الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الإعلام الغربى أخطأ فى تشخيص أزمة قطاع غزة منذ البداية منتدى مصر للإعلام.. غزة تحت وطأة الاحتلال والانحياز الغربى الأعمى

الإعلام الغربى أخطأ فى تشخيص أزمة قطاع غزة منذ البداية منتدى مصر للإعلام.. غزة تحت وطأة الاحتلال والانحياز الغربى الأعمى

انطلقت الدورة الثانية من «منتدى مصر للإعلام» تحت عنوان «عالم بلا إعلام»، بمشاركة عدد من الإعلاميين والصحفيين من مصر ودول عربية وأجنبية، وألقت الحرب الإسرائيلية بظلالها على المنتدى الذى افتتح فعالياته، الأحد، بجلسة حملت عنوان «تحت القصف... الإعلام وسؤال المهنية»، فى حين ناقشت جلسات أخرى الإعلام فى زمن النزاعات المسلَّحة.



 أزمة روسيا وأوكرانيا.. والعدوان الإسرائيلى الغاشم على غزة

جاء اختيار عنوان المنتدى «عالم بلا إعلام» استجابة لتأثيرات حرب غزة، وقبلها الحرب «الروسية - الأوكرانية»، على الإعلام، وما أثارته هاتان الأزمتان من انتقادات للأداء الإعلامى بشكل عام، وسط حديث عن تجاوزات وانتهاكات لمعايير المهنة دفعت الجمهور للبحث عن مصادر بديلة للمعلومات.

وأكد الكاتب الصحفى أحمد الطاهرى رئيس تحرير مجلة «روزاليوسف» ورئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، إن سياق أزمة روسيا وأوكرانيا يختلف تمامًا عن سياق العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، لأن الدولتين الأوروبيتين لهما حدود مستقرة دوليًا وجيشان، أما بالنسبة إلى ما يحدث فى قطاع غزة، فإن الإعلام الغربى أراد أن يبدأ التاريخ فى السابع من أكتوبر الماضى، وكأن ما قبله لم يكن هناك تاريخ.

وأضاف «أحمد الطاهرى»، فى كلمته ضمن الجلسة الافتتاحية بعنوان «تحت القصف.. الإعلام وسؤال المهنية»، ضمن فعاليات النسخة الثانية من منتدى مصر للإعلام، إن التشخيص الإعلامى للإعلام الغربى لما يحدث فى قطاع غزة كان خاطئًا منذ اللحظة الأولى، فقد قال إن الحرب تجرى بين إسرائيل وحماس، وليس العدوان.

وتابع: إن ما حدث فى 7 أكتوبر نتيجة لحصار خارق واعتقال واستيطان، وبالتالى، فإن المساواة بين إسرائيل وحماس هو تشخيص خاطئ وكأن التاريخ بدأ فى السابع من أكتوبر.

 العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة أكبر كارثة إنسانية حدثت فى العصر الحديث

وأوضح «أحمد الطاهرى»، أن العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة مرّ بأكثر من مرحلة فى الأيام الطويلة الماضية، ففى المرحلة الأولى كان الإعلام الغربى تجاوز الانحياز إلى المشاركة فى العدوان.

وأشار إلى أن العدوان على غزة أكبر كارثة إنسانية حدثت فى العصر الحديث، فقد أزهقت أكثر من 17 ألف روح، غالبيتهم أطفال ونساء، كما استخدم الاحتلال أسلحة محرمة دوليًا. 

وشدد «أحمد الطاهرى» على أن الصحافة تستخدم لغة واحدة فى العالم، ولكن المفردات تختلف، كما تختلف المصلحة والأهداف التى من المطلوب أن تحققها الوسيلة الإعلامية، وتوقعات المتلقى من الإصدار الإعلامى، فقد كانت ثمّة صدمة كبرى لأن العالم العربى كان يمرر السردية الإسرائيلية على مدار 40 يومًا، أنا أعنى ما أقول، فقد كانت إسرائيل تمرر سرديتها عبر القنوات الغربية وضيوف إسرائيل يتحدثون بالإعلام العربى.. هذا تاريخ، فقد جرى وضع قطاع غزة وإسرائيل فى غزة، وكأن التاريخ بدأ فى السابع من أكتوبر، وهذا ليس إنصافًا».

 شكل العالم فى غياب وسائل الإعلام

كما ناقش المشاركون، فى النسخة الثانية من المنتدى، شكل العالم فى حال غياب وسائل الإعلام التى تُحقق وتُدقق فى سيل الأخبار المتدفقة من كل مكان، كما تطرقوا إلى الدور الذى يمكن أن تلعبه تقنيات الذكاء الاصطناعى فى المساعدة على إنتاج تقارير صحفية تتحلى بالإبداع ولا تنقصها الدقة.

وأوضحت رئيس «منتدى مصر للإعلام»، نهى النحاس، أنه «فى وقت تزداد فيه حدة الحروب والنزاعات والجوائح والكوارث الطبيعية، تتعاظم الضغوط على الممارسات الإعلامية الاحترافية الجادة»، بينما تتزعزع ثقة قطاعات واسعة من الجمهور العالمى فى أداء وسائل الإعلام (التقليدية)، تُخفق وسائط (التواصل الاجتماعى)، رغم ما تشهده من رواج وتأثير، فى التمتع بقدر مناسب من المصداقية».

