الأربعاء 4 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أرباحها تتعدى الـ 5 ملايين جنيه شهريا «روزاليوسف» تكشف عن قراصنـــــة شبكات إعادة البث الفضائى للقنوات المشفرة

انتشرت مؤخرا على مستوى المحافظات، ما يعرف بـ«شبكات البث التليفزيونى» لإعادة بث القنوات الفضائية المشفرة نظير مبالغ مالية دون تصريح من الجهات المختصة، وتدار تحت ستار محال بيع أجهزة «الريسيفر»، حيث يعمل هؤلاء كوسطاء لبيع وتداول اشتركات شبكات البث غير الرسمية، وبيع أجهزة «الريسيفر» الخاصة باستقبال تلك القنوات المشفرة وتوزيع الأرقام السرية للمشتركين لإمكانية تشغيلها عبر الموبايلات وأجهزة الكمبيوتر بتطبيقات إلكترونية يتم تحميلها.



مافيا وعصابات خفية

وكشفت «روزاليوسف» خلال التحقيق عن مافيا وعصابات شبكات البث الفضائى والهوائى للقنوات المشفرة، وكيف يعمل هؤلاء فى تنظيمات خفية للتهرب من ملاحقة الجهات الأمنية، وتتواجد عشرات الشبكات الكبرى والتى يتعدى عدد المشتركين بها قرابة 240 ألف مشترك للشبكة الواحدة، ومنها شبكة «إكسترا» و«سى» و«جو سبورت» و«سى»، وهى مسميات أطلقها أصحاب تلك الشبكات غير الرسمية عليها للترويج لها بين العملاء، وتتكون كل شبكة من وحدات معالجة مركزية متصلة بسيرفر خارج البلاد عن طريق استخدام أحد البرامج الإلكترونية بالاتصال بالإنترنت والتحكم فى بث باقة القنوات، وكذلك فك شفرة التطبيقات المملوكة للمؤسسات الإعلامية، وأغلب تلك الأجهزة تم تجميعها بعد استيرادها كقطع غيار مهربة.

 

 

 

مخالفة للقانون المصرى

وتخالف تلك الشبكات القانون المصرى متمثلا فى قانون حماية حقوق الملكية الفكرية لقيامه بإعادة توزيع وبث القنوات المشفرة المملوكة للغير دون إذن أو تصريح من أصحاب الحقوق المادية والأدبية، وبث قنوات فضائية خارج مدينة الإنتاج الإعلامى، ورفع محتوى على شبكة الإنترنت دون موافقة الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، وإنشاء كيان يقوم ببث القنوات الفضائية، وبث محتوى دون رقابة، وإنشاء كيان يقوم ببث محتوى فنى دون ترخيص مزاولة النشاط وتهرب من الجمارك.

آلية التواصل مع مسئولى الشبكات

وعبر إحدى المجموعات الإلكترونية بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، تحت مسمى «شبكات البث الهوائى فى مصر» يعلن أحمد سعيد أبوسليم، فنى ريسيفر، عن إحدى الشبكات لتوزيع القنوات المشفرة عبر اشتراك شهرى «ما تفكرش وما تدورش.. شبكتنا مارفل مش هتخليك تطلع من بيتك وتحدى.. اشترك وهنقدم لك كل اللى تتمناه من قنوات مشفرة عربية وأجنبية.. وعندنا أقوى محتوى رياضى وترفيهى ودرامى ومكتبة كمان لأحداث الأعمال الدرامية والسينمائية.. كل دا باشتراك 75 جنيها شهريا بدل ما تتدفع أكثر من ألفين جنيه فى كام قناة.. بنوفر لك 30 قناة بسعر رمزى.. وهتشوف كل البطولات العالمية.. الدورى الإنجليزى والإيطالى والإسبانى والألمانى والفرنسى والتركى والسعودى والمصرى وجودة المشاهدة عالية.. وكمان سيرفر مارفل بيوفر لك كل منصات العرض العالمية.. والأفلام والمسلسلات محدثة على مدار الساعة.. وكل اعمال نتفليكس وشاهد وأحدث حلقات الكرتون، كمان الاعمال الوثائقية».

