مطرب وفنانة وشاعر: إصدارات الفنانين فى معرض الكتاب.. إبداع على أرفف المكتبات
هبة محمد على
لم يعد معرض القاهرة الدولى للكتاب ملتقى لأهل الفكر والأدب، بل أصبح موعدا سنويا للقاء أهل الفن بجمهورهم، ليس فقط عن طريق الندوات والنقاشات التى تقام على هامش المعرض، ولكن عن طريق الإصدارات الموقعة باسم الفنانين، سواء فى مجال التمثيل، أو الإخراج، أو الغناء، وكأنها أصبحت متنفسا لهم لممارسة إبداعهم بشكل أكثر حرية وانطلاقا، وإذا كانت الظاهرة قد بدأت منذ سنوات، ففى الدورة الـ55 من المعرض زادت الإصدارات، وأمسك فنانون جدد بقلم المؤلف، وأصبح جمهور المعرض على موعد مع الفنان المؤلف، مطربا كان أو مخرجا، أو ممثلا، وفى السطور التالية نحاول أن نتعرف على بعض إصدارات الفنانين فى معرض الكتاب.
حكاية الشيخ يعقوب
(يا ملطشة القلوب يا جلايب المصايب) هكذا غنى «مصطفى شوقى» قبل سنوات محدثا صدمة كبيرة للجمهور بهذه الكلمات الجريئة التى ساهمت فى تعريف الجمهور به، واليوم يحقق «مصطفى» صدمة جديدة بروايته الجديدة (الشيخ يعقوب) التى قام فيها بمحاكاة درامية لقصة حياة رائد المسرح المصرى والصحافة الساخرة «يعقوب صنوع» المنشورة فى الصحف التى أصدرها، وقد كتبت الرواية على شكل مسلسل مكون من 10 حلقات ومعظم أحداثها تدور فى الفترة (1870-1878) وهى فترة شهدت أحداثا تاريخية مهمة ومؤثرة فى تاريخ مصر المحروسة (كحرب الحبشة، وحرب البلقان، وقرض بنك أوبنهايم المشئوم، وكفاح مصر لاستقلالها عن السلطنة العثمانية، وكفاح مصر للحصول على موافقة أوروبية بالمحاكم المختلطة والسخرة... الخ) وقد أبرزت الرواية تأثير ذلك على الطبقة المثقفة المعارضة ويمثلها «يعقوب صنوع» والتى كانت قد بدأت تتشكل فى ذاك الوقت بعد عودة العديد من طلاب البعثات الخارجية وبداية حرية الصحافة وبداية عصر جديد فى تاريخ مصر فى عهد «الخديوى إسماعيل».
وقد استغرق هذا العمل ما يقرب من عام من القراءة والبحث لربط الأحداث ببعضها ووضعها داخل قالب درامى مناسب، ولأنه كتب فى الأساس من أجل أن يقدم كمسلسل تليفزيونى، فقد قام «مصطفى» بتلحين موسيقى تتر البداية والنهاية على آلة العود، بالإضافة إلى قيامه بقراءة العديد من المراجع التاريخية وكتب تعليم كتابة السيناريو قبل البدء فى هذا المشروع، وقد قام بالمراجعة التاريخية «أ. د. نجوى عانوس» أستاذة الأدب والمسرح، كما ترجمت «هويدة عيد» جزءا من مذكرات «يعقوب صنوع» من الفرنسية إلى العربية.
خطيئة نادية رشاد
قبل عامين، كان القراء على موعد مع الرواية الأولى للفنانة «نادية رشاد» والتى حملت عنوان (مسك الليل) ورغم معرفة الجمهور بالفنانة «نادية رشاد» كفنانة مهمة، وكواحدة من الكاتبات المعنيات بهموم المرأة، حيث كتبت العديد من الأفلام والمسلسلات والسهرات التلفزيونية التى تناقش قضايا المرأة، ومنها (آسفة أرفض الطلاق، القانون لا يعرف عائشة، جواز فى السر) إلا أن روايتها الأولى (مسك الليل) قد حققت نجاحا مختلفا لها، حيث انطلقت فيها من أحداث ثورة 25 يناير من خلال قصة خمس سيدات ينتمين لفئة (حزب الكنبة) وهو الاسم الذى أطلق على من يتابعون أحداث الثورة عن بعد دون القدرة على المشاركة بها، وفى هذه الرواية ألقت «نادية» الضوء على مشاعر هؤلاء السيدات تجاه هذا الحدث والتغيرات التى طرأت على حياتهن وفقا للتاريخ الاجتماعى والانتماء السياسى لكل واحدة منهن، دون أن تتخلى عن انحيازها لعالم المرأة الذى تهوى الكتابة عنه، وقد شجعها هذا النجاح على الطرق مجددا على باب الرواية، حيث صدر لها هذا العام رواية (الخطيئة) والتى تتحدث عن معاناة المجتمع المصرى من (1967 إلى 1973) من خلال شخصية مجند هش النفسية لم يستطع تحمل ما شاهده من ويلات فى الحرب مما أثر على علاقاته فيما بعد.
دفتر عنتر هلال الأحمر
يعرفه الجمهور بشاعر (كامننا) نسبة إلى الأغنية الشهيرة التى حققت رواجا كبيرا فى التسعينيات، لكن يبدو أنه يرغب فى معرض الكتاب هذا العام فى تغيير الصورة النمطية التى أخذت عنه قبل 27 عاما، حيث صدر الفيلم عام 1997، وذلك من خلال ديوانه الأول، بعنوان (الدفتر الأحمر) وهو الديوان المكون من 200 قصيدة و200 لوحة من لوحاته، حيث يجيد «عنتر هلال» فن الرسم، ونتيجة لجمعه ما بين الشعر والرسم داخل الكتاب، كتب «عنتر» على غلاف الديوان معرفا نفسه بـ(الشاعر التشكيلى) الغريب أن قصائد هذا الديوان قد كتبت جميعها باللغة العربية الفصحى، وكأنه بديوانه الأول يرغب أن ينفى عن نفسه تهمة لأزمته طوال سنوات إبداعه الفنى، وتعد قصائد (الدفتر الأحمر) عودة لعشق «عنتر هلال» الأصلى، وهو كتابة الشعر والفن التشكيلى، ولهذا السبب يجمع الديوان بين القصيدة واللوحات الفنية، وهو الأول له ضمن سلسلة دفاتر قادمة، سيقوم فيها بالتنويع بين الفصحى والعامية.