فى المؤتمر الدولى الأول للواعظات: «الأوقاف» تنتصر للمرأة
صبحى مجاهد
فى إطار سياسة الدولة المصرية نحو الاهتمام بالمرأة، وتأكيدا لما نادى به الرئيس عبدالفتاح السيسى من أهمية تفعيل دور المرأة فى المجتمع والاستفادة منه عقدت وزارة الأوقاف تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الدولى فى نسخته الخامسة والثلاثين تحت عنوان دور المرأة فى بناء الوعى «وخصصته ليكون المؤتمر الأول للواعظات بمشاركة وزراء أوقاف وعلماء من 60 دولة.
وقد افتتح الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف المؤتمر بكلمة معبرة عن أهمية دور المرأة والدور البناء لها فى صناعة الوعى والفكر ضاربا نموذجا مصريا للمرأة المصرية فى اهتمامها بصناع الفكر ونشر العلم، حيث أكد أن المرأة مفتاح نجاح الحياة، ولبنة بناء الأوطان، ونبع العطاء الذى لا ينضب، ورغم قوة الرجل فى الظاهر؛ إلا أنها هى التى تثبت فؤاد الرجل وتقويه؛ مشددا على أن المرأة خلقت لتكرّم، كما أن الأوطان خلقت للوفاء، كما أن الأبوين خلقا للبر.
وأضاف وزير الأوقاف أنه فى سنة ثمانى وتسعمائة وألف من الميلاد قبل قرن وثلث من الزمان كانت تعانى جامعة القاهرة معاناة كبيرة حينئذ لعدم وجود مقر لها، وتعثرت إجراءات تأجير مقر مؤقت؛ فعلمت الأميرة الكريمة فاطمة إسماعيل بهذا فقررت التبرع حينئذ بستة أفدنة لإنشاء مبانى الجامعة الأهلية وأوقفت ست مئة وستين فدانًا من أجود الأراضى المزروعة ليدخل إيرادها إلى ميزانية الجامعة وتحملت سائر تكاليف البناء، وتبرعت بجواهرها وحليها النفيس لبناء المقر الجديد للجامعة، وأوكلت الجامعة حينئذ الدكتور محمد علوى باشا فى عملية بيع مجوهراتها، فباعها وضخ المبلغ المتحصل منها فى ميزانية الجامعة، ولم يقف دعم الأميرة للجامعة عند هذا القدر بل تحملت نفقات وضع حجر أساس الجامعة والذى كان سيحمل الجامعة نفقة باهظة خصوصًا أن الخديوى عباس حلمى الثانى أعلن أنه سيحضر حفل الافتتاح
وأكد وزير الأوقاف أن القرآن الكريم ربط وجداننا جميعًا كمسلمين بالسيدات العظيمات كسيدتنا حواء (عليها السلام)، وبنات سيدنا لوط (عليه السلام)، وعن سيدتنا سارة، وسيدتنا هاجر، وأم موسى، وغيرهن.
وأضاف أنه إذا كان المؤتمر عن المرأة ودورها فى بناء الوعى فإن المرأة الفلسطينية فى مقدمة نساء العالم صبرًا وتحملًا وصمودًا، وقد حفرت فى وعى الأجيال المتعاقبة اسم فلسطين، وإن هذا الاسم لن يمحوه عدوان صارخ ولا قتل ولا حصار ولا تجويع ولا إبادة ولا تنكيل، وقد تحملت المرأة الفلسطينية مرارة فقد الزوج والأب والأهل، ومرارة ثكل الولد، وقامت ولا زالت تقوم ببناء الوعى فى الأجيال على الثبات على الأرض وعدم قبول التهجير والنزوح، وتقدم الابن تلو الآخر شهيدًا فداءً للأرض والوطن، فتحية احترام وإجلال لهذه المرأة العظيمة.
ووجه وزير الأوقاف رسالة إلى العلماء قائلا: هيا بنا لنجعل هذا المؤتمر بداية جديدة، نعود بها جميعًا لأوطاننا برؤية جديدة وروح جديدة ننطلق بها فى أوطننا جميعًا أشعالًا منيرة لشعوب العالم بحسن معاملة المرأة بكامل الوفاء والاحترام والإكرام، حتى تنحسر معدلات الطلاق وتزول جميع صور الانتقاص والأذى والتعدى لفظيًّا ومعنويًّا على المرأة حتى تستقر الأسر وتسكن النفوس وتأتلف القلوب وتؤدى الحقوق وتعمر الأوطان.
