الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فن صناعة الابتذال

فن صناعة الابتذال
فن صناعة الابتذال


لو حضرتك معزوم فى فرح «شيك اوى» فى أفخم فنادق مصر ستسمعهم وستجد من يتراقصون على كلماتهم، ولو تجولت بسيارتك فى أى شارع رئيسياً كان أم فرعياً ستجد أصواتهم تنبعث لك من السيارة التى تسير بجانبك، وإن قررت أن تسير مترجلا فى الشارع ستجد الكثير من أصحاب المحلات وهم يطربون آذان المارة بهم.
 
 
حينها ربما تقرر أن تدخل «سينما» كى تنسى ما ضاع فى نصف يومك الأول ولكنك ستصدم بأن عليك الاختيار بين 4 أفلام أحدها يحمل بصمتهم من خلال الأفيش المعلق على جدران السينما النظيفة!
 
تذهب إلى بيتك لتستريح وتشاهد التلفاز وتقرر البعد عن السياسة وتقلب بين القنوات لتندهش مجددا بقنوات تحمل أسماءهم، وتعرض أفلامهم وأغنياتهم.. هنا ليس لك مفر سوى الدخول على «الفيس بوك» الخاص بك لتجد صديقا لك وقد كتب فى الـ«status» الخاصة به مش هروووووووووووووح!!
 
 
«أغانى المهرجانات» وهى الصيحة الاحدث من الاغانى الشعبية اصبحت تغزو المجتمع وتنطلق بشكل سريع نحو القمة، وأغانى التكاتك أصبح لها جمهور واسع شئنا أم أبينا.. وبالرغم من أن الأغنية الشعبية فى حد ذاتها لون فنى يحترم، وبه أسماء سطرت تاريخا فنيا طويلا، وظلت نحو القمة لسنوات طويلة أمثال أحمد عدوية ومحمد قنديل، وكارم محمود، ومحمد رشدى، وحسن الاسمر، إلا أن مفهوم الأغنية الشعبية تغير كثيرا لأن المفترض أن الأغنية الشعبية تحاكى الشعب، وتعبر عن همومه وآلامه وفرحه وحزنه بشكل بسيط لرجل الشارع الغلبان، لكن الآن تحولت الأغنية الشعبية إلى ما يطلق عليه أغانى المهرجانات.. وصفة سريعة لنجاح أى أغنية منها، تتلخص فى مجموعة من المفردات الهابطة مع صوت آلات موسيقية صاخبة بالإضافة إلى أحد برامج تغيير طبقات الأصوات على الكمبيوتر لتنطلق إلى عالم النجومية، وحتى تلك المرحلة كانت هذه الأغانى التى تهبط بالذوق العام لها حدود جغرافية ولها جمهور معين يتمثل فى مناطق العشوائيات حتى إن إذاعة «نجوم أف أم» كانت ترفض إذاعة تلك الأغانى عبر موجاتها لتردى كلماتها منذ سنوات قليلة سابقة، ولكن مع ظهور المهرجانات تحولت البوصلة الفنية 180 درجة فأصبح مطربو التكاتك نجوم السينما، وخلال السنوات الماضية شهدت دور العرض المصرية العديد من الأفلام التى كانت بمثابة بوابة الشهرة لتلك الأغانى حتى وصلت إلى القمة بشكل سريع وأصبحنا نترحم على أغانى أمينة وسعد الصغير !!
 
أفلام فى دور العرض
 
 
«قلب الأسد» بطولة: محمد رمضان وحورية فرغلى وإخراج كريم السبكى
 
- تعامل الفيلم مع الواقع الذى نعيشه من وجود فقراء فى الحى الشعبى يمتازون بالشهامة والرجولة وكيفية تحولهم ضمن سياق الأحداث إلى العمل مع تجار السلاح والضباط الفاسدين لحاجتهم للمال، القصة كتبت بشكل سطحى كوميدى مضافا إليها خلطة السبكى الفنية التى ساعدت على إفسادها عن طريق مشاهد أكشن «هندى» ليست مبررة ومشاهد إغراء وعرى وأغنيات شعبية.
 
«عش البلبل» بطولة كريم محمود عبد العزيز وسعد الصغير ومى سليم ودينا وإخراج حسام الجوهرى.
 