الأسعار وطرق التركيب 

وعند التواصل معه بدعوى تركيبها، شرح أن لا بد من شراء «ريسيفر» خاص بالشبكة حتى نتمكن من الاشتراك «بتشتريه بـ 650 جنيها فى الأول وتشغلها على شاشة سمارت.. وممكن كمان تشغلها على لاب توب أو كمبيوتر.. وكمان ممكن تشغلها على موبايل أندرويد أو آيفون أو تابلت.. ودا مقابل شهر مجانا والعدسة بتتركب على السطح فى الطبق الصغير وبتستقبل الشبكة، وفى شبكات تانية زى سى أو إكسترا أو نوفا أو شاهد أو جو سبورت، واللى هيلقط عندك فى المنطقة هركب لك الريسيفر بتاعه كمان، ومينفعش طبق الدش اللى عندك لأنه مداره نايل سات، ولازم أركب طبق تانى عشان يلقط مدار قنوات الشبكة».

 

 

 

أماكن متعددة لتلك الشبكات

عشرات الصفحات الإلكترونية والجروبات السرية، والتى يتم من خلالها الإعلان عن تلك الشبكات والقائمين على تركيبها والعروض وأماكن التركيب، ومنها «شبكات الدش الهوائى فى مصر 1» و«شبكات الدش الهوائى فى مصر 2» و«شبكات الدش الهوائى فى الصعيد» و«شبكات الدش الهوائى بالقاهرة والجيزة» و«أسرار شبكات الدش الهوائى».

ومن خلال تلك المجموعات الإلكترونية، تواصلنا مع شبكة أخرى تعمل فى نطاق مناطق العبور والسلام والمرج والخصوص وبهتيم والمطرية ومدينة نصر ومصر الجديدة، ويعلن عنها محمد إبراهيم، فنى تركيب ريسيفر قائلا «الشبكة مداها كبير والاشتراك لا يتعدى 100 جنينه.. دلوقتى ممكن يكون عندنا أكتر من 25 قناة رياضية وترفيهية ودراما وأفلام مشفرة وكمان قنوات أجنبية وعربية مشفرة، وكل دا من خلالنا وهتشوف صلاح ومانى، وهتتفرج على كل اللعيبة وكأس العالم وأنت فى بيتك مع أهلك وأولادك.. وكل القنوات الشوتايم والعالمية والكرتون الأجنبى ومسلسلات رمضان اللى فات وأفلام الأعياد كلها».

مكونات الشبكات غير المرخصة

واقتحمت «روزاليوسف» مافيا تلك الشبكات وتواصلت مع عدد من القائمين عليها والمستوردين للأجهزة التابعة لها، وكانت البداية مع أحد الوسطاء العاملين لتلك الشبكات ويدعى أبو عمار «بتاع الدش»، وأوضح أن هناك نوعين من الشبكات التى يتم تركيبها لمن يركب فى الاستثمار والعمل فى هذا المجال مقابل أرباح خيالية تتعدى الملايين شهريا «فيه نوع من الشبكات وهو النوع الوسيط يعنى اللى بياخد من الشبكات الكبرى زى إكسترا وجو سبورت وسى وغيرها وبيكون كأنه شبكة تقوية، ودا بحاجة لعمارة سكنية مرتفعة، وهو سيستم كامل عبارة عن لوحة مفاتيح وجهاز ريبتر عشان تأخد بيه الإشارة، ودا لعدد من المشتركين وبتاخدها من صاحب الشبكة الرئيسية لوحة المفاتيح وأجهزة الريسيفر للشبكة عشان توزعها على المشتركين، يعنى بتكون موزع للشبكة ودا سعر تركيبه لا يتعدى 50 ألف جنيه، والمكسب بعد كام شهر يعدى المليون جنيه شهريا ليك كموزع».

مكونات الشبكات الكبرى 

وتابع «النوع الثانى وهو الشبكات الكبرى التى من الممكن أن يغطى نطاق عملها محافظة أو أكثر، تتكون من عدة أجهزة وأهمها جهاز انجكتور وجهاز فى سى سى وريبتر وريسفيرات كثيرة وأجهزة، ودا بيكون محتاجة شقة سكنية، عشان بتتكون الشبكة من قرابة 30 جهازًا ويتكلف النظام 250 ألف جنيه فى الأول وممكن تكلفتها توصل لمليون حسب جودة الأجهزة وعددها، وكل جهاز لقناة مشفرة بيكون مشترك فيها، كمان بيكون فيه مكتبة أفلام ومسلسلات بيتم عرضها لكل مشترك، وعدد كبير من الفنيين المسئولين عن التشغيل، ومثلا شبكة إكسترا بتغطى وسط البلد والمنيل والمعادى والجيزة كلها ومصر الجديدة ومدينة نصر والأرباح منها ممكن تتعدى 5 ملايين جنيه كل شهر لأن عدد المشتركين بيعدى نص مليون مشترك على الأقل، بس لازم تفتحى الشبكة أول شهرين عشان تلمى زبون، وأنا عملت شبكات من المنيل لحد حلوان وكده كدا كل فنيي الدش بيكون وسطاء للشبكة الكبرى».

