الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
ملحمة وطنية سطَّرها شعب عظيم..  الانتخابات الرئاسية 2024.. مصر كسبت الرهان

ملحمة وطنية سطَّرها شعب عظيم.. الانتخابات الرئاسية 2024.. مصر كسبت الرهان

أقل ما يقال عن مشهد الانتخابات الرئاسية المصرية 2024 أنه مشهد مشرف وعظيم، شارك فيه كل فئات الشعب المصرى، سواء الشباب أو المرأة أو كبار السن أو المصريون بالخارج أو الداخل، شعب بالكامل كان على قدر المسئولية، مسئولية النداء فى لحظة ولحظات وطنية فارقة تواجه فيها مصر تحديات كبيرة ولكن مهما كبرت التحديات تصغر أمام مصر وشعب مصر العظيم.



 

سطر الشعب المصرى العظيم ملحمة وطنية خلال الانتخابات الرئاسية 2024، حيث شهدت نسب مشاركة غير مسبوقة فى تاريخ الحياة السياسية المصرية، التى فاجأت ما نطلق عليهم النخب، ونقولها بكل ثقة: مصر كسبت الرهان، فرهان مصر دائما على أولادها، ولا يمكن أبدًا أن يكون هناك رهان على أولاد مصر وتخسر مصر رهانها.

تجربة سياسية جديدة لأحزاب مصر فى انتخابات 2024

أشاد سيد عبدالعال، رئيس حزب التجمع، خلال استضافته فى برنامج «كلام فى السياسة» الذى يذاع على قناة «إكسترا نيوز» مع الكاتب الصحفى والإعلامى أحمد الطاهرى، بما أسماها التجربة الجديدة التى تمر بها الأحزاب المصرية لأول مرة فى تاريخ الدولة السياسى، مضيفا إن الانتخابات كانت تهدف لإبراز التحدى والمشاركة فى الذهاب للصناديق برسالة تعبئة شعبية.

وأوضح أن الحشد ظهر فى حركة الأحزاب وقت العملية الانتخابية قائلاً: «شوفنا أحزاب شباب هما اللى بيتحركوا على اللجان الانتخابية»، مشيرا إلى أن الحشد على الذهاب إلى صناديق الاقتراع كان الهدف منه توجيه الشعب المصرى رسالة للعالم بأكمله وأعداء الداخل والخارج فحواها أن هناك تعبئة شعبية لمواجهة المخططات التى تستهدف مصر، إذ جاءت الانتخابات فى وقت شديد الدقة على مصر والمنطقة بأكملها.

الأحزاب لديها قناعة بضرورة استكمال المشروع التنموى بقيادة السيسى

وقال «رئيس حزب التجمع»: إن الحزب لديه مشروع خاص بالمرحلة الانتقالية الحالية، وأن مصر لديها مجموعة من المهام أهمها تلك التى تتعلق بالأمن القومى والتنمية فى الداخل، لافتا إلى أن هذه المهمة تحتاج نوعا معينا من الحكم، وهذا النوع تحقق فى الرئيس السيسى، وكان قرارنا فى الحزب أن نستمر فى تأييد هذا المرشح القادر على العبور بمصر إلى بر الأمان والتنمية.

وتابع: الحزب لم يكن ينوى أن يدفع بمرشح فى هذه الانتخابات، مشيرًا إلى أن مشروع الرئيس السيسى الذى يستعيد هيبة مصر إقليميًا وعربيًا مستمر لحين تحقيق أهدافه، وأن حزب التجمع دعم الأحزاب التى دفعت بمرشح فى الانتخابات الرئاسية لأن التعددية فى الترشح كانت مهمة للغاية، مشيرا إلى أن الأحزاب السياسية التى دفعت بقياداتها كمرشحين للانتخابات الرئاسية 2024 سيكون وضعها أفضل بعد الانتخابات لأنه تعامل مع الصندوق الانتخابى وأصبح معروفًا لدى الشعب المصرى.

الحوار الوطنى أبرز أسباب التفاعل الإيجابى للأحزاب السياسية فى انتخابات الرئاسة 2024

ومن جهته، قال الدكتور عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار، إنَّ الشعب المصرى أثبت أنه البطل الأول فى المشهد مع بداية العهد الجديد للجمهورية الجديدة، لافتًا إلى أنَّه كانت هناك مقدمات لظهور الأحزاب السياسية بقوة على الأرض خلال انتخابات الرئاسة 2024، أبرزها الحوار الوطنى ومشاركة الأحزاب وتفاعلها فيه.

