الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«على» و«حسين» على مسار إجبارى

بين كفى الميزان، ميزان الحياة، يعيش أخوان بعيدا عن بعضهما البعض شاءت الظروف والأقدار ألا يعرف أى منهما عن كون الآخر أخاه وعاش كل منهما حياة مختلفة تماما عن الآخر.



فتجد كمُشاهد شخصية «حسين» أو «سونس» الذى يجسد دوره «أحمد داش» من طبقة اجتماعية بسيطة له لغته الكلامية ومصطلحاته ولهجته الخاصة بطبقته الاجتماعية مع لغة جسد تعكس شخصيته الاندفاعية وتتماشى مع طبيعة ردود أفعاله وتفاعله مع أى موقف يتعرض له التى تتسم بالتسرع والعنف نوعا ما مع بالطبع شكله وملابسه وهو الرسم الجسمانى للشخصية الذى يعكس باحترافية كل تلك الصفات والطبقة الاجتماعية التى ينتمى إليها.

وعلى الجانب الآخر، تجد كمُشاهد «على» المحامى الذى يجسد دوره «عصام عمر» ينتمى للطبقة الاجتماعية المتوسطة، مرتاح العيش نوعا ما مقارنة بأخيه، من نفس الأب، مثقفا هادئ الطباع تفكيره يسبق أفعاله ويحسب لكل كلمة ينطقها وكل رد فعل يقوم بها، حركته رزينة ولغة جسده متزنة وملابسه تحاكى كل ذلك فتظهر مهندمة نظيفة متناسقة.

أخوان لكل منهما عالمه المختلف تماما عن الآخر لكنهما يضطران للسير على مسار واحد «مسار إجبارى» يجمعهما سويا لمواجهة أزمات وصعاب تسبب فيها والدهما، وهنا لا ينسج فريق كتابة العمل السيناريو والحوار لسرد أحداث يومية لشابين فقط، لكن عليك أيها المشاهد أن تنظر للصورة من منظور أبعد، فمسلسل (مسار إجبارى) هو حكاية كل شاب، حيث إن اختلاف الظروف والفكر والطبقة الاجتماعية لا ينفى اتفاق الشباب كمرحلة عمرية على تشابه المشاكل وإن اختلفت، وتوافق الإحساس بالتيهة وإن تدرجت بين واحد وآخر، لكن الجميع على نفس المسار، وذلك ما عكسه تتر العمل بشكل واضح، سواء من حيث الصورة التى تعكس جموع الشباب وهم يسيرون فى الشوارع ولكل منهم عالمه وحاله لكن فى نفس الوقت هم يسيرون على نفس الطريق والشوارع، أو من حيث كلمات أغنية فريق «مسار إجبارى»، «ومخبيالنا إيه يا دنيا خبطة جديدة كل ثانية خبطة تيجى ورا التانية وتفاجئينى بحكايات»، وما جعل مسلسل (مسار إجبارى) يجذب الجمهور، التماهى مع الأحداث ومع ما يتعرض له «حسين وعلى» فتتشابه حكايتهما مع الكثير على اختلاف التفاصيل، وما أكد من عنصر الجذب وجعل المُشاهد يندمج مع الأحداث ويعايشها، الأداء التمثيلى لبطلى العمل «عصام عمر وأحمد داش» الذى خرج اشبه بمباراة تمثيلية متقنة يفرد كل منهما عضلاته التمثيلية بإبداع وسلاسة وبساطة فيخرج الأداء صادقا وبالتالى تشعر أنت كمُشاهد بذلك الصدق وتتعايش مع كل ما يمرون به بل وتشاركهما حل مشاكلهما، وهنا قمة الإندماج مع العمل الفنى وبالتالى نجاحه فى التأثير.

وبالطبع لا نستطيع أن نغفل أهمية مشاركة نجوم كبار مثل «صابرين وبسمة ورشدى الشامى»، فلكل منهم بصمته وإبداعه الخاص فقد جسدوا شخصيات متفردة سواء من حيث الشكل أو المضمون، وهنا يأتى إبداع فريق الكتابة فى الرسم المتقن النفسى والجسمانى لكل شخصية منهم لتخرج مختلفة ومُحرّكة بشكل ما للأحداث.

مسلسل (مسار إجبارى) عمل يغرد منفردا يُحاكى قصصا وحكايات تتشابه مع الكثير منا وتتعمق فى نفوس الشباب وأحلامهم ومخاوفهم وصراعاتهم مع المحيطين من ناحية والحياة بشكل عام من ناحية أخرى، ولذلك ترك المسلسل بصمة وحقق مشاهدة والتف حوله الجمهور من كل الأعمار.