أبرز شبكات البث

وكشف «عندنا شبكات كتير زى إكسترا ولايف ونوفا وناسا وميجا وجو سبورت، والسر فى جودة الصورة والمحتوى وخدمة المشتركين وتغيير القنوات كل شوية وإضافة مكتبة عملاقة للأفلام والدراما».

«أنت بس وفرى لى شقة فى المكان اللى عاوزة تركبى فيه شبكة وهوصلك بتاجر أجهزة بث هوائى عشان تشترى الأجهزة ووحدات المعالجة ومحطات تقوية البث اللا سلكى عشان نستقبل إشارات القنوات المشفرة ونعالجها ونعيد بثها مرة أخرى، دا غير أجهزة الريسفير وأجهزة الحاسب الآلى وأجهزة الراوتر لرفع المحتوى الإعلامى على الإنترنت لو هتوصل بتطبيقات الإنترنت، وأجهزة عشان بيانات العملاء والوسطاء اللى هيشتركوا فى الشبكة، ومتقلقش أنت هتكسب ثمنها فى أقل من 3 أشهر والعملاء ممكن يعدوا المائة ألف فى كام شهر».. موضحا آلية تركيب وعمل شبكات البث الكبرى غير المرخصة.

شركات التهريب للمعدات

عصابات البث الفضائى والهوائى للقنوات المشفرة، عبر تلك الشبكات غير الرسمية، يديرها مجموعة من المستوردين لتلك الأجهزة والتى يتم دخولها بشكل غير رسمى كأجزاء ويتم تجميعها داخل الشبكات، وعبر التوصل مع أحد المستوردين لتلك الأجهزة ويدعى مدحت العمدة شرح لنا، بحجة الرغبة فى تركيب شبكة بمحافظة الجيزة «المشروع دا مش بيخسر والأهم لازم التواجد فى الشارع، يعنى لازم تسويق للشبكة، لو عاوزة جهاز ريبتر بس لشبكة فرعية ممكن ميكلفش 15 ألفا، وتاخدى إرسال من صاحب الشبكة الرئيسية، ومشكلته أن ممكن فى منطقتك حد يتعاقد معاه وياخد منه باسوورد دا غير ما يرجع لك، دا غير إنه بياخد نسبة النصف من الأرباح الشهرية، إنتى بالنسبة له موزع وبيقوى الشبكة فى أماكن مختلفة». موضحا مستورد أجهزة البث الفضائى.

أسعار الشبكات الكبرى

ويختلف الأمر بالنسبة للشبكة الكبرى حسبما قال مستورد أجهزة إعادة البث الفضائى «أما لو هتعملى شبكة رئيسية زى إكسترا أو جو سبورت أو سى، الأجهزة ديه متهربة من اليمن والعراق وليبيا وعبارة عن أجزاء ويتم تجميها للشبكة اللى بتتركب، ومودليتور لوحده 150 ألف جنيه، دا غير أجهزة الريسفير واللى ثمنها ممكن يعدى 200 ألف جنيه، حسب عدد الأجهزة، وطبعا محتاجة أجهزة لاب توب وموبايلات وأجهزة تقوية شبكات، ولازم جودة الشبكة توصل 6 وات والقنوات يكون عددها كبير، وإحنا بعد ما نركب الشبكة بنعمل لها صيانة دورية دائما، ومجرد التركيب كل محلات الدش هتتواصل عشان يكونوا وسطاء ويركبوا شبكات وسيطة من الشبكة الاساسية».

