الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الفرق كبير بين «بوسى» فى «أعلى نسبة مشاهدة» و«البحراوى» فى «محارب»!

ومن التترات المميزة هذا العام، تتر مسلسل (أعلى نسبة مشاهدة)، وذلك لسببين مهمين، أولهما أننا إذا اتخذنا الأغنية بمفردها بمعزل عن الهدف الرئيسى الذى صنعت خصيصًا من أجله، فسنجدها تعبر عن الكثير من الأزمات التى يتعرض لها المجتمع المصرى بأكمله بسبب الهوس بالـ«ترند»، فإذا كان الإنترنت قام بتزويدنا بالكثير، حيث وفر لنا تقنية اتصالات سريعة تسببت فى تواصلنا مع بعضنا بشكل سريع، ومنع احتكار المعلومات، وساهم فى توفير جهدنا وطاقتنا لدرجة أننا أصبحنا نقوم بالعمليات الإدارية ونتحكم فى حساباتنا البنكية ونقوم بالبيع والشراء من خلاله، وأصبح يوفر لنا فرصًا فى العمل، بل إنه أحيانًا يساهم فى الحملات التوعوية، أو يكون وسيلة ضغط على الحكومات والدول كما يحدث حاليًا مع الكيان الصهيونى الذى أصبح يعانى من فقدان شعبيته فى المجتمعات الغربية بسبب توثيق الإنترنت لجرائمه، بل ومساهمته فى نشرها على نطاق واسع حتى لو حاولت بعض المواقع الكبرى الموالية للاحتلال من تقييد نشرها، فكل ذلك يعتبر من مميزات الإنترنت.



ولكن على النقيض أيضًا فله جوانب مظلمة كثيرة، مثلما قام صناع المسلسل بعرض جانب منها وهو تعامل المراهقين مع هذه التقنيات الحديثة وتورطهم فى أفعال ربما لا يكونوا على علم بمدى خطورتها، ولكن المسلسل أيضًا رغم ذلك لم يقل لنا ما هو الحل، أو ما هى الطريقة المثلى للتعامل مع التقنيات الحديثة، بل إنه أظهر لنا أن السبب الرئيسى فى بعض أزمات الإنترنت تأتى من باب «الفقر» وهذه نظرة طبقية غير صحيحة على الإطلاق، فمشاكل الإنترنت يقع فيها الغنى قبل الفقير، وإذا كانت هذه المساحة مخصصة للحديث عن الغناء، فبدون ذكر أسماء، لدينا كثير من نجوم الساحة الغنائية يقومون بالكذب والتضليل للبحث عن «الترند»، ومنهم من يقوم بافتعال أزمات «شخصية»، و«أسرية»، لكى يتصدر «الترند»، ومن ثم تستضيفه البرامج فيقبض أموالاً نظير نشر «فضائحه» بإرادته، فوسم الطبقات الفقيرة بأنها لا تجيد استخدام هذه التقنيات الحديثة دون غيرها، لم يكن فى محله على الإطلاق، لكن هذا الفخ لم تقع فيه أغنية التتر، لأنها تحدثت عن الموضوع بشكل عام.

أما ثانى أسباب تميز الأغنية هو أنها جاءت معبرة عن طبيعة أحداث المسلسل، كما أنه قدم لنا «بوسى» فى شكل مختلف تمامًا عن الذى تعودنا عليه، وهذا هو الأهم أن يستفيد المغنى أو المغنية من المساحة «الواسعة» التى تتيحها له الدراما فى تقديم أغانى مختلفة عن أغانى الهجر والفراق التى تعودنا عليها، وليس فقط من حيث المعانى، ولكننا نتحدث عن استخدام المزيكا والتوزيع الموسيقى وطريقة الغناء، كل هذا مختلف تمامًا عما تقدمه نفس الفنانة خارج أغانى المسلسلات والأفلام، فضلًا عن أن «بوسى» فى الأساس تعرفنا عليها من خلال أغنية فيلم (الألمانى)، وقدمت فيه أغنية أيضًا بعيدًا عن مفردات الحب والهجر والفراق، فهى تدرك قيمة هذه المساحة، بل وتجيد استخدامها بأفضل صورة ممكنة.

وعلى النقيض تمامًا، يأتى «رضا البحراوى»، من نفس المساحة التى أتت منها «بوسى»، ألا وهى «الغناء الشعبى»، ولكنه ظهر بنفس مظهر «رضا البحراوى» المعتاد فى تتر مسلسل (محارب)، فـ«رضا البحراوى» خارج تترات المسلسلات هو نفس «رضا البحراوى» الذى قدم تتر (محارب) هذا العام، وهو نفس «رضا البحراوى» الذى غنى قبل ذلك تتر مسلسل (النمر)، تقريبًا بنفس المنهج، ونفس طريقة الغناء، ونفس التوزيعات الموسيقية الشعبية، ولذلك هو يهدر المساحة التى توفرها له الدراما فى تقديم نفسه بشكل غنائى مختلف!