الإثنين 30 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

قمة «الفضيحة القطرية» و«النصر العربى»!

قمة «الفضيحة القطرية» و«النصر العربى»!
قمة «الفضيحة القطرية» و«النصر العربى»!


يكفى انعقادها فى ظل هذه الأجواء الصعبة جدًا، والتى كادت تصل إلى إفشالها قبل أن تتم.. إنها «قمة الكويت» التى فتحت ملفات عديدة لكن بوجه جديد، خاصة فى سياق دعم العرب للقائدة مصر، وكان واضحًا أن القمة حرصت جدًا على عدم نكأ الجروح، والإبقاء على ما تبقى من قواسم مشتركة، وتجنب الاتهامات والتجريح، وترك باب التوبة مواربا أمام «تميم» حتى تعود دويلته الصابئة عن غيها وتلحق بالقاطرة العربية، بعد أن تكفر عن جرائمها التى ارتكبتها فى حق مصر وشعبها.
 
وترك حضور الرئيس عدلى منصور فى القمة العربية التى يحضرها للمرة الأولى انطباعا إيجابيا بما يتسم به من رزانة، وهدوء، وكاريزما وابتسامة مقتضبة واجه بها مصافحة تميم، مما عكس رفض الشعب المصرى للحماقات القطرية واحتضانها لفلول جماعة الإخوان الإرهابية ودعمهم لوجيستيا وماليا، كما لقيت الإشادة التى أطلقها منصور بالدول التى انحازت لإرادة الشعب المصرى فى ثورة 03 يونيو استحسانا كبيرا فى شوارع السعودية والبحرين والإمارات والكويت، فى نفس السياق جاءت دعوته إلى البعض بمراجعة مواقفه وتصحيح خياراته فى إشارة إلى قطر التى يبدو أنها ماضية فى دعمها للإرهاب فى مصر رغم وصف تميم لمصر فى كلمته بالشقيقة الكبرى والتى قال فيها «إن للإرهاب مفهومًا محددًا هو استهداف المدنيين بالقتل والترويع وضرب المنشآت المدنية لأغراض سياسية».
 
وبرغم تداول صورة جمعت أمير الكويت متوسطا ولى العهد السعودى الأمير سلمان بن عبد العزيز، وتميم قطر إلا أن مصادر مطلعة أكدت لـ«روزاليوسف» أن المملكة اتخذت حيال السياسة القطرية مواقف أكثر تشددا من ذى قبل أبلغتها للوسيط الكويتى أثناء انعقاد القمة التى ترأس فيها ولى العهد السعودى وفد بلاده وغادر مباشرة بعد إلقاء كلمته عائدا إلى الرياض، فى رسالة مفادها أن المملكة لن تتراجع عن موقفها من السياسة القطرية، وسبق للمملكة أن شددت على ضرورة وفاء قطر بالشروط التى وضعتها المملكة ودول الخليج قبل الحديث عن عودة السفراء مرة أخرى إلى الدوحة، وتمثلت هذه الشروط فى ضرورة لجم قناة الجزيرة وعدم تدخلها فى الشئون الداخلية، ووقف سياسة تأجيج الصراعات التى تمارسها القناة بإيعاز من الحكومة القطرية، وعلى الدوحة أن توقف دعمها لجماعة الإخوان الإرهابية وتعتبرها تنظيما إرهابيا وتسلم المطلوبين من أعضائها إلى السلطات المصرية، البدء فى تصحيح قضية المجنسين من القيادات الإخوانية وغير الإخوانية التى حصلت على جنسيات قطرية تسمح لها بالتنقل بحرية داخل دول مجلس التعاون بعدما تبين أن معظمهم يقيمون فى مناطق حدودية ويتم تجنيدهم فى خدمة أغراض سياسية، إغلاق أكاديمية إعداد القادة التى يشرف عليها الإخوان فى قطر، وتعمل على تخريج كوادر مهمتها إثارة القلاقل فى الشارع العربى وتعبئته والتحريض على الأنظمة التى لا تحظى برضا تنظيم الإخوان، تشكيل لجان مشتركة تبحث مسالة التدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية. 
 
وعلى صعيد متصل بتطورات الأحداث الجارية فى الشرق الأوسط، استقبل العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى الرياض فى محاولة وسعى من الطرف الأمريكى فى رأب الصدع الذى تمر به العلاقات بين الدولتين بسبب الغضب السعودى من الدعم الأمريكى للجماعات الإرهابية فيما يسمى بدول الربيع العربى، والموقف العدائى الذى اتخذته واشنطن من ثورة 03 يونيو التى أزاح فيها الشعب المصرى جماعة الإخوان عن سدة الحكم بعدما برهنوا على الفشل والخيانة، ومحاولة أمريكا زعزعة الحكم فى مملكة البحرين ودعمها للعصابات الشيعية الممولة من إيران.
 
كما أعلن الجانب السعودى رفضه للتقارب الأمريكى الإيرانى على حساب العالم العربى بعد توقيع الولايات المتحدة والدول الخمس الكبرى لاتفاق جنيف مع إيران بشأن برنامجها النووى بعدما احتضنت سلطنة عمان المفاوضات السرية بين الجانبين الأمريكى والإيرانى، ويأتى الملف السورى أيضا ليزيد من الغضب السعودى بعد تراجع الإدارة الأمريكية عن تعهداتها باستخدام القوة ضد نظام بشار الأسد بعدما استخدم الأسلحة الكيماوية ضد المعارضة.
 
وكانت المملكة قد استبقت زيارة أوباما بإجراءات عبرت من خلالها عن الحنق والغضب السعودى إزاء السياسات الأمريكية فى المنطقة التى تصب ضد القضايا العربية بوجه عام والعمل على ترتيب المنطقة لحساب قوى إقليمية تحمل مواقف عدائية من العالم العربى وهى إسرائيل وإيران وتركيا، فقد قام ولى العهد السعودى الأمير سلمان بن عبد العزيز بزيارات متتابعة وناجحة إلى كل من الهند وباكستان واليابان والصين، كما يجرى تطور سريع وملموس فى العلاقات السعودية الروسية عبر مصر.