كيانات «وهمية» تستقطب الطلاب للحصول على الثانوية الليبية والالتحاق بكليات القمة بـ%50 «روزاليوسف» تحذر من تكرار سيناريو النصب على الطلاب المصريين فى السودان.. بـ«ليبيا» هذا العام
مروة عمارة
يحلم وسام إبراهيم، طالب مصرى، بدراسة الطب، لكن علاماته التى يحصل عليها خلال سنواته الدراسية، لا تبشر بإمكانية نجاحه للالتحاق بكلية الطب أو الصيدلة، وهو ما دفعه للتفكير فى الحصول على الثانوية العامة من خارج البلاد، وعندما بدأ البحث عن إمكانية ذلك، وجد العديد من المكاتب التى تدعى كونها مكاتب تقدم خدمات تعليمية لسفر الطلاب لخارج مصر، تعلن عن إمكانية السفر إلى ليبيا والحصول على الثانوية العامة بمجموع عالٍ دون مجهود دراسى. أسوة بالثانوية السودانية، التى قد زاد الإقبال عليها فى السنوات الماضية، قبل حدوث اشتباكات السودان إبريل 2023 هربا من الثانوية العامة المصرية، وأملا فى الوصول لكليات القمة فى مصر، بعد العودة، وذلك بعد إيهام مافيا مكاتب الثانوية السودانية، للطلاب بإمكانية سفرهم وحصولهم على الشهادة دون أى معاناة، لتتكرر نفس الأزمة العام الحالى ولكن من خلال مافيا مكاتب الثانوية الليبية للطلاب المصريين.
عاد «وسام» لمصر بعدما تعرض لعملية نصب من قبل أحد المراكز التى تدعى أنها تساعد الطلاب على الحصول على الثانوية الليبية بسهولة «كنت اتواصلت مع مركز وجهزت ورقى ودفعت فلوس عدّت 200 ألف جنيه رسوم جامعة وإقامة وسكن.. وللأسف لقيت كلية الطب بلا معامل وهى كلية خاصة ومش مرخصة.. وعبارة عن عمارة سكنية، دا غير المضايقات والسرقة والوضع مش ملائم أمنيا بالأخص للبنات، وكنت عايش خايف خصوصا أن فيه تناحر وصراع وقتال هناك كتير بين الميليشيات المسلحة وتقريبا مفيش أمن فى غرب ليبيا خالص».
فريسة للوهم والنصب
ليس فقط وسام إبراهيم، هو من يسعى للحصول على فرصة للتعليم فى ليبيا، فهناك العشرات وربما الآلاف ممن سيقعون فريسة لوهم ونصب سماسرة، يسعون لاستقطاب الطلاب للتعليم فى دول عربية بدعوى أنها معتمدة من قبل الجهات التعليمية المصرية وبالأخص المجلس الأعلى للجامعات.
تكرار سيناريو «الطلاب فى السودان»
ما حلم به «وسام إبراهيم»،عند التحاقه بالثانوية الليبية، هو ما واجهته عبير محمد، العام قبل الماضى، بعدما سافرت للسودان للالتحاق بالثانوية السوادنية، وعبرت عنه قائلة: «معظم اللى سافر تبع مكاتب أو سافر لوحده السودان، وكون مجموعة وجاب أساتذة، هيحصل له مشاكل، لأنها مكان رخيص جدا ومستوى خدمات يكاد يكون صفر أو تحت الصفر بشوية، وسهولة تتسرق، والأساتذة مش بتيجى تشرح لك المنهج، ومش هتجيب مجموع فى النهاية، وهيتاخد منك أكتر من 100 ألف جنيه، وأنت هناك تدفع فلوس الأكل والمياه كل يوم وبتعيش على أعصابك فى الغربة ودا بيوترك ويخليك مش قادر تذاكر، دا غير مشاكل التسريبات والتلاعب فى النتائج، وأن فى نتائج لمدارس مش مرخصة، وبالتالى مش بتتوثق فى الوزارة أو السفارة، ومفيش مدارس بتروحها، أنت قاعد فى سنتر وهما بيجيبوا لك مدرسين مستواهم غير جيد وآخر فترة مفيش مدرسين وبتذاكر لوحدك، وللأسف دفعت 3400 دولار، ولما فكرت أرجع معرفتش أسترد الفلوس وضاعت سنة على وانتهى الموضوع بأن سقطت ورجعت بيتى منهارة وضاعت سنة على».
