فاطمة تعلبة
منى رضوان
تناولت الروايات المصرية والدراما نماذج متعددة وأنماطًا متباينة من الأمهات وركزت على علاقتهم بولادهم.
من الأمهات دى من كان تعلقها يكاد يكون مرضيًا ومنهم المسيطر والمتحكم ومنهم كمان القدوة والوتد لولادها زى فاطمة تعلبة.
فاطمة تعلبة هى الشخصية الرئيسية فى رواية الوتد لشيخ الحكائين الراحل العبقرى خيرى شلبى الليّ مجاش ولا هيجى زيه فى وصف الشارع المصرى من خلال رواياته ووصف الأسرة المصرية باختلاف خلفياتها.
الرواية اتعملت مسلسل بنفس الاسم ومحورها من اسمها بتتكلم عن «وتد» العيلة فاطمة تعلبة عميدة أسرتها والأم الساهرة على راحة ولادها ومصلحتهم.
بتربى ولادها بأسلوبها الخاص والمتميز ودايمًا أهم شىء عندها هو ترابط الأسرة وتأمين المستقبل لأفرادها وممكن تعمل أى شىء لضمان إن ولادها بخير وكذلك مصالحهم.
فاطمة تعلبة ست قوية ومهيمنة وممشية شنبات العيلة والآمر الناهى فى كل القرارات بلا شريك ومحدش يقدر يقول لها لأ، تصل سطوتها إنها بتختار زوجات ولادها من غير ما تاخد رأيهم، ويبقى هدف فاطمة تعلبة الأسمى هو تكوين عيلة كبيرة ماسكة فى بعض حتى وإن كانت طريقتها فيها بعض الاستبداد.
أكتر حاجة سيطرت على الرواية والمسلسل هو ارتباط فاطمة بابنها الحاج درويش الليّ قام بدوره يوسف شعبان وكان عظيمًا فيه. كانت علاقة الحاج درويش بأمه علاقة خاصة جدًا وبينهم رابطة كبيرة وانسجام وحب وتوارد فكرى على قدر عالُ، كانت أمه بالنسبة له الحكمة والرأى السديد وهو بالنسبة لها كبير العيلة وراجلها وبتحبه حبًا جمًّا ودومًا فى ظهره.
فى أحداث المسلسل والرواية بينتشر داء الكوليرا فى البلد وبتعيا الحاجة فاطمة وتدخل فى غيبوبة ويخيم الحزن على الأسرة وبيكون المتوقع إنها تموت ويرتدى المنزل بكل من فيه السواد متوقعين أن تتوفى فاطمة تعلبة فى أى وقت، ابنها درويش بيتأثر أوى ولا يتحمل فكرة أن أمه هتسيبه فبيرقد من المرض حزنًا على عياها وفى مشهد بيدخل ينام ويطلب من مراته تغطيه من البرد وفى لحظة تتسارع الأحداث وبتفوق الحاجة فاطمة وبتجرى مرات درويش تقوله فتلاقيه مات وهو نايم من خوفه عليها.
مات درويش لأنه لم يتحمل فكرة أن أمه تتركه وتمشى، ثم يشاء القدر أن لما بتفوق فاطمة وبتعرف إن درويش مات مبتستحملش وهى كمان تقابل وجه كريم ويقع الوتد الليّ كان مجمع العيلة حواليه.
خيرى شلبى بعبقرية شديدة ورهيبة خلانا نشوف قوة العلاقة والرابطة بين الأم وابنها مما جعل الابن يتوفى قبل أمه خوفًا من أن تتركه فتموت هى بسبب الحزن الشديد علشان مش قادرة تعيش بعد فقد ابنها.
نماذج الأمهات فى السينما والتليفزيون والروايات والقصص مش جاية من فراغ، النماذج دى جاية من الدنيا ...يا ما شفنا أمهات لم يتحملوا فراق الأبناء زى «الوتد» «الحاجة فاطمة تعلبة».
