الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
وصية البابا فرنسيس.. للمسيحيين والمسلمين فى الصيام

وصية البابا فرنسيس.. للمسيحيين والمسلمين فى الصيام

 أيام قليلة ويبدأ الشعب المصرى كله فى الصيام، حيث يتزامن صوم رمضان للمسلمين مع الصوم الكبير للمسيحيين الذى يبدأ ثانى أيام شهر رمضان، مصادفة توافق الصومين جميلة ومن المفترض أن لها مردودًا كبيرًا على المجتمع، حيث تمتلئ هذه الأيام بالروحانيات والعطاء والخير، ولكن هل نصوم بالفعل؟ وهل نطبق الهدف من الصيام كما أمرنا الله به؟ وهل هو فقط الامتناع عن الطعام والشراب من الفجر حتى غروب الشمس للمسلمين والانقطاع عن أكل اللحوم ومنتجاتها للمسيحيين، أم أن حكمة الصوم أكبر من ذلك؟، لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش»، وهو من لا تصوم جوارحه عن الحرام، وهل يمكن أن نعتبر أن حكمة الصيام تحققت بينما هناك من يظلم ويكذب ويسرق وينهب؟ وهل يُقبل صيام من اكتسب مالا من حرام أو حرم إنسانا من حقه أو احتكر سلعة لكى يربح من ورائها على حساب المواطنين؟ وهل تحقق هدف الصيام إذا أسرف الصائم فى الأكل والشرب عقب أذان المغرب بينما هناك فقراء وجوعى لا يجدون قوت يومهم وما يسدون به رمقهم، أو أن يبحث الصائم المسيحى عن البرجر والبيتزا والجاتوهات الصيامى وغيرها من المأكولات إلى ابتدعوها فى حين يبيت آخرون دون طعام، فى كل هذه الحالات ابتعد المسلم والمسيحى عن هدف الصيام الحقيقى وهو الارتقاء بالنفس ومحاربة الشهوات والسيطرة على الغرائز وإيثار الغير وإعطاء المحروم والإحساس بالفقراء والامتناع عن الظلم، الصيام الحقيقى فرصة لتضامن المجتمع ونشر ثقافة المحبة والتسامح والإيثار، ولعل ما قاله البابا فرانسيس بابا الفاتيكان منذ أيام فى عظته عن الصيام يصلح دستورا للمسيحيين والمسلمين فى هذه الأيام المباركة، ورسالته توضح ما هو الصوم الحقيقى؟ ولو طبقناه جميعا لأدينا الفريضة كما يجب وبما يرضى الله.



يقول البابا فرانسيس: بدلاً مِن الانقطاع عن الطّعام وأكل اللحم فى الصّوم الكبير، قوموا بالأعمال الصّالحة التالية:

ألقِ التحيَّة دائمًا وفى كلّ مكان.

 عبِّر عن شكرك حتّى لو لم يكن «ينبغي» أن تفعل ذلك.

ذكِّر الآخرين بمدى حُبِّكَ لهم.

سلِّم بحرارة على الناس الَّذين تراهم كلَّ يوم.

أصغِ بمحبّة إلى قصّة الآخر دون تحيّز.

توقَّف للمساعدة وكُن منتبهًا لمَن يحتاجون إليك.

ارفع معنويَّات مَن هم بحاجة إلى ذلك.

احتفل بمزايا أو نجاح الآخر.

حدِّد ما لا تستخدمه وأعطه لمَن يحتاجون إليه.

ساعد عند الحاجة لإراحة آخر بحاجة لمساعدتك.

كُن أمينًا بمحبّة ولا تصمت خوفًا.

انتبه إلى التفاصيل الصّالحة مع المقرَّبين منك.

قُمْ بتنظيف ما استخدمته فى المنزل.

ساعد الآخرين على تخطّى العقبات.

اتَّصل بوالدَيك، إذا كُنتَ محظوظًا بكونهما لا يزالان على قيد الحياة.

صُمْ عن الكلام الجارح ولتكن تعابيرك رقيقة.

صُمْ عن السّخط والتململ، واملأ قلبك بالامتنان.

صُمْ عن الغضب واملأ قلبك بالصبر.

صُمْ عن التشاؤم واملأ قلبك بالأمل والتفاؤل.

صُمْ عن الهموم واملأ قلبك بالثقة بالله.

صُمْ عن التشكّى واملأ قلبك بأبسط الأشياء فى الحياة.

صُمْ عن ضغوطات الحياة واملأ قلبك بالصلاة.

صُمْ عن الحزن والمرارة واملأ قلبك بالفرح.

صم عن الأنانيَّة وكُنْ رؤوفًا بالآخرين.

صُمْ عن عدم الغفران واسعَ إلى المصالحة والاستماع إلى الآخرين وصُمْ عن كثرة الكلام وتحلّى بالصمت. هذه النقاط التى قالها البابا فى عظته لو طبقناها جميعا لصمنا كما أمرنا الله، فلم يفرض الصيام من اجل الامتناع عن تناول الطعام والشراب نهارا أو الابتعاد عن أكل اللحوم وإنما بهدف الارتقاء بالأخلاق والسمو بالروح والابتعاد عن الصغائر وتهذيب النفس، وإذا حاولنا جميعًا الالتزام بعظة البابا فرانسيس فستمتلئ حياتنا بالسلام والإيمان والسعادة.