رمضان السكرى
منى رضوان
رمضان السكرى هو زوج لست طيبة وأب لأربعة، بنت وثلاثة أولاد، كل واحد من ولاده عايش فى عالمه الخاص ونقدر نقول الأب رمضان السكرى شايف عوالم موازية لولاده بالإضافة لعالمه الخاص وعلاقته بمراته أم الأربعة أولاد.
بعد فترة من «بقاء الحال كما هو عليه» لحياة رمضان بيطفح به الكيل وبيفقد الأمل تمامًا فى إصلاح حال ولاده وبيقرر إنه يهرب ويسيب الجمل بما حمل ويتجوز واحدة تانية ويقفل الصفحة القديمة دى وينساها ويبص لنفسه وحياته.
لا تسير خطة رمضان كما فكر علشان كمال ابنه بيعرف خطة أبوه بالصدفة وبيبلغ أخواته: سلطان وعاطف وسحر وهنا الأربع ولاد بيحاولوا إنهم ينقذوا العيلة من الضياع خصوصًا إنهم عارفين أنهم جزء كبير من قرار والدهم، الأولاد أدركوا تمامًا أن أبوهم رمضان السكرى طفشان أساسًا بسببهم بالإضافة طبعًا إنه يعتقد أنه وجد ضالته مع الحبيية الجديدة وده سببه الأساسى من سياق المسرحية أن زينب مراته تحولت من زوجة وأم لأم فقط وأهملت رمضان.
كان اكتشاف كمال لموضوع والده ومعرفته بيه وتكاتف الولاد هو السبب الرئيسى لإنقاذ الأسرة من التفكك والانهيار وهنا بنشوف نموذج لأب بعد ما وصل لمرحلة اليأس بينقذه أولاده من هدم الأسرة أو طربقة البيت على دماغ من فيه كما وصف كمال وسلطان الموقف بدقة.
لما العيال كبرت وحطت إيديها فى ايدين بعض أول حاجة حصلت انهم كان عندهم وعى ذاتى وبدأوا يعملوا جاهدين إنهم يصلحوا ما بأنفسهم.
كل واحد من الولاد الأربعة زائد الأم تغيرت أفكارهم وبالتالى سلوكهم:
سحر: شالت من دماغها فكرة احتراف الرقص فى كباريه والتفتت لمستقبلها ورجعت تانى قربت من أبوها.
كمال: لغى فكرة الارتباط بمحاسن بعد ما ساعده سلطان إنه يوريه حقيقتها وبيفكر يتجوز من البنت الليّ أبوه رشحها له.
سلطان: بيعقل ويركز وبيسيب الصرمحة وقعدة القهاوى وبياخد الدنيا بجد شوية وبيبطل يسقط سنة ورا سنة وبيحط هدف أنه ياخد شهادته.
عاطف: بيركز فى تعليمه وبيبطل يعيش قصة حبه الخيالية لسعاد حسنى وبيقتنع إنه ممكن يحبها كنجمة فقط.
أما زينب فبتبتدى بالاهتمام أكثر برمضان وإدراك إنه جوزها فى المقام الأول وبتسيبها من الطبيخ والأمور المنزلية شوية وبيبقى فى توازن بين علاقتها برمضان وبين أمومتها.
أما رمضان السكرى فبيرجع عن فكرته إنه يسيب البيت وفى النهاية البيت مبيتطربقش على الليّ فيه.
هل كان رمضان السكرى الأب المثالى؟ هل محاولة هروبه كانت صح؟ هل هو نفسه ضحية؟ مين أنقذ الأسرة؟ وهل الأسرة كلها أنقذت نفسها؟
نقف فى مسرحية «العيال كبرت» عند نموذج أب يئس من محاولات الإصلاح وتحول لمكنة ATM فبيقرر يهد المعبد ويمشى وهنا يقوم الأولاد بإعطاء الأسرة دى قبلة الحياة.. الخلاصة: لما العيال فهمت.. العيال كبرت!>