الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
بين إسرائيل وروسيا.. عدالة الفيفا الغائبة

بين إسرائيل وروسيا.. عدالة الفيفا الغائبة

فى الوقت الذى لم يستغرق صدور قرار إبعاد روسيا عن المشاركات الرياضية سوى عدة أيام قليلة من بدء الحرب الروسية الأوكرانية، فإن الاتحاد الدولى لكرة القدم «الفيفا» مازال يماطل منذ شهور فى إصدار قرار مماثل ضد إسرائيل، القرار ضد روسيا ترتب عليه استبعاد منتخبها من المبارة الفاصلة المؤهلة لنهائيات كأس العالم فى قطر 2022، واستبعاد أنديتها من المشاركة فى أى مسابقات أوروبية ودولية، لكن الفيفا الذى يكيل بمكيالين يسوف فى اتخاذ أى إجراء ضد إسرائيل ويماطل فى إدانتها مرجئا الأمر تحت دعاوى مختلفة، وآخرها ما جرى منذ أيام عندما رفض إينفانتينو رئيس الاتحاد طلب فلسطين بالتصويت على تجميد عضوية إسرائيل خلال اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد فى العاصمة التايلنفدية بانكوك، وقرر طلب مشورة قانونية مستقلة على أن تظهر نتائجها وتعطى تقريرها قبل يوم 20 يوليو المقبل، وذلك بحجة تقييم الطلبات الثلاث التى قدّمها الاتحاد الفلسطينى والتأكد من تطبيق لوائح فيفا بطريقة صحيحة، وكان الاتحاد الفلسطينى قدم طلبا إلى الاتحاد الدولى لكرة القدم دعا فيه الدول الأعضاء فى الاتحاد البالغ عددها 211 دولة إلى فرض عقوبات مناسبة، وبأثر فورى، ضد الفرق الإسرائيلية، لكن الفيفا لم يجد لديه الشجاعة لاتخاذ قرار ضد إسرائيل مثلما فعل مع روسيا والتى مُنعت فرقها من المشاركة فى أى بطولات وسُمح فقط لرياضييها فى الألعاب الفردية باللعب تحت علم اللجنة الأوليمبية دون رفع العلم الروسى.



هذه التفرقة بين الدولتين تأتى رغم الفارق الكبير بين الوضع فى فلسطين والوضع فى أوكرانيا، فمازالت بطولة الدورى الأوكرانى تقام بشكل منتظم، وتشارك فرقها فى البطولات المختلفة، فى حين أنه فى فلسطين المحتلة وفى غزة المستهدفة بالإبادة تم تدمير البنية الرياضية، حيث كشفت المذكرة المدعمة بالوثائق التى قدمها جبريل الرجوب وزير الرياضة الفلسطينى إلى الاتحاد الدولى لكرة القدم أن كل البنية التحتية لكرة القدم فى غزة إما دمرت أو تعرضت لأضرار جسيمة، بما فى ذلك ملعب اليرموك التاريخى بسبب القذائف والتفجيرات على الأراضى الفلسطينية وهو ما أدى أيضا إلى استشهاد ما لا يقل عن 92 لاعباً لكرة القدم، وسبق أن دعا الاتحاد الفلسطينى فى مارس الماضى إلى التصدى لإدراج فرق كرة قدم تمثل مستوطنات مقامة على أراض فلسطينية، ضمن الدورى الإسرائيلى لأن هذه الأراضى تقع ضمن ولاية الاتحاد الفلسطينى لكرة القدم، ولكن الفيفا وضع أذنًا من طين وأخرى من عجين ولم يرد على الطلب ولم يلق له بالاً.

الآن الكرة فى ملعب الفيفا لتأكيد انحيازه لحقوق الإنسان وإدانته للعدوان، وأنه لا فرق لديه بين غزة وكييف، ولا فارق بين الإنسان فى أوكرانيا والإنسان فى فلسطين، وأن له موقفا رافضا لقتل الأطفال والنساء والعزل وهدم المنازل والمساجد والكنائس والمدارس والمستشفيات، ومنع دخول الأدوية والغذاء للجرحى والجوعى، وأنه لا يتغافل عن حرب الإبادة التى تقوم بها إسرائيل ضد فلسطينى غزة، وإن كرة القدم لا تقل فى رسالتها الأخلاقية عن منظمات الإغاثة وجمعيات حقوق الإنسان، أمام الفيفا فرصة أخيرة فى يوليو المقبل ليعلن أنه موجود وعادل ولا يكيل بمكيالين حتى لو تأخر فى قراره، خاصة أن الطلب الفلسطينى مدعوم من الاتحاد الآسيوى ودول كثيرة فى أفريقيا وأمريكا اللاتينية وبعض الدول الأوروبية، فهل ينتهز الفرصة أم يضيعها ويعلن عجزه وضعفه أمام إسرائيل وأمريكا ويصبح مثل منظمة الأمم المتحدة وأجهزتها المختلفة وعلى رأسها مجلس الأمن لا حول لها ولا قوة.