وأضاف «خليل» إنَّ السبب الرئيسى للخروج الكبير وغير المسبوق للمصريين للمشاركة فى الانتخابات الرئاسية والإدلاء بأصواتهم، هو السنوات التسع الماضية وما تم إنجازه خلالها، بجانب الجهود التى بذلتها الأحزاب السياسية ومنها حزب المصريين الأحرار لحشد الناخبين وإقناعهم بأهمية المشاركة.

وتابع رئيس حزب المصريين الأحرار: «بنينا حملتنا الانتخابية على سياسة طرق الأبواب، وذهبنا للمصريين فى النجوع والقرى، وكحزب استهدفنا العمل النوعى أو الحوار مع فئات متنوعة مثل ذوى القدرات الخاصة ولقاءات مع نخب وسيدات أعمال وغيرها، وكان أسلوبنا علميًّا أكثر واستعنا بخبراء خلال الحملة فى غرفة العمليات المركزية للانتخابات، واهتممنا بمتابعة الصحف الأجنبية وما ينشر فيها»، لافتا إلى أن شبكة «سى إن إن» أشادت بالحشد للناخبين.

إعلان برامج وأهداف الأحزاب لتفادى العشوائية السياسية

وأوضح أنَّ العمل السياسى يهدف إلى تحقيق الرخاء والرفاهية للشعب، ووفقا للأهداف والأيديولوجيات المختلفة تسعى الأحزاب لتحقيق تلك الأهداف، والحياة الحزبية الحقيقية تتطلب إعادة تعريف للحزب السياسى، وبالتالى على الأحزاب فى مصر الإعلان عن أهدافها ومبادئها لرسم خريطة سياسية واضحة، مضيفا إنَّه على الأحزاب السياسية إعادة تعريف نفسها ووضع برامج واضحة، سواء اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية أو صحية أو تعليمية، وعليها تحديد الأهداف والانتماءات الفكرية، حتى لا نواجه عشوائية سياسية.

ونوه إلى أن تنمية الصعيد وجهود الدولة الملموسة فى جنوب الوادى، وكذلك موقف مصر المعلن تجاه الحرب على غزة ودعم القيادة السياسية للقضية الفلسطينية، ساهمت بشدة فى خروج غير مسبوق للمصريين للمشاركة فى الانتخابات الرئاسية 2024، لنرى تصويتًا لصالح الوطن وثقة فى القيادة السياسية الموجودة، مؤكدًا على أن مصر مليئة بالخير ولا تحتاج سوى إدارته وتوجيهه لمصلحة الشعب.

كما طالب رئيس حزب المصريين الأحرار بوزارة اقتصاد يترأسها خبير اقتصادى لتجميع جميع الخيوط بين الوزارات المختلفة، ما سيساهم فى الاستغلال الأمثل للموارد وتنفيذ خطط التنمية، مع تبسيط القوانين.

فرصة تاريخية للأحزاب للبناء عليها واستثماراها الفترة المقبلة

كما قال عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق، إن هناك فرصة قد لا تتكرر كثيرا أمام الأحزاب المصرية لاستغلال ما حدث من مناخ إيجابى فى الانتخابات الرئاسية 2024 والبناء عليه، وهذا الأمر رهن لعاملين اثنين: الأول: يتعلق بمواصلة استمرار دعم الدولة المصرية للحياة الحزبية بشكل حقيقى كما يحدث الآن.

والثانى: هو قيام الأحزاب بواجبها الطبيعى فى الاجتهاد والقيام بدورها بشكل حقيقى.

وأشار إلى أن التقدم للانتخابات الرئاسية فى 2024 كان بالأساس لثلاثة رؤساء أحزاب، فكان هذا بمثابة شهادة من الدولة بأن الحياة السياسية تمر عبر الأحزاب وليس عبر أى شىء آخر، وهذه نقطة إيجابية للغاية من الدولة، بأن الأحزاب المصرية سُمح لها بعد طول غياب بالعمل والنزول إلى الشارع والتحدث عبر الإعلام القومى والحزبى والخاص وما بينها فتح لهم الأبواب كلها لعرض الأفكار، وتنظيم مؤتمرات كثيرة للغاية، وهذا لم يكن موجودًا منذ عقود طويلة.

