الحاج عبدالتواب

منى رضوان
الحاج عبدالتواب هو تاجر بيشتغل فى العطارة والأعشاب، ورع ومعروف عنه البر والإحسان، متجوز من أصيلة وعنده 3 أولاد: كمال، مكملش تعليمه وبيشتغل مع والده ودراعه اليمين وكاتم أسراره وشكرى وكيل نيابة وعادل دكتور.
الوالد الحاج عبدالتواب كان نموذجًا صالحا لولاده وجعل منهم ناس فى مناصب مرموقة وكان قدوة يحتذى بها.
فى يوم وليلة بيموت الحاج فى حادثة عربية وهو راجع من إتمام صفقة حط فيها كل فلوسه.. وبوفاته بيطالب كمال وعادل بنصيبهما فى الميراث من كمال، وبعد محاولات عديدة ومشادات واتهام من عادل وشكرى لأخوهم كمال أنه واكل ميراثهم بينكشف المستور وكمال بيقول لأخواته إن الحاج عبدالتواب مكانش شغال فى العطارة وإنها مجرد غطاء لشغله الحقيقى الليّ كان فى تجارة المخدرات.
فى يوم وليلة بتسقط القدوة متمثلة فى الأب مدعى الفضيلة الليّ نجح طول الوقت فى تجسيد دور المثالية وهو عكسها تماماً.
بيتحط شكرى وعادل فى خانة إليك ويتزنقوا ويبقوا فى اختيار ما بين عمل الصح وهو خسارة كل ثروتهم أو الاستمرار فى الصفقة علشان ميخسروش حياتهم المرفهة.
اختيار ما بين الضمير والمبادئ وما بين الغنى والفقر.. وكلهم سقطوا فى الامتحان بجدارة.
انهيار نموذج والدهم قدامهم ومعرفة إنه مدعى زائف للفضيلة سّهل جداً اختيارهم وهو إنهم يمشوا فى طريق الفلوس واستكمال الصفقة الأخيرة لوالدهم علشان ميفرطوش فى الحياة الغنية بتاعتهم..مشيوا فى طريق خاطئ برغم علمهم وعملهم ومستواهم الفكرى.
نقطة تحول الولاد كانت فائقة الدقة وكانت علامة فاصلة: وقت الامتحان الحقيقى لما نمر بشىء تُمتحن فيه مبادئنا.
أول ما بيعرفوا حقيقة شغل أبوهم بينهاروا من حقيقته، انهيار قدوتهم ومثلهم الأعلى تحطم معاه شكله ومكانته بس لما بيهدوا وتتكشف لهم كل الحقيقة بيتقبلوها على مضض وبيعدوا نظرتهم فى موقفهم وفى الآخر بيمشوا فى طريق أبوهم وبيكملوا الصفقة.
ولكن مع اختفاء دهشوم والدفاس وطُلبة بتحصل أخطاء فنية فى تخزين البضاعة وبتضيع كل ثروتهم وتنتهى القصة نهاية مأساوية لأولاد الحاج عبدالتواب.
فيلم العار مش قصة اجتماعية فيها حبكة درامية وممثلين رائعين فى الأداء .. فيلم العار فيلم فيه بُعد نفسى وفلسفى بيورينا مثال للأب مدعى المبادئ وبيورينا صدمة انهيار القدوة وبيكشف الستار عن الشخصيات الليّ تبان مثالية وهى ليست كذلك وطبيعتها فى فلسفة الأمور.
الحاج عبدالتواب كان شايف فوايد البنك حرام لأنها من «وجهة نظره» ربا بس تجارة الحشيش حلال لأنها تجارة أعشاب وفى مشهد لا يُنسى بيقول لكمال كدة معللاً إن ربنا أباح البيع والشراء وحرم الربا.
كان الأب الحاج عبدالتواب آفة لولاده وخصوصاً كمال الليّ كان عارف حقيقته .. بس فى الآخر نقدر نقول إن هذا الشبل من ذاك الأسد وأن الحاج عبدالتواب ربى نماذج من نفسه.>