الليلة الكبيرة - شجيع السيما وآخرون
منى رضوان
أوبريت الليلة الكبيرة كان رحلة وجولة بنشوف فيها إزاى المصريين بيحتفلوا بالموالد وبيكون فيه إيه من ألعاب وعروض وأكل وطبعًا سيرك بفقراته وأهمها فقرة مدرب الأسود...أو شجيع السيما زى ما كان اسمه فى الأوبريت.
فنشوف كلمات صلاح جاهين بتعلن عن السيرك جوه المولد ومدرب الأسود:
أنا شجيع السيما.. أبو شنب بريمة أول ما أقول هالى هب وأصرخ لى صرخة «ها ها ها» السبع يتكهرب ويبقى فرخة! حالًا بالًا سأصارع أسد إنما أيه متوحش وهخلى وجهه شوارع! تسقيفة يا ناس ما يصحش!
ومن هنا نشوف أن الليلة الكبيرة تخطت أنها حلقة ذكر أو احتفال بمولد أحد الأولياء الصالحين وبقت أشمل من كده، المولد تجمع اجتماعى من الطراز الأول فيه أنشطة للناس وكمان له شق ترفيهى فيه حاجات بتتعمل لجذب الجمهور، مما يجعل المولد منظومة ترفيهية منبثق منها أنواع البيع والشراء والألعاب والعروض وحتى الأكل والشرب.
فبنشوف بياع الحمص الليّ حمصه على النار يرقص، وبياع السمك المقلى الليّ صاحبه بيقول عليه سمك مقلى كل وبرقلى صنف زى الفل وكمان بياع تانى بيقول استخار واختار فشة أو ممبار يلا سمى وكل. ولا يخلو الأوبريت من الحلو زى العجمية باللوز.
بنظرة سريعة كده نشوف أن الليلة الكبيرة السابقة أشبه بكرنڤالات النهارده وما فيها من فقرات وحاجات جاذبة لكل أفراد الأسرة.
زمان كانت فريرة للعيل.. يابو العيال ميل
خد لك سبع فرارير..زمارة.. شخليلة..
عصفورة ياحليلة..طراطير ياواد طراطير!
والنهارده بتكون فقرة رسم وتلوين على الوجه.
وكان زمان فى فقرة البلياتشو الليّ بقى دلوقتى الكلاون وفقرة الساحر وخدعه البصرية الليّ بتعجب الأطفال والكبار.
فى المولد كانت المشروبات متمثلة فى الشاى والقهوة وكل ما تقدمه القهوة البلدى، أما الكرنڤال فيه كافيهات تقدم الكوفى سواء الساخنة أم الساقعة وكذلك الشاى وجميع أنواع المثلجات.
أما الغناء فى المولد والفقرة الفنية فكانت متمثلة فى الريس حنتيرة الليّ غنى وقال: ياغزال ياغزال، ده العشق حلال، دوبتنى دوب، خلتنى خيال
يا شفتك فص فراولة... وأنا لا قوة ولا حوله
شقلبتنى عقلى علاولة آه ياغزال.
فى كرنڤالات اليوم بتكون الموسيقى والأغانى متمثلة فى باند بيغنى شرقى أو غربى وساعات بيكون فى مسابقة كاريوكى. وزمان فى المولد كان فى رقاصة بتقول:
طار فى الهوا شاشى وانت ما تدراشى يا جدع
طرفه شاورلى عليك، حكم الهوا ماشى. حكم الهوا ماشى.
باختصار نقدر نقول إن الاحتفالات الماضية والحالية بينها سمات كتير مشتركة وأهمها إنهم بيشعوا البهجة وجو من التسلية والمرح وبيكونوا مليانين بالترفيه والأكل والشرب والألعاب.
أعتقد مما لا يدع مجالا للشك أن كرنفالات اليوم خدت كتير مما وثقته الليلة الكبيرة بكل دقة وفن وجمال لتصبح فيها العالم كتيرة وماليين الريف والبنادر.