وخلال المؤتمر جسد د. أسامة الأزهرى تقدير مكانة المرأة ودورها الفعال بصورة عملية من خلال كلماته عن ضيفة شرف المؤتمر حرم الرئيس الأندونيسى السابق سنتا نوريا عبدالرحمن واحد، ودورها الفعال فى خدمة المجتمع، كما أصر على اصطحابها بنفسه إلى المنصة وهى على كرسيها المتحرك
تمكين المرأة
الدكتورة مايا مرسى وزيرة التضامن الاجتماعى كان لها مشاركة مهمة فى افتتاح مؤتمر الأوقاف حيث عبرت عن سعادتها بعقد أول مؤتمر دولى يعنى بالمرأة فى مجال الدعوة وقالت إن تمكين المرأة جزء لا يتجزأ من عقيدة الدولة المصرية التى أولت اهتماما كبيرا بتوعية المرأة حتى تؤدى دورها، كما أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى القرار الرئاسى بزيادة عدد الرائدات المجتمعيات من 1500 رائدة إلى 15 ألف رائدة، وأصبح لدينا 700 واعظة بالأوقاف وعملن جنبا إلى جنب مع الراهبات فى كل ربوع مصر.
وأوضحت أن المرأة المصرية كان لها دور كبير فى البناء وأن الإرادة السياسية فعلت من قدرات المرأة ودورها وشهد هذا العقد على 50 تكليفا رئاسيا لتمكين المرأة و26 قانونا خاصا للمرأة، مؤكدة أن ما تحقق للمرأة المصرية فى العشر سنوات الأخيرة لم يتحقق على مدار قرن، وأن العقد المقبل لدينا القدرة للعمل على تمكين المرأة وتفعيل دورها.
رؤية سعودية مستنيرة
وكان حضور الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية بالمؤتمر له أهمية كبيرة، حيث طرح رؤية دينية مستنير عن دور المرأة وما ينبغى أن يتم، وأوضح خلال كلمته أن الاهتمام بدور المرأة فى بناء الوعى أمر مهم جدًّا يحتاج من جميع المؤسسات الدينية العناية والرعاية والتوضيح والتبيين للناس بمدى أهمية المرأة فى المجتمع وفى المساهمة فى بنائه وتطويره وأمنه واستقراره.
وأشار إلى أن الإسلام عُنى بالمرأة عناية شديدة فائقة لم يشهد التاريخ مثلها، فقد بين الله جل شأنه فى كتابه الكريم ورسوله صلى الله عليه وسلم فى سنته أمر خلقها وواجباتها، وحفظ الإسلام كرامتها وأمر بصيانتها أُمًّا وبنتًا وأختًا، والقيام بحقوقها وكونها شريكة وزوجة فى بناء الأسرة التى يقوم عليها المجتمع، فقال الله تعالى: «وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِى عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيم»، والمتأمل فى النصوص الشرعية يجد فيها رقى التعامل مع المرأة، والأمر بالقيام عليها دون تعسف أو ظلم، بل ذهبت النصوص إلى أبعد من ذلك فى قوله صلى الله عليه وسلم خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى فالمرأة فى الإسلام مصونة الجناب محفوظة الحقوق محل العناية والاهتمام قال صلى الله عليه وسلم استوصوا بالنساء خيرًا.
وشدد وزير الدعوة بالمملكة العربية السعودية أنه لا يجوز أبدًا تنزيل الممارسات الشخصية أو الأعراف والتقاليد المجتمعية التى فيها ظلم أو تعسف بالمرأة على أنها من تعاليم الإسلام بل هى ممارسات إجرامية حرمها الإسلام ونهى عن ظلم المرأة أو إيقاع الأذى عليها بأى صورة من الصور حتى عند النزاع وطلب الفراق وتعذر استمرار الحياة الزوجية.
وأكد أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله، وبدعم ومتابعة من ولى العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز قد نالت المرأة نصيبها فى التعليم والصحة والحقوق المالية والحقوق الوظيفية والقيادية، وهى اليوم تنافس فى بناء هذا الوطن المعطاء فى جميع المجالات داخل وخارج المملكة العربية السعودية.