طبقا للبيانات الصادرة عن وزارة الهجرة خلال العام الماضى، كان هناك 5516 طالبًا مصريًا يدرسون بالسودان، 87 % منهم طلاب جامعيون والباقون فى مدارس ثانوية ونسبة بسيطة ماجستير ودكتوراه.
التواصل مع مكاتب «النصب»
تواصلت «روزاليوسف» مع أحد هؤلاء السماسرة من أصحاب تلك المكاتب الوهمية التى تستقطب الطلاب المصريين للسفر إلى ليبيا، ويدعى فارس محمد، يملك مكتب «الممتاز»، له عدد من الفروع على مستوى محافظات مصر «لأول مرة وعن طريقنا أصبحت الدراسة فى دولة ليبيا أمان جدا ومضمونة جدا لأننا بنقدملك فى أفضل المدراس الليبية وكمان بنوفرلك سكان راقى وأمان، ولأن بعد الحرب فى السودان وصعوبة التعليم فيها، أصبح متاح إنك تخد فرصتك فى ليبيا هذا العام.. يعنى لو مأخدتش فرصتك فى مصر واتظلمت فى النتيجة أو لسه هتدخل 3 ثانوى عشان تضمن كليات القمة..وأنت معانا مجموعك مضمون بأقل مجهود.. لأن المنهج بسيط والأسئلة مباشرة، ولاتخرج من أسئلة التدريبات اللى بندربك عليها».. كان ذلك على لسان مسئول مكتب سفر الطلاب للحصول على الثانوية العامة فى لييبا.
تكلفة الثانوية الليبية
وقال «فارس» مدير مكتب إلحاق الطلاب بدولة ليبيا: «الأسئلة صح وخطأ واختيار من متعدد مباشرة، دون لف ودوران، وكمان بتكون عارفها، وبالتالى بتضمن أعلى مجموع، وكمان هناك 40 % أعمال سنة بتحصل عليهم كاملين وبتمتحن على 60 % فقط، والمناهج فى مستوى الطالب المتوسط والمصروفات كلها مبتعديش 150 ألفا طوال العام الدراسى، اللى مش بيتعدى 8 شهور، ودا شامل عمولة المكتب وتوفير الإقامة والدراسة والالتحاق بالمدرسة فى بنى غازى، وهى مدرسة مملوكة لنا ومتعاقدين معها».
مكاتب عديدة للنصب
ليس فقط هذا المكتب، تواصلت «روزاليوسف» مع مكتب «التحدى للدراسة فى ليبيا»، وتديره إحدى السيدات وتدعى «مى غليان»، وعند سؤالها عن الإجراءات والشروط للحصول على الثانوية العامة من دولة ليبيا أوضحت: «لو خايف ما تجيبش مجموع وما تدخلش الكليه اللى بتحلم بيها.. إحنا بنوفر لك كليات القمة سواء فى مصر أو الخارج، لأنك معانا هتجيب أكبر مجموع، والمكتب عندنا بيوفر لك المدرسة والتقديم والدروس والكتب والإقامة والسكن.. ومطلوب منك فقط الحضور للمكتب ومعاك ولى أمرك لأنه لازم يسافر معاك، ويكون معاك بيان نجاح 3 إعدادى، وبيان درجات أولى ثانوى وثانية ثانوى، وصورة جواز السفر وشهادة ميلاد الطالب والأم والأب وصور شخصية».
وبسؤالها عن مدى ضمان تلك الشهادات قالت: «مكتبنا معروف فى الخدمات التعليمية وإحنا كمان مبعوث مصر فى القارة الإفريقية.. وبنقدم أرخص أسعار للتعليم فى لييبا والدراسة حوالى 8 شهور، والتكلفة لا تتعدى 120 ألفًا شاملة إقامة الطالب، ولو ولى الأمر معاك عشان شروط الالتحاق بالجامعات الحكومية المصرية، دا تكلفة إضافية، أما لو جامعة أجنبية أو خاصة مش شرط يقيم معاك».
