الأحد 3 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

هل من إرادة حقيقية للتهدئة؟! محادثات السلام الأمــل الأخيــر قبــل تحــــول السودان لساحة حرب دولية

رفض الجيش السودانى، دعوة أمريكية للعودة إلى محادثات السلام مع قوات الدعم السريع، فيما تحتدم المعارك فى مدينة الفاشر، وسط مخاوف من مجاعة فى المدينة. ويثير هذا الرفض مخاوف من تدخل خارجى «خبيث» لإطالة أمد الحرب.



ورغم عدم تعليق قائد الجيش السودانى، عبدالفتاح البرهان، على الدعوة التى طرحتها واشنطن لوقف الحرب، واستئناف محادثات السلام، إلا أن مالك عقار، وهو نائب رئيس مجلس السيادة السودانى أكد رفض الانخراط فى مفاوضات تجرى فى جدة.

وقبل أيام أكد، ياسر العطا، وهو قائد كبير فى الجيش السودانى أن روسيا عرضت تزويدهم بالأسلحة والذخائر، مقابل تحقيق مصالح لموسكو فى السودان.

ويرجح محللون سودانيون أن الأطراف التى تتقاتل فى السودان، لا تريد الانخراط فى أى مفاوضات جادة، وكل طرف يعتقد أنه يحقق نصرًا فى المعارك، والتى أسفرت عن مقتل الآلاف من المدنيين السودانيين.

ويتخوف خبراء ومحللون من أن تصبح السودان «ساحة حرب دولية»، حيث تتقاتل الجيوش فى داخل البلاد بدعم من قوى خارجية ما «قد يطيل أمد الحرب».

ويشهد السودان منذ أكثر من عام حربًا بين الجيش بقيادة، عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق، محمد حمدان دقلو.

 لا إرادة للسلام

المحلل السياسى السودانى، محمد الأسباط، قال فى تصريحات صحفية إنه من «المؤسف أن الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، لا يمتلكان إرادة لتحقيق السلام وإيقاف الحرب».

ورأى الأسباط أن ما يحدث فى السودان يرتبط بما يحصل على صعيد المجتمع الدولى، «إذ تنعدم توافر إرادة دولية وخططً واضحة لإيقاف الحرب واستعادة المسار الانتقالى المدنى».

وبحث وزير الخارجية الأمريكى، أنتونى بلينكن مع قائد الجيش السودانى البرهان الحاجة لإنهاء الحرب فى السودان، وقال المتحدث باسم الخارجية، ماثيو ميلر، فى بيان إن الجانبين «ناقشا الحاجة الملحة لإنهاء النزاع فى السودان بشكل عاجل وتمكين وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق، بما فى ذلك عبر الحدود وعبر خطوط القتال، لتخفيف معاناة الشعب السودانى». 

وأضاف ميلر إن بلينكن ناقش أيضًا فى المحادثة الهاتفية التى استمرت قرابة 30 دقيقة «استئناف المفاوضات فى منبر جدة والحاجة إلى حماية المدنيين وخفض الأعمال العدائية فى الفاشر بولاية شمال دارفور».

 العودة للمحادثات

المحلل السياسى السودانى، فريد زين، يرى أن رفض العودة لطاولة المحادثات يعنى أن هذه الأطراف «لا تهتم بمصلحة المواطن السودانى»، وكل طرف «يتمترس خلف تصريحات وشعارات لن توصل البلاد نحو بر الأمان».

ويرى الجيش السودانى أنه يحقق «مكاسب فى المعارك، ولا يريد خسارة هذا الزخم»، وعلى النقيض «ترى قوات الدعم السريع الأمر نفسه»، ولكن بالنتيجة ما يحصل هو «خسارة للسودان والسودانيين».

وينتقد المحلل الولايات المتحدة لعدم التدخل بـ«فعالية» من أجل وقف الحرب، وحتى العقوبات التى فرضت مؤخرًا على قادة فى الدعم السريع كانت «رمزية» ولا «أثر حقيقى لها».

ودعا إلى فرض عقوبات على الأطراف المتحاربة فى السودان، و«فرض نوع من حظر توريد الأسلحة للسودان و«تجفيف الدعم الذى تقدمه بعض الدول لقوى فى السودان»، وحتى فرض حظر للطيران فوق المدن التى تشهد حروبًا طاحنة مثل الفاشر».

وتسبب الصراع فى السودان فى مقتل عشرات الآلاف منذ اندلاعه فى أبريل 2023. وفى الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور وحدها، قتل ما بين 10 آلاف و15 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة.

 تنامى الصراع

ويرى الصحفى السودانى، حسن بركية، أن التصريحات التى تصدر عن الجيش وقادته تكشف «قيادة غير موحدة للقوات المسلحة، فيما يتنامى الصراع بين تيارات مختلفة من أجل مصالح ضيقة».

وقال أنه لا أحد يعرف «على وجه الدقة كيف يفكر قائد الجيش البرهان، فيما تبدو قيادة الجيش وكأنها بلا استراتيجية واضحة».

وأضاف أنه «حتى الآن لا نستطع القول بأن الجيش أوصد باب التفاوض بصورة نهائية، إذ لم يصدر بيان رسمى عن البرهان بعد، إذ يوجد تصريحات تبدو رافضة للمفاوضات فى جدة ومنها تصريحات نائب البرهان فى مجلس السيادة مالك عقار».

وقال مالك عقار، وهو زعيم متمردين سابق ونائب رئيس مجلس السيادة السودانى «لن نذهب إلى جدة ومن يرد ذلك فعليه أن يقتلنا فى بلدنا ويحمل رفاتنا إلى جدة».

وفى منتصف أبريل، أعلنت الولايات المتحدة أن السعودية ستستضيف فى مدينة جدة محادثات سلام بشأن الحرب فى السودان خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، لكن لم يتم تحديد موعد حتى الآن.

ويزداد الوضع سوءًا فى مدن سودانية جراء «عمليات نزوح جماعية للسكان، إذ يفر الكثير من الناس من مناطق النزاع»، بحسب وكالات الأمم المتحدة التى تؤكد أن «السودان يواجه خطرًا متزايدًا للمجاعة الناجمة عن الصراع والتى قد تكون لها عواقب كارثية، بما فى ذلك فقدان الأرواح، وخصوصًا بين الأطفال الصغار».

وقالت قوات الدعم السريع فى تصريحات سابقة إنها مستعدة للمحادثات، لكن كلا الطرفين لم يف بالالتزامات التى تعهد بها فى الجولات السابقة.

 ساحة حرب دولية

القيادى فى قوى الحرية والتغيير السودانية، عمار حمودة، أعرب عن مخاوفه بأن يصبح السودان «ساحة صراع عالمية أو إقليمية».

وقال إن أى «موقف رفض للتفاوض، يحمل في طياته عدم الاكتراث لمعاناة الشعب السودانى، ولا يولى أهمية للآثار الكارثية للحرب على المواطنين السودانيين».

وأضاف إن «السودان أصبح فى عين العاصفة العالمية» حيث تجرى «مساومات لدعم عسكرى مقابل توفير موطئ قدم على البحر الأحمر».

ويتهم كل من الجيش وقوات الدعم السريع بالقصف العشوائى لمناطق مدنية وعرقلة مرور المساعدات الإنسانية، مع اتهام قوات الدعم السريع على وجه التحديد بالتطهير العرقى وارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحسب وكالة فرانس برس.