- أقيم هذا الفيلم على أساس مجموعة من الأغانى الشعبية تتخللها قصة ضعيفة تسرد كفاح مطرب شعبى للوصول للشهرة، وتم عرضها فى بعض المشاهد القليلة التى اعتمدت على الارتجال والفقرات الكوميدية المستهلكة.. وأعاد عش البلبل استخدام تيمة الحظ الرابحة للعيد، وهى الدويتو الاستعراضى بين سعد الصغير والراقصة دينا.. بينما شهد عدد من الأغنيات الهابطة لإضاعة الوقت لعدم وجود قصة أو مضمون يستند إليهما العمل.
 
 «8٪» بطولة أوكا وأورتيجا ومى كساب وإخراج حسام الجوهرى.
 
- ضرب هذا الفيلم الرقم القياسى فى عدد أغانيه حيث إنه يدور حول ظهور فرقة شعبية من العشوائيات وحتى سلم المجد والشهرة، واعتبره البعض بمثابة ألبوم يحتوى على أشهر أغنيات أوكا وأورتيجا والسادات وغيرهم من المؤدين لأسلوب المهرجانات، جمهور العيد الذى شاهده بالسينما استمتع بشكل أكبر بالرقص واللهو على أنغامهم بدلا من التعرف على قصة واقعية.
 
«القشاش» بطولة محمد فراج وحورية فرغلى وإخراج إسماعيل فاروق
 
- يعد من نوعية الأفلام التى تحتوى على تيمة البلطجة والرقصات المثيرة التى تربح دائما فى السينما، احتل الفيلم المركز الثانى بين إيرادات عيد الأضحى الماضى، دارت أحداثه حول شاب يتيم يعمل نجارا وتحوله الظروف إلى بلطجى.. ولعل أكثر ما ساهم فى الدعاية للفيلم هى الرقصة المثيرة التى تم اقحامها داخل العمل للراقصة الأرمنية صافيناز التى تسببت فى ضجة كبيرة فى الشارع بعدها على غرار «مين اللى ميحبش صافيناز».
 
قنوات «الهلس» الفضائية
 
ومن دور العرض إلى الشاشة الصغيرة حيث أصبح لدينا عدد من القنوات المتخصصة فى تقديم اللون الشعبى الحديث من خلال ترسانة من القنوات قابلة للزيادة تقدم للمشاهد جرعة فنية هابطة يوميا بشكل ينقله إلى مصاف «المدمنين» وإحقاقا للحق فقد نجحت تلك القنوات نجاحا منقطع النظير مما يشجع أخرين على السير فى نفس الطريق.
 
 
«المصراوية» و«المولد» و«الفرح» و«التت» و«دربكة» و«شعبيات» ربما تعد من أكثر القنوات الشعبية التى تقدم أغانى محمود الليثى وأوكا واورتيجا وأمينة وطارق عبد الحليم وسيد الشاعر .. بالإضافة إلى عمالقة الطرب الشعبى الذين انحسرت عنهم الأضواء حاليا سعد الصغير وشعبان عبد الرحيم!!
 
هذا بخلاف قناة ''فلول'' التى تنتهج أسلوبا مختلفا من خلال اللون السياسى البحت دعما لمصر المستقبل.
 
شعبى إف إم :
 
 
كان الكلام الرسمى هو انطلاق إذاعة شعبى إف إم على تردد 95 لكى تذاع عبر موجاتها الأغنيات الشعبية الجميلة مثل ''يابنت السلطان'' و ''كتاب حياتى يا عين'' وأيضا إذاعة السير الشعبية مثل «حسن ونعيمة» و«أيوب ونعسة» و«عزيزة ويونس» و«على الزيبق» وغيرها من الكلاسيكيات الشعبية القديمة وكانت المواجهة بين ''يا بنت السلطان» و«أديك فى السقف تمحر» على «إف إم شعبى» من المواجهات المرتقبة، ولكن بشكل مفاجئ وبدون مقدمات، أصدرت درية شرف الدين وزيرة الإعلام، تعليمات لعبد الرحمن رشاد، رئيس قطاع الإذاعة، بإيقاف البث التجريبى لإذاعة ''«شعبى fm» وذلك بعد أقل من أسبوعين من انطلاقها.
 
 
يذكر أن الوزيرة سبق أن أصدرت تعليمات بمنع بث أى أغان شعبية هابطة وغير لائقة على الإذاعة المصرية.
 
 
ورغم ذلك هناك برامج أسبوعية تقدم الأغانى الشعبية على موجة ال fm أشهرها برنامج ''الموقف مع البوب الصالح'' على نجووووم إف إم، وغيرها الكثير على إذاعات أخرى تتخصص فى ''المهرجانات''، وأصبحت شماعة ''الجمهور عايز كده'' هى الرد السريع لأى محاولة انتقاد لهم.