نظام الإقامة فى ليبيا
«إحنا بنضمن أعمال السنة وكمان المدرسين تبعنا وبيدربوا على الامتحانات التحريرية يعنى كدا 100 %، وطوال العام المكتب بيشرف على الطلبة فى السكن وفى السنتر التعليمى اللى بنوفره لهم بالمدرسين، والقاعات مجهزة والمعلمين على أعلى مستوى، والأهم أن المنهج الدراسى سهل للغاية ولا يقارن بالمنهج المصرى يعنى كمان سهل تذاكره، إحنا شهادتنا معتمدة ومعترف بها ولها تصنيف عالمى وتقدر بعدها تلتحق بأى جامعة اوربية أو مصرية».. محاولة التأكيد على مدى سلامة وأمان التعامل مع المكتب التابع لها.
الدراسة داخل «سنتر خاص»
وكشفت: «كمان بنقدم لك تأشيرة الدخول من السفارة الجماهرية العربية الليبية بالقاهرة، ونسجل اسم الطالب فى المدرسة ونوفر تذاكر ذهاب وعودة برى أو جوى وكمان بنستقبل فى المطار والسكن كله أمن وبنوفر الكتب الدراسة، ووجبات للطلاب باشتراك شهرى، وكمان بنوفر سهولة لتحويل اموال للطلاب وبنستخرج الشهادة فى نهاية العام، وطبعا لينا فرع فى ليبيا طوال العام الدراسى لخدمة الطلاب، وللتعاقد لازم الحضور لمقر المكتب نهاية شارع المستقبل بمدينة أكتوبر، ولينا فرع فى الصعيد وفرع فى الإسكندرية».
آلية معادلة الشهادات
وعند السؤال عن معادلة الشهادة داخل مصر دافعت مسئولة المكتب «هى زى الشهادة السعودية والكويتية والإماراتية وغيرها لكن لها مميزات كثيرة جدًا غير أى شهادة تانية، لأن مجموعك مش بيقل لما بتقدم فى تنسيق الشهادة المعادلة، وكمان تنسيقك بيكون أٌقل من طلبة الثانوية العامة المصرية، وتختار التخصص اللى عاوزة بغض النظر كان تخصصك إيه فى مصر، إحنا كمان بنخلص لك الإجراءات الأمنية ونوفر لك شهادة التحركات اللى بتطلب فى مصر، ونوثق لك الشهادة بعد ما تخلص من ليبيا من وزارة التعليم والخارجية الليبية».
7 آلاف طالب وطالبة
وخلال العام الماضى، استقبل مكتب التنسيق الرئيسى بجامعة عين شمس وفرعيه بأسيوط والإسكندرية صرف ملفات تنسيق طلاب الشهادات المعادلة العربية والأجنبية الراغبين فى الالتحاق بالجامعات الحكومية 2023 – 2024، ووصل عدد الطلاب الذين سجلوا رغباتهم إلى 7 آلاف طالب وطالبة.
المنظومة التعليمية المصرية
فيما أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، إنّ عدد الطلاب المتقدمين لأداء امتحان شهادة إتمام الدراسة الثانوية العامة بلغ هذا العام 7 ملايين و450 ألفا و86 طالبا وطالبة، موزعين على الشُعبتين العلمية والأدبية، موضحة عدد طلاب الثانوية العامة 2024 علمى علوم، رياضيات، أدبى.
قواعد القبول للشهادات المعادلة
فيما أقر المجلس الأعلى للجامعات عددًا من القواعد الجديدة، بشأن الطلاب الحاصلين على الشهادات الثانوية المعادلة العربية والأجنبية، للعام 2023، للالتحاق بالعام الجامعى 2023/2024 بذات قواعد التنسيق المعمول بها فى العام الماضى، وفق الحدود الدنيا الآتية، وأن يكون الحد الأدنى بنسبة 95 % على الأقل لإبداء الرغبة للالتحاق بكليات الطب، والحد الأدنى بنسبة 90 % على الأقل لإبداء الرغبة للالتحاق بكليات طب الأسنان، والصيدلة، والعلاج الطبيعى، والاقتصاد والعلوم السياسية، والإعلام، والحد الأدنى بنسبة 85 % على الأقل لإبداء الرغبة للالتحاق بكليات الهندسة، والحاسبات والمعلومات.
