حكاية معمول «أم فاتن» الفلسطينية من «آلام» النزوح إلى النجاح
ياسمين علاء
من قلب المعاناة يولد الأمل والعزيمة وكم من قصص تروى معاناة لأشخاص استطاعوا تحويل عبراتهم إلى ابتسامات فبينما يعيش الشعب الفلسطينى مأساة حرب فقدوا فيها كل ما هو غالٍ ونفيس لم يفقد الشعب العزيمة والإصرار على النجاة والحياة فى ظل كل تلك الظروف. وكانت مصر بوابة الأمان التى لجأ إليها الكثيرون من فلسطين الشقيقة هربًا من معاناة وجحيم على الأرض بسبب الحرب. وكان من بين النازحين أسرة فلسطينية نجحت فى البدء من جديد بعد النزوح وإنشاء مصدر رزق لها بتفاصيل بسيطة.
قصة نجاح ملهمة لسيدة فلسطينية لم تستلم للظروف الصعبة التى يعيشها أهل غزة هى «عزة مسعود» الشهيرة بأم فاتن التى تبلغ من العمر 53 عامًا. جاءت إلى مصر نازحة مع أسرتها المكونة من زوجها وابنتها وزوج ابنتها فى بداية الحرب هربا من ويلاتها وخوفا على أرواح أحبتها.
كانت السيدة عزة صاحبة محل ملابس فى غزة يُدعى «بوتيك فاتن» ولكن بعد النزوح إلى مصر فقدت كل شىء وأصبحت عزة وأسرتها بلا عمل آملين أن تنتهى الحرب سريعا ويعودون إلى الحبيبة غزة مرة أخرى، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن، فبعد أن جاءوا لمصر لمدة أسبوعين؛ امتدت المدة لشهر وشهرين ومع طول مدة الحرب تم استنزاف الموارد المعيشية التى تعيش عليها السيدة عزة وأسرتها حتى أصبحوا بلا دخل تمامًا فلا عمل ولا مصدر دخل. وفى تلك اللحظة لم تتوقف السيدة عزة عن التفكير فى حلول بديلة فهى تلك السيدة التى عاشت لسنوات فى مجال التجارة وكان لها باع فيها، وبالفعل قررت أن تقوم بتجربة فى عمل المعمول والكعك الفلسطينى بطريقة منزلية بسيطة لأنها تُجيد صناعته بالشكل البيتى البسيط. وبالفعل بدأت فى العمل واستخدمت السوشيال ميديا فى التسويق لمنتجاتها من الطعام. فى البداية لم يكن هناك أى إقبال على أكلاتها حتى لعبت الصدفة فى الأمر وتعرفت على السيدة هديل من تيار فتح الإصلاحى التى كانت تعمل فى مبادرة لدعم الجرحى والمصابين وبدأت فى التسويق لمنتجات السيدة عزة وبدأ العمل يسير بوتيرة أفضل ودخل عيد الفطر ومع إقبال الشعب المصرى على الكحك فى العيد كان الإقبال ممتازًا على منتجات السيدة عزة ،وخاصة مع جودة ما تقدمه من طعام يجعل الأشخاص يخبرون عنها وبدأ الكثيرون من أفراد الشعب المصرى فى دعم السيدة عزة بالشراء من منتجاتها المنزلية المُعدة بكل الحب.
وكان الإقبال فوق المتوقع بحسب كلام السيدة عزة فكان هناك التشجيع والدعم اللذان يساعدان تلك الأسرة على توفير أساسيات الحياة والعيش بحياة كريمة. ربما أصبح الإقبال على الكعك والمعمول الخاص بالسيدة عزة أقل نظرا لأنها أكلات شتوية بشكل أكبر ولكنها لازالت تبحث عن الحلول المختلفة لتدفع حركة العمل مرة أخرى لكى توفر لها ولأسرتها مدخل رزق يكفيها فى تلك الأيام الصعاب على كل العالم.