الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أغنية «Popular».. وهل تبحث الصحافة الفنية فقط عن «التفاهة»؟!

منذ أيام قليلة صدر الـ«فيديو» الرسمى، لأغنية (Popular)، لـ«مادونا»، و«ذا ويكند»، و«بلايبوى كارتى»، وفى أيام قليلة استطاعت هذه الأغنية أن تحقق أكثر من 8 ملايين مشاهدة، رغم أن الأغنية صدرت لأول مرة فى يونيو 2023 كترويج لمسلسل (The Idol).



 

ومن المفترض عندما يتم إصدار فيديو مصور يضم ثلاثة من كبار نجوم الموسيقى فى العالم، يكون هناك اهتمام إعلامى يضاهى شعبية أصحاب العمل.

ولكن إذا قمت بالدخول على موقع جوجل، وبحثت عن «مادونا»، وهى واحدة من الفنانات التى أثرت على ثقافتنا وهويتنا الموسيقية والفنية، ومن نجوم موسيقى الـ«بوب» فى العالم لأكثر من ربع قرن باستمرارية مذهلة، ستجد: «لحظة سقوط مادونا على المسرح»، «مادونا تبصق على بيرة أحد المعجبين أثناء الحفل»، «مادونا فى موقف محرج على المسرح.. وردة فعلها تفاجئ الحضور»،معجبان يقاضيان «مادونا» بعد تأخرها عن حفلها «لأكثر من ساعتين».. ما القصة؟.

لنتذكر سويًا عندما دخلت شخصية «زيكو» التى قام بأدائها «حسين الإمام»، على «سيف» الذى جسده «عمرو دياب»، فى فيلم (آيس كريم فى جليم) ليقنعه بأن يصبح «تقليعة»، و«موضة» حتى يجذب الأنظار إليه، ربما تكون هذه النظرة السطحية مقبولة لشخص رأس مالى يريد أن يحقق المكسب من خلف موهبة الشاب الطموح، فضرب له المثل بـ«مادونا»، مع «مايكل جاكسون»، والـ«بيتلز»، بدون النظر للسياق السياسى والاجتماعى للقضايا التى يناقشها هؤلاء الفنانون فى أعمالهم.

تكرر نفس الأمر بالتعامل السطحى مع هذا الرمز الأيقونى، فى فيلم (صعيدى فى الجامعة الأمريكية)، فى أغنية (كاجولوه) عندما كان يتحدث «خلف» بأداء «محمد هنيدى»، عن أحلامه وقال «مش عايز أبقى جاكسون، ولا عايز أبوس مادونا».

وقديمًا كان يتم السخرية من أى شاب بشعر طويل فى أفلام الأبيض والأسود وإطلاق لقب «خنفس» عليه، كتشبيه بفريق «بيتلز» أى الخنافس، رغم تأثيرهم واشتباكهم مع القضايا السياسية ومواجهتهم للأفكار المتطرفة فى أغانيهم.

الحقيقة المرة، أن ما تحدثت عنه جزء لا يتجزأ من مضمون أغنية (Popular)، فإذا كان «ذا ويكند» يغنى عن فتاة تبحث عن الشهرة وتفعل أى شيء حتى تظل تحت الأضواء وتحقق الشعبية المرجوة، فما هو الحال مع صحافتنا الفنية؟ التى أصحبت مع الأسف الشديد تفعل أى شيء لتحقيق «الترافيك»، بعيدا عن مهمتها الأساسية بمناقشة المحتوى.

هم يناقشون جوهر الأعمال الفنية، و«جوجل» يؤكد ذلك، وبيننا وبينهم فروق جوهرية فى مواقف نجومنا ونجومهم، فـ«ذا ويكند»، رغم أنه لا ينتمى إلينا، تبرع بـ4 ملايين وجبة غذائية لغزة، وساهم فى إطعام حوالى 173 ألف فلسطينى، وتحمل شن الهجمات الإعلامية، ولم يخش على شعبيته، مع العلم أن كل تبرعات الفنانين العرب لا تصل إلى ربع ما قدمه هذا الكندى.

عودة للأغنية التى بدأت بكلمات لـ«مادونا» بدون غناء، على خلفية موسيقى إلكترونية بدون إيقاعات، ثم يبدأ إيقاع الـ «R & B» بالدخول لتمهيد غناء «ذا ويكند»، و«كورس» الأغنية مقسوم إلى جزئين، جزء مشترك بين «مادونا»، و«ذاويكند»، وجزء آخر لـ«بلايبوى كارتى»، ورغم أن «رتم» الأغنية يعتبر ثابتًا طوال الأغنية، ولا يوجد به «نقلات» لكسر حالة التكرار، إلا أنك من الصعب أن تشعر بالملل بفضل الحوار الغنائى بين الثلاثة وأن الثلاثة يكملون بعضهم البعض كعناصر أساسية فى العمل لا يجوز الاستغناء عن أى فرد منهم.

وإذا كنت عزيزى القارئ مهتمًا بمراجعات الأغانى الأجنبية فأنصحك بكل أمانة أن تبحث عنها فى الصحافة العالمية، لأن أغلب جرائدنا المحلية لا تهتم بمناقشة الأعمال الأجنبية أو المحلية والله.