على أن يكون القبول بأسبقية المجموع الكُلى أو الاعتبارى لدرجات الطالب، وذلك فى حدود الأعداد المقررة لكل شهادة.
شروط المعادلة
وتضمن الشروط، تقديم المُستند الذى يُفيد الإقامة الشرعية النظامية الفعلية للطالب وولى أمره فى الدولة الحاصل منها الطالب على الشهادة الثانوية المعادلة طوال مدة الدراسة التى تمنح الشهادة الثانوية المعادلة على أساسها، ويتحدد تاريخ بدء الدراسة وانتهائها وانتهاء الامتحانات بكتاب مُوثق من كل من المستشار الثقافى المصرى من الدولة المانحة للشهادة أو المستشار الثقافى للدولة المانحة للشهادة فى جمهورية مصر العربية.
وطبقا لقواعد تنسيق القبول للجامعات الحكومية والمعاهد العام الدراسى، فإن قواعد قبول طلاب شهادات المعادلات بتنسيق العام الجامعى الجديد، أن تحدد الأماكن التى تخصص للطلاب الحاصلين على الشهادات الثانوية الأجنبية المعادلة بنسبة 5 % من الأعداد المقرر قبولها من بين حملة الشهادة الثانوية العامة المصرية فى كل كلية أو معهد.
التقديم بالجامعات الخاصة والأهلية
ومن لم يسمح لهم الالتحاق بالجامعات الحكومية، أتاح لهم المجلس الأعلى للجامعات الخاصة والأهلية، للكليات الخاصة بدء القبول المبدئى للطلاب الحاصلين على الشهادات العربية والأجنبية عبر التسجيل الإلكترونى للموقع، وذلك وفقًا للحدود الدنيا التى جرى العمل بها العام الدراسى الماضى.
شروط العام الحالى
وهو ما أكد عليه السيد عطا، مستشار وزير التعليم العالى لسياسات القبول والتنسيق، أن المجلس وافق على قواعد تنسيق القبول بالجامعات الحكومية والمعاهد للطلاب الحاصلين على شهادة الثانوية العامة المصرية وما يعادلها من (الشهادات العربية والأجنبية) والشهادات الفنية والشهادة الثانوية الأزهرية هذا العام للالتحاق بالجامعات الحكومية والمعاهد العام الدراسى 2024 - 2025 بذات قواعد التنسيق المعمول بها فى العام الماضى.
مؤكدا خلال تصريحاته لـ«روزاليوسف» أن مكتب التنسيق غير معنى بممارسات تلك المكاتب الوهمية التى تعلن عن الثانوية بالخارج للطلاب المصريين، سواء التى كانت تعمل فى السودان أو غيرها «إحنا بنشتغل طبقا للقرارات الوزارية وما يقدمه الطالب من شهادات ومستندات مطلوبة».. حسبما أكد «عطا»، مستشار وزير التعليم العالى لسياسات القبول والتنسيق.
استغلال القرارات الوزارية
وطبقا لتلك القرارات، تستغل تلك المكاتب الوهمية قرار وزارة التعليم العالى بقبول الحد الادنى للدرجات لكليات القمة للطلاب الحاصلين على شهادات عربية، مع تفعيل شرط إقامة ولى الأمر وتوافر شهادة التحركات للطالب داخل البلد التى يحصل منها على الثانوية العامة.
تنسيق العام الماضى
وبالرجوع لتنسيق المرحلة الأولى 2023، وجد أن تنسيق الححد الأدنى لقطاع الطب البشرى بنسبة 91.34 %، وتنيسق الحد الأدنى لقطاع الصيدلة بلغ 89.51 %، والحد الأدنى لكليات العلاج الطبيعى بلغ نسبة 90.12 %، والحد الأدنى لكلية الهندسة لطلاب الشعبة الرياضية 85 %.
