الأحد 27 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عن مجدى يعقوب.. ليسوا بمؤمنين

عن مجدى يعقوب.. ليسوا بمؤمنين

 قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم «أيكون المؤمن جبانا فقال نعم فقيل له أيكون المؤمن بخيلا فقال نعم فقيل له أيكون المؤمن كذابا فقال لا»، تذكرت هذا الحديث النبوى عندما قرأت الخبر المزعوم عن إسلام الدكتور مجدى يعقوب، الذى انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى، وحرص كثيرون على نشره على أنه حقيقة وطالب بعضهم بالتهليل والتكبير، وإمعانا فى التضليل نشروا صورة له وهو يمسك لافتة كتب عليها «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، ورغم وضوح فبركة الصورة وأنها مصنوعة بالفوتوشوب إلا أن هناك من أصر على نشرها على أوسع نطاق، وتمادى البعض فى اختراع قصة خيالية تزعم أنه بسؤال الدكتور مجدى عن أهم أسباب اعتناقه للإسلام قال إنه اعتنق الإسلام منذ أكثر من 30 عاما دون أن يُعلِم أى شخص بهذا الأمر حتى أقرب الأقربين إليه، وتقول القصة الخيالية على لسان يعقوب إنه أرسل سائقه يشترى له مصحفا بحجة أنه سيهديه إلى صديق مسلم ويضيف: «منذ بداية لمسى للقرآن أحسست بشىء غريب من الطمأنينة والسكون فى قلبى»، وتستطرد القصة الساذجة «أن يعقوب خبأ المصحف فى دولابه الخاص فى غرقته بالمستشفى، ولم يقترب منه لمدة أسبوع بعد أن انتابته وساوس الشيطان وفى اليوم الثامن وكان يوم جمعة كان جالسا بمنزله وجاءه اتصال هاتفى بضرورة حضوره إلى المستشفى لوجود طفل فى حالة صعبة وميئوس منها فذهب سريعا وهناك وأثناء الكشف عليه استفاق الطفل وهو ممسك بيد الدكتور مجدى وسط ذهول الجميع فقامت والدة الطفل بالسجود وظلت تحمد الله بعدها قرر الدكتور مجدى الصعود لغرفته بالمستشفى لكى ينام قليلا ورغم إرهاقه الشديد لم يستطع النوم وكأن هناك شخصا يناديه وحينها تذكر القرآن فأخرجه وفتح صفحاته عشوائيا وقرأ بعض آيات سورة المائدة التى تتحدث عن المسيح، وبعدها نام مباشرة فرأى فى منامه أنه يطوف حول الكعبة وأتاه رجل بوجه منير وهمس له: افعل كما ترانى وأعطاه رداء أبيض وطاف به سبع مرات ثم سعى بين الصفا والمروة وحينما استيقظ من نومه بحث على هاتفه عن خطوات العمرة وتبين له أن ما فعله مطابق لبحثه وأحس بالراحة والطمأنينة، لكنه ظل فى حيرة من أمره هل يدخل الإسلام ويخسر زوجته وأولاده وأصدقاءه أم يظل على حاله؟ ثم قرر بينه وبين نفسه أنه سينطق بالشهادة دون أن يعلم أحد وبالفعل ظل يعبد الله وحده لا شريك له لمدة 30 عاما ثم قرر أن ينطق الشهادة على العلن وعندما سألوه عن إسلامه أخبرهم أنه لم يعد فى العمر بقية ولذلك أصر على نطق الشهادة أمام الجميع»، انتهت القصة المضحكة التى لا تحتاج إلى تفنيد أو الرد عليها لفرط سذاجتها، وبالطبع فإن من اخترعها اختار رجلا محبوبا من الجميع وله سمعة دولية ولذا فإن خبر إسلامه حتى لو كان كذبا سيكون له دوى فى المجتمع، ولكن يبقى السؤال: من وراء هذه الواقعة؟، لو كانوا مسلمين فكان عليهم أن يعرفوا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم والذى نفى فيه الإيمان عن الكذاب، ولو كانوا مؤمنين حقا لما لجأوا للكذب الذى نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، وإذا كانوا غير مسلمين أو تستخدمهم أجهزة أمن معادية لنا ويهدفون إلى تخريب البلد وزرع الفتنة فلا يجب أن يتركوا ينفذون مخططاتهم خاصة مع سهولة استخدام السوشيال ميديا وسرعة انتشارها، والمطلوب الوصول إلى حقيقة هؤلاء الأشرار والقبض عليهم والتحقيق معهم لكشف دوافعهم ومن وراءهم وفضح مخططاتهم الدنيئة ومحاكمتهم حتى لا يلجأ غيرهم لهذه الأساليب الرخيصة، فمن الخطر ترك هؤلاء يعبثون بأمننا القومى، وأجهزة الأمن تستطيع رصد من يقومون بهذه الأفعال كما ترصد وتتعقب من تراه يروج لأفكار هدامة أو لجماعة الإخوان وذلك حسب الاتهامات التى توجه لهم، هؤلاء المجرمون يعزفون على وتر الحمية والغيرة الدينية والحماس للعقيدة، ويعرفون أن هناك بسطاء من المسلمين سيصدقونهم دون تحرٍّ وتروٍّ وسينشرون الخبر، وقد يتمادون فى التعريض بالمسيحية، كما أن بسطاء من المسيحيين سيثير الخبر غضبهم وسيردون عليه بالشتائم والسباب الذى قد يطال الإسلام نفسه، ومن هنا تشتعل الفتنة، علينا أن ندرك أن مثل هذه الأخبار وهى للأسف تتكرر كل فترة لا تصدر عن مؤمن حقيقى ولا عن مسلم يعرف دينه ولا عن مصرى يحب وطنه، والأهم أن نتصدى لهم بقوة القانون وبوعى المجتمع.>