الإثنين 30 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

رحيل تراجيدى لفنان هادئ الفنان «تامر ضيائى» يفجع الوسط الفنى

«ممثل هادئ الطباع».. هكذا وصف فنانون الراحل تامر ضيائى الذى خيم الحزن على الوسط الفنى بعد رحيله بسبب سكتة قلبية جراء مشاجرة مع فرد أمن بمستشفى، وتصدَّر النجم تامر ضيائى التريند على جوجل، وذلك بعد رحيله عن عالمنا عن عمر يناهز الـ50 عامًا.



تامر ضيائى من مواليد 3 أغسطس وعمل مبرمجًا للحاسب الآلى بجامعة القاهرة، وبجانب عمله اهتم بالتمثيل فى مسرح جامعة عين شمس وقصور الثقافة.

التحق بورشة استديو الممثل وتتلمذ على يد المخرج خالد جلال وقبل عمله فى المسلسلات التليفزيونية قدم العديد من العروض المسرحية.

كما قدّم تامر ضيائى العديد من المسلسلات التليفزيوينة، كان أبرزها: «صاحب السعادة والإكسلانس والصياد وزلزال وأبوالعروسة» وغيرها من المسلسلات.

وعُرف تامر ضيائى بحُسن أخلاقه، ومعاملته الجيدة مع زملائه بجانب هدوء طباعه، فلم يصدر عنه مشكلة أو أزمة سواء فى أعماله الفنية أو حياته الخاصة.

تامر ضيائى ممثل عُرف بسمعته الطيبة داخل الوسط الفنى وعُرف بنبل أخلاقه وطيبة قلبه كشخص، لم يتوقع أحد أن تأتى نهايته بهذه الصورة وأن تودى مشاداته مع فرد الأمن من أجل زوجته بحياته، ونهتم بعد وفاته بأخباره وماذا حدث له من فرد الأمن.. الموت حق فى جميع الأحوال، لكن كما قلنا فى السطور السابقة الحياة دراما، ونهاية تامر ضيائى جاءت تراجيدية موجعة.

وكان توجَّه تامر ضيائى بصحبة زوجته لمستشفى أورام التجمع الخامس لخضوعها لجلسة كيماوى، وأثناء دخولها حاول تامر ضيائى الدخول معها ليرفض فرد الأمن دخوله طبقا لتعليمات المستشفى فتشاجر معه تامر ضيائى أمام بوابة المستشفى ويصفع فرد الأمن بالقلم.

 

 

 

الأمر لم ينتهِ عند هذا الحد؛ بل قام فرد الأمن برد الصفع للفنان تامر ضيائى الذى أصيب بذهول نتيجة لصفعه أمام المارة وتحرّك قليلاً من أمام المستشفى ليصاب بعدها بحالة إغماء وسقط مغشيًا عليه، إلى أن توفى على باب المستشفى.

الموت المفاجئ

وكان الفنان تامر ضيائى تحدّث عن الموت المفاجئ عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى (فيسبوك)، وكشف عن وصيته عند مماته، وذلك بعد المرحلة المرضية التى تعرّض لها.

وذكر تامر ضيائى وصيته تحت عنوان «بوست وصية»: «ده هيفضل باين على صفحتى لحد ما أموت.. الحقيقة اللى كلنا عارفينها ومتأكدين منها إننا كلنا ربنا كتبلنا إننا نموت فى ميعاد محدد غير معروف، وعشان كده كتبت الكلام ده لأنى محتاج حاجات معينة تتعمل وحاجات خايف تتعمل وأنا مش عايز حد يعملها لمجرد إنها معروفة، ووقتها طبعًا مش هعرف أقولها لحد».

وأضاف تامر ضيائى: «ودِى وصيتى: أولاً صلاة الجنازة أهم من العزا، وهى اللى كل ما العدد زاد كل ما ثوابى ما كان أكتر، فأرجوكم تصلوا عليا، وثانيًا مش شرط تيجى العزا وياريت لو اتعمل فى البيت أو مكان بسيط بفلوسه تطلعولى صدقة جارية أفضل، وثالثًا من فضلكم لم يثبت أو يتفق عليه عمل خاتمة قرآن للمتوفى إنها هتوصله، بس مثبت إن الدعاء والصدقة بيوصلوا للميت، فرجاء دى بالذات بلاش وادعولى الوقت اللى هتقروا فيه جزء، فضُّوا نفسكم واقعدوا ادعوا فيه، رابعًا بلاش صدقة جارية تقليدية وسهلة ومش مستفاد بيها، يعنى المصاحف كتير فى مصر أوى وكل بيت فيه كتير، فممكن نحط الفلوس فى جامع بيتبنى أو كرسى متحرك فى مستشفى يستفادوا بيه المرضى أو دخول مياه لبيت غلابة أو بناء سقف لبيت فقراء، حاجات ناس تستفيد بيها لمدة طويلة».