مكاتب وهمية للجامعات
الأمر لا يتوقف على المرحلة الثانوية وعروض وهمية من مكاتب السماسرة، ولكن تطرق الأمر أيضا للدراسة الجامعية، وهو ما كشفته «روزاليوسف» عن وجود مكاتب للنصب على طلاب الثانوية العامة، ومحاولة إقناعهم بالالتحاق بكليات القمة، الطب والهندسة والصيدلة، بالجامعات الليبية بمجموع دراسى لا يتعدى 60 %.
تواصلت «روز اليوسف» مع عبدالرحمن شلبى، أحد أصحاب المكاتب الوهمية، ومقرها بحى حلوان، وتدعب أنها تقدم خدمات تعليمية لسفر الطلاب للتعليم بالخارج «لو نفسك تدرس كلية طبية والمجموع خانك ومدخلتش فى بلدك لاحكومى ولاخاص لسه أمامك فرصة.. وروسيا قافلت وأكرانيا والسودان هتدرس معانا بدولة ليبيا أرخص من كل الدول وبالدينار الليبى كمان مش دولار والأسعار تبدأ من أربعين ألف جنيه مصرى، بعمولة المكتب وهنقدم لك فى الكلية وهنخلص لك كل الموافقات».. حسبما أفاد مالك المكتب الوهمى للخدمات التعليمية.
إغراءات لاستقطاب الطلاب
متابعا: «الجامعات وكليات القمة معتمدة فى ليبيا ومصر، وبتقدم جودة عالية، ولا يشترط سن للتقديم، ومتاح بالثانوية العامة أو الأزهرية أو المعادلة للتقديم، وبتدرس نفس المواد اللى فى مصر بنفس عدد الساعات المعتمدة وبنوفر لك سكن للطلبة، وهنعمل لك المعادلة كمان لما تخلص ونقدمها للمجلس الأعلى للجامعات فى مصر، وهنستخرج لك شهادة الاستثمار العسكرى اللى بتطلب كل سنة.. بس ديه بحوالى 700 دولار كأنها تأشيرة دخول ولازم تتجدد كل سنة عشان تعرف تنزل مصر».
تكلفة كليات القمة
وعند سؤاله عن تكلفة الالتحاق بكليات القمة شرح: «الطب البشرى بحوالى 12 ألف دينار ليبى مضاف لها عمولة المكتب، وطب الاسنان 10 آلاف دينار ليبى، والصيدلة حوالى 9 آلاف دينار ليبى، والعلاج الطبيعى بـ 7 آلاف دينار ليبى، بجامعة دار السلام للعلوم الطبية أو جامعة بالغراى، وجامعة السلام الدولية، وأيضا جامعة التحدى، دار البيان، المنار الساطع، وغيرها من الجامعات، والدراسة 5 سنوات للطب البشرى وطب الأسنان والصيدلة وأربع سنوات لكلية العلاج الطبيعى، والامتياز بتخده من مصر بعد معادلة الشهادة من المجلس الأعلى للجامعات».
عبء الإقامة والانتقالات
تكاليف الاقامة والانتقالات تقع على عاتق الطالب.. حسبما أوضح مالك المكتب الوهمى لسفر الطلاب لليبيا «الطالب يتكلف ما يعادل 200 دولار شهريا للإقامة ومثلها نفقات المواصلات، بالإضافة لنفقات الطعام، ولا قلق من الأوضاع الأمنية يعنى مش هيحصل زى ما حصل للطلبة فى السودان العام الماضى، فقط احضر للمكتب شهادة الثانوية العامة وشهادة الإعدادية والباسبور وصور شخصية، وهنخلص لك الإجراءات وموظفنا هيكون فى انتظارك فى المطار».. محاولا إقناعنا بمدى أمان وسلامة السفر للالتحاق بالكليات الليبية عبر مكتبه.