العقوبات المقررة 

وحسب القانون المصرى، فإن تداول وبيع أجهزة الريسيفر المجهزة لفك شفرات القنوات الفضائية المشفرة من خلال الاتصال بالإنترنت، وكذلك تشغيل منظومة لبث القنوات المشفرة والمخالفة للقانون، يعتبر ذلك بدون ترخيص لأنه يتم استخدامه وإنشاؤه بطرق مخالفة للمادة 59 من قانون تنظيم الصحافة والإعلام، نصت على أنه مع عدم الإخلال باختصاص الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات فى إصدار تراخيص إنشاء أو تشغيل شبكات الاتصالات أو تقديم خدمات الاتصالات، لا يجوز إنشاء أو تشغيل أية وسيلة إعلامية، أو مواقع إلكترونية، أو الإعلان عن ذلك، قبل الحصول على ترخيص من المجلس الأعلى، ويحدد المجلس الأعلى شروط ومتطلبات الترخيص.

لا يجوز البث أو إعادة البث من خارج المناطق الإعلامية المعتمدة من المجلس الأعلى، واستثناء من ذلك يجوز البث من خارج هذه المناطق بشرط أن يكون للشركة أو المكتب أستوديو تباشر منه أعمالها داخل الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامى، وأن يصدر للبث تصريح مسبق من المجلس الأعلى محددًا وقت البث ومكانه.

غرامة مالية 

وفيما يخص العقوبة، نصت المادة (105) من قانون تنظيم الصحافة والإعلام على أن يُعاقب بغرامة لا تقل عن مليون جنيه ولا تزيد على ثلاثة ملايين جنيه لكل من خالف أحكام المادة السابقة، وتقضى المحكمة فضلًا عن ذلك بالغلق ومصادرة المعدات والأجهزة ومكوناتها التى استُعملت فى ارتكاب الجريمة.

عدم اختصاص «تنظيم الاتصالات»

وهو ما أكده كريم سليمان، المتحدث الإعلامى لجهاز تنظيم الاتصالات، أن دور جهاز تنظيم الاتصالات هو الرقابة على وسائل التواصل وليس المحتوى، وما يحدث من قبل تلك الشبكات غير المرخصة، هو فى نطاق اختصاص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام طبقا للقانون.

اختصاص «الأعلى لتنظيم الإعلام»

وبالمثل أفادت دكتورة منى الحديدى عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، خلال تصريحات سابقة لـ«روزاليوسف» أن المجلس هو المنوط بمنح التراخيص طبقا للقانون، ويحدد الترخيص التزامات المرخص له، والتى يجب أن تشمل نوع الخدمة والتقنية المستخدمة فى البث والحدود الجغرافية لتقديم الخدمة فى الأحوال التى تستلزم ذلك، ومقاييس جودة الخدمة وكفاءة الالتزام باستمرار تقديم الخدمة، والإجراءات الواجبة من رسوم الترخيص والالتزامات المالية المنصوص عليها فى هذا القانون، وكذلك الالتزام بجميع حقوق الملكية الفكرى.

وحسب تصريحات عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام فإن سلطة المجلس على ما يبث تكون عبر قمر «النايل سات»، ويتم التنسيق مع إدارة النايل سات، وهناك لجنة المتابعة ورصد المشهد الإعلامى بالمجلس والتى تتابع كل المحتوى الذى يبث عبر القنوات المرخصة لمتابعتها، وهناك لجنة تابعة للمجلس لتلقى الشكاوى من تلك الشبكات غير المرخصة، وعلى أساسها يتم التواصل مع الجهات المعنية.

مطالبة بتوفيق الأوضاع

وقد جدد المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، مطلع العام الحالى، مناشدته بأهمية الالتزام بالمهلة المحددة، لتوفيق أوضاع المنصات الرقمية والفضائية المشفرة وذلك خلال 90 يومًا تنتهى سبتمبر القادم، واستعداده تقديم التسهيلات الممكنة فى ضوء قوانين المجلس والأكواد الإعلامية، وحماية المواطنين من أى محتوى إعلامى يتعارض مع القيم الدينية والأخلاقية وتقليل المحتوى غير القانونى، وتأكيد حقوق النشء والأطفال فى الإعلام الآمن.

وأكد المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن ذلك يأتى تنفيذًا لقانون المجلس باتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية المجتمع خصوصًا الشباب والنشء من المحتويات الضارة، وتحسين شفافية مراقبة المحتوى، وتهيئة المجال لجذب مزيد من الاستثمارات فى السوق المصرية، وتطبيق أعلى المعايير الدولية فى هذا المجال.

