بعد ركود الفن فى هوليوود: 2023 عام الأحداث الكبرى
آلاء شوقى
كان عام 2023 شاهدًا على عودة الحياة من جديد داخل هوليوود، بعد ثلاثة أعوام عانت فيها من إغلاق تام، جراء انشار جائحة كورونا فى 2020، والتى أدت إلى ركود كبير فى عالم الفن فى 2021، لتبدأ بوادر مراحل إعادة الإحياء فى 2022، ما يؤتى بثماره من أحداث إيجابية وسلبية على حد سواء، تعيد الروح من جديد لعالم الفن فى هوليوود.
فى السطور التالية نشير لأهم الأحداث الفارقة فى عالم هوليوود خلال عام 2023، ومنها:
إضراب هوليوود المزدوج
واجهت استوديوهات هوليوود أول توقف مزدوج عن العمل منذ 63 عامًا، عندما أضرب الكتّاب والممثلون عن العمل للمطالبة بتعويضات أعلى فى عصر البث التليفزيونى المباشر بعد تردى أجورهم نتيجة جشع المنتجين. بالإضافة إلى ضمانات حول استخدام الذكاء الاصطناعى التى استنسخت أصواتهم وصورهم وأفكارهم، وبالتالى يطالبون بضمانات حقيقية تكفل عدم إلغاء وظائفهم مستقبلًا لصالح صناعة السينما التقنية، مما أجبرهم على وقف العديد من الإنتاجات فى جميع أنحاء الولايات المتحدة وخارجها، وامتد الضرر –أيضًا- إلى كل الموردين المتعاملين مع صناعة السينما فى القطاعات الأخرى.
تمثل هذه ضربة أخرى للصناعة التى تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، فى وقت تكافح فيه لتغيرات كبرى فى نماذج أعمالها؛ بينما تواجه شركات البث الأخرى عدم تحقيق أى أرباح. وبالفعل كلفت الإضرابات المتداخلة اقتصاد كاليفورنيا أكثر من 6 مليارات دولار.
ولكن فى النهاية، توصلت نقابتا المجموعتين (الممثلين والكتاب) إلى اتفاقيات مع الاستوديوهات الكبرى.. ففى سبتمبر، توصلت نقابة (WGA) إلى اتفاقية عمل مدتها 3 سنوات مع الاستوديوهات الكبرى، فى حين أنهت نقابة (SAG-AFTRA) توقفها عن العمل فى نوفمبر، بعد صفقة مع شركات الإنتاج أخرى.
ظاهرة «باربنهايمر»
«باربنهايمر» (Barbenheimer) مصطلح سينمائى اختلقه صحفيون ونقاد أجانب، إثر العرض المزدوج لكل من فيلمى (باربي)، و(أوبنهايمر) فى نهاية أسبوع واحد فى حدث غير مألوف، لأن شركات الإنتاج على الأغلب تتجنب عرض أفلامها المهمة مع أفلام أخرى تماثلها فى القوة، سعيًا للاستحواذ على شباك التذاكر.
وأحدث العرض المزدوج رجة كبيرة فى شباك التذاكر العالمى بإيرادات لم تشهدها السينما منذ انتشار جائحة كورونا، كما سجلت رابع أكبر نهاية أسبوع فى تاريخ السينما الأمريكية.
مع الافتتاح المزدوج لفيلم (باربي) الكوميدى المستوحى من دمية «باربي» الشهيرة، وفيلم (أوبنهايمر) السيرة الذاتية عن العقل المبتكر للقنبلة الذرية، أصبحت ظاهرة «باربنهايمر» على لسان الجميع، رغم اختلاف الفيلمين بصورة جذرية من حيث الأسلوب، أو حتى الجمهور المستهدف، لدرجة أن الجماهير التى صارت متكاسلة فى العودة إلى دور السينما، أصبحوا يتوقون لمشاهدة الفيلمين معًا، وفى بعض الأحيان فى يوم واحد.
من المفارقة فى هذا السياق، أن الأرقام المحطمة لشباك التذاكر الأمريكى، وعودة الجمهور لشاشات العرض الكبيرة، والنجاح الساحق للفيلمين، تزامن مع بدء إضراب ممثلى وكتاب هوليوود.
الذكاء الاصطناعى يعيد إحياء الـ(بيتلز)
رغم مخاوف الممثلين من الذكاء الاصطناعى، فإنها عملة ذات وجهين، إذ استطاعت أن تعيد ذكريات مر عليها أكثر من نصف قرن، عبر إصدار آخر أغنية لفريق (بيتلز)، بصوت العضو الراحل «جون لينون»، بعد أن تم تطويرها باستخدام الذكاء الاصطناعى لتجمع تلك الأغنية أعضاء الفرقة مُجددًا، بعد أكثر من 53 عامًا على انفصالهم؛ الأغنية حملت عنوان (Now and Then).