منتشرة بالمحافظات
رصدت «روزاليوسف» العديد من المكاتب، والتى تتواجد بكثرة داخل المحافظات، مستغلة هوس الأسر المصرية لإلحاق أبنائهم بكليات القمة، ومن ضمن تلك المكاتب الوهمية، مكتب «القبول للتعليم فى ليبيا»، والذى أعلن القائم عليه عند التواصل أن «الالتحاق بكليات القمة فى ليبيا بمجموع 50 %، مهما كان مجموعة هتلتحق بالتخصص اللى عاوزه، الطب البشرى بحولى 11 ألف دينار ليبى، وطب الأسنان بـ 9 آلاف دينار ليبى، وكلية الصيدلة بـ 5 آلاف دينار ليبى، وكلية العلاج الطبيعى بـ 4 آلالف دينار ليبى، والجامعات معتمدة من المجلس الأعلى للجامعات بموجب الاتفاقيات الدولية بين مصر وليبيا فى مجال التعليم والتبادل الثقافى كما أنها معترف فيها عربيا وخليجيا ودوليا، ومطلوب فقط شهادة الثانوية العامة موثقة من الإدارة التعليمية التابع لها، وإحنا هنوثق لك فى سفارة ليبيا، ونخلص إجراءات الحجز والسفر، وعمولة المكتب مضافة لتكلفة الالتحاق بالكلية ونفقات الإقامة والانتقال على الطالب ولكن بنساعدك هناك من خلال مندوبنا، وإحنا سمعتنا معروغة ومكاتبنا فى وجه بحرى وقبلى، وكل الكليات فى بنغازى وطرابلس متعاقدين معاها، وكمان بنسفر دول جورجيا وفيرغيزستان».
النصب بكليات غير معتمدة
وعند سؤاله عن الاعتماد بالمجلس الأعلى للجامعات المصرية لمزاولة المهنة فيما بعد التخرج أفاد: «الجامعات كلها معترف بها من المركز الوطنى لضمان الجودة فى ليبيا، وكمان من قبل المجلس الأعلى للجامعات وسفرنا طلاب كثيرين هذا العام، يعنى سافر معانا وهتحقق حلمك بأمان».
عدد الجامعات المصرية
وطبقا للبيانات الصادرة عن وزارة التعليم العالى، هناك قرابة 92 جامعة بمصر، و28 جامعة حكومية تضم 473 كلية و400 برنامج دراسى، و4 جامعات أهلية دولية، و12 جامعة أهلية منبثقة من الجامعات الحكومية، و7 أفرع للجامعات الأجنبية بالعاصمة الإدارية الجديدة بها 27 برنامجا، و43 كلية فى 10 جامعات تكنولوجية، و176 معهدا عاليا حكوميا وخاص، وعدد الطلاب بمؤسسات التعليم العالى 2022 سجل 3.3 مليون طالب.
تحذير «التعليم العالى»
فيما حذر السيد عطا، رئيس قطاع التعليم بوزارة التعليم العالى والبحث العلمى، بشأن تلك الكيانات الوهمية، خلال تصريحات تليفزيونية «يتم غلق يوميا من 2 لـ 3 من الكيانات التعليمية الوهمية، وننشر بصفة دورية إعلانات توعوية للطلبة وأولياء الأمور بعدم الانسياق وراء هذه الكيانات الكاذبة، حتى لا تقع الطلبة فريسة لهم، وهناك جامعات حكومية ودولية وخاصة معروفة يمكن التعامل معها بدلا من الكيانات التعليمية الوهمية».. محذرا «عطا» الطلاب من التعامل مع مكاتب النصب.
مضبوطات «الداخلية»
وبتاريخ 15 يوليو العام الحالى، تمكنت وزراة الداخلية، من ضبط 3 كيانات تعليمية بالإسكندرية والمنيا، للنصب والاحتيال على الطلاب، وبزعم منحهم شهادات دراسية، وعقب تقنين الإجراءات تم ضبط بمقرات الكيانات غير المرخصة «عدد من الشهادات بأسماء أشخاص مختلفة مزورة ومعدة للتزوير ومجموعة من كشوفات أسماء ونماذج امتحانات خاصة بالكيان واجهزة حاسب.
وهو ما أكده دكتور تامر شوقى، الخبير التربوى، أنه لا يوجد بالقانون المصرى ما يسمى بمكاتب خدمات تعليمية، وتلك الكيانات غير مرخصة ولا تخضع لأى جهة رقابية ولا بد من ملاحقتها من قبل وزارة الداخلية ومسئولى لجنة الضبطية القضائية بوزارة التعليم العالى.