وأضاف وزير الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية أنه امتداد لمنهج القيادة الرشيدة تعمل وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد فى المملكة العربية السعودية على تمكين المرأة بجميع قطاعاتها، حيث تم تعيين أول وكيلة للوزارة فى منصب وكيلة الوزارة للتخطيط والتحول الرقمى كأول منصب قيادى على مستوى الوزارة منذ إنشائها قبل نحو ثلاثين عامًا، كما تم خلال السنوات الخمس الماضية تعيين أكثر من ستة آلاف امرأة فى مختلف الوظائف القيادية والإدارية فى الوزارة، منها: تعيين نحو ألف وثلاثمائة داعية وواعظة لمخاطبة المرأة والقيام بالدعوة والوعظ وفق القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وذلك إيمانًا بأهمية دور المرأة فى البناء والتنمية وتماشيًا مع تحقيق رؤية المملكة 2030، وتمكينها من أداء رسالتها الدعوية والإدارية من خلال المشاركة الفاعلة فى الدروس العلمية والدعوية وغيرها.
المرأة وتحديد المصير
فعاليات المؤتمر شهدت مطالبات بضرورة إعطاء المرأة الحرية للمشاركة فى جميع المجالات خاصة الدعوية والاجتماعية فمن جانبها أكدت سنتا نوريا حرمة الرئيس الأندونيسى السابق عبدالرحمن واحد، وضيفة شرف المؤتمر، أن المرأة هى التى تعلم الحب والرحمة ومازالت تعانى من الاضطهاد فى بعض المجتمعات.
وقالت خلال مشاركتها بمؤتمر الأوقاف: إن المرأة لها الحق فى تحديد مصار حياتها، ولقد أنشأنا منظمة أطلقنا عليها اسم أمل حياتى اقتباسا من أغنية أم كلثوم التى كان الرئيس الراحل عبدالرحمن عبدالواحد يحب سماعها لافتة إلى أن المنظمة لديها برامج عمل اجتماعية للمرأة منها برنامج مواجهة العنف ضد المرأة وبرنامج عمل عن مواجهة التمييز بين الرجل والمرأة والتحيز ضد المرأة.
وأوضحت أنه يوجد بالمنظمة قسم خاص بدراسة التراث الإسلامى وكتبه التى تتناول المساواة بين الرجل والمرأة، وقالت: «نحن فخورون بالدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف الذى يدافع عن حقوق المرأة وأعتبره ابنا لى وافتخر به».
الواعظات وتجديد الخطاب
من جانبه أكد وزير الأوقاف بالسودان د.أسامة البطحانى أن الإسلام حفظ للمرأة مكانتها وصان كرامتها وأن الرسول كانت آخر وصية له بالمرأة، بل خصص لهن يوما للتعلم حتى تؤدى دورها فى التوعية الدينية والثقافى، مشددا على الاهتمام بالمرأة وفتح المجالات لها للمشاركة وأداء دورها الفعال فى بناء وعى المجتمع.
فيما طالب د.عمر حبتور الدرعى رئيس الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف والزكاة بدولة الإمارات بفتح مجالات المشاركة للمرأة فى تجديد الخطاب الدينى لأنها أجدر بالقضايا التى تخصها، وأوضح «أن الجماعات الإرهابية تستهدف المرأة ليس لأنها الحلقة الضعيفة بل لعلمهم بأهمية دورها وتأثيرها.
أضاف قائلا: نعقد آمالا كبيرة عن دور المرأة فى التوعية ومواجهة كل فكر منحرف فهى قادرة على نقل الهوية الوطنية للأبناء وتنشئتهم تنشأة صحيحة قادرة على مواجهة أى انحراف، لافتا إلى أن قضايا المرأة لا بد ألا تكون كما مهملة ويجب الوقوف فى وجه الشبهات التى تنقص من قدرها.
من جهته أكد د.عبدالحميد متولى رئيس المجلس الأعلى للأئمة والشئون الإسلامية بأمريكا اللاتينية والكاريبى أن واعظات وزارة الأوقاف المصرية جزءًا مهمًا من جهود تجديد الخطاب الدينى وتعزيز الدور الدعوى للمرأة وخصوصا فى بناء الوعى لدى المرأة والنشء.
