الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بعد أن حقق نجاحًا كبيرًا بمجرد بدء عرضه: «حالة خاصة».. كما تترجمها الشاشة

«لما كان البحر أزرق، لما كان ممكن أصدق إن السعادة كلمة واحدة، ماكنتش هقدر أقرا ما بين السطور، لكن فى يوم كان لازم أبدأ أعيش حياتى وأخلق لذاتى كيان».. كلمات أغنية (لما كان البحر أزرق) لفرقة «المصريين»، وهى الخلفية الموسيقية لتتر نهاية مسلسل (حالة خاصة) الذى يُعرض على منصة «watch it» وقناة «on E»، والتى اختارها صناع العمل المؤلف «مهاب طارق» والمخرج «عبد العزيز النجار» لتحكى ما يدور بعقل وروح بطل العمل أو بطل الحياة بمعنى أصح «نديم».



و«نديم» يُصنف كحالة خاصة، فهو مريض باضطراب التوحد ذلك الاضطراب الذى يتمثل فى قصور بالقدرة على الانتباه والتخيل والتذكر والاستنباط والاستدلال فى حل المشكلات، كما يظهر على مريض التوحد ضعف التواصل البصرى مع الآخرين والالتزام بالمعنى الحرفى للكلام وعدم فهم الدعابة مع بعض اللازمات الكلامية.

ولكن هل استطاع «طه الدسوقى» الذى يجسد شخصية « نديم أبو سريع» أن ينقل تلك الحالة المرضية بكل تفاصيلها المُعقدة نوعا ما، ذلك هو صُلب نجاح أو فشل مسلسل (حالة خاصة) فهنا يكمن عنصر التصديق، صدق الممثل فى الأداء التمثيلى المبنى على كتابة دقيقة لتفاصيل الشخصية، وبالتالى تصديق المُشاهد لها ليندمج معها ويتفاعل مع أحداث العمل ويتحقق النجاح.

كأداء تمثيلى أبدع «طه الدسوقى» فى تجسيد شخصية «نديم» الحالة الخاصة، فلو بدأنا بالرسم الجسمانى للشخصية فسوف نلمس عيونه التى تهرب من التواصل المستمر مع الآخرين مع تعبيرات وجهه وتشابك أصابعه وحركة رأسه، وذلك ما أبدع فى أدائه «طه الدسوقى»، أما عن الرسم النفسى للشخصية فقد خرجت لنا شخصية «نديم» كأنه بطل واعٍ مُحب يتصرف بالمنطق والذكاء الشديد، يستطيع حل المشكلات بمهارة ويستخدم أساليب الاستدلال والاستنباط غير المعهودة من مرضى التوحد إلا لو كانت الدراما تضيف بعضًا من الخيال الممزوج بالأمل لتوعِّى المجتمع وتشجعه على دمج مرضى التوحد فى الحياة ويُسأل المتخصصون فى ذلك الأمر، إلا لو أظهرت باقى حلقات العمل «فلاش باك» أو مشاهد من الماضى لطبيعة تربية ورعاية «نديم» فى صغره من المدرسة على سبيل المثال، كيف نمت لديه القدرة على التواصل والتفاعل والتذكر إلى جانب نجاحه فى بناء ثقته بنفسه وتقبله لاختلافه وإيمانه بعقله وذكائه.

وما أثقل العمل وزنًا وحرفية، الأداء التمثيلى لطاقم العمل ككل، فلو تناولنا شخصية «أمانى النجار» التى تجسد دورها «غادة عادل»، فقد أبدعت فى أداء تلك الشخصية القوية صاحبة القرارات الحازمة، وفى نفس الوقت هى أنثى لها مشاعر كأم وزوجة، وأيضا «حسن أبوالروس» فى شخصية «عز»، الدور الذى يثبت به قدرته على التلوُّن والتماهى مع الشخصية وبالتالى تصديق المُشاهد لها، أما الشخصية التى تجسدها «هاجر السراج» فهى انطلاقة قوية لها جذبت بها المشاهد وتعاطف معها وتعايش مع مشاعرها التى تحكى عنها بتعبيرات وجهها أكثر من الحوار، إلى جانب «نبيل على ماهر» الذى يجسد شخصية «جميل» بسلاسة وصدق تجعلك تعتقد أنها شخصيته الحقيقية من صدق المشاعر وبراءة العيون وحبه الظاهر لـ«نديم» فى كل تفصيلة بحياته، وأيضًا «أحمد طارق» فى شخصية «ياسر حلمى» الذى يعتبر نقطة لانطلاقته الحقيقية كممثل يتقن أدواته التمثيلية من تلوين فى نبرة صوته وتعبيرات وجهه مع كل موقف يتعرض له.

وبالتالى فمسلسل (حالة خاصة) يستحق أن نطلق عليه «حالة خاصة» بالفعل، حالة تعيش حكايتها وتصدقها حتى وإن أصابها بعض النواقص التى لا تقلل من متعتها الفنية.