فى ملتقى «لوجوس الرابع» بوادى النطرون الذكاء الاصطناعى فى خدمـــــــــة الكنيســة
وفاء وصفى
انطلق الأسبوع الماضى ملتقى اللوجوس الرابع للشباب والذى تنظمه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة وبرعاية قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وتعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من أرق الكنائس على مستوى العالم ولها دور فعال فى الكثير من المحافل الدينية والعالمية.
وجذور الكنيسة القبطية نمت فى أرض مصر فمهما الكنيسة امتدت فى العالم لا بد أن نعود لجذورها فى مصر وعلى هذا الأساس بدأت فكرة ملتقى الشباب القبطى والذى حمل شعار «التمتع بالجذور - خد خطوة» فى نسخته الرابعة والتى تقيمه الكنيسة القبطية للشباب القبطى من جميع إيبارشيات الكرازة المرقسية داخل مصر.
وجاءت الفكرة للبابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لملتقى اللوجوس بشكل عام عندما كان فى زيارة رعوية لكندا ووجد أن هناك العديد من الشباب فى المهجر خاصة الجيل الثانى والثالث لا يعرفون شيئا عن وطنهم الأم، بل هناك من لم يقم بزيارتها نهائيا وهو الأمر الذى أحزنه كثيرا، إلا أنه قرر إقامة مؤتمر لهم يستضيفهم ببيته بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون حيث يقيمون طوال فترة الملتقى فى مبنى اللوجوس بالدير، رافضا أن تكون إقامتهم فى أى فندق وذلك للتأكيد على فكرة الأبوة التى يحملها لجميع الأقباط سواء كانوا داخل مصر أو خارجها، وبذلك تم تدشين شعارين لملتقى اللوجوس الأول «العودة إلى الجذور» وهو الخاص بالشباب القبطى الموجود بالخارج، والثانى «التمتع بالجذور» والذى يخص به الشباب داخل مصر من جميع إيبارشيات الجمهورية وهو الذى يقام هذا العام بوادى النطرون.
وقد افتتح البابا تواضروس الثانى مساء السبت الماضى، الملتقى الرابع لشباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وذلك فى مركز لوجوس بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، والذى يقام هذا العام تحت عنوان «خد خطوة».
حيث يشارك فى الملتقى الرابع شبان وشابات من إيبارشيات الكرازة المرقسية داخل مصر، تم ترشيحهم من قبل الآباء مطارنة وأساقفة تلك الإيبارشيات.
ويناقش ملتقى لوجوس الرابع هذا العام أربعة محاور، تحت عنوانه، وهى «خد خطوة» نحو الله، نحو نفسك وفهمها، نحو مجتمعك ومسئوليتك تجاهه ونحو هويتك القبطية.
شارك فى حفل الافتتاح عدد من الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة
وتحتضن ملتقيات لوجوس للشباب منذ بدايتها عام 2018، شباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من جميع الإيبارشيات من خارج وداخل مصر. تحت شعار «العودة إلى الجذور» للشباب من خارج مصر بينما تحمل ملتقيات شباب الداخل شعار «التمتع بالجذور».
وتهدف ملتقيات لوجوس للشباب إلى تأصيل روح الفرح بصورة حيّة مُعاشة فى نفوس الشباب، الذين يعدون مستقبل الكنيسة، وتدريبهم على التلامس مع محبة المسيح وسط الضغوط والمشغوليات التى تواجههم فى حياتهم اليومية، إلى جانب نتمتع بجذور كنيستنا وبلدنا مصر.
وفى بداية اليوم الثانى صلى قداسة البابا تواضروس الثانى فى ساعة مبكرة من صباح الأحد القداس الإلهى فى مركز لوجوس بدير القديس الأنبا بيشوى بوادى النطرون، وذلك فى إطار فعاليات الملتقى وتم عقب القداس الإلهى الذى تولى خدمته قداسة البابا فى ملتقى لوجوس الرابع للشباب، التقاط عدة صور مع قداسته، حيث التف الشباب حول أبيهم وسط أجواء ملؤها السعادة يتحدثون إليه ويلتقطون معه الصور التذكارية.
وحرص منظمو الملتقى على التقاط الصورة الرسمية للملتقى
وشارك قداسة البابا تواضروس الثانى إحدى مجموعات العمل للشباب والتى وتعد واحدة من الخمس مجموعات المكونة لأعضاء الملتقى.
