الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

#تريندـالأسبوع حسن الصباح وزيد

«روحى فدا صاحب مفتاح الجنة» جملة قيلت على لسان واحد من جنود الرجل الأغرب والأخطر وهو «حسن الصبّاح»، جملة قالها واحد من مريديه وجنوده قبل انتحاره بدقائق ليثبت فقط أن روحه فداء لهذا الرجل الذى حيّر العالم فى زمانه بالقرن الحادى عشر الميلادى.



فقد جاءت الحلقات الأولى من مسلسل (الحشاشين) قوية فى رسالتها وتمهيدها للأبطال الأساسيين وخاصة بطلين منهم أولهما «حسن الصبّاح» الذى مهد له الكاتب «عبدالرحيم كمال» ورسم له مشاهد مُبدعة تشرح الكثير عنه وتُقدمه للمُشاهد فى سلاسة وإيجاز بداية من كلمات أغنية التتر التى تكرر جملة «سمعت صوتًا هاتفًا فى الصحرا»، وكأن هذا الصوت هو الندّاهة التى تجذب مريديها لأفكارها وعقليتها بدون وعى أو تفكير، وهنا يرمز لـ «حسن الصبّاح» إلى جانب مشهد المبعوث الفرنسى لقلعة «ألموت» وسلطانها «الصبّاح» فقد عرض عليه التبعية لملك فرنسا وجاء رد «الصباح» عليه بنظرة واحدة فقط لواحد من جنوده الذى باع روحه فداء لسلطانه «الصبّاح» بعدما ردد جملة قوية تحكى الكثير وهى «روحى فدا صاحب مفتاح الجنة» وبالطبع مفتاح الجنة فى يد «الصبّاح» ذلك المفتاح الذى يغرى ويحرّك به كل من استطاع اجتذابهم لعالمه وأفكاره وأصبحوا تابعيه عميانًا وكله باسم الدين ورد الظلم.

كما أن صناع العمل مهّدوا للمُشاهد ورسموا له كيفية تشكيل شخصية بقوة وصلابة وفراسة «حسن الصبّاح» فى مشهد يوضح نشأته فى بيت أسرته وأمه التى تحكى عن الحروف النورانية، وأن حروف «حسن» تحكى عن صاحبها، فيأتى سر «الحاء» فى كونه حائطًا وبابًا مطلسمًا، وأثر «السين» فى كونه سور حماية، وانفعال «النون» فى سر كن فيكون، وهنا ذلك المشهد يترجم كيف تشكلت فراسة وبصيرة «حسن الصبّاح» وكيف أيضًا باعها للظلام وليس للنور من خلال رمز يحاكى لعنة أصابته فأصاب بعدها كل من اجتذب إلى روحه وفراسته فكوّن بذلك عالمًا وجيشًا من المريدين.

أما عن البطل الآخر الذى ترك علامة وبصمة على المشاهد من أول لحظة ظهر فيها على الشاشة فهو «أحمد عيد» فى شخصية «زيد بن سيحون» حيث أبدع الكاتب «عبدالرحيم كمال» فى الرسم الجسمانى والنفسى للشخصية والتحولات بها، حيث ظهر فى البداية مسكينًا أحدبًا نظرته منكسرة وصوته منخفض ثم تحول فى لحظة ما بعدما كشف حقيقته «حسن الصبّاح» إلى رجل قوى نظرته حادة وهنا نستطيع أن نجزم بالعودة القوية للفنان «أحمد عيد» الذى اعتدنا منه على الأدوار المميزة التى تترك بصمة.

كما أن مسلسل (الحشاشين) جذب الجمهور بصورته المبدعة وحركة الكاميرا الاستعراضية فتتحرك يمينًا ويسارًا حركة «ban» لتعرض لك كمُشاهد المكان وشكل الحياة فى تلك الحقبة الزمنية مع محاكاة الملابس للقرن الحادى عشر الميلادى والإضاءة الخافتة المُعتمدة ليلًا على أضواء الشموع والشعلات، حيث إن الكهرباء لم يتم اختراعها بعد، إلى جانب ديكور المنازل والشوارع وكل تلك العناصر لتدمجك كمُشاهد فى تلك الحقبة الزمنية فتتابعها مع شخصيات العمل وتتأثر بها كأنك واحد منهم.

إلا أن الغموض يسيطر أحيانًا على بعض الأحداث والجمل الحوارية التى لا تقدم تفسيرًا لبعض الكلام مثل «الحروف النورانية» والكثير من الحِكَم والأقوال المأثورة التى من الممكن أن يتم تفسيرها دراميًا للمُشاهد حتى لا ينفصل نفسيًا وذهنيًا عن العمل الفنى ويفقد شغفه فى المتابعة.