الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

شيخ الأزهر يرد على مزاعم الصهيونية الطيب: الاحتلال للأراضى الفلسطينيــة إلـى زوال

فى إطار مواجهة الأزهر الكاشفة لغطرسة الاحتلال الصهيونى للأراضى الفلسطينية كشف الأزهر الشريف عن كتاب «الإمام ورد المزاعم الصهيونية»، من إصدارات مرصد الأزهر، حيث يقدم توثيقا لمقولات فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، فى صورة ردود على المزاعم الصهيونية، من أجل التعريف الموجز بأهم الشبهات المثارة حول القضية الفلسطينية ورد فضيلته عليها؛ تخليدًا لهذه الردود فى ذاكرة الأمة الإسلامية والعالم أجمع.



 

ويرد الإمام الأكبر فى هذا الكتاب على 18 زعمًا صهيونيًا حول القضية الفلسطينية، من أبرزها الآتي: الزعم بأنه لا سبيل لإنهاء الاحتلال الصهيونى للأراضى الفلسطينية، الزعم بأن المسلمين ليسوا دعاة سلام، الزعم أن ما يقوم به الفلسطينيون من أعمال عنف وشغب هو من الإرهاب والتخريب، الزعم بأن اختيار فلسطين لإقامة وطن قومى لليهود جاء لاعتبارات دينية، الزعم بأن لجميع اليهود حقًا دينيًا وتاريخيًا فى فلسطين، الزعم بأنه لا يجب ألا يدخل المنظور الدينى فى التعاطى مع القضية الفلسطينية، الزعم بأن الفلسطينيين هم الذين باعوا أرضهم لليهود، وأن اليهود إنما اشتروها بحر أموالهم، الزعم بأن السلام هو قبول الآخر (وإن كان محتلا) والتسليم بالأمر الواقع وإظهار سماحة الأديان، الزعم بأن حال مدينة القدس تحت الحكم الإسلامى والعربى لم يختلف عن غيره من العصور فدائما ما شهدت المدينة حروبا وسفكا للدماء لا يتوقف، الزعم بمعاناة اليهود تحت الحكم الإسلامى عبر التاريخ.

ويفند الإمام الأكبر - فى هذا الكتاب - المزاعم الصهيونية التى تقول بأنه لا سبيل لإنهاء الاحتلال الصهيونى للأراضى الفلسطينية، بالقول: «اعتقادى الجازم هو أن كل احتلال إلى زوال... اسألوا المستعمرين على مر القرون؛ لتعلموا أن الزوال هو مصير المعتدين، وأن كل قوة متسلطة - كما قال ابن خلدون - محكوم عليها بالانحطاط، وأنا أومن بأن الله القادر عالم الغيب جعل لهذا الكون سننا، ومن أولى - وربما من أكبر - هذه السنن والقوانين هو أن دولة الظلم ساعة (بالنسبة لأحداث الزمن)، ولا يوجد استعمار استمر، ولا بد للقهر والتغطرس من نهاية حتمية، وهذه القاعدة الإلهية لا تتبدل على الإطلاق».

كما زعم الصهاينة أن السلام هو قبول الآخر (وإن كان محتلا)، ويجب التسليم بالأمر الواقع وإظهار سماحة الأديان، ويرد الإمام الأكبر - فى هذا الكتاب- على هذا الزعم بالقول: «إننا دعاة سلام، لكنه السلام القائم على العدل وعلى الاحترام، وعلى الوفاء بالحقوق التى لا تقبل بيعا ولا شراء ولا مساومة، سلام لا يعرف الذلة ولا الخنوع ولا المساس بذرة من تراب الأوطان أو المقدسات... سلام تدعمه قُوَّة عِلم وتعليم واقتصاد وتحكم فى الأسواق، وتسليح يُمكنه من ردّ الصاع صاعين وبَتْر أى يد تحاول المساس بشعبه وأرضه. وإن كان قُدّر لنا أن يعيش بيننا عدو دخيل لا يفهم إلا لغة القوة، فمن العار أن نخاطبه بلغة أخرى غير التى يفهمها أو يحترمها، أو أن نبقى بينه ضعفاء مستكينين متخاذلين. وفى أيدينا - لو شئنا - كل عوامل القوة ومصادرها المادية والبشرية!».

