الإثنين 30 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

رئيس اللجنة الدائمة للفرق المسرحية الأهلية فى مجلس التعاون: خالد الرويعى: أسسنا موسوعة المسرح الخليجى لحفظ الذاكرة المسرحية من الضياع

بنجاح كبير، انتهت الدورة الرابعة عشرة من مهرجان المسرح الخليجى، والتى يمكن أن نطلق عليها دورة (العودة)، حيث عاد المهرجان بعد فترة انقطاع دامت عشر سنوات كاملة، لتحتضنه العاصمة السعودية الرياض لأول مرة منذ نشأته، وقد شهد المهرجان عروضًا مسرحية، وندوات، ومسامرات مسائية، ناقشت التحديات التى تواجه المسرح، وسبل تجاوزها، وفى حوارنا مع رئيس اللجنة الدائمة للفرق المسرحية الأهلية فى مجلس التعاون المخرج والمسرحى الكبير «خالد الرويعى» سألناه عن هذه التحديات، وعن طموحاته وآماله فى الدورات القادمة، وإلى نص الحوار.



 

قبل الحديث عن مهرجان المسرح الخليجى سأنتهز الفرصة أولا لسؤالك عن عرض (الظل الأخير) الذى شاركت به مخرجا فى مهرجان المسرح التجريبى، كيف وجدت ردود فعل الجمهور المصرى على العرض؟

كانت ردود الفعل جيدة جدا، واستقبال الجمهور المصرى للعرض عظيم، خاصة أن جمهور المسرح بشكل عام ينظر إلى العرض وجودته، ولا ينظر إلى جنسيته، وفى رأيى أن هذا الأمر يصب فى صالح العروض التى تتم مشاهدتها بشكل جيد، وفى صالح المهرجان التجريبى أيضا، لأنه يحتفى بعروض تليق باسم المهرجان.

من القاهرة إلى الرياض، حيث مهرجان المسرح الخليجى الذى استمرت فترة غيابة لمدة عشر سنوات، رغم وجود نية للعودة منذ فترة، ما سبب استمرار غياب المهرجان كل هذه الفترة؟

ظروف المنطقة وجائحة كورونا عطلتنا كثيرا، وبمجرد هدوء الأوضاع فى 2022، خاطبنا المملكة العربية السعودية لاستضافة الدورة، واستمرت تجهيزات العودة طوال العامين الماضيين، والمهم أننا وصلنا إلى هذا الإنجاز العظيم، وهو عودة المهرجان، وخروج الدورة بهذا الشكل المشرف.

أكثر ما لفت نظرى فى كلمتك فى حفل الافتتاح هو حديثك عن الرواد المسرحيين، وما تحملوه من صعوبات فى شق هذا الطريق الصعب من أجل إقامة مسرح خليجى، ما هى تلك الصعوبات التى تقصدها؟ وما دور المهرجان فى تخليد ذكرى هؤلاء الرواد؟

فى العام القادم سيكمل فن المسرح 100 عام على قيامه فى بعض الدول الخليجية مثل البحرين والكويت، خلال تلك الأعوام بذل المسرحيون الأوائل جهدا جبارا فى إرساء قواعد المسرح فى الخليج، ومنذ أكثر من أربعين عاما، عندما استلهم هؤلاء المسرحيون فكرة المهرجان من فكرة تكوين مجلس التعاون الخليجى، بأن يقيموا ملتقى مسرحيا خليجيا مشتركا بين دول الخليج لوجود ثقافة مشتركة، ورباط يربط هذه الدول ببعضها، وكانت مؤسسات هذه الدول لا تمتلك الانفتاح الكافى لتشجيع هذه النوعية من الأفكار، مع انعدام وسائل التواصل السريعة، وصعوبة إقناع المسئولين بالفكرة وصعوبة توفير الجهة التى تحتضن المبادرة والتى كانت الكويت، حيث أقيمت فيها أولى دورات المهرجان قبل أكثر من أربعين سنة، والحقيقة أن مؤسسى المهرجان كانوا يمتلكون نظرة مستقبلية، فمن الدورة الأولى كانت اللجنة الدائمة تضم الطيف الأهلى، والرسمى، على مستوى الفرق المسرحية، وفى رأيى لا يوجد مهرجان بهذا التكوين فى العالم العربى كله.

على مدى يومين كانت هناك مناقشات مثمرة من قبل المتخصصين خلال الندوات التى أقيمت فى المهرجان من أجل مناقشة المشاكل التى تواجه المسرحيين، فى رأيك ما أبرز تلك المشاكل؟ وكيف يساعد المهرجان فى حلها؟

الحقيقة أن الندوات الفكرية تماشت مع دورات المهرجان منذ تأسيسه، وبالجلسات التى عقدت فى هذه الدورة نكون قد أنهينا ملفًا كبيرًا، تحدثنا فيه عن الحركة المسرحية فى الخليج، بالحديث عن النص المسرحى، والإخراج، وسينوغرافيا العروض، وفى هذه الدورة ناقشنا البنية الأساسية للحركة المسرحية فى الخليج، وما يترتب عليها من بنية تحتية، ومنشآت، وبيئة تعليمية، وأرشيفية، وقد استقطبنا الباحثين ليسلطوا الضوء على مثل هذه الجوانب لمناقشتها ومعالجتها، ودورنا يكمن فى أن نرفع التوصيات الصادرة من تلك الندوات إلى الجهات المسئولة من أجل وضع خطة للإصلاح.

على ذكر الأرشيف، نعانى فى مصر فى مسألة حفظ الذاكرة المسرحية، فكثير من العروض المسرحية المهمة لم يتم تصويرها، والبعض الآخر لا تتوافر له نسخ جيدة صالحة للعرض، هل يعانى المسرح الخليجى من تلك المشكلة؟ وما هى سبل مواجهتها فى نظرك؟

تواجهنا بالفعل هذه المشكلة، ويتم الاعتماد على جهود فردية فى كل دولة خليجية تؤرشف الحركة المسرحية فى كل دولة، والآن نحن كلجنة دائمة مقبلون على تأسيس موسوعة المسرح فى الخليج، وقد شكلنا الهيكل الإدارى الذى يضم المهتمين بالأرشيف من كل دول الخليج وقريبا سننطلق للعمل حتى تصدر الموسوعة قريبا.

لماذا أبقيتم على التقليد القديم للمهرجان بقيام دوراته كل عامين وليس كل عام مثل بقية المهرجانات الأخرى؟ خاصة مع وجود فرق مسرحية وإنتاج مسرحى غزير يحتاج أصحابه إلى عرض أعمالهم، والدخول فى منافسات كالتى يوفرها المهرجان من أجل تحسين الأداء وخلق حافز لديهم؟

السبب هو أن نعطى الفرصة للدولة المستضيفة، لتحصل على كامل حقها فى الوقت الذى سيؤهلها لأن تخرج الدورة على أفضل وجه، خاصة مع وجود عدد كبير من الضيوف والمشاركين، ومن المقرر أن يكون مقر الدورة القادمة فى الإمارات العربية المتحدة.