حدثهم قداسته عن الكنيسة القبطية فى مصر وانتشارها الحالى خارجها، استمع للعديد من أسئلتهم فى مختلف القضايا والموضوعات التى تشغلهم، كما التقى البابا باقى المجموعات الخمس على مدار أيام الملتقى
وشهد الملتقى، فقرات عديدة ومتنوعة، منها محاضرة ألقاها الأنبا ميخائيل أسقف حلوان والمعصرة، الذى تحدث عن أن الله يعمل بإمكانياتنا حتى أقل الإمكانيات، داعيًا كل شباب إلى وضع إمكانياته بين يدى الله.
كما ألقى رجل الأعمال كريم سامى سعد محاضرة عن خطوات تأسيس مشروعك الخاص وتطويره.
وتضمنت الملتقى مجموعات عمل تضمنت إحداها مشاركة البابا تواضروس فى مناقشات موسعة فى العديد من الموضوعات التى أفرزتها أسئلتهم وحدثهم قداسته عن الكنيسة القبطية فى مصر وانتشارها الحالى خارجها، بينما حوت إحدى المجموعات أشغالًا يدوية، وأخرى، بانوراما عن الذكاء الاصطناعى (AI) وكيفية الاستفادة به فى الخدمة الكنسية، ومجموعة درس كتاب.
وأقيمت ندوة حضرها فريق «بانوراما برشا» أبطال فيلم «رفعت عينى للسما» الفائز بجائزة العين الذهبية لأفضل فيلم تسجيلى فى مهرجان «كان» السينمائى الدولى، وهو أول فيلم مصرى على الإطلاق يفوز بإحدى جوائز مهرجان «كان» جرى خلالها استعراض تجربة الفريق كنموذج مجتمعى ناجح له رسالة.
وتناولت مجموعات العمل الثانية دراسة كتاب مقدس اختصت بموضوع الملتقى «خد خطوة».
واختتم اليوم الثانى بالتسبحة اليومية التى صلاها شباب الملتقى فى أجواء روحية مفرحة.
وتضمن اليوم الثالث من أيام ملتقى لوجوس الرابع لشباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية داخل مصر، عدة جولات سياحية لبعض الأماكن بمدينة الإسكندرية.
وتم توزيع الشباب على ثلاثة أفواج، حيث زاروا القاعدة البحرية بمنطقة رأس التين، ومكتبة الإسكندرية، وقصر السلاملك بالمنتزه (وهو قصر تم تشييده فى نهاية القرن الـ 19 فى عهد الخديوى عباس حلمى الثاني).
كما زار شباب الملتقى المتحف اليونانى الرومانى بمنطقة الرمل، واختتمت الجولة بزيارة الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية.
وعن رؤية البابا تواضروس لملتقى الشباب بشكل عام فقد أكد فى تصريحات سابقة له أن الهدف الرئيسى من الملتقى أن تكون مصر حاضرة فى ذهن الشباب والأطفال والكبار فى أى مكان يذهبون إليه فى العالم وذلك حتى لو حملوا جنسية البلد الذين يعيشون فيها أو حتى لو ولدوا فى بلد آخر، لكن تظل مصر أولاً.
وأوضح البابا تواضروس أن من أهم أهداف الملتقى أن يرى الشباب صورة حقيقية لمصر، فالكثير منهم يأتى وهو يحمل صورة ذهنية عن مصر يستقيها من الإعلام الخارجى، فعندما يرى الحقيقة ينبهر، والانبهار فى حد ذاته فى هذه الحالة مطلوب لأن النتيجة الإيجابية للانبهار هو توضيح الصورة الحقيقية لمصر عندما يعود لبلده الآخر.
وأكد البابا تواضروس أن برنامج الملتقى يستغرق حوالى عام كامل حيث تدور حوله نقاشات ويتم استبدال أماكن بأخرى حتى يخرج برنامجا شاملا يكوِّن جرعة متكاملة عن مصر، مشيرا إلى إن هناك فريق إعداد كبيرا وراء خروج الملتقى بالشكل النهائى ويتكون من أب كاهن يكون هو المنسق العام ومعه حوالى 40 خادما من جميع المحافظات يتم اختيارهم بعناية شديدة، ويقوم بعمل لقاءات شخصية منفردة مع كل واحد فيهم وذلك حتى يتم اختيار أكثر الخدام الذين يكون لهم دور فعال فى الملتقى، حيث يتم الاختيار وفقا لتحديد احتياجات الملتقى وأكثر الشخصيات التى تمتلك القدرة على سد هذه الاحتياجات.