ربع تون .. نعم وبكل تأكيد.. حودة بندق ينتصر على عمرو دياب وسوق «البوب العربى» منذ بداية الصيف!
محمد شميس
بكل إنصاف وشفافية، «حودة بندق» هو النجم الأول لموسم الصيف حتى هذه اللحظة، واستطاع بأغنيته (روقان) أن يحقق نجاحاً جماهيراً مدوياً، متفوقا على كل الأسماء الكبيرة التى أصدرت أغنيات مع بداية الفصل الحار فى الوطن العربى.
مرة أخرى، لا تستغربوا الاسم، «حودة بندق» استطاع أن يتفوق على كل نجوم موسيقى البوب الذين صدرت لهم أغان صيفية، وعلى رأسهم «عمرو دياب، تامر حسنى، إليسا، هيفاء وهبى، أصالة نصرى، رامى صبرى، رامى جمال، أحمد سعد، محمود العسيلى، روبى، وائل جسار، بهاء سلطان»، وغيرهم.
بل إنه تفوق أيضا على فئة الراب والمهرجانات ومنهم «محمد رمضان، مروان بابلو، عمر كمال، حسن شاكوش، وعصام صاصا»، ولا ينافسه سوى «شيندى» بأغنية فيلم (ولاد رزق 3)، ولكن حتى هذه المنافسة سببها الرئيسى شهرة الفيلم، والدعاية الضخمة التى تحيط به، وكذلك الأسماء اللامعة المشاركة فى العمل، أما أغنية «حودة بندق»، من مسلسل باسم (رحيل) ولم يحقق الانتشار الجماهيرى داخل مصر، ولا يعلم عنه الكثيرون شيئا ،ولكن الأغنية استطاعت أن تحقق نجاحات جماهيرية عظيمة بسبب ملايين المشاهدات على يوتيوب، وملايين الاستماع على تطبيقات الموسيقى الإلكترونية وتصدرها لفترة طويلة أهم 100 أغنية داخل مصر، والأهم من كل ذلك الانتشار الذى أتابعه بنفسى، بشكل يومى باحتلالها أغلب تفاعلات المحيطين بى على منصات التواصل الاجتماعى وبالتحديد خاصية «ستورى» على انستجرام وفيسبوك.
من حيث الكلمات فاستخدام القوافى ليس به أى جديد من أى نوع، ونستطيع أن نتخيل نهاية كل مقطع بناء على القافية التى ختمت بها أول جملة، مثل «بنودع اللى راح وبنقفل ببانه، بنمسك بالمفتاح على كل اللى خانوا» صحيح أن حروف القوافى فى نهاية كل مقطع ليست واحدة، ولكن بالنطق العامى فهناك تطابق فى النطق، ولكنه تطابق متوقع، وهكذا الحالى مع باقى أبيات الأغنية.
وبرغم أن الكاتب «أحمد يوسف (الجوكر)»، لم يحاول الابتكار فى استخدامه للقوافى، ولكنه اعتمد على فلسفة أخرى كان موفقاً فى تنفيذها بحرصه على توصيل رسالة الأغنية، ألا وهى «الروقان»، بكلمات تفهم بوضوح من المرة الأولى للسماع، ومباشرة فى المعانى، وعوض عن ذلك تركيزه فى بناء استراتيجية تحقيق «الروقان»، حيث قسم الأغنية على جزءين، الجزء الأول عبارة عن خطوات لو نفذناها سنصل إلى حالة «الروقان» مثل، عدم التفكير فى الماضى، الابتعاد عن مسببات الزعل، التقرب من الذين يحسنون إلينا صنعاً، وفى الجزء الثانى من الأغنية، ركز على رفع الروح المعنوية للمستمعين بجمل مثل «احنا نحلى الحلو»، و«اللى معانا كسبان»، و «اللى بيدخل حياتنا من حسن حظه»، «اللى معانا يعيش فرحان»، وهذه الكلمات لها مفعول السحر على الأذن فى ظل كل الظروف الصعبة التى يمر بها الجميع، فالحياة أصبحت تقهرنا جميعاً ولا نجد من يواسينا ويرفع من معنوياتنا حتى لو كان هذا بالشعارات الغنائية!
أيضا من ضمن نقاط تميز الأغنية هو قيام المغنى بالاشتراك فى تلحين الأغنية، حتى يصنع لنفسه جملًا لحنية تناسب امكانياته الصوتية، كما أن الموزع «رامى المصرى» شاركه أيضاً فى التلحين، وهو ما يعنى أن المغنى والموزع وربما الكاتب جلسوا مع بعضهم فى ورشة عمل لتنفيذ الأغنية، وهذا الأمر، ويا للسخرية! يكاد يكون لا يحدث أساسا فى طريقة صناعة أغانى البوب التى تتم عن طريق «واتساب» بحيث يكون كل عنصر من عناصر صناعتها فى معزل عن الآخر!
أيضا تنفيذ الفواصل الموسيقية فى الأغنية كان من أسباب تميزها، خاصة وإذا كانت الأغنية ترتكز تقريباً على جملتين لحنيتين، واحدة فى «الكوبليهات»، والأخرى فى «السينيو»، فكان من الجميل أن يتم إضافة إليهم جملة لحنية ثالثة فى الفواصل الموسيقية لزيادة التنوع، والابتعاد كل البعد عن الرتابة والملل إن وجد!
ولا يزال أهم ما فى نجاح أغنية (روقان) لـ«حودة بندق»، هو التأكيد على أن حرية السوق وانفتاحه أمام الجميع، يجعل معادلة تحقيق النجاح صعبة للغاية، ففى ظل الإصدارات الكثيرة، وتنوع الأشكال المقدمة، أصبح لدى الفنانين تحديات كبرى فى صناعة أغنية قادرة على الوصول إلى الحالة المزاجية لدى الجماهير فى الوقت الذى يتزامن مع إصدار العمل، وهذا ما نجح فيه «حودة بندق» وشركاؤه من الفنانين المجتهدين.>