الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أهم مكاسب الانتخابات الرئاسية 2024 بعد الإقبال التاريخى للناخبين: الشارع لـ«الأحزاب السياسية»

تعتبر الانتخابات الرئاسية 2024، بمثابة «قبلة الحياة» للأحزاب السياسية ليس فقط فى تفاعلها مع الشارع فى جميع المحافظات بمختلف الفئات والأعمار والتصنيفات، ولكن فى اعتماد عملها وتواصلها مع الناخبين على الانتشار بعد أن ساهمت الأحزاب بمختلف الانتماءات والأفكار فى أن تكون حاضرة بقوة عبر 3 مرشحين حزبيين فى الاستحقاق الرئاسى ودعم ومساندة أحزاب للمرشح الرئاسى المستقل عبدالفتاح السيسى.



الأحزاب انتشرت بقياداتها وكوادرها وشبابها، توددت إلى الناخب الذى يجب أن يسعى إليه الجميع، تواجدت بالبرامج الانتخابية للمرشحين، قامت بتجارب متنوعة للحشد الجماهيرى المشروع، ونجاحها فى ذلك ساهم بشكل قوى فى الإقبال التاريخى للمواطنين فى التصويت بالانتخابات الرئاسية، ومن الواضح أن الأحزاب سعت خلال الأشهر الأخيرة على فهم عقلية الناخب المصرى الذكى الذى يجعل دائمًا مصلحة بلاده أولوية، لا يقبل بتاتًا أن يحاصرها أية مخاطر أو تهديدات، هذا الوعى الذى تعاملت واندمجت معه الأحزاب بجدية، لأنها جزء من الشعب وتدرك عبر نخبتها وقواعدها قيمة هذا البلد.

وكان لـ «الحوار الوطنى» الذى انعقد فى الأشهر السابقة للانتخابات، حافزًا قويًا للأحزاب فى عملها على مستوى جميع القواعد والتفاعل مع جميع الفئات وفتح المجالات لهم، وإفساح الطريق لاتساع العمل الحزبى، فى ظل الملفات التى طرحت للنقاش والتداول بكل شفافية وعدم وجود سقف لذلك، الأمر الذى جعل الأحزاب تواصل التفاعل مع الشارع، لاسيما فى ظل عمل الحملات الانتخابية للمرشحين سواء للأحزاب التى تقدمت بـ3 مرشحين، والتفاعل فى هذا الصدد مع الناخبين خلال الأشهر التى سبقت عملية التصويت.

المكاسب التى حققتها الانتخابات الرئاسية 2024، لا تُعد ولا تُحصى، من بينها تقديم أحزاب سياسية تتفاعل فى الشارع، عرفت الطريق الذى يجعلها حاضرة بين الناس، وهو ما يجعلها تستعد من هذه التجربة للانتخابات البرلمانية سواء «النواب» أو «الشيوخ» فى 2025.

وفى هذا الإطار، يؤكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، د.حسن سلامة، أن الانتخابات الرئاسية مثلت فرصة حقيقية لإعادة هيكلة الحياة السياسية فى مصر وفى صدارة ذلك الأحزاب التى بات مطلوب منها عبر جميع أدواتها وقواعدها، استغلال هذه الحالة بكل ما حدث فيها من وجود وتفاعل فى الشارع من جانب الناخبين ووسائل الإعلام، وأن تؤهل نفسها فى الفترة المقبلة للاستحقاقات التى ستكون ساحة لتفاعل الأحزاب فى المشهد السياسى والتى من بينها الانتخابات البرلمانية وأيضًا انتخابات المحليات، لافتًا إلى أن هناك عدة مساحات قدمتها تلك الانتخابات للأحزاب للعمل عليها، فى صدارتها كيفية الإعداد الداخلى وفى الشارع للتنافس على المقاعد، وأيضًا من أهم الأسس المطلوب من الأحزاب العمل عليها فى الفترة المقبلة نتاجًا للأجواء التى جاءت بها الانتخابات الرئاسية بظهور قوى ولافت للشباب، هو تكوين قواعد جماهيرية والعمل على تنشئة سياسية فعالة فى مختلف الجهات الجغرافية، ووضع برامج لها أفكار قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، الأمر الذى يتطلب إعادة النظر من جانب الأحزاب فى كيفية وجودها ضمن التداول السلمى للسلطة على مستوى مختلف المقاعد والمراكز.

وأوضح «سلامة» أن فرصة إفساح الساحة فى هذه الانتخابات لجميع الأحزاب أمر يدفعها إلى ضرورة إعادة النظر فى هيكلتها والتعامل بجدية مع فكرة الاندماج بشكل واقعى لأنه من غير المقبول وجود 104 أحزاب، الأمر بالكيف وليس بالكم، ولذلك يجب أن يكون هناك نوع من الاندماج بين الأحزاب التى تتشابه فى أفكارها وأهدافها وبرامجها، لتعبر عن فئات فى المجتمع وتقوم بتكوين قواعد أكبر لها فى الشارع.