وأوضح: «خامسًا دى نقطة مهمة أوى بالنسبة ليّا.. محدش يقول لحد بتعيط عليه ليه، ومتعيطش عشان هو بيتعذب!! الكلام ده غلط، سيبوهم يعيطوا لحد ما يطلعوا كل الشعور اللى عندهم ومفيش حاجة بتقول إن العياط معناه عدم رضا بقضاء ربنا (وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ )، وسادسًا أهم حاجة تانى هى الدعاء وبس والصدقة، وسابعًا من فضلكم تكثفوا الدعاء وقت نزول القبر وتتصدّقوا بأى حاجة بنية إن ربنا يجعل قبرى روضة من رياض الجنة ويثبتنى عند السؤال؛ لأن ده أهم وقت ليّا، ويا ريت كمان بعد ما تدفنونى تقعدوا معايا شوية ومتستعجلوش تمشوا عشان تونسونى فى ليلة زى دى».

وتابع: «وثامنًا الموت علينا كلنا حق وإحنا كلنا أمانات ربنا وهيردنا تانى، فالحزن على الفراق هَوّنوه على نفسكم بالدعاء ليّا عشان أبقى فى سعادة لحد ما أقابلكم تانى، وتاسعًا اللى بيحبونى يدعولى كتير عشان لو مفيش حد يدعيلى، وعاشًرا ودى مهمة أوى أوى أوى عاوز الكل يسامحنى على أى حاجة عملتها فيه بقصد أو بدون قصد».

واختتم تامر ضيائى حديثه بدعاء قائلاً: «اللهم إن كثر موت الفجأة من حولى وكثر موت الشباب غفلة، فيارب إن كنت أنا القادم فأحسن خاتمتى ويسّر طلوع روحى وهوّن عليّ سكراتى فإنى أحب أن أرحل فى هدوء وسَكينة وطمأنينة، ولا تقبض روحى إلا وأنت راضٍ عنّى لكى أكون عبدًا مقبولا عندك حتى أليق بلقائك العظيم، وإن كان لى من العمر باقٍ فاغفر لى ذنوبى ومعاصى نفسى الأمّارة بالسوء واعفو عنّى وامحو لى كل ما يعرقل طريقى إليك وردّنى إليك ردًّا جميلًا يا رب العالمين».

تحقيقات جارية

وقد بيّنت التحقيقات الأولية فى مُلابسات وفاة الفنان تامر ضيائى على بوابة مستشفى السرطان فى التجمع، أنه تعرض لهبوط حاد، وتوفى على بوابة المستشفى بعد مشاجرة مع أحد أفراد الأمن.

وأصدر المعهد القومى للأورام، الذى يتبع له المستشفى بيانًا حول مُلابسات وفاة الفنان الراحل، نشره عبر حسابه الرسمى على فيسبوك، نفى فيه نقلًا عن عماد شاش مدير مستشفى أورام الثدى «صحة الأنباء التى تداولتها بعض الصحف، والمواقع الإلكترونية بخصوص وفاه أحد المواطنين بالمستشفى».

وأوضح البيان نقلًا عن مدير المستشفى: «أنه فى تمام الساعة العاشرة والنصف صباح الأربعاء، وأثناء تواجُد السيد تامر أحمد ضيائى على فى قاعة انتظار المرضى فى العيادات الخارجية لمستشفى الثدى بالتجمع مرافقا لزوجته المريضة، فوجئنا به يحاول دخول عيادات الكشف بالقوة، ودون انتظار رقم الدور المقرر للمريضة طبقًا للنظام الرقمى المعتمد لدخول المرضى للعيادات، فقام أحد أفراد أمن المستشفى بإخباره أن هذا الأمر لا يجوز لعدم حلول دور المريضة، ولوجود مرضى سيدات يقمن بالكشف».

وأضاف: «أثناء منعه انفعل السيد تامر ضيائى انفعالًا شديدًا، وقام بالتعدى على فرد الأمن باللفظ، والقول، والتعدى بالأيدى أمام المرضى، والمرافقين الذين قاموا بالتدخل لحل المشكلة على الفور».

ونفى البيان حدوث أى نوع من الاعتداء من أفراد الأمن عليه لفظيًا أو جسديًا؛ حيث التزموا الهدوء طبقًا لما تم التيقن منه من مشاهدة كاميرات المراقبة التى سجلت الواقعة، وتم تفريغ محتويات هذه الكاميرات، وتسليمها لسلطات التحقيق المختصة».

وحول ملابسات وفاة الفنان الراحل، تابع البيان: «أثناء توجه السيد تامر لاستراحة الانتظار بعد تهدئته، سقط مغشيًا عليه بصورة مفاجئة، وبدون سبب خارجى (كما يتضح من خلال كاميرات المراقبة)، وتم استدعاء طبيب الرعاية المركزة على الفور الذى لاحظ عدم وجود أى نبض للمريض، وقام بعمل الإسعافات الأولية اللازمة له، وعمل إنعاش قلبى ورئوى فورى له، وذلك لمدة ساعتين دون جدوى، وأثناء فحصه لم يثبت وجود أى إصابات ظاهرية».

وتتابع نقابة المهن التمثيلية فى مصر سير التحقيق فى وفاة الفنان تامر ضيائى، الذى لا يزال خبر رحيله متفاعلًا على منصات التواصل.