الجمعة 18 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

من ممثل فى هوليوود إلى رئيس الولايات المتحدة: «ريجان».. أول فيلم سيرة ذاتية عن الرئيس الأمريكى الـ40

«السلام ليس غياب الصراع، بل هو القدرة على التعامل مع الصراع بالوسائل السلمية».. جملة ضمن أهم ما قاله «المحاور العظيم»، الذى تمتع بمهارة رائعة كخطيب، وهو الرئيس الأمريكى الأربعون للولايات المتحدة «رونالد ريجان»، الذى اشتهر بحزبه الجمهورى المحافظ، ومعاداته الشديدة للشيوعية، وأسلوبه الشخصى الجذاب الذى يتميز بالمرح والسحر الشعبى، الناجم عن كونه الممثل السينمائى الوحيد فى تاريخ الولايات المتحدة، الذى أصبح رئيسًا يتربع على عرش البيت الأبيض، حيث شهدت فترة ولايته وسياساته المساهمة فى زوال الشيوعية السوفييتية.



\على مر السنين، حصل رؤساء الولايات المتحدة المشهورون على حيز واسع داخل صناعة السينما، عبر أفلام السير الذاتية، من (لينكولن) لـ«ستيفن سبيلبرج»، و(نيكسون) و(دبليو) عن «جورج دبليو بوش» لـ«أوليفر ستون».. والآن، يبدو أن الدور قد جاء على «ريجان» حتى تسرد قصة حياته على شاشات العرض الكبيرة، فى فيلم يرسم سيرته المهنية.

(ريجان)، هو فيلم درامى تاريخى، وأول فيلم طويل كامل عن السيرة الذاتية للرئيس الأمريكى الراحل، مقتبس عن كتاب بعنوان: (The Crusader: Ronald Reagan and the Fall of Communism)، صدر عام عام 2006، للكاتب وأستاذ العلوم السياسية، «بول كينجور».

تدور أحداث الفيلم على خلفية الحرب الباردة، ولكنها تبدأ قصة «ريجان» من جذوره، حينما كان يعيش فى البلدات الأمريكية، مرورًا بفترة بريقه فى هوليوود كممثل، وصولًا إلى كرسى البيت الأبيض، والسيطرة على المسرح العالمى، فى حبكة درامية ورحلة سينمائية تسلط الضوء على التغلب على الصعاب، مدعومًا بحب شريكة حياته.

بشكل أكثر وضوحًا، يتضمن الفيلم الأحداث الكبرى، طوال حياة «ريجان»، بما فى ذلك: المواجهات مع المتنمرين فى مرحلة الطفولة، والوقت الذى قضاه على رأس نقابة ممثلى الشاشة، وصعوده فى السياسة كحاكم لولاية «كاليفورنيا» الأمريكية، ثم إلى رئيس «الولايات المتحدة» فى نهاية المطاف.

يتم سرد هذا الفيلم من خلال صوت عميل الاستخبارات السوفيتية (KGB) السابق «فيكتور بتروفيتش»، الذى أصبحت حياته مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بحياة «ريجان» عندما لفت انتباه السوفييت لأول مرة كممثل فى هوليوود، ويقدم منظورًا فريدًا وآسرًا.

ويبدأ الفيلم بـ«بيتروفيتش» المسن، البالغ من العمر 90 عامًا، والذى يزوره زعيم روسى، يريد أن يعرف كيف انهار «الاتحاد السوفييتى». ومن ثم، يبدأ «بتروفيتش» -الذى يعرف كل ما يمكن معرفته عن «ريجان»- فى سرد ​​قصة خصمه.

الفيلم من إخراج «شون ماكنمارا»؛ ومن بطولة «دينيس كويد» و«ديفيد هنرى» فى دور رئيس الولايات المتحدة (رونالد ريجان) فى أعمار مختلفة، و-أيضًا- من بطولة «بينيلوبى آن ميلر» فى دور (نانسى ريجان)، و«سكيب شوينك» فى دور (جيمى كارتر)، و«ليزلى آن داون» فى دور (مارجريت تاتشر). 

ومن المقرر أن يتم عرض الفيلم على شاشات العرض الكبيرة فى 30 أغسطس المقبل، رغم أنه كان من المفترض أن يتم إطلاقه فى العام الماضي؛ لكنه، واجه طريقًا طويلًا وعرًا للوصول إلى دور العرض، بعد تأخيرات متعددة، بسبب جائحة فيروس (كوفيد-19)، التى أدت لعمليات إغلاق واسعة، وتأجيل عدد كبير من الأفلام؛ إلى جناب إضراب الممثلين الذى اجتاح هوليوود العام الماضى.