وقال عضو (البيتلز) «بول مكارتني»، إن: «تلك الأغنية ظلت حبيسة الأدراج طوال هذه السنوات، كون التقنيات المتاحة حينها كانت غير قادرة على استخراج صوت «جون لينون» بنوعية جيدة».
مذكرات طال انتظارها
كان ضمن الأمور المنتظرة، هو إصدار نجمة البوب الشهيرة «بريتنى سبيرز» مذكراتها (The Woman In Me) فى الأسواق يوم 24 أكتوبر 2023 لتبيع أكثر من مليون نسخة فى 10 أيام فقط، حاملة فى صفحاتها الكثير من الأسرار، التى تتعلق بها وبعائلتها، زيجاتها، وعلاقاتها، وحملها من زميلها نجم البوب «جاستن تيمبرليك» بينما كانا يتواعدان وإجهاضها لهذا الطفل.
كما تروى –أيضًا- حالها فى ظل الوصاية التى تحكم من خلالها والدها بها، وكيف تخلصت منها وأصبحت حرة بعد 13 عامًا. هذا بالإضافة إلى صداقاتها مع عدد من النجوم مثل «مادونا، وباريس هيلتون».
كما تطرقت –أيضًا- لفترة انهيارها فى عام 2007، عندما حلقت رأسها، وتصدرت الصور عناوين الصحف فى جميع أنحاء العالم، إذ قالت فى مذكراتها عن هذه الفترة، إن ذلك جاء بعد فترة لم تتمكن فيها من رؤية أبنائها لعدة أسابيع، وأن المصورين تبعوها وهى تتوسل لرؤيتهما.
كما أعطى الكتاب نظرة ثاقبة لمسيرتها المهنية على المسرح.. حيث وصف الكتاب على نطاق واسع، بأنه قصة شجاعة، ومؤثرة بشكل مدهش عن الحرية، والشهرة، والأمومة، والبقاء، والإيمان، والأمل.
«التاج» يختتم الموسم الأخير
وصل مسلسل (The Crown) الشهير، الذى أثار ضجة واسعة، ونال مشاهدات عالية جدًا إلى المحطة الأخيرة، فى موسمه السادس والأخير الذى ينقسم فيها إلى قسمين، تطرق فيها إلى قصة وفاة الأميرة «ديانا» و«دودى الفايد».
ويغطى الموسم الأخير من المسلسل الأحداث البارزة بين أعوام 1997 و2005، والتى تشمل –أيضًا- اليوبيل الذهبى للملكة «إليزابيث الثانية» فى 2002. وفترة طلاق الأميرة «ديانا» من الأمير «تشارلز»، وقد تخلصت «ديانا» من الشكليات التقييدية للنظام الملكى، فى حين بدأ أمير «ويلز» حملة لإقناع الملكة بأن يكون أكثر قبولًا لعلاقته مع «كاميلا باركر».
العدوان الإسرائيلى على غزة يطول الساحة الفنية
عندما تكون الأحداث مشتعلة فى الشرق الأوسط، ويصل مداها للغرب، والغرب الأقصى.. إذ أدى العدوان الإسرائيلى على غزة إلى إلغاء جوائز (MTV Europe Music Awards)، الذى كان من المقرر إقامته فى «باريس» يوم 5 نوفمبر 2023، بسبب مخاوف أمنية، إذ قال مصدر إن إلغاء الحفل كان ضروريًا، بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة والصراع الدائر فى المنطقة.
وكانت هذه المرة الأولى التى سيقام فيها حفل توزيع جوائز «MTV EMAs» - أحد أكبر الاحتفالات الموسيقية - فى العاصمة الفرنسية منذ 28 عامًا.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، إذ أدى تواصل العدوان الإسرائيلى الغاشم على المدنيين العزل فى «غزة»، واستشهاد أكثر من 20 ألف فلسطينى، إلى إثارة حالة من الغضب بين ممثلى هوليوود، الذين أعربوا عن شديد استيائهم من الدعم الأمريكى الذى لا هوادة فيه لاستهداف الأبرياء.
وبعث العشرات من الممثلين والفنانين فى هوليوود، ومن بينهم الكوميدى «جون ستيوارت»، والممثل الحائز على جائزة الأوسكار «خواكين فينيكس» رسالة إلى الرئيس الأمريكى «جو بايدن»، يحثونه فيها على الضغط، من أجل وقف إطلاق النار فى غزة، واحترام جميع الأرواح فى الأراضى المقدسة، وإنهاء قصف غزة، وضرورة السماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى سكان غزة.