عبدالغفور البرعى

منى رضوان
الحاج عبدالغفور البرعى، هو الشخصية الرئيسية فى مسلسل لن أعيش فى جلباب أبى. مش هتناول قصة صعود عبدالغفور من القاع للقمة، أنا هتناول عبدالغفور الأب الليّ خلف من فاطمة كشرى 5 أولاد: عبدالوهاب، سنية، بهيرة، نفيسة ونظيرة وهركز على عبدالوهاب. على الرغم من رحلة نجاح عبدالغفور إلا أنه عانى معاناة شديدة من ابتعاد ابنه عنه وإصراره أنه يبنى لنفسه عالمًا خاصًا بعيدًا عن أبيه تمامًا. على قد ما نجح عبدالغفور على قد ما فشل ابنه وتخبط تخبط كبير ودخل فى دوامات متتالية بدأت معاه لما سقط فى المدرسة وبعد كده قرر إنه عايز يبقى لاعيب كورة مشهور وبعد كده اتجه للسهر والشرب والعربدة وبعد كده تدين تدين يصل إلى التزمت. توالت مراحل فشله لتمتد لعلاقاته الشخصية بداية من جوازه من روزالين الأمريكية الليّ كان فاكر إنها هتاخده معاه لأمريكا وطبعًا ده محصلش بالعكس هى طمعت فى ثروة أبوه. عبدالوهاب فضل طول الوقت يعانى من نجاح أبوه وكان عايز دومًا يستقل وينفصل عنه ولكن نجاح الأب كلف ابنه كتير. طول الوقت كان عبدالغفور نفسه يخلق لنفسه أمتداد فى ابنه ولكن السؤال هل إحنا كدة بنظلم ولادنا من غير ما نشعر؟ كان نجاح عبدالغفور البرعى شوكة فى ظهر ابنه لأن للأسف طول الوقت بيحاول ميعش فى جلباب أبوه بس برضه معرفش يخرج من توبه ولا ينجح لوحده فكان، نجاح الوالد سبب فى فشل الولد. كان جلباب عبدالغفور واسع أوى على ابنه فأخفق فى أنه يملاه. كتب جبران خليل جبران كتاب اسمه النبى قال فيه حكمة معبرة جدًّا بتقول: «أولادكم ليسوا لكم.. أولادكم أبناء الحياة المشتاقة إلى نفسها، بكم يأتون إلى العالم، ولكن ليس منكم ومع أنهم يعيشون معكم، فهم ليسوا ملكًا لكم. أنتم تستطيعون أن تمنحوهم محبتكم، ولكنكم لا تستطيعون أن تغرسوا فيهم بذور أفكاركم، لأن لهم أفكارًا خاصةً بهم، وفى طاقتكم أن تصنعوا المساكن لأجسادهم ولكن نفوسهم لا تقطن فى مساكنكم فهى تقطن فى مسكن الغد، الذى لا تستطيعون أن تزوروه حتى ولا فى أحلامكم، وإن لكم أن تجاهدوا لكى تصيروا مثلهم ولكنكم عبثًا تحاولون أن تجعلوهم مثلكم». رفض عبدالوهاب أن أى حد يحدد له خطة لمستقبله، رفض أنه يكون ماشى على القضيب الليّ أبوه راسمه له، رفض بكل قوة حتى لو كان البديل إنه يمشى فى الاتجاه العكسى. فى مشهد فى المسلسل بيروح عبدالوهاب لوكالة أبوه علشان يقول له بشكل غير مباشر إنه هيشتغل معاه فتفر الدموع من عين الأب. السؤال: هل كان عبدالغفور ظالم لأنه عايز نسخة بالكربون منه؟ أم كان عبدالوهاب متمردًا على نجاح كان ممكن يطوره؟ بين الأب والابن نقف حائرين من منهما ظلم الآخر.