وزيرة التضامن والتنوير

وسط تحديات ضخمة ومسئوليات ثقيلة وأنواء عاصفة.. وبإرادة جبارة وعزيمة طاغية تقود دكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى سفينة مثقلة بهموم ومعاناة بشر يمثلون شرائح بشرية مختلفة يتوقون إلى عدالة اجتماعية فاعلة ومساواة إنسانية ناجزة فى حقوق من سعى إليها عز عليه أن يراها مهضومة ومهدرة تظللها فوارق طبقية تتسع دوائرها فى توغل يتصاعد فى قسوة ويفرز سلبيات اجتماعية وجرائم أخلاقية وتدهور قيمى تنوء بثقله دولة عانت كثيرًا من نضال شاق من خلال ثورتين أسفرت أولهما عن ظلاميين انقضوا عليها.. وثانيهما خلصها منهم قائد جسور أعاد إليها وجهها المشرق والحضارى.. والحقيقة أن الوزيرة التى تتصدى بإيمان راسخ ودأب مدهش لمعالجة تداعيات المشاكل الاجتماعية المتشابكة والمعقدة التى تشمل أوضاع المرأة المصرية التى تعانى من الظلم الاجتماعى وقهر من ممارسات الأحوال الشخصية وظواهر زواج القاصرات وجرائم الختان والزواج المُبكر وضياع حقوق البائسات المطرودات من منازل الزوجية.. وتشرد أولاد الشوارع والتحرش والاغتصاب والعنف.. ومشاكل المعاقين وذوى الهمم.. إلخ. 

تنبهت الوزيرة إلى أهمية الإعلاء من شأن التنوير الذى يصطدم بموروثات بالية ومسلمات متحجرة ومغلوطة تحتشد بتراكمات مقيته من احتفاء بعوالم من الخرافات والدجل وانعدام الوعى الاجتماعى والفكرى والافتقار إلى الثقافة والتطور والمعاصرة.. والجنوح نحو معاداة العلم والمعرفة وسيطرة المناخ التكفيرى والتخلف على أدمغة الناس الغارقة فى ضباب الخرافة والغيبيات. 

قررت الوزيرة أن تصبح وزارة التضامن بذلك فى مقدمة الكيانات الفاعلة المهتمة بأنشطة وإنجازات الثقافة والفنون من خلال المسابقات المتتالية فى اتساق وتضافر غير مسبوق مع مهامها الأخرى الاجتماعية والإنسانية.. وبالتالى فقد كان توجه أعضاء لجان التحكيم وأنا واحد منهم.. على الانحياز فى اختياراتنا لمعالجة قضايا المجتمع إلى الرؤى التنويرية فى مواجهة التطرف والإرهاب والتفكير الرجعى.. وتدعيم قيم المواطنة والهوية.. وعودة الروح لوجودنا الإنسانى والحضارى وتجلى ذلك فى مسابقة الأفلام القصيرة.. بطل من أكتوبر (1973) والتى تحتوى على قصص وبطولات تلك الحرب المجيدة من خلال رؤية الشباب وهى مبادرة خلاقة وطموحة.. وتمثل فرصة ثمينة للتعبير الفنى عن أعز وأهم وأعظم انتصار فى معركة تحرير الأرض المقدسة فى تاريخنا الحديث.. كما يمثل ذلك التواصل الحميمى فى حب الوطن بين أجيال مختلفة.. والحقيقة أن المسابقة كشفت عن مواهب بازغة بجدارة لإثبات وجودها المثمر.. وكنت أظن – فى تصور خاطئ– أن النوابغ قد اختفوا.. وأن المواهب المُبدعة قد اندثرت.. كما تحرص الوزيرة على مشاركة اللجان فى التقييم السنوى للمسلسلات الدرامية فى السياق الرمضانى.. تنتصر فيها لحرية الرأى والتعبير.. ومعالجة القضايا المجتمعية.. والسياسية والإنسانية برؤى حداثية ناقدة ودراما تناهض سلبيات المجتمع وتسقط الأقنعة من على وجوه الفاسدين والمتشددين والتكفيريين وأعداء الفن والحرية والمرأة لإرساء نهضة شاملة فى إطار دولة مدنية حديثة نحلم من خلالها لتحقيق ثمار طيبة المحتوى والمقصد.