وأضافت إنه بسبب تراجع الثقة المُطرد، تزداد المخاطر بشأن مستقبل الإعلام ووجوده»، مشيرة إلى أن كل ما سبق «دفع منتدى مصر للإعلام لتخصيص دورته الثانية لبحث هذه المخاطر، والتوصل إلى السبل التى يمكن من خلالها استعادة الثقة فى وسائل الإعلام المهنية، وضمان استدامة أدائها؛ عبر الابتكار، والحوكمة، ومبادرات توليد العوائد».

 تراجع ثقة المتلقى فى وسائل الإعلام

وأشارت دراسات عدة إلى «تراجع الثقة» فى الإعلام، كان آخِرها ما نشره معهد «جالوب» للبحوث، الشهر الماضى، عن «تسجيل مستويات منخفضة قياسية بشأن الثقة فى الإعلام بالولايات المتحدة»، حيث قال 38 % ممن شملهم البحث إنهم «لا يثقون مطلقًا فى الإعلام»، فى حين قال 7 % فقط إنهم «يثقون فى الإعلام»، بينما توزعت النسبة المتبقية على درجات متعددة من الثقة.

ويسعى المشاركون بـ«منتدى مصر للإعلام»، إلى «إيجاد السبل اللازمة للنهوض بالصناعة الإعلامية عبر تعزيز الأطر المهنية والأخلاقية، وتطوير أدوات الابتكار والإبداع».

بالفعل بدا واضحًا، منذ الجلسة الأولى بالمنتدى، سيطرة حرب غزة والتعامل الإعلامى معها، حيث عرض المنتدى، فى افتتاحه فيلمًا قصيرًا عن العدوان الإسرائيلى على غزة، وضحاياه من الصحفيين والإعلاميين العرب والأجانب.

ودفعت حرب غزة وما أثارته من أحداث مأساوية إلى تعزيز الجهود لمواكبة الأحداث والتفاعل معها مهنيًا، وخلال الحرب، عجز الإعلام عن الإجابة عن أسئلة الحياد والموضوعية والنزاهة.

كل هذا بالتبعية استدعى العمل على استعادة الثقة فى الإعلام ـ والتى فُقدت فى أتون الحرب ـ بهدف بناء إعلام حر ومنفتح ومهنى قادر على مواجهة القضايا الصعبة.

كما ناقش المنتدى الاتهامات التى وُجّهت للإعلام الغربى بشأن انحيازه لإسرائيل خلال الحرب، محاولًا استكشاف أسباب العوار الإعلامى، مع طرح تساؤلات بشأن انحيازات الإعلام العربى أيضًا.

واستعرض المنتدى نماذج لما وصفه بـ«العوار فى بنية الإعلام الغربى، وسقوط مراكز ومؤسسات إعلانية كانت تُعدّ معيارًا للمهنية».

 مواقع التواصل الاجتماعى وزيف المعلومات

كما تطرّق المنتدى إلى اتجاه الجمهور إلى مواقع التواصل الاجتماعى؛ بحثًا عن المعلومة والخبر، فى ظل تقاعس الإعلام التقليدى، أو تراجعه عن أداء دوره المهنى. وحذّر المنتدى من خطورة ذلك، ولا سيما أن ما تبثّه منصات التواصل الاجتماعى ليس كله صحيحًا، بل على العكس فإنها كثيرًا ما تعيد مشاركة معلومات «زائفة ومضللة».

وشهد المنتدى مشاركة نحو ألفيْ صحفى وإعلامى من مصر ودول عربية وأجنبية، ولا سيما أنه يُعقَد بالشراكة مع مؤسسات إعلامية عدة، بينها قنوات «القاهرة الإخبارية»، و«دى إم سى»، و«سى بى سى»، و«أون تى فى»، و«القناة الأولى المصرية»، و«قناة تن»، وجريدة «الوطن المصرية»، و«الشروق»، و«المصرى اليوم»، وموقع «اليوم السابع»، وموقع «مصراوى»، بالإضافة إلى «مبادرة أخبار جوجل»، و«هيئة الأمم المتحدة للمرأة»، و«اتحاد كُتاب كرة القدم فى إنجلترا»، و«المركز الدولى للصحفيين»، و«دويتشة فيله»، وقناة «سكاى نيوز»، وموقع «العين الإخبارية».

وتتميز النسخة الثانية من المنتدى بأبعاد إقليمية وعربية ودولية، وفق خبير الإعلام الرقمى، بالإضافة إلى تنوع الضيوف ليمثلوا نماذج إعلامية متعددة.

 وناقش المنتدى الجوانب المهنية للإعلام على مستوى العالم، محاولًا الإجابة عن سؤال هل يصح أن يصبح «العالم بلا إعلام».

ويرى المشتركون فى المنتدى أن الإعلام الإقليمى والعربى، خلال الحرب الأخيرة على غزة، بدا كأنه يتحدث مع نفسه، وينشر روايته وسرديته على نطاق محلى لا تتجاوزه إلى أبعد من ذلك.

 الذكاء الاصطناعى والمهارات المطلوبة للإعلامى فى المستقبل 

ويرى المشاركون فى المنتدى أن الذكاء الاصطناعى سيقلل تكاليف إنتاج المواد الإعلامية، ويدفع نحو إنتاج مواد أكثر عمقًا، ويتيح إعلانات أكثر ديناميكية، ما يعزز ربحية المؤسسات الإعلامية.

كما ركز المنتدى على طرح الذكاء الاصطناعى بوصفه من الأدوات المساعدة فى العمل الصحفى والإعلامى، محاولًا استكشاف الطرق للاستفادة من مميزاته وتجاوز سلبياته، كما بحث المنتدى فى حقوق ملكية المحتوى الذى ينتجه الذكاء الاصطناعى.