فيلم جديد بدماء سينمائية جديدة: عَنب جرعة كوميدية من الشباب إلى الشباب
هبة محمد على
قبل حوالى 8 سنوات، عرض الموسم الأول من البرنامج الكوميدى الشهير( SNL بالعربى) والحقيقة أن هذا البرنامج لم يكن مجرد اسكتشات كوميدية التف حولها الجمهور، ولا يزال حتى الآن يضحك على ما جاء فيها من إيفيهات ممتدة المفعول، وصالحة للإضحاك رغم مرور كل هذه السنوات، والدليل بقاء غالبية تلك الاسكتشات حية على مواقع التواصل الاجتماعى، لكنه كان أيضا بداية مرحلة جديدة تغير بعدها شكل الكوميديا وتغيرت نجومها.
فى فيلم (عنب) الذى طرح فى دور العرض السينمائية قبل أيام، يجتمع خمسة من نجوم هذا البرنامج الشهير، ليقدموا تجربة سينمائية كوميدية ذات طابع خاص، حيث يلعب بطولة الفيلم إلى جوار «أيتن عامر» كل من «إسلام إبراهيم، ومحمود الليثى، ونور قدرى، وتونى ماهر، وعلوى الحسينى» ويشهد الفيلم أول تجربة سينمائية لـ«إلهام صفى الدين» حيث تقوم فى الفيلم بدور الراقصة «بسبوسة» بعد أن شاركت فى أكثر من عمل درامى خلال الفترة الماضية آخرها (إمبراطورية ميم) مع «خالد النبوى» و(أعلى نسبة مشاهدة) مع «سلمى أبوضيف» كما قدمت فيلمًا قصيرًا بعنوان (صاحبتى) والذى عرض فى الدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة السينمائى، وحصد عدد من الجوائز فى المهرجانات الفنية.
بالإضافة إلى عدد من ضيوف الشرف منهم الفنان القدير «لطفى لبيب» وعدد من النجوم الآخرين مثل «محمود حافظ، وبيومى فؤاد، وسامى مغاورى، وحسام داغر، وطاهر أبو ليلة» والفيلم قصة «أمين جمال، ومحمد محرز» وتأليف «يوسف سالم، وأحمد سالم» ومن إخراج «أحمد نور» الذى سبق له تقديم العديد من الأعمال الكوميدية فى السينما والتيلفزيون، منها فيلم (معالى ماما) لـ «بشرى» ومسلسل (يوميات زوجة مفروسة أوى) لـ «داليا البحيرى» بأجزائه الأربعة، وغيرها من الأعمال.
تدور أحداث الفيلم حول الشاب المستهتر «حازم» الذى يلعب دوره «إسلام إبراهيم» والذى يستيقظ يوم زفافه ليجد نفسه متزوجًا من خطيبته «أيتن عامر» وخطيبة صديقه «نور قدرى» والراقصة «إلهام صفى الدين» بالإضافة إلى خسارته لثروته، كل هذا بعد أن شرب مشروب العنب، فيدخل «حازم» ورفاقه فى رحلة مضحكة للكشف عما حدث فى الليلة التى سبقت زفافه، ومحاولة استرداد أملاكه التى ضيعها تحت تأثير المشروب، وخلال تلك الرحلة، تتعرض المجموعة إلى العديد من المواقف، يلتقون فيها بضيوف شرف الفيلم، من أجل زيادة عدد المشاهد الكوميدية.
والحقيقة أن الفيلم الذى صنع بهدف تقديم جرعة مركزة من الكوميديا نجح فى الوصول إلى هذا الهدف بسهولة، خاصة فى المشاهد التى جمعت الصديقين «إسلام إبراهيم ومحمود الليثى» فكلاهما يمتلك طاقة كوميدية جبارة يحسن توظيفها، وتجنيدها لخدمة أى عمل فنى يقدماه، فضلا عن التجديد، وعدم اعتماد طريقة واحدة فى الأداء، وكلها مميزات يفتقدها عدد لا بأس به من نجوم الكوميديا الشباب، تؤهلهما للابتعاد عن المنطقة الآمنة حيث كوميديا الإيفيهات التى يجيدانها، بالحصول على أدوار يقدمان من خلالها تجارب سينمائية تأتى فيها الكوميديا على الهامش، وهو الأمر الذى نجحا فى تقديمه تلفزيونيا بشكل كبير، ويحتاج إلى منتج جرئ حتى يتمكنان من تقديمه سينمائيا.
وعلى ذكر الإنتاج، فإن الفيلم من إنتاج المنتجة الإماراتية «رشا الظنحانى» فى أولى تجاربها الإنتاجية فى السينما المصرية، وهو ما يعنى أن سوق الإنتاج السينمائى المصرى سيشهد ضخ دماء جديدة، قد يكون لها تأثير كبير فى خلق حالة التنوع التى تفتقدها السينما فى هذه الفترة.