يذكر، أن الفيلم كان بدأ تصويره فى عام 2020، بميزانية تجاوزت 30 مليون دولار.

> للتكنولوجيا الرقمية رأى آخر

أكد صناع الفيلم أنهم استخدموا التكنولوجيا الرقمية، والمكياج الجيد، من أجل تغيير وجوه بعض الممثلين حتى يصبحوا أقل سنًا، وتحديدًا بطل الفيلم «كويد»، حيث قال مشرف المؤثرات البصرية «سكوت كولتر»، إن صانعى الفيلم فكروا فى كيان تم إنشاؤه بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعى للعب الشخصية الرئيسية، قبل أن يقعوا فى حب فكرة اختيار «كويد»، الذى وصفه المخرج «ماكنمارا» بأنه «أحد أعظم الممثلين فى هذا العصر».

وفى حوار مع مجلة «نيوزويك» الأمريكية، أوضح «كولتر» أن السبب وراء الاعتماد الكلى على الذكاء الاصطناعى لتغيير أعمار الممثلين، لم يكن لرفض أى شخص فى المشروع على استخدامه، بل لأن التكنولوجيا لم تكن على مستوى معاييرهم المطلوبة».

وأوضح أنهم اضطروا ـ أيضًا- إلى تغيير عمر ممثل آخر فى الفيلم، وهو «جون فويت» عدة مرات، نظرًا لأن الممثل الذى يبلغ من العمر 84 عامًا، يلعب دور عميل روسى فى الأربعينيات من عمره، عندما بدأ فى جمع المعلومات عن الرئيس الأمريكى.

وأضاف «كولتر» أن العمل الأكثر تحديًا بالنسبة لهم، هو جعل «كويد» يبدو مثل (ريجان) كممثل شاب فى الثلاثينيات؛ قائلًا، إنه: «كان علينا أن نخفض 40 عامًا من عمر «دينيس»، ما يتطلب تنقيحًا جراحيًا مضنيًا لوجهه».

بدورها، علقت مجلة «نيوزويك» أنه تم استخدام المكياج قدر الإمكان، ثم شمل الأطراف الاصطناعية، وشد الرقبة وغيرها من التقنيات، ثم تم استخدام التكنولوجيا الرقمية فى اللمسات النهائية.

> تجسيد الرئيس المتواضع

علق الممثل «دينيس كويد» على تجسيده الرئيس الأمريكى الراحل «ريجان»، بأنه كان تحديًا هائلًا؛ حيث قال، إن: «هذا فيلم مهم، وواحد من أكثر أدوارى إثارة للاهتمام.. وأنا متحمس حقًا بالعمل فيه، من أجل عرض هذا الفيلم فى الصيف».

وقال «كويد»، إنني: «كنت مترددًا فى تصويره فى البداية، لأنه كان بطلًا بالنسبة لى. إنه الرئيس المفضل لدى فى القرن العشرين.. لقد شجعتنى حقيقة أننا كنا ممثلين. ومع ذلك، يعد تجسيد «ريجان» واحدًا من تلك الأشياء التى يشعر فيها المرء بوخزة من الخوف فى عموده الفقرى بشأن القيام بها». 

وأوضح «كويد» أنه اكتشف أن «ريجان» كان رجلًا متواضعًا جدًا فى الواقع، وليس رجلًا ثريًا؛ مشيرًا – فى هذا السياق- إلى أن طاقم العمل ذهب إلى المزرعة التى كان يعيش فيها «ريجان»؛ مؤكدًا أنها لا تزال تحتوى على ملابس وأثاث يخص الرئيس الأمريكى الراحل.

>>

فى النهاية، تعرض قصة الرئيس الجمهورى الـ40 للولايات المتحدة، الذى يعد واحدًا من أكثر الرؤساء تفضيلًا عند الأمريكيين، لتذكرهم بواحدة ضمن أفضل الفترات فى التاريخ الأمريكى، قبل شهرين من انتخابات الرئاسة الأمريكية لاختيار الرئيس الأمريكى الـ60 للولايات المتحدة، والمقرر عقدها فى نوفمبر المقبل، حيث تعد بين أكثر الانتخابات الأمريكية جدلًا على الإطلاق!>