الأحزاب استعدت للانتخابات الرئاسية بشكل حقيقى

كما أكد رئيس تحرير جريدة الشروق أن الانتخابات الرئاسية 2024 شهدت تطورًا نوعيًا، خاصة من الحملات الحزبية الثلاثة، التى بعضها حديث النشأة، ولكن أيضا من الحزبين الرئيسيين الداعمين للرئيس عبدالفتاح السيسى وهما مستقبل وطن وحماة الوطن. 

وأضاف إن الأحزاب استعدت للانتخابات بشكل حقيقى، وخاطبت القواعد الحزبية بداية من القرى وحتى أعلى المستويات، وتكاملت هذه الأدوار وتنافست بشكل حميد، لإظهار قدرة كل حزب على الحشد والتعبئة.

وأشار إلى أنه يتمنى من الأحزاب المصرية المؤيدة والمعارضة أن تعمل بجد، وهذا يأتى بأن تضمن أولا أن يكون هناك ديمقراطية داخل الحزب نفسه، فلا يعقل أن تطلب أحزاب المعارضة من الحكومة الديمقراطية وهى لا تمارسها فى داخلها، وأن يكون هناك بناء حزبى حقيقى.

إشادة بالهيئة العامة للاستعلامات 

فيما قال الكاتب الصحفى عزت إبراهيم إن الحشد الذى شاهدناه من المصريين بالخارج على صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية كان بداية الشرارة، وإن الحماس الذى أظهروه فى كثير من الدول كان باعثًا على التفاؤل فى الداخل، مشيدًا بالهيئة العامة للاستعلامات والتوجه الكبير الذى شاهدناه وإتاحة الفرصة لكل المراسلين فى الانتخابات.

وتابع أن تواجد العديد من المراسلين والشبكات الإخبارية الأجنبية كان فارقًا فى كثير من الإعلام الخارجى، لافتًا إلى أن عملية البناء السياسى الداخلى فى مصر لم تكن منعكسة فى الإعلام الدولى، قائلا: «نحن من 10 سنوات نعانى من السلبية فى كثير من المعالجات وخصوصًا الصحف الكبرى فى الغرب نتيجة التصورات المصنوعة ما قبل 2013».

ونوه إلى أن القاصى والدانى لمس لدى المصريين استشعار الخطر على الأمن القومى المصرى، وهذه الرؤية تعد عكس ما تناوله الإعلام الدولى الذى يرى أنه ربما يكون موقف مصر ضد المصالح الغربية فى موضوع غزة الخاص بالتهجير القسرى، لافتًا إلى أن القضية الفلسطينية تحولت إلى شىء إيجابى لأن المصريين كان لديهم وعى بمسألة خطورة الأمر على الأمن القومى المصرى.

جذب مزيد من الاستثمارات إحدى أهم أولويات المرحلة القادمة

وأشار إلى أن طبيعة المسئول فى المرحلة القادمة تعد واحدة من أهم المسئوليات بكيفية التحرك بشكل إيجابى لجذب المزيد من الاستثمارات ورءوس الأموال، مشيرًا إلى أن هذه المسألة تحتاج إلى عدد من الخطوات، من بينها تبسيط القوانين، وحل الاشتباك الموجود بين الهيئات المختلفة فيما يتعلق بالمستثمرين، متابعا أن جذب مزيد من الاستثمارات إحدى أهم أولويات المرحلة القادمة، وأننا لدينا أحزاب قادرة الآن للعمل على النموذج الألمانى فى الأكاديميات داخل الأحزاب الكبرى والتى تفرخ عناصر سياسية قادرة على المشاركة فى العمل السياسى.

وأوضح أن عملية الدمج الواسعة بين الأحزاب مسألة مهمة للغاية، ليكون هناك توجه واحد فى الانتخابات القادمة بعدد محدد من الأحزاب تستطيع أن تميز بين الرؤى الحزبية الخاصة بها ونتجنب الازدحام الشديد فى الأحزاب بالشارع السياسى.