عدد الكيانات الوهمية
بحسب تصريحات صحافية سابقة للدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، فى يناير من العام الحالى، أكد أن لجان الضبطية القضائية منذ بدء عملها فى عام 2015 نجحت فى ضبط ومداهمة 364 كيانًا تعليميًا وهميًا بمختلف المحافظات المصرية حتى الآن، ووجّه بتكثيف جهود الضبطية القضائية، لمداهمة أية كيانات وهمية.
ضوابط «المعادلة» للأعلى للجامعات
وحدد المجلس الأعلى للجامعات 4 شروط لمعادلة شهادات الطلاب الدارسين فى جامعات خارج مصر، وذلك للطلاب الراغبين فى ذلك خلال موسمه القبول الجامعى للعام المقبل، حيث تختص لجنة المعادلات بالمجلس الأعلى للجامعات بالنظر فى معادلة الدرجات العلمية الأجنبية بنظيرتها التى تمنحها الجامعات المصرية، أما الاعتراف بالجامعات واعتمادها فيكون من خلال وزارة التعليم العالى فى الدولة المانحة، وان معادلة الدرجات العلمية تتم حالة بحالة بعد حصول الطالب على الدرجة العلمية، ويتم عرض حالة الطالب على لجان الفحص والتقييم المختصة ثم على لجنة المعادلات تمهيدا لإصدار قرار رئيس المجلس الأعلى للجامعات المناسب، كما يشترط أن تكون الجامعة المانحة لهذه الدرجات العلمية معترف بها من قبل وزارة التعليم العالى فى الدولة المانحة، ومعادلة الدرجات العلمية فى التخصصات العملية تستلزم أن تكون الدراسة قد تمت بانتظام كامل.
دور «الأعلى للجامعات»
وهو ما أكده دكتور مصطفى رفعت، أمين عام المجلس الأعلى للجامعات، خلال تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف»، أن تلك المكاتب الوهمية التى تستغل طلاب مصر، تستند لفكرة وجود اتفاقيات اطارية معتمدة بين جهات التعليم بالدول المختلفة «إحنا فى المجلس الأعلى للجامعات لا يوجد ما يسمى بأعتماد كلية بإحدى الدولة أو جامعة، ولكن يتم الأول النظر لمحتوى دراسة كل طالب وعدد ساعات التدريب والمحاضرات والعملى وغيره ومراسلة الكلية، واذا ثبت عدم رسمية تلك الكلية أو كونها كيان وهمى، يتم رفض طلب المعادة، وقد يقبل طالب ويرفض آخر من نفس الكلية ونفس الدولة، لإختلاف نظام الدراسة، وبالتالى لا يوجد ما يسمى كليات ليبية معتمدة من المجلس الأعلى للجامعات، وهو تدليس يحدث من قبل تلك الكيانات الوهمية للايقاع بطلاب مصر».
دور «المجلس الصحى»
«الآن بمصر لدينا المجلس الصحى الذى يعطى رخصة مزاولة المهنة للعاملين بالقطاع الطبى، ويضمن جودة الخريج والممارس، ولهذا يخضع أيضا من حصلوا على تلك الشهادات الأجنبية، لاختبارات دقيقة وإذا تم رفضهم لا يتم قيدهم أو إعطاؤهم ترخيص مزاولة المهنة وتصبح شهادة غير موثقة وغير رسمية».. موضحا الأمين العام للمجلس للجامعات أن هناك ضبطية قضائية لملاحقة الكيانات الوهمية.
وكشف لـ«روزاليوسف» أن هناك لجنة الضبطية القضائية التابعة لوزارة التعليم العالى تتابع تلك الكيانات الوهمية، وعلى الطلاب وأولياء الأمور توخى الحذر وعدم تصديق تلك الكيانات والإبلاغ عنها لملاحقتها، لأنه لايوجد ما يسمى اعتراف من المجلس بتلك الكليات أو الجامعات.
