الأحد 8 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

سائرًا على مبدأ السهل – الممتنع: وهم «الوصفة السحرية».. للسعادة الزوجية

تردد كثيرًا مصطلح «الوصفة السحرية» فهناك وصفة سحرية لأكلة ما، ووصفة سحرية لإنجاز مهمة بعينها، أو كسب ثقة مدير، أو حتى وصفة سحرية لإنقاص الوزن، لكن هل تستطيع أن تقول إن هناك وصفة سحرية محددة وقاطعة لإنجاح منظومة الزواج، بالقطع لا. مع تعدد واختلاف المحاولات لتحقيق ذلك، هذا التساؤل يناقشه مسلسل (الوصفة السحرية) الذى يعرض على قناة dmc ومنصة watch it.



تقوم فكرة المسلسل على مناقشة المشاكل والأزمات الزوجية بتفاصيلها اليومية إلى جانب الاختيارات الخاطئة لشريك الحياة وذلك استنادًا على حبكة «الأزمة والحل» التى تعتمد على وجود أزمة ما وتُبنى الأحداث على حلها، وهنا نحن نتحدث عن أكثر من أزمة وأكثر من خط درامى لشخصيات العمل الفنى يجمعهم كتاب واحد لمؤلفة تعانى من الاكتئاب الحاد والميول الانتحارية، أى أنها غير مؤهلة نفسيًا لأن تكتب عن الحياة الزوجية وكيفية إنجاحها لأنها تعانى من مرض نفسى يجعلها تنظر للحياة بشكل سلبى أقرب للسوداوية ولذلك ستكون نصائحها أو وصفتها السحرية ما هى إلا أداة للخراب وليس البناء وهنا تكمن رسالة العمل الفنى فى عدم الانسياق وراء أى كتاب أو أى نصائح دون التأكد من سلامة القوى النفسية والعقلية لمؤلفه، إلى جانب تفصيلة مهمة جدًا تطرق لها الحوار وهى أن كل حكاية أو قصة سواء علاقة عاطفية أو زوجية تحتوى على تفاصيل لا تشبه غيرها وإن تشابهت ظاهريًا ولذلك من الممكن أن تسمع النصيحة من أى شخص لكن عليك أن تزنها وتعقلها وتحلل مدى مناسبتها لقصتك وحكايتك.

وهنا جاءت أهمية مسلسل (الوصفة السحرية) الذى تمتع بإيقاع مناسب للأحداث وتنوع الخطوط الدرامية التى تحكى قصة خمسة بيوت لكل منها حكايته وتفاصيله التى تتشابه مع قصص كثيرة فى مجتمعاتنا العربية، ولذلك تماهى معها المشاهد لأنها تُذكره بتفاصيل حياته فيتعايش معها رغبة منه فى إيجاد حلول لمشاكله وهنا يتحقق هدف مهم فى الدراما وهو المعايشة والتماهى والاندماج العاطفى مع الأحداث ما يجذب المشاهد ويجعله مرتبطًا بالعمل الفنى ومتابعًا له وبالتالى ينجح.

> كتاب الوصفة السحرية لم يُستغل دراميًا

لكن كان من الممكن أن يتم استخدام كتاب (الوصفة السحرية) ضمن أحداث المسلسل بشكل أكثر جاذبية ويتم ربطه بالشخصيات بشكل أوضح فبدلًا من أن تسمع أنت كمشاهد صوت «دينا» التى تجسد شخصيتها «شيرى عادل» تسمع صوتها هى فقط وهى تقرأ الكتاب فتُسقط النصائح التى تقرأها على شخصيات العمل كله، كان من الممكن أن تتبادل الشخصيات قراءة الكتاب ويسقط كل منهم ما يقرأه على حياته الزوجية، فنرى كمُشاهدين سلبيات وإيجابيات تلك النصائح ووقعها على إنجاح أو فشل الحياة الزوجية.

بالرغم من ذلك لا يمكن أن ننفى نجاح العمل الفنى فى جذب السيدات المتزوجات تحديدًا من خلال الفكرة ورسائل العمل مع الأداء التمثيلى السلس لأبطال المسلسل، فقد تمتعوا بالصدق والأداء البسيط الصادق الذى يدخل القلب وتُصدقه كمُشاهد مما يتماشى مع طبيعة العمل الفنى كونه دراما اجتماعية بحتة، ولذلك ما ينجحه قربه من المُشاهد وكأنك ترى نفسك فى أى من شخصياته فتعيش معها قصتها.

وعلى رأس الفنانين الذين أبدعوا بأدائهم السلس الصادق «شيرى عادل» فى دور «دينا» و«كارولين عزمى» فى دور «كارمن» و«هيدى كرم» فى دور «أميرة» و«سلوى محمد على» فى دور «بثينة» و«عمر الشناوى» فى دور «مالك»، إلى جانب بعض الوجوه الشابة ومنهم «وليد عبدالغنى» فى دور «زين» الذى جسد الشخصية بحرفية تجعلك كمُشاهد تكرهه وتستفزك أفعاله من أول مشهد وذلك نجاح فى حد ذاته.

كل تلك الأسماء عملت بمبدأ السهل الممتنع، الأداء القوى الذى يصل ببساطة وصدق ولذلك مسلسل (الوصفة السحرية)، يعد مسلسلًا اجتماعيًا يضيف لوعى المُشاهد أو بمعنى أصح «المُشاهدة» ويحقق هدف المتعة والتسلية فى نفس الوقت.>