حياد أجهزة الدولة فى الانتخابات الرئاسية

ولفت الكاتب الصحفى عزت إبراهيم إلى أن جميع التقارير التى صدرت عن المنظمات والمتابعة أشارت إلى أن ما قدمته الهيئة الوطنية للانتخابات فى الإشراف على العملية الانتخابية يضاهى المستويات الدولية وأمر يدعو للفخر فى مصر، مشيرًا إلى أن الانتخابات القادمة ستكون ملعبا كبيرا وستشهد ظهور كوادر حزبية وأفكار جديدة فى المستقبل، متابعا أنه لم يعد مفهوم السياسة مقتصرا على مفهوم النشطاء خارج النطاق المؤسسى، ولافتًا إلى أن الجهد من جميع شباب الأحزاب المختلفة فى الانتخابات الرئاسية كان مشرفًا لهم، لأن العمل على الأرض من جانب الشباب يُكسب الدولة قوة وثقة والمجتمع حيوية أكثر، موضحًا أن حياد أجهزة الدولة فى الانتخابات الرئاسية كان بامتياز وأعطى الفرصة للجميع بتطوير العمل السياسى والحزبى فى الفترة القادمة، وأن الانتخابات القادمة ستشهد مزيدا من الحيوية.

تحسين المناخ السياسى والحوار الوطنى ساهما فى إقبال المصريين على المشاركة فى الانتخابات

فيما أكد الدكتور محمد فايز فرحات، مدير مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أنَّ انتخابات الرئاسة 2024، بحاجة إلى دراسات كبيرة والكثير من العمل لتحليلها، موضحًا: «نحن إزاء ظاهرة جديدة على الحياة السياسية فى مصر، مثل عودة الحياة السياسية إلى مصر بالمعنى الدقيق وبمفهوم شامل وغير متحيز أو مختزل، ومن أبرز تجليات ذلك الدعوة إلى الحوار الوطنى».

وأضاف إنَّ قرارات مهمة للدولة والقيادة السياسية على مدار السنوات الماضية، ساهمت فى تهيئة المناخ وتجهيز المجتمع المصرى لحياة سياسية جديدة وطبيعية وجادة، مثل إلغاء مد العمل بقانون الطوارئ، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، وأخيرًا الحوار الوطنى، متابعا أنَّ المشاركة السياسية غير المسبوقة للمصريين فى الانتخابات الرئاسية 2024، نتجت عن تضافر كل هذه الجهود والمبادرات وإنعاش الحياة السياسية فى مصر، والقرارات التى اتخذها الرئيس عبدالفتاح السيسى بنفسه لتجهيز المجتمع لحياة سياسية بالمعنى الحقيقى، بدون اختزال فى اتجاهات بعينها، وكذلك سياسة الانحياز الاجتماعى المعلنة للدولة والتى اتبعتها على مدار السنوات العشر الماضية.

 

إصلاح الجهاز الإدارى للدولة ضرورة للإسراع  بعملية التنمية

وأكد مدير مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، على أهمية إصلاح الجهاز الإدارى للدولة المصرية، رابطًا بين كفاءة الجهاز الإدارى وتسريع وتيرة عملية التنمية وإنجاح المشروعات التنموية.

فرصة كبيرة لتطوير الجهاز الإدارى فى مصر

وشدد على أنَّ هناك فرصة كبيرة لتطوير الجهاز الإدارى فى مصر لعدة أسباب، أبرزها أن القائم على المشروع التنموى الكبير بملف إصلاح الجهاز الإدارى يعمل فى بيئة متغيرة تشهد الكثير من التطور.

وتابع أنَّ هناك شريحة جديدة من الخريجين الذين تلقوا تعليمًا نوعيًا ستتم تغذية الجهاز الإدارى للدولة بهم، ما سيساهم فى رفع كفاءته، بجانب مشروع الرقمنة الذى تتبناه الدولة وهى أحد المداخل والشروط الأساسية لبناء وتغيير ثقافة الجهاز الإدارى، وكذلك مخرجات الحوار الوطنى المتوقعة الذى تعد المحليات وقانون الإدارة المحلية جزءًا من أجندته ما سيغير طبيعة العلاقة بين الإدارة والحكومة المركزية والمحليات.

 

وأوضح أن شريحة الخريجين الجديدة مصدرها فى الأساس، أبناء الطبقة المتوسطة فى مصر المهتمة بتعليم أبنائها، ويعد التعليم القضية المحورية للطبقة الوسطى لأنه وسيلتهم للارتقاء الاجتماعى.