أحمد الطاهري
أكاذيــــب «فيلادلفيا»
فى ظل سعى الدولة المصرية لحل أزمة قطاع غزة وحقن دماء الشعب الفلسطينى بالطرق السياسية والدبلوماسية، والحفاظ على استقرار إقليم الشرق الأوسط، وعدم توسيع رقعة الصراع، بعد قيام دولة الاحتلال بشن حرب همجية على الشعب الفلسطينى الأعزل، منذ ما يزيد على 11 شهرًا، مارست خلالها دولة الاحتلال كل أساليب الإبادة، والإجرام الحربى والسياسى، لم يكن مستغربًا أن يطل علينا رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بأكاذيبه واستمراره فى الحماقة، فهو لا يوصف بالسياسى؛ لأن وصفه بالسياسى تحقير للعمل السياسى، فنحن أمام مجرم كاذب أفّاق، وقبل هذه الحرب كانت تلاحقه اتهامات فساد، أى أنه فاسد سياسيًا، وفاشل سياسيًا.
الفاشل وأكاذيبه
نعت نتنياهو بالفاشل هو أخف وصف له، ونحن نقترب الآن من عام، والفصائل الفلسطينية استطاعت خلال هذا العام أن تكشف أكذوبة كبرى اسمها جيش الاحتلال الإسرائيلى، ولم يتمكن نتنياهو إلا من ارتكاب المزيد من الجرائم، فهو يغطى على فشله.
فى الوقت نفسه أخرجت الصحافة والإعلام الإسرائيلى على مدار الأيام الماضية لبنيامين نتنياهو أكاذيبه بشأن محور فيلادلفيا، ما يضعنا أمام رجل واهم، ومصر تمكنت بشهادة الجميع، من إحكام قبضتها على حدودها، وكانت تواجه الإرهاب طيلة عشر سنوات، الجماعات الإرهابية كانت تستخدم أسلحة من الداخل الإسرائيلى، هذه ليست أسرارًا، هذه الأمور كتبتها الصحافة الإسرائيلية نفسها.
إطالة أمد الصراع
يسعى نتنياهو خلال الفترة الماضية، بأى شكل من الأشكال لأمرين، وهما إطالة أمد الصراع، وتوسيع رقعته، كل ذلك من أجل الهروب من استحقاق رئيسى، نهاية بنيامين نتنياهو هى المحاكمة والسجن، وسيواجه مصيره.
ويظن نتنياهو أنه نيرون الذى سيشعل المنطقة، لكنه واهم، لم يعد من المقبول قبول تلك الحماقات، وفى الإطار نفسه تثمن مصر المواقف العربية الشجاعة الداعمة والرافضة لهذه السفالة الإسرائيلية، وشاهدنا بعد إطلاق نتنياهو تلك الأكاذيب بشأن محور «فيلادلفيا» سيلًا من البيانات التى تدين أكاذيبه من قبل «المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات والأردن وسلطنة عمان والسلطة الفلسطينية والكويت».
أكذوبة ديمقراطية إسرائيل
الحكومة الإسرائيلية لديها العديد من الانشقاقات، والتيار السياسى يختلف عن التيار العسكرى، والتيار العسكرى الإسرائيلى نفسه بداخله انشقاقات، التيار السياسى والتيار العسكرى ضد المجرم الذى يحكم إسرائيل، وبين هذا وذاك، رأى عام إسرائيلى رآه العالم كله فى الأسبوع الماضى، وهو يصرخ فى الميادين من الفشل.
والآن سقطت أكذوبة ديمقراطية إسرائيل، وأن الحكومة فى إسرائيل تسمع إلى الشارع فى الداخل الإسرائيلى، وبالتالى، ليس مستغربًا أبدًا على نتنياهو أن يقول الأكاذيب، وبالنسبة إلى 7 أكتوبر، من أين أتى السلاح؟ السلاح تم تهريبه من إسرائيل، والصحافة الإسرائيلية نفسها تتحدث عن سيل من الجرائم بتهريب السلاح، وهناك ملف أسود بتهريب السلاح داخل الجيش الإسرائيلى.
كما أن نتنياهو فشل فى فرض رأيه على وزير دفاعه، وحكومته، والشارع الإسرائيلى؛ بل وبلغ من الحماقة ما يستدعى الوقوف أمامها، وتمادى بدرجة لم يعد معها مقبولًا وصفه بالسياسى.