فيما قال الأمين العام المساعد لحزب التجمع، عبدالناصر قنديل، إن المشهد التنافسى فى الانتخابات الرئاسية ومدى الإقبال الشعبى والتفاعل من جانب الناخبين مع أحزاب قدمت مرشحين على المنصب الرئاسى أو أحزاب أخرى دعمت مرشحين وتناولت برامجهم، مثلت قبلة حياة للعمل السياسى والحزبى من جهة، ومن جهة أخرى، أثبتت أن المصريين متمسكون بحقوقهم السياسية والدستورية ومقبلون على المشاركة طالما تمت من خلال قنوات تواصل شرعية ومنظمة، لافتًا إلى أن حملات الدعاية الانتخابية للمرشحين، ساهمت فى تعزيز العمل الحزبى خلال الفترة الأخيرة من خلال عقد مؤتمرات جماهيرية من الأحزاب فى جميع المحافظات ومخاطبة لجميع الفئات، فضلًا عن عمليات الحشد المنظم الذى يعتبر فى صلب الممارسة الانتخابية، مما أعطى زخمًا على الأرض، الأمر الذى ستظهر انعكاساته فى التنوع الذى سيظهر فى منافسات انتخابات البرلمان لعام 2025.

وأشار «قنديل» إلى أن حملات المرشحين تحركت بشكل واسع فى المحافظات عبر أحزاب تقدم منها مرشحون أو أحزاب داعمة لمرشحين، وتقدم على المنافسة فى الماراثون الرئاسى 3 مرشحين حزبيين، اثنان منهم لأحزاب معارضة هم «المصرى الديمقراطى» و«الوفد» فضلًا عن وجود خطاب متميز قدم من جانب مرشح حزب الشعب الجمهورى، أما الأحزاب المساندة والداعمة للمرشحين، لعبت دورًا مستقبليًا لصالحها من خلال أدوار وانتشار فى الشارع بين الناخبين بمختلف الفئات والأعمار مما جعلها شريكة فى هذا الحراك، مستهدفة ما هو أصبح قائمًا بالتواصل مع الشارع فى جميع المحافظات، لتستغل الفرصة وتستكمل تواصلها وتفاعلها فى الفترة المقبلة بطبيعة الحال فى ظل وجود استحقاق مهم سيكون بمثابة أرضية واسعة للأحزاب وهو انتخابات البرلمان سواء «النواب» أو «الشيوخ»، الأمر الذى سينعكس بالإيجاب على المناخ السياسى والديمقراطى. 

بينما أكد رئيس حزب المستقلين الجدد، د.هشام عنانى، أن الأحزاب السياسية كانت تتوقع هذا المشهد، نظرًا للحالة التى شهدتها الساحة فى سياق «الحوار الوطنى» ومن ثم الانطلاق فى الشارع والحراك على جميع المستويات، لتكون النتيجة من حيث الإقبال فى ظل انتشار الأحزاب عبر قواعدها فى جميع المحافظات وتفاعلها مع الناخبين، ليكون الهدف الذى سعت إليه الجهات المعنية فى الدولة هو كيفية استيعاب نسب المشاركة، وتابع: «الحوار الوطنى كان له أثر كبير فى هذا المشهد السياسى والحزبى، واستطاع أن يجمع الكل على مبدأ واحد، وهو أن هناك مساحة مشتركة وأن الخلاف لا يفسد للوطن قضية حتى توحدت جميع الأطياف السياسية، مشيرًا إلى أنه كان هناك تنبؤ بتغيير جذرى وحراك كبير تستفيد منه جميع الأحزاب منذ انطلاق الحوار الوطنى وظهر ذلك بشكل أكبر من خلال النتائج والحلول لـ 62 قضية بكل شفافية مما نتج عنه نضج حزبى غير مسبوق، ترتب عنه منافسة على المقعد الرئاسى بين 3 مرشحين حزبيين ومرشح مستقل».

وأردف: «كان هناك ركود فى الحياة السياسية تم دفعه بالحوار الوطنى وظهرت قوى سياسية استغلت هذا المشهد هى والكثير من الأحزاب، وقامت بمد جذورها فى المجتمع والتفاعل مع الشارع، وإن لم يكن هناك هذا الحوار الوطنى، لم تكن تمتد جسور الثقة بهذا الشكل لدى الأحزاب التى دفعت بمرشحين للمنافسة على أكبر استحقاق دستورى مما يعتبر قمة العمل الحزبى السياسى».

ولفت «عنانى» إلى أن الأحزاب السياسية كانت وقودًا لما حدث فى الشارع وقت التصويت فى الانتخابات الرئاسية بعد أن تفاعلت مع المواطنين، فبات هناك حساب جمعى فى الخروج والحشد أمام الصناديق فى ظل وجود استنفار شعبى لدعم الدولة أمام أى مخاطر واضحة تجاه مواقف ملتهبة فى الشرق الأوسط والتمسك بالحفاظ على المكاسب التى تحققت فى عدة مجالات، ليكون الحق الدستورى واجبًا وطنيًا، وبناءً على ذلك، أصبح هناك بلورة لحجم القوى السياسية فى الشارع، والخريطة تغيرت مع انتخابات الرئاسة، حيث أثبتت أحزاب التواجد بقوة بمرشحين من جهة ومن جهة أخرى قامت أحزاب أخرى بدعم مرشحين، وكل ذلك كان تواجدًا فعالًا فى الشارع، سيكون له إطار آخر فى الانتخابات البرلمانية القادمة.