وشدد المجلس على أن تقنين الأوضاع والعمل بشكل شرعى يساعد فى التصدى للمخالفات والاختراقات، وتهيئة بيئة صالحة للاستثمارات فى السوق المصرية، والاستفادة من البنية الأساسية فى مجالات التحول التكنولوجى والرقمى، لتأخذ مصر نصيبها العادل فى سوق التجارة الإلكترونية، وهذه القرارات تأتى وفقًا لأعلى المعايير الدولية، والقوانين التى أصدرها الاتحاد الأوروبى والمفوضية الأوروبية فى نهاية العام الماضى ودخلت حيز التنفيذ لتنظيم الخدمات الرقمية، واتخاذ إجراءات مشددة لحماية المستهلك وشفافية الإعلانات.

جهات إعادة البث

وحدد المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، 11 جهة ومكانًا يُرخص لها إعادة بث قنوات مشفرة، وهى «مقاهٍ، كافيتريات، مطاعم، مقار شركات، منشآت رياضية محدودة، فنادق، نواد، عقارات كاملة اتحاد شاغلين، قرى سياحية ومنتجعات، تجمعات سكنية مغلقة، مولات تجارية».

وحسب تقريره السنوى الثانى للمجلس، عام 2020، أنَّه منح 781 ترخيص إعادة توزيع قنوات مشفرة بإجمالى إيراد 315 ألفًا و760 جنيهًا خلال الفترة من 1 يوليو 2018 وحتى 15 أكتوبر 2019

الشركة المصرية للقنوات الفضائية

جدير بالذكر أن الشركة المصرية للقنوات الفضائية، هى المختصة بتوزيع المحتوى التليفزيونى والإذاعى المشفر متمثلا فى القنوات التليفزيونية المتخصصة والإذاعية بجميع أنواعها مستخدمة الوسائل الحديثة المختلفة للبث والنفاذ المشروط بما يتوافق مع التشريعات والسياسات الإعلامية المصرية، بالإضافة إلى ما يتطلبه ذلك من خدمات متكاملة لتوريد وتركيب وبيع وصيانة أجهزة فك الشفرة أو أى أجهزة ومستلزمات أخرى وما يدعم ذلك من خدمات البيع والاشتراك والدعم للمشتركين المقيمين داخل جمهورية مصر العربية بما يضمن جودة التعامل وأيضا الاستقبال المستمر والمستقر للمحتوى الموزع.

باقات مرخصة 

وتقدم هذه الخدمات المتكاملة من خلال فروع الشركة والموزعين والوكلاء المعتمدين وجميع وسائل البيع المباشر الأخرى مثل البيع التجارى للمجموعات فى النوادى أو الفنادق الكافيهات والتجمعات السكنية الخاصة والمطاعم والشركات والمؤسسات والمحلات التجارية بما يعظم المصلحة وتحقيق المتطلبات للجهات ذات المصلحة والمهتمة بعمل الشركة، ولدى الشركة باقة ألفا وباقة تميز وباقة قمة وغيرها من الأنظمة المتعددة لباقات القنوات المشفرة باشتركات مختلفة

دور شرطة المصنفات الفنية 

وحسب حديث دكتورة منى الحديدى، عضو الأعلى لتنظيم الإعلام لـ«روزاليوسف» أن تلك الممارسات من قبل مهربى أجهزة البث الفضائى للقنوات المشفرة، هى سلطة مباحث المصنفات التابعة لوزارة الداخلية «هو أمر ليس لنا علاقة به هو خاص بالملكية وحماية الملكية الفكرية أسوة بكل دول العالم وتم تدشين الجهاز المصرى للملكية الفكرية، وصدر به قرار ويرأسه دكتور هشام عزمى، أى قبل عرض أى محتوى لا بد من موافقة الجهة المنتجة والمسئولة عنه».

ضبطيات «المصنفات الفنية»

وتلاحق وزارة الداخلية مرتكبى تلك الجرائم، وبمحافظة القاهرة تم إلقاء القبص على متهم بإنشاء محطات بث تليفزيونى ببعض المناطق بنطاق محافظة القاهرة، لبث القنوات الفضائية المشفرة وغير المشفرة نظير مبالغ مالية دون تصريح من الجهات المختصة، وضبطت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القليوبية خلال العام الحالى، مالك شبكة بث تلفزيونية يقوم من خلالها باستقبال العديد من القنوات الفضائية المشفرة وغير المشفرة وإعادة بثها بدون تصريح من الجهات المختصة بدائرة مركز شرطة بنها، وذلك استمرارا لجهود أجهزة وزارة الداخلية لمكافحة الجريمة بشتى صورها لا سيما فى مجال جرائم التعدى على حقوق الملكية الفكرية والبرمجيات والبث الفضائى.