نهايته السجن
وردًا على أكاذيب رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو التى قالها خلال مؤتمر صحفى الأربعاء الماضى، بشأن سماحه بدخول ملايين الأطنان من المساعدات وأن الجيش الإسرائيلى يسعى إلىعدم الإضرار بالمدنيين ويمتلك الأخلاقيات، «أى شاحنات التى سمح بها نتنياهو؟! قتل قطاع غزة ودمره، وقتل الأبرياء فى المخيمات ويتحدث عن شاحنات؟! الأمم المتحدة والأرقام موجودة، ونتائج المفاوضات الإنسانية موجودة».
هذا الشخص يبحث الآن عن أمرين، إطالة أمد الصراع وتوسيع رقعته للهروب من مصيره المحتوم وهو السجن، وسيشهد العالم أجمع نهاية نتنياهو وهو فى السجن، والذى يتحدث الآن عن تهريب السلاح سينفضح أمره وسيرى العالم أن ما جرى فى 7 أكتوبر كان سلاحه مهربًا من إسرائيل، وهذا الكلام ما جاء بالصحافة الإسرائيلية.
لم يعد يملك شيئًا
هناك عمليات لتهريب الأسلحة من كرم أبوسالم، وهناك إعلان إسرائيلى بتوسيع نطاق الاستهداف فى الضفة الغربية بحجج واهية، كل هذا يحدث من أجل المزيد من الإشعال، وتحقيق النتيجة التى يتمناها نتنياهو، وحتى لو حقق أمنيته بإطالة أمد الصراع، فإن نهايته محتومة، وحول حديثه، عن محور فيلادلفيا، هذا حدث لأنه لم يعد يملك شيئًا، بنيامين نتنياهو يحكم نفسه اليوم، ولا يملك من أمره شيئا الآن، ولم يعد يملك أيًا مِن كروت اللعب الآن، ولم يعد يملك إلا ترويج الأكاذيب، وهذه بضاعته الآن.
الصبر الاستراتيجى
وتمارس مصر حتى هذه اللحظة الصمت والصبر الاستراتيجى إزاء تصريحات بنيامين نتنياهو، هذا الأحمق يقرر الآن أنه نيرون الذى سيشعل المنطقة، ولكن مصيره السجن والأيام بيننا، ماذا فعل الجيش الإسرائيلي؟ القتل فى العُزَّل والأبرياء، عشرات الآلاف من الأبرياء والضحايا؟ هذا جيش العار، هذا توصيفه ولقبه الأممي، الفصائل الفلسطينية كشفت أكذوبة الجيش الإسرائيلى، الانكشاف الاستراتيجى الذى جرى لإسرائيل فى الأشهر الماضية كان كاشفًا وفاضحًا لقدراتها القتالية والجبن والعجز الإسرائيلى.
المصدر رفيع المستوى بما يوجه من رسائل للرأى العام العالمى، وضع مجموعة من النقاط فوق الحروف، وتمييزه للتفرقة ما بين أن مصر تقوم بهذه اللحظة بدور وسيط لإنهاء هذه المأساة من جهة، ومن جهة أخرى أن الصاع يرد بصاعين، بالتالى تصريحاته هى رد لهذا الصاع.
لا يجرؤ أحد على المساس بتراب مصر
هناك من يحاول التشويش على الرأى العام المصرى، فمحور فيلادلفيا أو محور صلاح الدين المساس به يتعلق بالمساس باتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل مارس 1979، ولكنه لا يمس السيادة المصرية، فهى أمر آخر، لأنه لا يقع فى الأراضى المصرية، الإعلام الإسرائيلى وبعض الأصوات للأسف من داخل حركة حماس وبعض الأصوات للأسف المحسوبين علينا فى التيار القومى، حاولوا تصوير هذا الأمر، بمحاولة للضغط على الرأى العام المصرى والقيادة السياسية المصرية، السيادة المصرية لم تمس حتى هذه اللحظة، ولا يستطيع ولا يجرؤ أحد كائنًا من كان أن يمس نقطة واحدة من تراب مصر، هناك تياران داخل إسرائيل وهناك رأى عام ضاغط هناك، والرهان على أن ضغط الرأى العام سيأتى بنتائجه فى إحداث انفراجة فى أمر هذه الصفقة.