وقال: إن مبادرة الواعظات بدأت كفكرة بسيطة، وتطورت لتصبح نموذجًا رائدًا فى العالم الإسلام، حيث تقوم واعظات الأوقاف بتعليم النساء أمور دينهن فى المساجد والحلقات الخاصة، بالإضافة إلى تنظيم دروس دينية وزيارات توعوية إلى المؤسسات الحكومية لتعريف النساء العاملات بقيم الإسلام. يتم اختيارهن بعناية عبر اختبارات تأهيلية، ويتولين مهامهن فى مختلف المساجد فى القاهرة وعدة محافظات أخرى. كما تشارك الواعظات فى العديد من البرامج التثقيفية وورش العمل التى تنظمها وزارة الأوقاف، مثل ورش العمل حول «الاستخدام الفعال للسوشيال ميديا» و«المواطنة وعدم التمييز»، بالإضافة إلى مشاركتهن فى المؤتمرات الدولية التى تناقش قضايا التطرف وتجديد الخطاب الدينى.
وطالب متولى بتنظيم جلسات حوارية للأطفال فى المساجد والنوادى والمدارس لطرح الأسئلة والنقاش حول مواضيع مهمة فى شتى المجالات يقوم بها واعظات وزارة الأوقاف ومعهن معلمات من وزارة التربية والتعليم، إضافة إلى تعليم الواعظات الأطفال العبادات والشعائر الدينية بشكل تدريجى وبأسلوب يتناسب مع أعمارهم.
كما لفت إلى أهمية تدريس الواعظات القصص الدينى والقرآنى الذى يحمل العبر والقيم الأخلاقية للأطفال فى المساجد والمدارس، واستخدام القصص والألعاب التى تعرّف الأطفال بالمفاهيم الدينية والاجتماعية والسياسية بشكل مبسط وممتع.
فيما أكد د.محمد مصطفى نجم وزير الأوقاف والشئون الدينية بدولة فلسطين أنه لا بد من التركيز على دور المرأة وتأهيلها حتى تؤدى دورها فى التوعية، كما لا بد وأن تعد إعدادا روحيا أيضا خاصةً إذا أرادت أن تكون داعية إلى الله.
وأوضح أن الواعظات عليهن عدة أمور لأداء دورهن أهمها فهم مقاصد الشريعة ومآلاتها والوعى بأن حب الوطن من الإيمان، مؤكدا أن للمرأة دورًا فى تحقيق الأمن والسلم المجتمعى سواء أكان فى مجتمعها خاصة ووطنها أم كان ذلك للأمة كلها.
الشيخ أحمد موينى بابا صوالح بدوى مفتى كينيا شدد من جانبه على أن المرأة جزء من المجتمع وهى الجزء الأهم، وأن القرآن الكريم كرمها تكريمًا لا يحتاج إلى بيان، ويكفى أن الله سبحانه وتعالى حينما أخبر فى كتابه أن الذرية هبة من الله قدم المرأة على الرجل فقال: «يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ».
فيما أوضح الشيخ شعبان موباجى مفتى أوغندا الدعوة لله من أكثر الأمور التى يجب أن نهتم فيها بدور المرأة خاصة فى هذا العصر الدى انتشرت فيه الفتن، وشدد أن المرأة من أهم أدوارها التربية والتعليم اقتداء بأمهات المؤمنين اللاتى كن يقمن بنشر العلم، وأنه من دون المرأة لن يكون هناك علماء وعظماء يقودون العالم لافتا إلى أن أوغندا اتخذت قرارات لإنصاف المرأة والحفاظ على حقوقها.
من جهته أكد الدكتور محمد أبو زيد الأمير نائب رئيس جامعة الأزهر السابق، أن النصوص التكليفية لم تفرق بين الذكر والأنثى إلا ما كان متعلقًا بالطبيعة الخاصة لكل منهما، وإذا كان النص لم يفرق فالعمل من المرأة لأجل هذا الدين يماثل عمل الرجل ولا يقل عنه فى شيء، ولقد حرصت النساء منذ العصر الأول على تواجدهن فى خدمة الدعوة والفقه الإسلامى، وبرزت نماذج من النساء فى تحمل الفقه والاجتهاد فيه، والحديث وروايته والتفسير وعلومه.
وأشار إلى أن وجود المرأة فى مصر فى مراكز الوعظ والإفتاء وخدمة الدعوة أساس لخدمة الدعوة الإسلامية والبناء الفقهى، وأن وجود الفقيهات من النساء ممن تصدرن المشهد فى التعليم الجامعى والدراسات العالية واللجان العلمية لترقيات الأساتذة دليل وثقة فى المرأة وما تقوم به فى خدمة الفقه الإسلامى.