وأيضا كشفت وزارة الداخلية ملابسات واقعة ضبط مالك شبكة لبث القنوات المشفرة دون ترخيص بدائرة مركز شرطة كفر الزيات فى الغربية، وبحوزته مكونات الشبكة الأجهزة والمعدات ومستلزمات لاستقبال الإشارة ومعالجتها وإعادة بثها بصورة لاسلكية.

مخالفة لتقاليد المجتمع المصرى

فيما أوضح المهندس أحمد طارق خبير تكنولوجيا المعلومات، خلال تصريحات خاصة لـ روزاليوسف أن «تلك الشبكات أصبحت متواجدة على مستوى المحافظات وتعمل بشكل غير رسمى ويبث من خلالها محتوى غير أخلاقى وغير مجاز رقابيا ويخالف تقاليد المجتمع المصرى، نظير مبالغ مالية كبيرة يتم تحصيلها عبر المحافظ الإلكترونية، وكذلك يتم إنشاء شبكة رقمية لبث المصنفات المقرصنة من خلال الإنترنت، والاتجار فى معدات كسر شفرة القنوات الفضائية غير المصرح بتداولها فى السوق المصرية. 

«أغلب تلك الشبكات تدار من خلال أجهزة استقبال الإشارات ومعالجتها وإعادة بثها، وكذلك أجهزة لتخزين المحتوى المقرصن وأجهزة للبث على الإنترنت من خلال تطبيقات إلكترونية يتم تحميلها، لتصبح تلك القنوات المشفرة متاحة، مقابل دفع رسوم شهرية، وتستطيع من خلال أن تكون كل تلك القنوات والمكاتب للأفلام والدراما المقرصنة متواجدة على هاتفك».. موضحا خبير تكنولوجيا المعلومات لـ«روزاليوسف»

كاشفا مخاطر تلك الشبكات غير الرسمية «تكمن المشكلة فى سرقة المحتوى الفنى وبث محتوى غير أخلاقى للمستخدمين لا يخضع للرقابة ومنتشر بالأقاليم، بالإضافة للخسائر للاقتصاد المصرى، لأنه يقوم بتهكير وقرصنة جميع الأعمال الفنية بدون حق ملكية وهو ما يبسبيب خسائر فادحة للشركات المنتجة».. 

الرئيس يستجيب

قد أٌقر الرئيس عبدالفتاح السيسى قانون رقم 163 لسنة 2023 بإنشاء الجهاز المصرى للملكية الفكرية، ويحل الجهاز محل الوزارات المختصة فى الاختصاصات المقررة لكل منها فى القوانين المنظمة لحماية حقوق الملكية الفكرية. ويهدف مشروع القانون إلى إنشاء جهاز قومى مختص بحماية ورعاية حقوق الملكية الفكرية، بعد أن تلاحظ تعدد الجهات الإدارية المسئولة عن إدارة الملكية الفكرية وتبعيتها للعديد من الوزارات والجهات، وهو ما ترتب عليه ضعف فى سبل المعالجة وتشتيت لجهود الدولة.

وقد أصدر الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، قرارًا بتعيين الدكتور هشام عزمى، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة الحالى، رئيسًا متفرغًا لمجلس إدارة الجهاز المصرى للملكية الفكرية، بدرجة وزير لمدة أربع سنوات، بقرار رقـم 2556 لسنـة 2024.

وهو ما أوضحه دكتور هشام عزمى، رئيس الجهاز المصرى للحماية الفكرية خلال تصريحات خاصة لروزاليوسف، أن الجهاز تم الإعلان عنه مؤخرا، وهو معنى بالتنسيق بين 7 وزارات ومكاتب الملكية الفكرية التابعة لها، وما يحدث من تجاوزات ترصدها مباحث المصنفات الفنية التابعة لوزارة الداخلية، ولهذا سيتم النظر والتنسيق بين الجهات المعنية، وسوف نقوم بالعمل على رصد تلك التجاوزات وتلقى الشكاوى والتعاون مع وزارة الداخلية وأيضا وزارة الثقافة ووزارة الاتصالات وجهاز تنظيم الإعلام وجميع الجهات المعنية».