول سارتر قال فيها إن النقد هو تلاقى الثلاث حريات حرية الفنان وحرية الناقد وحرية المشاهد.
فى الستينيات كنا نقرأ الأهرام ونقرأ مقالات لنجيب محفوظ وحسين فوزى ولويس عوض ولطه حسين ويوسف إدريس والمسألة التى تؤرقنى الآن: هل أصبح الإبداع عندنا أقل وهل مشكلة الخبز عندنا تغلبت على المستوى الثقافي.. أتصور أننا لا بد أن نهتم أكثر بتربية الناس ثقافيا.
روزاليوسف: أنت أحد روافد الإبداع عليك أن تجيب هل تراجعت الثقافة؟
عادل نعم تراجعت الثقافة وأمام تراجعها ازداد المد الدينى الذى يختلف عن جوهر الدين الحقيقي.. الآن نمشى فى الشارع ونشاهد بوسترات تحمل أسماء للدعاة الجدد.. إذن هؤلاء يريدون أن يصبحوا نجوماً، فإذا بحثنا لن نجد سوى الفن ليقف ضدهم لذلك تجد الواحد منهم إما يصادق فنانين أو يهاجم فنانين.