الجسمى يمتدح فهلوة المصريين.. وتواجد بلا معنى لحنان ماضى!
محمد شميس
من الإعلانات التى اكتسبت شهرة واسعة فى موسم رمضان 2024، هو إعلان الفنان «حسين الجسمى» لشركة من شركات الاتصالات، وبرغم الشهرة الواسعة للإعلان ووصوله إلى أكثر من 11 مليون مشاهدة على موقع «يوتيوب»، إلا أن جملة «السينيو» لم تكن موفقة من وجهة نظرى فى صياغة الكلمات، «أسمرانى عيونه سمرا» بمجرد سماعها شعرت أن هناك استسهالا فى صياغتها، وكذلك لم يعجبنى التحدث عن سلبيات المجتمع المصرى وكأنها شىء إيجابى يستحق المدح والثناء، فلا يجوز أن نصف «الفهلوة» بأنها أمر ايجابى مميز للمصريين! بل على العكس تمامًا، أتمنى أن نقوم بصناعة أعمال غنائية تحارب مثل هذه المفاهيم السيئة، ونستبدل «الفهلوة» بالاجتهاد والعمل والأخذ بالأسباب والتعلم والإتقان وما إلى ذلك. أيضا إذا كان الإعلان يتحدث عن «الأسمرانى أبوعيون سمرا»، فكيف يكون نجم الإعلان «أحمد عز»، «الأبيضانى أبو عيون ملونة»؟!
ومن أفضل إعلانات هذا الموسم من وجهة نظرى (أش أش)، بأصوات «دينا الشربينى وروبى»، فهو يدعو إلى البهجة، وله جملة لحنية مميزة خاصة فى «السينيو» التى تعلق بالأذهان من المرة الأولى فى السماع، والأهم من كل ذلك هو ذكر اسم الشركة صاحبة الإعلان، لتحقيق الغرض الرئيسى من العمل، بخلاف الكثير من الإعلانات التى تتحدث عن أشياء كثيرة بعيدًا عن المنتجات الرئيسية التى تقدمها الشركات المعلن عنها.
ومن الأعمال المهمة فى هذا الموسم هو إعلان «أحمد سعد وحنان ماضى»، فالمؤسسة صاحبة الإعلان قررت هذا العام استبدال «محمود العسيلى» بعد سنوات من النجاحات المتتالية بـ«أحمد سعد» صاحب أكبر نسب مشاهدة واستماع فى الوطن العربى خلال السنوات الأخيرة، بل وقامت بالاستعانة بالفنانة الكبيرة «حنان ماضى» المبتعدة عن الغناء منذ فترة طويلة، ومن هنا تأتى الأهمية.
أما على مستوى التنفيذ، فمن يستمع إلى هذا الإعلان على شاشات التليفزيون من المؤكد أنه لن يعلم أن «حنان ماضى» مشاركة فى الأغنية من الأساس، وذلك لأن الجزء الذى يعرض يكون بصوت «أحمد سعد» فقط، وهذا الاجتزاء لا يؤثر على جودة الإعلان، لأن الأغنية صنعت بطريقة «التقطيع» وليس بطريقة المشاركة، عكس تعاون «أنغام مع محمد رمضان»، فلو قمنا بحذف صوت «أنغام» من العمل ستتأثر الجودة الفنية للعمل، لأنها تغنى جمل لحنية مختلفة عن التى يغنيها «محمد رمضان»، أيضا فى التوزيع الموسيقى للعمل فلكل فنان «التيمة» الخاصة به، والآلات التى تميزه، وهذه الملاحظة غابت عن صناع (عاش) حيث شاركت «حنان ماضى» بجملة بسيطة يستطيع «أحمد سعد» غنائها، وكأنها شاركت لمجرد وضع اسمها فى العمل بلا أى هدف فنى.
ومن الإعلانات الغريبة هذا العام، إعلان «أمير عيد» لأحدى الشركات المتخصصة فى صناعة الحلويات، حيث ترتكز كلمات الأغنية على أسلوب التحدى والتنمية البشرية وتحقيق الأحلام والطيران فى السماء وما إلى ذلك من المعانى التى ليس لها علاقة بمنتجات الشركة، ولكن الذى أنقذ الموقف هو التداخل التمثيلى الذى حدث فى الإعلان وكأن الجمهور له بعض الملاحظات التى تخص المنتج، ليكون رد الشركة إننا نفعل ما نراه صحيحًا وللجمهور حرية شراء المنتج أم لا، ليخرج العمل بشكل كوميدى حفيف الظل.
«أمير عيد» أيضا له إعلان آخر هذا الموسم لإحدى البنوك، وبرغم أن كلمات الأغنية متوافقة مع الهدف من الإعلان عن المساعدات التى يقدمها البنك لعملائه، ولكن أهم ما ميز هذا العمل هو عودة الفنانة «عايدة الأيوبى» للغناء مرة أخرى بعد غياب، والأهم أن العمل صنع بطريقة المشاركة، حيث تغنى «عايدة الأيوبى» على الإيقاعات الشرقية بعد أن قدم «أمير عيد» الجزء الخاص به على إيقاعات الـ«rock»، ثم يجتمعان سويًا فى جملة السينيو.
يتبع