توصيات المؤتمر
وفى ختام المؤتمر أعلن د.أسامة الأزهرى توصيات المؤتمر، وأكد أنها خرجت فى نقاط عملية محددة قابلة للتنفيذ، بحيث يمكن خلال المؤتمر القادم استعراض هذه التوصيات ومعرفة ما الذى تم تنفيذه منها ولو مرحليًّا، حرصا على أن يسفر المؤتمر عن مخرجات ونتائج نتقدم بها خطوة إلى الأمام.
وقد كانت أولى توصيات المؤتمر إطلاق برامج عمل مكثفة فى جميع مؤسساتنا الدينية لتعليم المرأة وحسن إعدادها وجميل رعايتها وتأهيلها، لتقوم بدورها المنوط بها فى تنشئة الإنسان وصناعة وعيه وبناء عقله
كما أوصى المؤتمر بالتصدى لجميع مؤسساتنا الدينية لقضية الطلاق، وإطلاق برامج علمية وتوعوية للتبصير بالعواقب السلبية للطلاق على الأجيال الناشئة، إضافة إلى تخصيص خطبة جمعة بصورة دورية متكررة فى جميع مؤسساتنا الدينية لتكريم المرأة والحض على حسن معاملتها بكل الاحترام والتقدير، مع ندوات ومحاضرات دورية تؤكد نفس المعنى.
كما أوصى المؤتمر بأن تكون هناك إصدارات دورية فى جميع مؤسساتنا للتعريف بالنساء الفضليات فى دولنا المختلفة والتى حضرت كل واحدة منهن فى بلدها أثرا حميدا تخليدا لذكرهن وربطا للأجيال القادمة من فتياتنا بهن للنسج على منوالهن.
وكذلك سرعة إصدار موسوعة مشتملة على تأصيل علمى شرعى يفند كل الإشكاليات المتعلقة بالمرأة مثل: تعليم المرأة وعملها، وتوليها المناصب، واستقلال ذمتها المالية وبعض العادات والتقاليد التى تنسب للدين وتنقص من قيمة المرأة، حتى يكون لمؤسساتنا موقف حضارى واضح وصارم وصريح، يليق بواقعنا المتطور، ويقف فى وجه تلك الشبه ببيان الرأى الشرعى الحضارى لديننا الحنيف، وتعاليمه الحضارية.
وكان من بين التوصيات إطلاق اسم الأميرة فاطمة بنت إسماعيل على أحد جوامع القاهرة تخليدا لمآثرها الطيبة، وتبرعها بأموالها وأرضها ومجوهراتها لإنشاء مبانى جامعة القاهرة، وإرثها الذى أنتج عقولا واعية ومؤثرة إلى يومنا هذا، ويمكن لبقية وزاراتنا ومؤسساتنا الدينية فى دولنا المختلفة أن تنهج نفس النهج فى تخليد مآثر السيدات الكريمات.
وطالب المؤتمر بمواجهة كل صور التعدى على المرأة وانتقاص حقوقها، أو التسلط عليها بأى صورة من الصور، من خلال نشر الوعى الدينى المنير الذى يبين مقاصد الشرع الشريف فى إكرام الإنسان عموما والمرأة خصوصا، وإطلاق حملات دعوية وإعلامية فى جميع برامجنا الدينية وفى عالم السوشيال ميديا للتعريف بكل ما سبق.
وأوصى المؤتمر بتعزيز دور الواعظات فى جميع مؤسساتنا الدينية، وإعداد برامج التعليم والتدريب لهذا الغرض، حرصا على قيام المرأة بدورها فى بناء الوعى، ونظرا لقرب حديث المرأة إلى شقيقاتها النساء فى إيصال جميع المفاهيم المنيرة المحققة لمقاصد الشريعة والقيم الأخلاقية السامية.
واختتمت التوصيات بأهمية تنسيق آلية لتبادل تجارب الدول المختلفة الحاضرة فى المؤتمر وخبراتها فى التعامل مع المرأة وتمكينها وتأهيلها لمختلف الأدوار الوظيفية، وغير ذلك من الخبرات التى نجحت فيها دولنا المختلفة، بحيث يمكن لنا تكوين بنك للخبرات والتجارب، تنتفع بها جميعا.