نقابة الأطباء.. ترفض
أما دكتور أسامة عبدالحى، نقيب الأطباء، فتحدث حول فكرة إقبال الطلاب بمصر، على الالتحاق بكلية الطب بكليات ليبية بمجموع دراسى بمرحلة الثانوية العامة 50 % أكد لـ«روزاليوسف» إن ما يحدث نموذج لعدم تكافؤ الفرص، ولابد أن لا يقتصر العمل على معادلة الشهادات بالمجلس الأعلى للجامعات لأنه فقط قد يتم مقارنة عدد ساعات الدراسة والتدريب «هناك كليات عبارة عن عمارات سكنية وبيزنس وتجارة وغير مرخصة فى الدولة المانحة للشهادة، وما حدث خلال السنوات الماضية لم نعتمد أى شهادة ثانوية من السودان، ولازم يكون مجموع الثانوية العامة 5 % أقل من مجموعة الكلية فى نفس العام، ولهذا أطالب بعمل امتحان لكل طلاب الشهادات الجامعات الأجنبية والتأكد من جودة التعليم، من قبل المجلس الصحى فى مصر، وهو المنوط بامتحانات مزاولة المهنة سواء أسنان أو بشرى أو صيدلة».
وتابع نقيب الاطباء حديثه لـ«روزاليوسف» نشترط أن يتم عمل امتحان «معادلة» لتقييم المستوى من قبل سلطة علمية مستقلة، وبناء عليه يتم الموافقة عليه فى القيد فى نقابة الأطباء.
نقابة الصيادلة ترفض
فيما صرح دكتور محى عبيد، نقيب الصيادلة لـ«روزاليوسف» أن هناك ثلاث خطوات، نتأكد من الشهادة الثانوية وشهادة التحركات وشهادة إقامة عن طريق الجوازات، ولا بد أن يحصل على اعتماد من المجلس الأعلى للجامعات «فى ظل التغيرات أصبح من الممكن قبول من مجموعة فى الثانوية العامة 10 % عن التنسيق للكلية بنفس العام، ومن يحصل على شهادة من ليبيا، دون القيد بنقابة الصيادلة يتم معاقبته بتهمة مزاولة المهنة بدون ترخيص، لأن مهنة الصيدلى هى خط الدفاع الأخير عن صحة المواطن فهو المنوط بمعرفة مدى ملائمة العلاج للمريض ومنع التداخلات الدوائية».
طلاب غير مؤهلين
فيما ترى الخبيرة التربوية الدكتورة بثينة عبدالرؤوف، أن خضوع الطلاب لاختبار لتحديد مستوى تحصيلهم العلمى أمر ضرورى للطلاب الذين يعودون من الخارج سواء من السودان أو غيرها «هما فى الأساس لم يكونوا مؤهلين للالتحاق بالجامعات المصرية، والطالب ذهب لليبيا ليلتحق بكلية الطب أو الهندسة بمجموع 50 أو 60 فى المائة، ويعبر عن عدم تكافؤ الفرص ويحدث خلل فى المنظومة المهنية وأخطاء كارثية».
الوضع غير آمن
وحول مدى ملائمة الوضع الامنى لدولة ليبيا لتواجد الطلاب المصريين، أفاد عبدالستار حتيتة، صحفى مصرى متخصص فى الشأن الليبى، أن الوضع الآن فى لييبا غير آمن، هناك نواب ونشطاء وصحفيون تم قتلهم أو خطفهم «هناك حكومتان ووزارتان للتعليم وللخارجية والوضع بائس للغاية، ولا يوجد رقابة جادة على أى قطاع، ولا أنصح أى طالب للدراسة بليبيا»
وحول أوضاع المصريين فى ليبيا الآن «عدد المصريين صعب تقديرهم، وقبل أحداث 2011 كان هناك أكثر من مليون مصرى، ولكن الآن تغير والأعداد أصبحت قليلة للغاية، وطبقا للأرقام الصادرة عن وزارة الهجرة العام الماضى وزيرة الهجرة، أن عدد المصريين المتواجدين فى ليبيا حوالى 350 ألف مصرى منهم 200 ألف متواجدون فى المنطقة الغربية قرب الحدود مع السلوم والـ150 ألفا الآخرين في المنطقة الشرقية».