مؤتمر استيطانى 

من جهة أخرى أعلن الأزهر الشريف خطورة المؤتمر الاستيطانى الجديد الذى شارك فيه أكثر من (5000) من نشطاء اليمين المتطرف وعلى رأسهم 11 وزيرًا صهيـونيًا و20 من أعضاء الكنيست فى مؤتمر بالقدس المحتلة يدعو لإعادة الاستيطان فى غـزة، واستغلال حرب الإبادة الدائرة للإجهاز على القطاع والسيطرة عليه من جديد.

وشدد الأزهر فى تحليل له لهذا المؤتمر أن تصريحات الوزراء والقادة فى المؤتمر الاستيطانى الذى عُقد تحت عنوان «الاستيطان يجلب أمن وانتصار»، تعكس لنا بوضوح النية المبيتة من وراء الاستمرار فى الإبادة الجماعية فى قطاع غـزة، وعدم الاستجابة للمطالبات والدعوات الدولية لوقف العدوان الإرهابى على الفلسـطينيين، والاستمرار فى تدمير بنى القطاع التحتية، والتسبب فى كارثة إنسانية لم يشهد لها العالم مثيلًا.

وأبرز هذه التصريحات جاءت على لسان وزير الأمن الداخلى المتطرف، «إيتمار بن جفير»، الذى قال: «يجب أن نشجع الهجرة الطوعية من قطاع غـزة، وأن استيطان القطاع والسيطرة عليه هو السبيل الأوحد لضمان أمن الكيان الصهـيونى».

فيما قالت «دانييلا فليس» –واحدة من أبرز قادة الحركات الاستيطانية- إن المؤتمر يهدف إلى الضغط على الحكومة للعودة إلى قطاع غـزة والشروع فى إقامة مستعمرات استيطانية على الفور، وأضافت إن العرب والفلسطينيين لن يبقوا فى غـزة. 

ويوضح مرصد الأزهر فى تقريره عن المؤتمر أن المتطرفة «دانييلا فليس» قد ذكرت من قبل أن الأوضاع الحالية بمثابة فرصة مثالية للتخلص مما أسمته «وصمة عار الانفصال» عن قطاع غـزة، وإعادة احتـلال القطاع بأكمله، كونه –وفق زعمها- جزءًا من أرض إسرائيل الكبرى.

ونبه المرصد إلى أن سلطات الكيان الصـهيـونى تسعى إلى تكرار التجربة الاستيطانية فى الضفة الغربية، وإعادة تنفيذها مرة أخرى فى قطاع غـزة بعد تطهيره عرقيًا من سكانه، إذ تُشير الإحصائيات الأخيرة إلى أن نحو نصف مليون مستوطن يعيشون فى مستوطنات غير شرعية فى الضفة الغربية المحتلة، وهو ما يعنى القضاء بشكل نهائى على أى أمل لإقامة دولة فلسـطينية مستقلة، الأمر الذى قد يؤدى إلى توسيع دائرة العنـف والصراع بشكل أكبر مما هى عليه الآن.

وأكد تقرير الأزهر أن هدف الصـهاينة الذى بات معلنًا، لا يقتصر على إخلاء قطاع غـزة من سكانه عبر تهجيرهم القسرى، وإنما يتعدى ذلك إلى طرد سكان الضفة والقدس؛ ليتحقق لهم هدفهم الخبيث فى السيطرة على كل أراضى فلسـطين التاريخية، تمهيدًا لإقامة دولتهم الدينية المزعومة «إسرائيل الكبرى».